الاثنين، سبتمبر 07، 2009

انشر تؤزر


جاءت الانترنت إلى المملكة العربية السعودية مع عام 1420 هـ يعني أكثر من عشر سنوات مع الانترنت والبريد الاكتروني ، لا شك أن بطء الانترنت في السابق وارتفاع أسعار الارتباط وقيمة دقائق الجوال العالية ورسائل الجوال حدتا من بعض المظاهر التي بتنا نجني أثرها الآن ،

ومن تلك الآثار تزايد دخول الناس على الانترنت والتسكع من غيرما هدف ونتيجة لذلك حصلت مساوئ عدة من الاستخدام للنشر الاكتروني وسوء استخدام بعض التطبيقات من مثل البحث عن أكبر عدد من البريد الاكتروني العشوائي وبث الرسائل عليه من غيرما مناسبة ولعل فئة من الفئات أعجبتها فكرة الانترنت والتراسل والدعوة على الانترنت وتزايد نشاطها على غير هدى ولاكتاب منير وبحكم رخص الارتباط وقلة التكاليف صاروا يجدون المادة ويعادون إرسالها ورغبة في تحصيل المزيد من الأجر أو على تعابيرهم الحسنات المضاعفة أو الأرقام اللامتناهية من الحسنات بسبب إرسال رسالة فيها نصيحة أو مقطع دعوي أو حديث أو تلاوة أو أي شيء من المواد التي يستحسنونها ويرون فيها خيرا عظيما من جراء نشرها .

جريا وراء تحصيل تلك الأجور انطلقت هجمات من تلك الرسائل التي تنطلق محددة وغير محددة المستلمين والمستهدفين من تلك الرسائل ويطالبونهم أيضا بإعادة نشر هذه الرسالة لغيرهم ، وأحيانا يضعون ذلك الطلب ضمنا وأحيانا يكونون أكثر جرأة فيكتبون عبارات طلب أشبه بالأمر مثل : انشر تؤجر ، أو أحيانا يستخدمون الكذب مثل : لازم تنشرها لغيرك فإذا لم تفعل حصل لك كذا وكذا ، على طريقة نصيحة الشاب مؤذن الحرم الوهمي أحمد الذي تتكرر نصيحته الورقية ورؤياه الكاذبة وتنشر من أكثر من عشرين سنة ولازالت تجد زبائنها الذين يرعبهم التهديد ويغريهم الوعد بالأجر والمثوبة مع النشر .

أحيانا يحصل أكثر من ذلك في رغبة إعادة التوزيع والنشر من مثل تحديد العدد كقولهم : انشر أو أرسل لعشرة من أصدقائك ، أو أكثر شراسة : أمانة وفي ذمتك وعهد عليك أنك ترسلها لعشرة وهكذا بظنهم من مثل هذه الإلزامات التي ما أنزل الله بها من سلطان سيحصدون المزيد من الأجر ، وما هو إلا نوع من الجهالة التي وجدت سابقا وما زالت توجد حتى الآن وإلا فإن مثل هذه الدعوات لا تجد لها زبائن ولا مغترين ومحتفلين من طلبة العلم والعلماء حيث يعرفون أن طلب الأجر والمثوبة ليس بهذه الطريقة وأن الدعوة لها أسباب وله طرق ولها آداب وأن القلوب بيوت أصحابها فاطرقوا أبوابها برفق .

إن ما يحصل من هذا النوع الدعوي السرطاني ليس إلا نوع إساءة للدعوة والدين وزيادة في الجهالة حيث العقلاء ينزعجون من مثل هذه الرسائل خاصة إذا تكرر وصولها لبريدهم أو لجوالاتهم بكثرة بسبب هذه الدعوات الإلزامية بالنشر ، وربما حصل أكثر من ذلك من السب والشتم ، إن الانترنت والمجموعات البريدية صارت مزادا من الفوضى بسبب سوء الاستخدام ذلك حيث يتضخم صندوق البريد بمثل تلك الرسائل ويستمر الحذف ، وأحيانا للأسف يقع بمثل تلك الرسائل إساءات ومحاذير شرعية مثل نشر لأحاديث كاذبة لا يتثبت مرسلها من صحتها وقد قال صلى الله عليه وسلم : من حدثكم بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين ، وكفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع ، وآفة الأخبار رواتها ، وتكرار ذلك مصيبة أكثر ، حيث ما يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار ، وأحيانا أخرى يقع محاذير ومخاطر سياسية أو صحية أو أمنية من مثل نشر الأخبار الكاذبة أو الرسائل ذات المحتوى الفكري الشاذ أو الرسائل المفخخة أو الرسائل التي فيها إساءة لأشخاص ربما تضرروا بمثل هذه الرسائل فبحثوا عن مرسلها وربما ادعوا عند الجهات الأمنية وبسهولة جدا يمكنهم أن يصلوا لمرسليها الحقيقيين وساعتها لا ينفع أولئك الباحثين عن الأجر جهالتهم وعدم معرفتهم واستجابتهم الحمقى لدعوات انشر تؤجر من غير ما تثبت أو تروي .

وبالتالي أرى عدم مراسلة أحد إلا بإذنه ، وإذا كنت مرسلا فأرسل قليلا ولا تكثر ، فإنه كان يتخولنا بالموعظة وهو صلى الله عليه وسلم ، ويمكن لم أراد أن ينشر إنشاء موقع ووضع كل الفوائد فيه ومن أراد تلك الفوائد يزوره ، ومن ذلك يجب توعية الناس من سوء ذلك الاستخدام ودعوتهم لعمل التطبيقات السليمة والتصفح الذكي ومحاولة البحث عن النافع والمفيد ، وفهم أن الدنيا ليست كلها فقه وتوحيد بل فيها رياضيات وعلوم وفيزيا وحاسب ويجب علينا أن نعيش الحياة بحقيقتها واللحاق بالركب بالقراءة والاطلاع في المفيد دينا وآخرة أما أن تتحول عندنا الانترنت إلى انترنت محجبة لا تعيش واقعها بل ملؤها الوعيد والتهديد والنار وجهنم وويل لكم مما تؤفكون .

وبدوري وبقناعتي بفساد مثل هذا التوجه أوجه تهنئة لكل شخص يرسل لي مثل هذه الرسائل أبارك له انضمامه لجماعة انشر تؤجر ، فبعضهم يستفز .ويستحي ويخجل وبعضهم أنبه لعدم صحة الرواية أو الحديث ، حتى أن بعضهم يرسل الرسالة يسـتأذنني فيها ويستشيرني في صحة محتواها