الخميس، يناير 25، 2007

مو معقول

مو معقول

نشرت في وقت سابق بجريدة اليوم ملحق الخميس

لا أحد ينكر الجهود التي تبذلها ويبذلها رجال الأمن في هذا البلد ، والأموال التي ترصد لهذا الجهاز الأمني ، لكن مسؤولية الأمن أبداً لا تقع على رجال الأمن وحدهم ، الجميع مسؤول مسؤولية تامة عن أمن بلاده ، وعليه أن يسعى لا لكشف المجرمين والمساعدة في القبض عليهم ولكن العمل على القضاء على أسباب الجريمة

وانطلاقا من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من قال هلك الناس فهو أهلكهم "

فلن أبعد الكلام في مستوى البعد الأخلاقي الذي أخذت تصل له الجريمة والتخطيط والرسم لها في الأحساء كما هو حاصل في بقية المناطق ، لكن أسباب هذه الجريمة أضحت واضحة وضوح الشمس في ظل بيوت لا تقوم على ( تقوى الله ) وعلى والد أو والدة يتما أولادهما واتخذا كلام شوقي شعارا حين قال : ليس اليتم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا

إن اليتيم من تجد له أمّا تولت أو أبا مشغولا

وأيضا في ظل نقص واضح من النوعيات الممتازة من المعلمين الأكفاء الذين يعملون بالنصح والتوجيه لطلابهم لا من أجل الوظيفة ولكن من أجل الأمانة المنوطة به ، وأيضا ما سلّط على المجتمع من سيوف الإعلام ما جعل تركيبة المجتمع الأحسائي بل وبنيته التحتية تهتز هزة الزلازل العظيمة ، والانترنت التي تسربت عبر برامج البال توك وغيرها مما خلعت البقية الباقية من ورقة التوت التي أزاحتها كاميرات الشات العارية

ووجود نخبة من عمالة وافدة أخذت على عاتقها مسؤولية الفساد والإفساد ونشر الرذيلة عبر الأفلام والأقراص الضوئية وترويج المخدرات .

وفي ظل تقاصر بعض أهل الخير والصلاح عن العمل بالتوعية والإرشاد والأمر بالمعروف ونشر الخير بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن .. كل تلك الأسباب أوصلت لنا حالات وقصص غريبة عجيبة من الحكايا التي تسري وتصبح حديث الداريات والمجالس مثل قصة خطف الفتاة ، وقصة عرس الشواذ ، ومثل قصة وفاة شاب وشابة في سيارة ماتا بسرهما من دون أن يعرف لمقتلهما سبب ، أو قصة اختلاسات أموال ... أتساءل هل هذا هو المجتمع الأحسائي المتسامح الشهم أم ماذا ؟ ما الذي يحصل يا ترى ؟ ومن المسؤول ؟ وكيف النجاة بأهلنا وبأولادنا عن أن يكونوا قصة من القصص إياها تلوكها الألسن وتتطاير كما يتطاير الدخان الأزرق من أنفاس المعسل في المقاهي والاستراحات