الأربعاء، فبراير 14، 2007

مع الفلسطينيين ..نفخر بكوننا سعوديين

مع الفلسطينيين نفخر بكوننا سعوديين

عبدالمنعم الحسين الحياة - 13/02/07//

شكراً لك أيها القائد الشهم، خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على موقفك المشرف لكل مواطنٍ سعوديٍ، حين دعوت إلى صلحٍ وإلى اتفاقٍ بين إخواننا الفلسطينيين... لحظات يخفق معها القلب والجنان فرحةً وحبوراً لتلك الصور التي نقلتها الفضائيات كافةً، وأنت تقود ذلك اللقاء وترعى الصلح، وتحمّل نفسك وطاقتك وفكرك ما تنصل الجميع عن توليه.
حقاً أنت مفخرةٌ للعرب وللمسلمين أيها القائد الفذ، فقد سجلت موقفاً تاريخياً لك وللوطن، وأهلت التراب في وجوه كل المشككين في صدق توجهات السعودية في تبني القضية الفلسطينية، وجعلت موقفنا كما عبر عنه الأمير سعود الفيصل: «نحن الأفعال وليس الأقوال».
النية الطيبة والكلام الصادق الذي يخرج من القلب يفرضان على الجميع احترامهما، نطقت وأبنت يا خادم الحرمين الشريفين بحديث أبوي صادق يستشعر المسؤولية ونحن نجيبك وندعو من أعماق قلوبنا أن يوفق الله مساعيك ويحميك من كيد أعاديك ويحفظك لنا سالماً يا ملك القلوب. المسافة شاسعة بين حاكم أساء لنفسه وأساء لوطنه كأمثال حكام لن أسميهم وأثق بعقل القارئ في الوصول إليهم، وبين من يضيف لمجد بلد عريق مثل السعودية أمجاداً، ويجبر التاريخ على تسجيل اللحظات الحاسمة والنقاط الفارقة منطلقاً من هذا البلد. نفخر بكوننا سعوديين، وسنفخر بهذا الملك الذي أضاف إلى هموم وآمال شعبه التي يحملها كل هموم العرب والمسلمين، ويحقق لهذا الوطن الزعامة العربية والإسلامية.
دعاؤنا المتصل أن يوفق الله إخواننا الفلسطينيين لتنفيذ بنود الاتفاق، وأن يحافظوا على مكتسبات اللقاء، وألا يدعوا لأحدٍ الفرصة لخرق الاتفاق من الداخل أو الخارج، وأن تكون هذه الحادثة نقطة انطلاقةٍ تاريخيةٍ للقضية الفلسطينية، يعجل الله بها تحقيق حلم الأمة الإسلامية بكسب القضية الفلسطينية التي نشأنا ونحن ننظر لها بيأس أو شبهه خاصة مع مواقف فاسدة خائنة من بعض قادة الدول والشعوب والاتجاهات التي تاجرت بالقضية الفلسطينية وخانت الأمانة. فلسطين ليست للفلسطينيين فقط، ولكن هي لجميع المسلمين، وبالتالي هم مؤتمنون على القيام بحقها وبحفظ الأمانة ورعايتها، ما كان لهم وما كان ينبغي منهم أن يشيع القتل والقتال بينهم، لكن هي الفتنة التي تطل برأسها، ولا تدع للمفتونين الفرصة لأن ينظروا بعين العقل والبصر والبصيرة للموقف، ويتحققوا من الأخطاء، ولا يتعجلوا الإساءة والرد بالإساءة في ما بينهم.
لكن لما وقع ذلك، كان متعذراً جداً تحقيق أي تقدم في ما بينهم، وكانت الحاجة كبيرة لأن يتدخل بينهم أحد لكن عز ذلك الأمر في زمن الماديات والخيانات وغياب الزعامات، فساق الله لهم الملك عبدالله ليحقن الدماء ويوقف شماتة الأعداء في الفلسطينيين.
إننا ننظر بإعجاب وبزهو وبفرح، ولا يكدر علينا هذا الفرح غير ذلك الاعتداء المستهتر والمستبد من دولة الصهاينة الإسرائيليين على جزء من المسجد الأقصى تحت مرأى ومسمع من الجميع، مستغلين تلك الفرقة والفترة العصيبة التي تمر بها الدول الإسلامية المتفككة، للإساءة للجميع.
كلي أمل في أن تحقن دماء المسلمين في العراق، وأن يكف الله شر فرق القتل التي انطلقت لتصفية المسلمين مذهبياً، كما هي في لبنان كذلك، وشغلت المسلمين بأنفسهم، وأضحكت الأمم والشعوب عليهم بأنهم عرب لم يتغيروا منذ عهد حرب داحس والغبراء في الجاهلية وحتى التاريخ الحديث، لا يعيشون إلا بإعمال السيف في ما بينهم.
نسأل الله أن يرد كيد الكائدين في نحورهم، وأن يجمع كلمة المسلمين ويهديهم وينصرهم على عدوهم، وأن يبدل ضعفهم قوةً، وأن يكثر القادة المخلصين أمثال الملك عبدالله ليعيدوا للأمة الإسلامية مجدها ووزنها في العالم


لقراءة المقالة من موقع الجريدة فضلا اضغط هنا.