الخميس، مايو 05، 2011

خدمة 999


تحقيق صحفي نشر بجريدة الرياض وموقع MSN نشر مقتضبا على الرابط : http://goo.gl/8eJEF
خدمة أرقام الاتصال بالطوارئ والخدمات المساعدة العامة خدمة حضارية راقية لها منافع كبيرة في إيصال المعلومات ونجدة المستغيثين وإنقاذ أرواح والوصول بشكل سريع للمجرمين والتمكن منهم قبل الإفلات من قبضة الأمن حيث يقدم المواطن والمقيم معلومات عبر هذه الوسيلة سريعة ومباشرة لرجال الأمن .
وقد لعب الإعلام دورا كبيرا في نشر وتعليم الناس هذا الرقم بحيث يتم الاتصال به في حال احتاجوا لمساعدة بحيث أجد أن نسبة كبيرة من الكبار ومن الجنسين يحفظون الرقم عن ظهر قلب ويعرفون أنه للشرطة بعكس بقية الأرقام الخاصة بالدفاع المدني والهلال الأحمر والمرور حيث تجد الرقم 999 يقفز بسرعة للذهن فور الحاجة له .
ورقم الاتصال 999 أضحى معروفا ومميزا وسهلا ، وهو من السهولة بمكان إلى درجة أن يقوم العديد من الناس بتجربة الاتصال بالرقم وربما سببوا إزعاجات لموظفي استقبال النداءات وربما في مرحلة متقدمة يفكرون في فلترة الاتصالات بين الحقيقي والمزعج ومحاسبة المزعجين .
وقد استثمرت وزارة الداخلية في هذه الخدمة ما جعلها من الخدمات المستقرة والمتطورة في مراكز اتصالاتها وتوفير الموارد البشرية المؤهلة في الرد على النداءات وتوفير نظام حاسوبي لإدارة تلك النداءات وتوفير منظومة توزيع أعمال على الميدان ، حتى أضحى الرقم كوحدة تحكم ودليل عمل يومي لرجال الأمن ودوريات الأمن .
وبالتجربة الحية الحقيقية بالاتصال على هذا الرقم يلاحظ الكفاءة المتقدمة لهذا الجهاز والعاملين فيه الذين من الواضح أنهم يخضعون لبرامج تدريبية وتطويرية . ويتميز مركز الاستقبال بقدرة هائلة مرنة تستجيب بشكل تلقائي في ضغوط أوقات المكالمات وتدرس أوقات الذروة وتسخر لها من الموارد الكافية وزيادة احتياطية لضمان عمل المركز بكل انسيابية وجودة عمل .
حيث يلاحظ المتصل أن نغمة الرنين لا تكاد تعمل مع هذا الخط بمجرد الاتصال تسمع صوت رجل الأمن / موظف استقبال المكالمات يجيبك مباشرة وبكل اهتام وسؤال عن التفاصيل .
لكن يحتاج المركز تطويرا في موضوع ربط مواقع الاتصال بالأرقام الهاتفية من دون الحاجة لطلب معلومات المكان من المتصل حيث كثيرا ما يكون المتصل مرتبكا يقع تحت ضغط نفسي عال يصعب معه التركيز ويفقد القدرة على تحديد الموقع محل الإشكالية والمحتاج للنجدة فيه .
وكذلك يحتاج الأمر لتطوير أكثر في خدمة الوصول بمزيد من الانتشار للدوريات الأمنية السيارة والراجلة حيث المربعات المخصصة لكل سيارة أكبر من طاقتها وأصعب من أن تستوعب كافة الإشكالات والنداءات في المكان ، ولعل في الأوامر الملكلية الأخيرة ربما فيها شيء من تعزيز قدرات هذا الجهاز الذي نفخر به وظل يقدم منجزات هائلة في مجال الأمن .
فهناك تأخير ملحوظ في سرعة استجابة أجهزة الأمن في الوصول لمكان المشكلة ما يضعف إنتاجية هذا الجهاز ربما بسبب الزحام ربما بسبب التزام السرعات المحددة ربما لعدم تعاون المواطنين مستقلين الطرق بالإفساح لسيارات الأمن بالعبور .
ومن الطريف أن الناس كانوا يستخدمون رقم الدوريات الأمنية لأخذ معلومات وخدمات أكثر من المحددة له ويستخدمونه كخدمات المعلومات المقدمة من الاتصالات الحديثة مثل خدمة سمّعني حيث يطلبون كل شيء حتى أحوال الطقس وحتى نتائج المباريات قبل انتشار وسائل النقل والاتصال الحديثة والانترنت . ناهيك عن الاتصال المكثف على الرقم بطلب خدمات أجهزة أخرى لا يحفظون أرقامها مثل الإسعاف والدفاع المدني .
وبصفتي مواطن أتمنى تحسين خدمة هذا الجهاز الحيوي المهم بنظام حاسوبي يحدد مكان المتصل بمجرد اتصاله ، عمل بريد الكتروني وعمل خدمة استقبال لرسائل الجوال وعمل خدمة صفحات تويتر وفيس بوك حيث العالم المتقدم بدأ بالفعل استخدام الصفحات الاجتماعية لتلقي البلاغات بل وتقديم الشهادات وتوصيف الوقائع والحالات ورفع صور ومقاطع مرفقة بالبلاغات النصية خاصة ومع توفر الكثير من الهواتف الذكية التي تقدم تطبيقات متطورة يمكن توظيفها في هذا المجال .
وعني شخصيا فقد حرصت على تعليم وتذكير الأولاد حتى الصغار منهم بهذا الرقم والاتصال به حين الحاجة ، ولقد أفادت من ذلك عدة أسر على المستوى العالمي حيث يقع أحيانا مشكلات قد لا يكون في المنزل فيها إلا رجل كبير وطفل صغير فيادر الطفل بالاتصال بهذه الخدة نظرا لأنه تدرب على ذلك من والديه ، بل وعملت أكثر من ذلك بتوزيع أرقام الاتصال الامنية التي يحتاج لها المواطن والمقيم حيث تم طباعتها طباعة فاخرة في العمل وتعليقها على لوحات مداخل الإدارات الفرعية والأقسام والشعب لزيادة تذكيرهم وتعريفهم بهذه الأرقام .