الجمعة، أبريل 15، 2011

الفحص قبل الزواج


نشرت في جريدة الرياض في تحقيق عن أمراض الدم الوراثية والفحص قبل الزواج يمكن قراءة مادة النشر على الرابط التالي :
http://goo.gl/QRedr
الزواج شرعه الله سبحانه وتعالى لخلقه لمقاصد كثيرة وحكم جليلة
من العفاف والأنس وإقامة الدين وتكثير النسل ، والمتتبع لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم يجد أن هناك بعض النصوص جاءت لتشير إلى أن على الخاطب أن يختار ولا يتعجل في الاقتران بزوجة من دون التروّي والنظر حتى النظرة الشرعية لبحث التوافق الذي يكون أثره في استقرار الزواج وتحقيق حكمه
ولعل في ذلك السياق تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ،
كل تلك المأثورات إنما هي إشارات واضحة لتطبيقات حديثة معاصرة من مثل الفحوص ما قبل الزواج لبحث التوافق ، في فصائل الدم وبحث موضوع الأنيميا أو تكسر الدم ، وغيرها من الأمراض الوراثية التي من الممكن أن يقوم الطب الحديث بالاستبصار فيها لأضرار قد تقع على الأولاد الناتجين من هذا الزواج وما يعانونه مستقبلا من أمراض وأعباء ومتاعب على أنفسهم وعلى والديهم وأسرهم وإرهاق لميزانية الدولة بتكاليف علاج وخسائر مباشرة وغير مباشرة على المديين القريب والبعيد .
ولقد قامت الحكومة – حفظها الله – بالاهتمام بهذا الموضوع عبر أكثر من وسيلة منها إنشاء المستشفيات وزيادة الأسرة واستقطاب الأطباء لعلاج هذه الحالات وكذلك التوعية بالمرض من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والبحوث والدراسات حول المرض وانتشاره وأسبابه وعلاجاته وسبل الوقاية منه والتقليل من آثاره
وكذلك شجعت على الجمعيات الأهلية التي من شأنها تساهم في الحد من المرض ومساعدة المرضى وإرشادهم .
ومن أهم هذه الجهود إنشاء المراكز التي تقدم خدمة الفحص المجاني وإعطاء نتيجة ونصيحة بالاقتران من عدمه .
الخطوة التي تلت ذلك وحققت قفزة كبيرة في إقبال المتقدمين على الزواج لعمل الفحوصات هي إلزام مأذوني الأنكحة بعدم عقد قران إلا بعد عمل الفحوصات
ومع ذلك فيقتصر الدور على الإرشاد والنصح للمقبلين على الزواج وأتت نتائج فحصهم إيجابية ما يجعل هناك خطورة على أولادهم وعليهم بعد ذلك إلا أن هذه الخطوة تتوقف عند الإلزام بالفحص والتوجيه والنصح ولا يمنع غير المتوافقين من الاقتران لكن يكتفى بالنصح وبيان المخاطر والتوقف عند هذه المرحلة .
والنصوص الشرعية تحمل توجيهات بعد الاقتران في حال الخطر على الأولاد لكن قد يصعب الحكم بمنع الزيجة وانعقادها لكن من السهل جدا التوصل لأحكام شرعية بكراهة المضي في عقد الزواج أو حرمته لكن مع عدم منعه أو بطلانه حيث قد يترتب على منع الناس من عقد أنكحتهم فتنتهم خاصة المتعلقين ببعضهم الذين يعمي أبصارهم الحب والعشق عن أي ضرر حاصل .
لكن قد يستعاض عن المنع بفرض عقوبات قد يستعاض عن المنع بتقديم مكافأة وتكريم للملتزمين بتطبيق نتائج الفحوصات أو فرض عقوبات عليهم أو غرامات أو حرمان من تسهيلات .
وأيضا تكثيف اللقاءات والمحاضرات وحملات التوعية بمرض الثلاسيميا ومن المفضل أن يقوم الإعلام بدوره خاصة في المناطق الأكثر انتشارا في هذه المشكلة .
ومن المهم جدا التوعية بمشكلات زواج الأقارب الذي تحدث عنه العلماء في القديم قبل الحديث بأن أثر زواج الأقارب على الاولاد أثر سلبي فقد قالت العرب قديما بنات العم أصبر والغرائب أنجب
ولقد أهلك الرجال وافنى الأسر زواج الأقارب الذي يسبب مشكلات خلقية على النسل وكذلك تأثيرات مشاهدة على العقل والذكاء وأيضا مشكلات من الامراض التي منها تكسر الدم وغيرها من الامراض الوراثية .