الخميس، فبراير 24، 2011

مصر حسني مبارك


مصر حسني مبارك
انتهت ثورة 25 يناير وحقق شباب مصر المستحيل البدايات والأخبار التي تحدثت عن اندلاع الأحداث في تونس والنداءات بإنقاذ علماء تونس انتهت بهروب الدنيء القذر بن علي ولسيول جدة أسباب قد يكون منها وجود ذلك الطاغية نسأل الله أن يعجل بتسليم السلطات السعودية للحكومة التونسية لمحاكمته
الفرحة العارمة بسقوطه كانت معها دعوات ونداءات وتهاني وتبريكات بأن العقبى لخلاص مصر من حسني مبارك وخلاص ليبيا من القذافي
لكن أتكلم عن ليبيا الآن وسأفضل الحديث عن مصر سائلا الله تعالى بأن ينصر جنده ويهزم القذافي ويدحره وألا يعجل بهلاكه بل يشفي صدور المؤمنين منه بأن يلقى البصق والركل والرفس والضرب بالنعل والإهانات ثم بعد ذلك يقتل .
الآن أعود مرة أخرى لحديثي حول ايام الثورة المصرية وتجمدنا امام الشاشات ولوحات المفاتيح والدعاء لمصر بأن يلطف الله بحالها والمشايخ والعلماء يتحدثون عن ثورة الشباب ويشجعونها ويحيونها ويطلبون منهم الصمود رغم المحاولات التي تقوم بها حكومة ونظام حسني مبارك من مقاومة للسقوط بالتضليل وتقديم التنازلات والتخويف بأن البلد يخسر ويضيع والناس في خسارة كبيرة .
حسني مبارك يترنح والاعتصامات والثورات الشبابية تكون أكثر قوة وإصرارا خاصة مع مناظر السحق والمهاجمة ورش الماء على المتظاهرين خاصة منظر المصلين وهم متماسكين ويصلي بعضهم على ظهر الآخر فيما يقوم حسني ونظامه برشهم بمياه المجاري وسحقهم وسحب بعضهم للسجون وإيقاف الاتصالات وغلق الانترنت والتشويش على فضائية الجزيرة بالذات خاصة وأنها كانت تقوم بدور مشبوه في إشعال الشارع وتأجيجه في تصرف واضح لتصفية حسابات سابقة بين النظامين القطري والمصري .
ضحك الناس وسخروا من لمخطط حسني اليائس بتسهيل الهروب من السجون لملء الشوارع من البلطجية وكذلك سحب الشرطة من الشوارع ثم استخدام الفنانين وبعض المأجورين لعمل مظاهرات تطالب ببقاء الرئيس المخلوع حسني .
أكمل مسرحية حسني المضحكة لما أرسل مجموعة من الخيول والبعران ليخوّفوا المتظاهرين الذين ثبتوا وأصروا على مواقفهم بالإصرار على رحيل الرئيس .
الرئيس حسني مبارك ظل ينازع الروح ويتشبث بالبقاء في الكرسي والموقع وهو يترنّح قامت أمريكا بتهديده بقطع المساعدات إذا لم يستجب لرغبة الشعب في الرحيل ، المؤسف المحزن هو موقف بعض الدول الخليجية بالتعاضد مع نظام حسني وهو في تلك الحالة من الترنّح ووعده بتعويض المساعدات الأمريكية ،
جمعة الرحيل ( ارحل .. ارحل ) بعد 18 يوما من الصبر والتعب والإجهاد والخسائر والجرحى استمعت لخبر العربية في الراديو وأنا متوجه لصلاة العشاء يوم الجمعة ليعلن البشرى بتنحي حسني ، كانت مشاعر فرحة ومشاعر روحانية بعظمة الله تعالى وقوته وإمهاله للظالمين وعدله سبحانه وأن النصر مع الصبر وأن لا بد بعد العسر يسرا
الفرحة عند المصريين فاجأتني جدا حتى المقيمين بيننا وحفلات وابتهاجات وتهاني وتبريكات أسأل الله أن يتمم عليهم .
القصة لم تنته بعد حيث الحديث الآن عن رئيس لم يفر الحديث عن رئيس سرق وعائلته مبالغ في تقديراتها خيالية وتجميد لحساباته هو واسرته مبالغ تكفي لانتشال الفقراء من حاجتهم مبالغ لو وظفت بطريقة سليمة فستنقل مصر نقلة نوعية أسأل الله أن يبارك لهم فيما لو حصّلوها من حسني وعصابته .
الآن وبعد أن استعرضت حكاية ثمان عشرة ليلة صعبة شديدة ليس على المصريين وحدهم وإنما على كل العرب والمسلمين .
بودّي أن اقف وقفات :
• قوة تأثير الانترنت والفيس بوك وتويتر وصعوبة السيطرة على ذلك .
• سنن الله الكونية وأن التاريخ يعيد نفسه وأن دولة الظالم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة
• التغيير الكبير الذي يموج بالعالم
• الشباب الثائرين على أوضاعهم وسوئها من بطالة وجوع وفقر خاصة مع مناظر الترف والبذخ عند رجال السلطة مما يعكس سوء توزيع الثروات في البلد فالشاب المعدم لا يوجد عنده ما يخسره وشاب هذا حاله تتكسر معه كل قيود الحكمة والشريعة ويجوز ولا يجوز وسيكون معك ويقع لك
• الشيوخ والعقلاء قد يتوازنون في البداية لكن في أسرع من ربع الطريق يدخل كثير منهم الموجة خوف حسبانهم على النظام ويزدادون مع تقدم الأيام .
• مهما ظهر النظام له سطوة وشدة وسيطرة إلا ان الكثرة تغلب الشجاعة والتسرب لما يكون من الداخل والصراعات وتصفية الحسابات أمر كارثي على النظام .
• التنبه لضعف قنوات التأثير الرسمية من صحف وقنوات وإذاعات حيث فقدت القنوات الثقة ولا يستمع ولا يقرأ لها أحد والسوق تكون مفتوحة لأي كلام حتى لو كان من جهات حاسدة وكاذبة تتلبس ثوب المصداقية وفي ظل الفتنة ستفقد السيطرة .
• الحسابات البنكية الخارجية وجعلهم هذه الأموال يستأثرون بها لأنفسهم وللمحيطين حولهم ويتحايلون بأساليب غسيل الأموال وتخبئتها في بلدانهم وفي خارجها ثم تكون القاصمة بخسارتهم كل هذه الأموال بالتجميد والمطالبة بها .
• التحذير من القص واللزق لأحداث الدول الأخرى وتكرارها في دول أخرى أحوالها مختلفة خاصة مع وجود تهديد وتدخل إقليمي من دول غربية تحاول فرض هيمنتها وسيطرتها بخداع الشعوب ثم بعد ذلك تقع الكارثة ولا ينفع بعد ذلك الندم .
• سياسة جوّع كلبك يتبعك انتهت وثبت فشلها حيث الكلب إذا جاع أكل صاحبه ، ويصبح مسعورا لا تنفع معه كافة الأبر المخدرة فانتشار المخدرات في مصر يعطيك انطباعا بأن الموضوع مقصود بتخدير الناس .
ختاما أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ أمننا ويبعد عنا الزنا والغلا والفتن والزلال والمحن وأن يحفظ علينا نعمة الأمن والصحة والعافية ، والوصية بالسكينة والتحلي بالحكمة وعدم استعجال النتائج والالتفاف حول العلماء الصادقين