الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009

انفلونزا الخنازير وتأجيل الدراسة


اطلعت على تصريح معالي وزير الصحة وكذلك خبر توقيع الاتفاقية بين وزارتي التربية ووزارة الصحة عندنا بالسعودية ،
لكن ليسمح لي معالي وزير الصحة في تصريحاته حول انفلونزا الخنازير والتقليل من أزمتها وضررها مقارنة بالانفلونزا العادية وعدد الوفيات العالمية .
قد تكون الأوراق والمستندات والتقارير التي يطلع عليها معاليه تعطيه الشعور بأن كل شيء تمام
وبالتالي هو حريص على أن تصل هذه الصورة المثالية للمجتمع
أزمة انفلونزا الخنازير أزمة عالمية نسجل في السعودية حسب تقارير الإصابات وإحصاءات موقع http://www.flucount.org/
الذي يضع الإصابات عندنا في 2000 حالة في زيارتي له على الرغم أن معالي الوزير أعلن عن عدد إصابات 3000 فيما كل الأرقام هنا أو هناك هي محل شك عند المواطن حيث هناك اعتبارات سياسية وأمنية والتزامات تهدئة
لكن بلغة الأرقام نحن أعلى إصابات من الكثير من الدول العربية ومع ذلك تلك الدول التي تسجل حالات أقل استشعرت الخطر أكثر وأجلت الدراسة
شخصيا أكره الإجازات وتأجيل الدراسة نظرا لأن العام الدراسي عندنا قصير والإجازات متكررة وطويلة
وطلابنا ضحية لقصر اليوم الدراسي لكن الآن الحديث حول أزمة إصابات وضعف استعدادات .
المرض يصعب تشخيصه إلا بعد الفحوص المختبرية التي تتأخر نتائج تحليلها والأزمة كشفت عن قصور كبير في الاستعداد لأي أزمة مثل هذه
خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ومن خلال مجلس الوزراء استشعر الأزمة وتناولها في المجلس ووجه لعلاج كافة الحالات على حساب الدولة وتوفير العلاج اللازم
لكن التطمينات والتهدئة لا تغير من الواقع شيئا حيث الممارسات الخاطئة في المجتمع وضعف الوعي والتدابير وثقافة التواكل هي الشكل السائد عندنا فلا تشاهد كمامة تسير بالشارع ولا قفاز ولا تعقيم ولا أكياس بالنفايات ولا عبارات توعية ولا رسائل ولا خطب وكأن شيئا لم يكن .، والناس تحتضن بعضها والمعانقة موجودة في المساجد والأماكن العامة وفرص كثيرة جدا لانتشار المرض .
المرض رغم ضعفه إلا أن المشاهد أنه يفتك بسرعة شديدة جدا بالحالة التي يصيبها ، وما قيل عن اعتلالات صحية لدى الموتى الذين نسأل الله تعالى أن يكونوا شهداء عنده وأن يواسي ذويهم ويأجرهم ، إلا أن شهادات أهاليهم كذبت ذلك وأن المرض يفتك وبسرعة بالإصابة علما أن المصاب يذهب للمشفى ولا يلقى الاهتمام ولا العناية وهذا ما حصل مع أكثر الحالات المصابة حتى إن المريض في بعض الحالات هو من يخبر بالحالة وبشكوكه فيها .
أعود مرة أخرى لطرح السؤال هل نحن بحاجة للتأجيل ؟
الجواب : من وجهة نظري نعم للأسباب المذكورة بالإضافة إلى كون المرض حسب تصنيف منظمة الصحة دخل المستوى السادس .
أيضا زيادة في التهدئة للمجتمع وبيان حرص الوزارة على الطلاب خاصة صغار السن .
لكن كم مسافة التأجيل في كل بداية عام دراسي ومع الخريف تتأزم المدارس بالإصابات في الأسبوعين الأوليين . نؤجل الدراسة أسبوعين إذن ولكل الشرائح .
ماذا يعمل خلال ذلك : تجهيز المدارس بخطة التعامل مع الأزمة من حيث :
1- قبول تقدير مدير ومديرة المدرسة في الإجازات بسبب الرشح وأعراض الانفلوزا العادية ومن دون الحاجة لتقرير طبي .
2- إجازة الطالب أو المعلم جبرا حال إصابته بالانفلونزا خمسة أيام .
3- تفقد الطلاب عند دخول المدرسة من معلم أخذ تأهيلا جيدا في الكشف التقديري ومنع دخول الحالات المشكوك فيها .
4- دورات وتطعيمات واقية مثل التطعيمات الخاصة بالانفلونزا العادية .
5- منع الطابور الصباحي في المدارس .
6- توزيع مواد مطبوعة توعوية للاسر مع الكتب في اول يوم .
7- بيع الوجبات في الصفوف بدل نظام المقصف .
8- توزيع الكمامات .
9- عمل مادة فيلم توعوي عن المرض والاحترازات بالعربية بالرسوم المتحركة وشرحه للطلاب والطالبات بداية العام مرتين لكل مجموعة طلاب .
10- توفير الصابون المعقم داخل المدارس وطلب غسل الأيدي
11- العناية بالنظافة ورفع المخلفات الورقية ( المناديل ) مرتين يوميا .
12- توفير المناديل داخل المدارس بنوعيات غير معطرة .
13- تقليص اليوم الدراسي بحذف بعض الحصص مثل الرياضة والفنية والوطنية وبقية المواد تقلص كذلك .
14- يستمر هذا الوضع حتى العودة بعد الحج .
15- من الممكن أن يضاف خيار إضافي بدل تقليص اليوم الدراسي هو تقليل الأيام الدراسية إلى أربعة أيام أو ثلاثة وقد عملت بعض الدول بهذا نتيجة نقص المعلمين .
إننا كأولياء أمور نبدي قلقنا حيال الموضوع وأقول إن معالي الوزير لا يعالج هو أو اقربائه في المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية وبالتالي لا يتصور النظرة الحقيقة التي ينظر بها المواطن حال مراجعته لأي مشفى حكومي ، والنظرة للعاملين ومستواهم في التعامل بمهنة الإنسانية ، إن خيار السعودة شيء طيب لكن بعض الممارسات من الموظفين السعوديين تجعل الموضوع مقلقا ولا يبعث بالطمأنينة مثل دوامهم بالثياب تدخينهم داخل المشفى النداءات والسوالف والاستغراق فيها وهم يتعاملون مع مرضى من دون مبالاة في الصيدلية يوضع الدواء كأنه بضاعة مشتروات أين الشرح اين الملحوظات أين التعليمات
كان الله في عونك معالي الوزير الهوة شاسعة بين التطلعات والواقع فأرجوك معالي الإنسان الرائع المبدع د. عبدالله يحتاج الموضوع منك جولات وتصفيات وتطوير وترشيد مصروفات .