السبت، ديسمبر 21، 2013

كيف تواجه المؤسسات الخيرية الاتهامات الإعلامية؟

كيف تواجه المؤسسات الخيرية الاتهامات الإعلامية؟
نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري على الرابط :
http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=335
 بطبيعة دور الصحف وبحثها عما يلفت نظر القارئ، ويدعوه لمتابعة القراءة؛ فإنها تتجه لنشر بعض الأخبار الجاذبة بإثارتها للقراء، وتضع لها مواد وعناوين مختارة، و تتسابق لذلك كما يفعل الإعلامي الذي يبحث عن خبر مثير جذاب يسوّق الوسيلة الإعلامية، سواء أكانت صحيفة ورقية أم مجلة أم موقعا إلكترونيا، أو غيره .فتتجه الصحف إلى نشر كثير من الصور المؤثرة والمثيرة للقراء، وتستخدم القصة الخبرية واللقاء والشحن الاجتماعي ودغدغة العواطف بتلك الأخبار، ثم تطرح سؤالا: أين مؤسسات التنمية عن تلك الحالات من الحاجة والفقر؟ ولماذا لا تمد يد المساعدة لتك الأسرة المنكوبة؟ ومن مثل تلك العبارات؟ دون مسؤولية ومراعاة للمصالح وللتوازن المطلوب، والتحقق والتثبت من دور تلك المؤسسة في تلك الحالة (محل النشر) من عدمه، من حيث المكان والزمان والشروط والضوابط المرعية في كل مؤسسة، نتيجة خبرة تراكمية في البحث الاجتماعي الخيري . وللأسف، تلقف القراء وقراءتهم ومتابعتهم للمواقع وللحسابات التي تنهج نهج الهجوم، وأحيانا لا تقوم تلك الصحافة بدور الاتزان والتثبت وطلب المرئيات من المؤسسة عن الحالة التي هم بصدد الحديث عنها، فيقومون بالنشر، ثم تقوم المؤسسة التي تعرضت للنقد بتتبع المادة ثم الرد عليها، وغالبا ما يتأخر النشر، وإذا نشر الرد قد لا يحصل على متابعة من ذات القراء الذين تأثروا بالصورة السلبية التي رسمت لتك المؤسسة الخيرية الاجتماعية.. أيضا، قد لا ينشر كامل البيان أو الرد التوضيحي، ثم إنهم ينشرونه في زاوية الردود المقتضبة المهملة، وليس كما نشر الهجوم بعنوان عريض، وربما في صفحة مهمة ملونة. هذه الحال الإعلامية، والتأذي الذي تتعرض له المؤسسات التنموية في رسالتها ودورتها، والإنقاص المستمر في جهودها، لا تستطيع رده تلك التقارير المنشورة والمطبوعات، والعمل المتواصل في ردم الحاجة المجتمعية المتواصلة والنظرة الطموحة من المجتمع تجاه تلك المؤسسات.. الإعلام فيما يبدو أنه محايد، وأحيانا يكون مغرضا لسبب أو آخر، لكن بالتأكيد إذا سلمنا بالأصل، وهو طبيعة عمل الإعلام وسلامة المؤسسات والأفراد من الأمور الشخصية التي قد تقع ـ أحيانا ـ بين شخص إعلامي و شخص عملي في إحدى المؤسسات، فتحتاج المؤسسة أن تعمل باستراتيجية واضحة في العمل؛ لتواجه تلك الاتهمامات، ومن ضمن ذلك : رسم خطة إعلامية واضحة، وتحديد أدوار، وسرعة في تقديم المعلومات للصحف التي تنشر أي معلومة غير صحيحة عن مؤسسة اجتماعية، أيضا استخدام رفع الدعاوى في حال تكرر مثل تلك الهجمات، سواء على الشخص الصحفي أو الوسيلة الإعلامية، أيضا تجويد العمل وتحسينه، والاستفادة مما يكتب وينشر على أنه مؤشرات أداء، ويجب أن تقيسه المؤسسة وتعمل على تقليله بعمليات عدة، من أهمها: تعديل سياسة العمل ونظامه بالعمل بقانون أن الأخطاء التي تقع في المؤسسات 15 % منها بسبب الأفراد و 85 % من الأنظمة؛ فيعاد النظر في العمليات والأنشطة، أيضا: تحسين التواصل مع الإعلام ورصده، وعمل اللقاءات الصحفية، والاتصال بالصحفيين والكتاب الناشطين في المواقع الإلكترونية، وتقديم المعلومات لهم، ودعوتهم لزيارة المؤسسة والاطلاع على العمل.. أحد المشاريع الرائدة الخيرية كتب عنه أحد الإعلاميين بطريقة ناقدة، ونشرت في صحيفة ذائعة، وفي مكان بارز، أدى ذلك لأزمة كبيرة في المشروع، إلى تضخيم الحدث، إلى تعثر الداعمين، إلى تعطل المشروع، رغم الحاجة له ونجاحه السابق. ومنها: القيام بزيارات للصحف ومسؤوليها، وتوضيح دور رسالة الإعلام بالنسبة للمؤسسة الاجتماعية، وترحيب المؤسسة الاجتماعية بالنقد الهادف، لكن بالطريقة المؤسسية، وهي مخاطبة المؤسسة الاجتماعية قبل النشر بالمادة السلبية، ثم أخذ وجهة النظر والمعلومة، ونشر المادتين متجاورتين، وبعنوان إيجابي منصف للمستفيد وللمؤسسة، حيث الاستمرار في نقد المؤسسات الاجتماعية بأسلوب النقد الهادم لن يفيد أحدا، بل سيتضرر الفقير أكثر بغياب وانسحاب الرّواحل القادة بخوفهم من تعرضهم للنقد السلبي وهم في حالة تطوعية . وللمؤسسات الإعلامية يمكن القول لهم بكلام الشاعر الحطيئة : أقلّوا عليهم من اللوم لا أبا لأبيكم ***أو سدّوا المكان الذي سدّوا أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى *** وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا أيضا، من ضمن الاستراتيجيات: تأهيل وتدريب مستمر للفريق الإعلامي بالمؤسسة على التعامل مع المؤسسات الإعلامية والإعلام الجديد، وتطوير استراتيجية النشر وإعطاء صلاحيات، وشعورهم بالرسالة والتنافسية مع المؤسسات الأخرى الخيرية والخدمية عامة، أيضا: مراعاة حسن توظيف المطبوعات الإعلامية التي تظهر لأكثر شريحة ممكنة من الناس ما الجهود المقدمة وحجمها بكل شفافية، أيضا: استخدام التسويق الشخصي، وهو أكبر تسويق ذكي وقوي ومؤثر، دع الناس تتحدث عنك وعن عملك ومؤسستك، اهتم بالإعلام، وزد ميزانيته، وحسن إدارته، وستواجه الإعلام ـ بإذن الله ـ .