الخميس، أبريل 21، 2011

أطفال ما قبل السابعة والمدارس


نشرت في تحقيق بجريدة الرياض يمكن الاطلاع على المادة المنشورة في الرابط التالي :http://goo.gl/n0241
تولي الدول والشعوب أهمية كبيرة للتعليم وتصرف له مخصصات عالية من ميزانياتها حيث إن التعليم أساس ل تقدم وتطور حضاري في البلاد ، وكل الدول والشعوب التي طوّرت كثيرا من اقتصادها وحسنت من أدائها وترتيبها ووقوعها بين الدول المتقدمة ودول العالم الثالث والدول النائمة والدول النامية كان التعليم مقياسا كبيرا جدا في تحديد مؤشرات تقدمها من تأخرها وفي نفس الوقت كان التعليم محورا مهما في تطوير مواردها البشرية الذين يتولون بعد ذلك النهضة وقيادة الحضارة في البلاد .
لذلك كان الاهتمام بكل عمليات العملية التعليمية وتركيز الضوء عليها ساحة مفتوحة للمشاركة من المنابر الإعلامية والصحفية لأن التعليم يدخل كل بيت .
وفي الحديث حول السن المناسب لدخول الطفل المدرسة نجد تفاوتا بين التجارب الدولية في تحديد ذلك ففي حين تقدر بعض الدول سن السابعة هو السن الأنسب للتعليم فبعض الدول الأخرى ترى أنه أكبر من ذلك وبعضها يقول انه سن السادسة وبالنظر للخصائص العمرية للطفل ذي السبع سنوات يجد أنه تكامل وأصبح متحفزا للتعلم النظامي مثل المدارس وغيرها ولذلك من غير المناسب أن نقول أن الطفل لا يتعلم لكن في الحقيقة أنه يتعلم حتى في بطن أمه ويتلقى معلومات من صغره .
لكن التعليم النظامي يفترض أن يبدأ في سن السابعة ولكن يدخل الطالب في مرحلة الأربع سنوات الحضانات ويتلقى بعض التعليمات ثم بعد ذلك في سن الروضة الخمس سنوات يأخذ جرعات تعليمية أكثر ، وبعدها يكون متهيئا للمرحلة التمهيدية وهي ما قبل الابتدائية في سن السابعة يدخل التعليم العام .
تقول بعض النظريات أن الطفل يحتاج لأسرته يصعب عليه الابتعاد ساعات طويلة عن والدته ، كذلك نظام التعليم العام وأسلوبه وبعض المعلمين والمعلمات خاصة في أسلوب المقارنة والاختبار وإعطاء الاحكام بأن هذا ناجح وهذا متأخر يجعل من عملية اللعبة التعليمية عملية عكسية قد تصيب الطفل بتشوهات مستقبلية يعاني منها وتؤثر على مسار حياته .
بل بعض الدول حتى في المرحلة الابتدائية قصرت أيام التعليم على أربعة أيام وتضع بقية الأيام على الاسرة بحيث يتحقق مبدأ التكامل التعليمي .
لكن المشاهد في أيامنا هذه رغبة كثير من أولياء الأمور التعجل على أولادهم بإلحاقهم بالتعليم العام ويبذلون في ذلك الوساطات لكي يدخل المرحلة التعليمية قبل السن النظامي .
ويتحججون بما يرونه من علامات نبوغ مبكرة وذكاء يرون أنه من الظلم تضييع سنة تعليمية عليه فيسعون لأجل إلحاقه بالتعليم العام .
ولأجل ذلك ورغبة في تحقيق التوفيق بين رغبة الناس وبين النظام ، أرى أن يوعى أولياء الأمور أكثر بمسائل السن وحق الطفل في اللعب وتفهم رغبات الطفل وعدم التعجل عليه ثم إذا لم يقتنع ولي الأمر فعليه يسمح له بإلحاق طفله في المدارس الأهلية وبعد مرور السنة تتاح له الفرصة في الدخول للمدارس الحكومية في صف الثاني ابتدائي فيكون في ذلك توفيق بين رغبة الأهل وبين عدم إلقاء الحمل على معلم الصف ومساعدة في تحقيق أهداف خطط التنمية في زيادة استيعاب المدارس الأهلية للطلاب حيث تصل كلفة الطالب الواحد إلى 12000 ريال في السنة الواحدة ، فالملاحظ أن الطلاب الذين يلتحقون في بدايتهم بالمدارس الأهلية يصعب عليهم وعلى والديهم نقلهم من المدارس الأهلية إلى مدارس التعليم العام فالمتوقع في الغالب استمرار الطالب في المدرسة الاهلية .