الخميس، يوليو 07، 2016

الشراكة بين رواد العمل الخيري في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري
http://medadcenter.com/articles/378
من خلال هذا العنوان انطلقت ندوة اللجنة الاجتماعية للمرأة والطفل، وتستهدف الشراكة بين الجهات الخيرية في توصيل خدماتها للمستفيدين ... تقول رئيسة اللجنة ـ الأميرة فهدة العذل ـ:"إن العمل الخيري بدون تنسيق الجهود يصل بنا إلى الفوضى والارتجالية في العمل الخيري، وإن السعي التنسيقي ـ بإذن الله ـ سيحقق التنمية المرجوة" . تحدث أبو حسن، من إحدى المؤسسات الخيرية المانحة، في لقاء حضرته يجمع عددا من المهتمين بالمجال الخيري، حيث تناول حالات من فوضى التنسيق بفقد الشراكة، بحيث إنهم زاروا أسرة فقيرة في إحدى الهجر وتعيش في صندقة من الشينكو، وتحتاج السكن، فلما دخلوا عليهم يتفقدون الأسرة ويقيمون العمل تفاجؤوا بوجود كميات من البطانيات الجديدة في أكياسها ولم تمس من قبل الأسرة، وحين السؤال عنهم عن سبب وجود تلك البطانيات فكانت الإجابة أن أكثر من جمعية تفاعلت مع حالتهم وقدمت لهم مشروعها المتاح، وهو بطانية الشتاء، فقدّموا البطانيات، وكان الفقير لحاجته يستقبل تلك البطانيات؛ خشية أن يقول لهم إنه لا يحتاج بطانية فيلغى اسمه من كشوف الأسر المحتاجة بحكم أنه غني بدليل عدم حاجته لبطانية في الشتاء !! هذه الحال التي مرت بنا، وأظن مثلها كثير من الجهود والأنشطة المتكررة، مثل: مخيم للشباب، مثل دورات تدريبية معينة، تفطير صائم ... هذه الحالات تعطل جهود التنمية، وتكرس الإحباط عند المستفيد النهائي الفقير المحتاج، وتضعف الثقة عند المتبرع والمؤسسة المانحة.. نحتاج ـ كما قال أبو الحسن ـ إلى أن نعمل وفق استراتيجية تحديد الاحتياج الفعلي، ثم تنسيق الجهود، وتحديد من يتكفل بماذا، ثم كل ينطلق في سعيه حسب الدور المناط به. ولقد تناولت تجربة المدينة المنورة في تنسيق الجهود، وهي تجربة رائدة بلا شك، ولست بصدد تكرار الحديث عن المشكلة الآن، أو تناول نفس الحلول، لكن أريد أن أسلط الضوء على وقفة اللجنة الاجتماعية، والتي حاولت فيها جمع شتات الموضوع ولملمته، قد يكون من المناسب هنا في هذه الوقفة تركيز الحديث حول تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين، وهي عملية ليست بالسهلة، خاصة مع تنوع رغبات واحتياجات المستفيد، وكذلك مواصفات الفقير الذي تصل له المساعدة، وما المساعدة المقترحة لكي تصل للمحتاج، وحجمها، وتكرارها، وكذلك بناء قاعدة البيانات الذكية التي تحوي جغرافيا معلوماتية تحليلية للمنطقة التي تعمل بها المؤسسات القريبة من بعضها .. أتمنى من وزارة الشؤون الاجتماعية رصد المتغير، وتحديد المعيار بين المؤسسات الخيرية، وبناء تطبيق حاسوبي يساعد في حصر الأسر الفقيرة وعدم تكرارها بأساليب تحايلية مكشوفة من قبل الفقراء الذين يعيشون في نفس المدينة، بل ويمكن كشف طرق احتيال المجموعات التي ليست من ذات المدينة، وذلك كله بالتنسيق وسهولة الاتصال والاستفسار. ومن الغريب الذي أود الإشارة إليه هو أنه ينبغي على الباحث ملاحظة محاولات إخفاء أصحاب الحالات عن حقيقة ما يتلقونه فعلا من مؤسسات أو جمعيات خيرية، ومن أهل الخير الأفراد، بل ويتفنن أحيانا في أنواع الطلب؛ فمن الشكاية إلى محاولة التسجيل باسم فرد من الأسرة، أو سكنى بيت غير مناسب حال زيارة الباحثين للتأكد من حقيقة كلام المستفيد، فبوجود الشراكة ستتقلص الفجوات بين تلك المعايير، وكذلك سيتم استثمار عوائد التبرعات بشكل أفضل، وتوزيع منطقي أقرب للعدالة في توزيع تلك المساعدات . أتمنى حقيقة تكرار عقد مثل هذه اللقاءات، التي تعزز الشراكة بين المؤسسات الخيرية،وتبنِّي برنامج أو تطبيق حاسوبي لإدارة أعمال تلك المؤسسات تتبرع به الوزارة أو إحدى المؤسسات المانحة، حيث إن فلسفة وفكرة الجمعيات الخيرية متشابهة ومتقاربة في الغالب، فيمكن عمل برنامج حاسوبي موحد يسهل بعد ذلك نقل الملفات وتبادل المعلومات؛ مما يحسن أداء وأثر تلك المؤسسات على بيئة المنطقة.