الخميس، فبراير 22، 2007

حين تقرأ حبا في السعودية!

مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف والمجلات

حين تقرأ حبا في السعودية ؟!

القاص والمبدع والفنان إبراهيم بادي ساحر الكلمة والفكرة الجميلة أطل علينا هذه المرة برواية عنونها بـ ( حب في السعودية ) رواية قطعة أدبية عصرية تحاكي ثقافة الجيل الجديد المادية الجريئة بكل خيالات الكاتب البعيدة وبكل ثقافته المتقدمة المتنوعة حبك شخوصا منوعة لفتيات ولشاب وحاول أن ينقل للقارئ مشاعر وأحداث قد يرفضها البعض لكن ربما البعض الآخر يشكك في واقعية الرواية إلى درجة أنه يتهم الكاتب بأنه يعرف شخوص الرواية وأنها حقيقية بالفعل خاصة مع موجة انفتاح وثورة متأججة تغلي في أوساط الشباب وربما من يعانون من المراهقة المتأخرة في ظل هجمة شرسة من الفضائيات ومن الانترنت تقض مضاجع الناس وتصيبهم بالاحتقان المزمن ،

الرواية جريئة وتفاجئ القارئ بجرأتها من أول صفحة ومن أول كلمات بمشاهد وصفية ساخنة كما عبر أحدهم كان بالأحرى تسميتها بـ " جنس في السعودية " بدلا من حب في السعودية كان خاطر شيطاني يراودني وأنا أقرأ الرواية دائما يتكرر علي وهو ماذا لو مثلت الرواية فيلما مثل كيف الحال أي ممثلة جريئة ستتقمص دور فاطمة ؟! البنت الشقية الشبقة التي ظهرت في ثوب التطبيع الشخصي بكونها تتوضأ وتصلي وتقرأ القرآن وتدعو الله ليلا على سجادتها لكنها لا تتنازل أبدا عن ممارسة كل ما يخطر على بال شيطان من حركات أبدع الروائي في تصويرها وجند مهاراته وبيانه لتقديم وصف متقن يتفوق على كل من كتب قبله في هذا الفن بغض النظر كوني أتفق أو أختلف معه في اتجاهه لكن يجب أن نقر له بالتفوق ونسلمه الراية لحين من يأتي ويتفوق عليه ويأخذ الرقم القياسي منه ، شخصية فاطمة ذكرتني ببعض الخادمات الشرق آسيويات التي تظهر كافة مظاهر النسك والعبادة وتمسك بالمصحف وتطيل الصلاة لكن في ذات الوقت تمارس كل هوايتها المتعلقة بالنصف السفلي من الجسد ولا تجد في ذلك أي مشكلة وتعيش التناقض عند المتلقي وليس عندها فهي لا ترى في ذلك أي مشكلة ويجب علينا أن نتعرف على هذا النوع ونسلم بوجوده بين ظهرانينا أيضا ، حيث الرواية سلطت الضوء عليه فيما أرادت أنه خيال أو أرادت أنه واقع فهو موجود وشكلت وصفه بطريقة أو أخرى ومن الممكن أن نستفيد من هكذا وصف أخذ الحيطة والحذر أو على الأقل تقبل الانفصام الشخصي أو عقلية دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله التي يطبقها أولئك النوع .

زاوية أخرى من الرواية متعددة الجنسيات والأماكن والمواقع أن ما يقع من شخوصها وانتهاكاتهم للعرف السائد فيها وفي عاداتها سببه الاختلاط الحاصل بين الجنسيات والألوان والأماكن والثورة المتفجرة على العادات والأعراف والتقاليد ومحاولة لتغريب المشهد في السعودية وعرضه في ثوب الشعب العادي وهو كذلك حيث إننا لسنا لنا خصوصية خاصة تجعل منا ملائكة بالنسبة للشعوب الأخرى لكن بالتأكيد لسنا شياطين نمارس الحب في السيارة بطريقة الأفلام الأوربية والأمريكية .

وعبثا حاولت الرواية نقل رومانسية وحبا عذريا عفيفا بل كانت حسية مادية ربما أحيانا فظة غليظة تبشع القارئ ويحتاج أن يشرب كوب ماء ليكمل أسطر الرواية في بعض المقاطع الغارقة في صدام الثقافات خاصة على قراء سعوديين من الصعب أن يمرروا مشاهد الرواية وأحداثها خاصة في ظل خيمة الأعراف والتقاليد التي تظلنا .

آخر زاوية من الرواية بودي الإشارة لها وهي شخصية الشاب السعودي في الحب غير الوفي والحب الذئابي الخادع الذي يتوجه مباشرة للهدف ولا يريد من الفريسة إلا الهدف المادي ويمارس ابتزاز الضحية بعد ذلك بصور الجريمة التي هو طرف فيها ويحب أسلوب الفضيحة والفضائح والنشر وهدم حياة الفتاة التي خدعت به ، وهو وصف وفقت فيه الرواية كثيرا ، ولعل نفاد نسخ الرواية إعادة طباعتها مرة أخرى عنوان نجاح للكاتب صاحب تقنيات المسرح المؤهل ليقدم روايات أخرى أكثر نجاحا .