الاثنين، يوليو 11، 2016

معوقات عمل المرأة في المؤسسات الخيرية

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات العمل الخيري
http://medadcenter.com/articles/382
كثير من المؤسسات الخيرية بدون أقسام نسائية ، نسبة المؤسسات النسائية بين المؤسسات الخيرية لا تكاد تذكر ، بحكم التبعية وبحكم المجتمع الذكوري تقلصت فرص التحاق النساء بالوظائف وتسنم المواقع القيادية منها بأسباب عدة لكن هي معوقات خاصة في المجالات التطوعية التي لا تحقق وراءها كسبا ماديا. ولعل الشيخ عبدالله المطلق في ندوة " المرأة والعمل الدعوي بالمملكة شارك بورقة فيها أقيمت في الندوة العالمية للشباب الإسلامي عام 2004 شدد فيها على أهمية مشاركة المرأة وأفتى بوجوب الدعوة على من أوتيت علما وبيانا حيث الحاجة لدعوتها ومشاركتها قائمة وضرورية بما تحتمه المتغيرات وكثرة الفتن ومما ذكر نصا على ذلك : ولذلك فإني أرى أن هذا واجب. وفند فيها بعض الأفكار التي تعزل المرأة وتهمشها وتقلل من أهمية مشاركتها ومن ذلك قول بعض الناس إن صوت المرأة عورة حيث تحتاج إلى تتحدث وتشارك وتحضر اجتماعات عبر الدائرة الصوتية. واسترسل في توضيح وبيان تلك العلة قول بعض الناس إن صوت المرأة عورة ولذلك لا يحب أن يسمع الناسُ صوتَ امرأته لكنك لو سألته من يشتري ثوبك وغترتك قال امرأتي يتركها تذهب إلى الأسواق تشتري أغراض البيت ولا يتركها تتحدث في مجال دعوي منعا منه لأن يسمعها الرجال, صوت المرأة ليس بعورة والقرآن نص على هذا بأدلة واضحة قال تعالى "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب " والسؤال يستدعي جواباً, وقال الله تعالى "فلا تخضعن بالقول" معناه أنه يجوز لهن أن يقلن بدون خضوع أم لا؟ يجوز, أيضا الأمر الثاني من العوائق استحياء بعض الناس من معرفة اسم ابنته أو امرأته وهو إذا جاءت الوظيفة يتمنى أن يرى اسمها في الصحف لكنه في الدعوة يستحي أن يخرج اسمها,وهذا ليس له نصيب في شرع، والمرأة تعرف باسمها الآن في المحاكم صك حصر الورثة تذكر فيه أسماء البنات والمرأة, حتى إن هذا الأمر يصل إلى حد أن المرأة لا تحب أن تخاطب المرأة. انتهى الكلام عن مشاركة العلامة الشيخ المطلق لكن في دورة سابقة عن التطوع تحدثت إحدى النساء عن الصعوبات التي تواجههن في الالتحاق بالأعمال التطوعية والخيرية وطلبت أن أوجه الحديث في اللقاءات والمحاضرات للشباب وللأزواج بأن يساعدن بناتهن ونساءهن على أداء هذه الأعمال الضرورية في وقتنا الحاضر. ولعل في هذه المقالة وعلى عجالة أعرج على بعض تلك الأسباب ومن أهمها ما ذكره الشيخ من تحفظهم على مشاركة نسائهم غيرة عليهم أو تثاقل توصيل المرأة لمشوار عملها التطوعي بحجة التعب أو الزحام أو علة أخرى بينما لا تحضر هذه العلل مع مشاوير العمل أو الدراسة أو الذهاب للأسواق بما يتحصل عليه الولي من فوائد ربما بسبب ذلك الخروج وقلته مع المشاوير الدعوية والخيرية، منعها من الخروج بحجة أن البيت أولى لها وأن زوجها والاهتمام به والعناية بالأولاد أهم من كل شيء آخر . ومن الأسباب التي ليست لها علاقة بالولي هي الثقافة ثقافة المجتمع وقبوله وتشجيعه لأعمال النساء التطوعية رغم حاجته لها إلا أنه يقاومها مثل حاجته لوجود طبيبات لكن في نفس الوقت يقاوم التحاق زوجته وبنته بمجالات الطب . ومن الأسباب كذلك قلة التثقيف والمحاضرات والكتابات التي تتناول هذا الجانب فنحتاج المزيد من الفتاوى والأطروحات مثل الندوة التي تناولناها فالمطلوب الإسهام من الفئات المختلفة والمنابر المختلفة في تثقيف المجتمع بأهمية مشاركة النساء في سد احتياج تلك المجالات . ومن المعوقات قلة التأهيل للنساء في هذا الجانب من الدورات والبرامج والورش سواء في المدارس والجامعات أو النوادي الصيفية وغيرها وهنا أحيي معهد تنمية الأسرة العالي للتدريب بالأحساء على عمل دبلوم بالعمل الخيري وربما يتطور لاحقا لبرنامج ماجستير معتمد من إحدى الجامعات . ومن المعوقات قيادات العمل الخيري الرجالي بخوفهن وورعهن الزائد وحساسيتهم العالية أكثر من اللازم في مشاركة النساء في تلك الأعمال . ومن المعوقات قلة رواتب ومكافآت العاملات في تلك المجالات ما يجعل تحملها وذهابها ومشاركتها ومصاريف نقلها يجعلها تحقق خسائر وتخرج بالسالب بدل ما تحقق لها إضافة محفزة للاستمرار . آمل من معدي الندوات والملتقيات التي تناقش الأعمال الخيرية وتطورها أن تخصص لقاءا خاصا ببحث تلك المشكلة بتوسع واستفاضة لتحقيق الفوائد المرجوة من مشاركة المرأة في الأعمال الخيرية والتطوعية والدعوية .