الخميس، ديسمبر 31، 2009

سلطان الخير


سلطان الخير
نشرت في مجلة الدعوة - عدد خاص بمناسبة عودة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد

حمدا لله على سلامتك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام

عودا حميدا والكل يتشوف لعودتك سالما لكل محبيك ولأرض الوطن الغالي .

ابتسامة سلطان الخير ووجهه المشرق وكلماته الأبوية التي يتحدث بها وتخرج من القلب وتصل القلوب ولعل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قد أتى بكثير من المشاعر التي تدور في خلد محبي سلطان الخير حين قال :

يا ساعي للمجد .. والمجــــد يزهاك
المجد يا سلطان في كـــــــف أياديك
سمعتك طارت من ثــــــــرانا بالأفلاك
شمس يسير بنورها مــــــن حواليك

إن غابت الأخلاق تبقى سجــــــاياك
وإذا انتهى المعروف يبقى الكرم فيك
اسمــــــــــك على فعلك يتوج مزاياك
سلطان خلانك .. وسلطان أعـــاديك

وهي قصيدة جميلة من أجمل ما قال خالد الفيصل و ويكمن جمالها أكثر أنها قيلت في محبوب الأيتام والضعاف والمساكين .

سلطان بن عبدالعزيز ، حفظه الله له أياد بيضاء في أعمال كثيرة من مناقب البر والدعوة وأعمال الخير بشكل عام ولو ذهبنا نعدد تلك الأعمال لما كفى مجلد بأكمله نظرا لما جبل عليه حفظه الله من حب للخير وأهله وحب للبذل بشكل واضح جدا ويصعب على أي راصد الإحاطة بكل تلك الأعمال الجليلة .

لكن سأحاول في الأسطر الآتية أن أسلط الضوء على بعض من تلك الجهود والأعمال راجيا من الله تعالى القدير أن يجزل المثوبة والأجر لسلطان الخير على ما بذل وأن يكون قدوة ومثلا يحتذى في الأمة في البذل والعطاء والجود والكرم بسخاء على مناشط الخير والدعوة .

فقد تبرع سموه بخمسة ملايين ريال لمشروع الأمير سلمان بن عبدالعزيز للإسكان الخيري ، وأنشأ مدينة تحمل اسمه للخدمات الإنسانية ومن أعماله أن تكفل بعلاج أفراد المنتخب من ذوي الاحتياجات الخاصة في تلك المدينة مدى الحياة ، وتبرع سموه ببناء 134 وحدة سكنية في عسير ، ومن اهتمامه بالتعليم والعلم والدعوة وشؤون التنمية المجتمعية أنه قدم تبرعا بقيمة عشرين مليون ريال لكلية إدارة الأعمال الأهلية بجدة ، وله الكثير الكثير من أعمال الاستجابة لنداءات المستغيثين والمحتاجين من الأرامل والمساكين سواء للسعوديين أو غيرهم فخيره شمل الناس بإنسانيته ولم يحد سيله من الخير حد وقد تبرع حفظه الله للضمان الاجتماعي بمليون ريال ، ويلاحظ القارئ الكريم أن من أكتب عنه هنا لا يسجل حضوره في تلك المشاركات والمساعدات إلا بطريقة مشبعة بالكرم الحاتمي فالمبالغ كبيرة وفي كثير منها تأخذ صفة الالتزام السنوي . حتى أطلق حفظه الله مؤسسة خيرية خاصة تحمل اسمه ، وتبرعاته ومشاركاته وجوده صبغت بالتنوع الكامل في مجالات الخير فليست موجهة لباب من دون باب فكأنه حفظه الله أراد أن يسجل لنفسه موقفا تاريخيا مع كل تلك المجالات ولم يكن يرد طالبا أو صاحب فكرة تنموية أو اجتماعية أو إنسانية أو إغاثية فكل تلك الأبواب والمجالات تشهد له وتذكر سجاياه وكرمه معها .

ولا زلت أعدد عزيزي القارئ بعض تلك الأعمال التي منها تبرعه السخي مع كتاب الله تعالى ومع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بوقف بقيمة خمسة عشر مليون ريال .

وفي الشرقية لا زالت صورته ماثلة في موقف رائع جدا وهو استقباله لأصغر مخترع سعودي وتكريمه بهدية مبلغ وقدره مائتا ألف ريال بالإضافة لتكفله بنفقات المعمل أو المختبر الذي يحتاجه ليواصل خط إبداعه .

ومن المواقف التي سرت الوطن وأبهجته وعايدته هو كرمه الحاتمي بمعايدة أسر شهداء الواجب بثلاثة ملايين ريال .

وأحيانا تلاحظ ولا بد أن تلاحظ أنه متى ما رأى أن المشروع مهم ومميز لكنه يصعب له أن يجد متبرعين فإنه يرسم الأمل والبهجة عند أصحابه والمستفيدين من ذلك المشروع بجزل العطاء فهاهو حفظه الله يقدم تبرعا بقيمة عشرة ملايين ريال للجمعية السعودية للتوحد .

وبصفتي مهتما بالشأن الاجتماعي والتنموي والشبابي فأنقل هنا لك بعضا من تلك التبرعات السخية التي خص بها ذلك القطاع ومنها مشاريع حضرية تنموية ومراكز نشاط اجتماعية إنشاء وتبرعا سنويا في أكثر من مدينة في السعودية ولعل شاهدا من ذلك تبرعه لبرنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب بمبلغ وقدره عشرة ملايين ريال . ومركز حضاري في الأحساء بعشرة ملايين ومثله في القطيف ، وكذلك تبرعه بثلاثة ملايين ريال لبناء مقر دائم لمركز التنمية الأسرية بالأحساء ، وكذلك يلتزم بتبرع قدره مليون ريال سنوي للندوة العالمية للشباب الإسلامي .

ولعل القلوب هتفت باسمه مرارا وتكرارا لما أنشأ أكثر من مركز صحي متقدم يحمل اسمه خاص بالقلب وجراحاته ومنها مركز الأمير سلطان لأمراض القلب في الأحساء .

أجزم بأني سأتعب وستتعب – عزيزي القارئ – من سرد أو قراءة تلك الأعمال التي سجلها التاريخ وسجلتها صفحاته البيضاء الناصعة أن قائدا فذا وأميرا متواضعا بذل وأعطى بلا حدود ، سائلين الله تعالى أن يجزل له المثوبة والأجر وأن يوفقه ويعينه على الاستجابة لكل تلك الطلبات التي ترده وتصل إليه ولا يتأخر عن تسجيل موقف مع كل منها ، وأحيي تلك الجهود بشكل عام وبشكل خاص الجهود الدعوية والثقافية والشبابية والتنموية والحضارية لأنها أعمال رغم أهميتها إلا أنها لا يتوجه لها بالدعم إلا الخاصة الذين اختارهم الله لذلك قال تعالى ( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) .