الاثنين، مايو 29، 2006

رحلة ذهاب بلا عودة

مرحبا اقرأ مقالة "رحلة ذهاب بلا عودة"

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء الموافق 29-5-2006

اضغط على الرابط لقراءتها من الجريدة

رحلة ذهاب بلا عودة!

عبدالمنعم الحسين الحياة - 29/05/06//

نقلت لنا «الحياة» بتغطية إخبارية مميزة من قلب الحدث بالصورة والبينة من شهود الحدث ومن أصحابه كل تطورات أحداث وفاة شهيد الأحساء (زكي)، الذي تلقى رصاصة غادرة في مدينة دبي، بداية شهر ربيع الآخر من هذا العام، وكم من مفارقات حملها المشهد الأليم في الحادثة المؤسفة، التي آلمت الخليجيين كافة لا السعوديين فقط ناهيك عن الأحسائيين.
رحلة الذهاب بلا عودة أو تذكرة الذهاب إلى الآخرة التي قطعها الشاب زكي - رحمه الله - كانت قاسية، ذهب طاعة لوالدته المريضة مصطحباً أخاه من غير رغبة منه عدا البر والصلة، ليلقى حتفه هناك بطريقة القتل العمد، قتل أبشع من قتل قابيل لأخيه هابيل، إذ دخل القاتل مسرح الجريمة مخموراً مترصدا لأنفس بريئة، كل جريمتهم أنهم يقلون سيارة فخمة تحمل لوحة أرقام سعودية.
هل يعلم القاتل نزاهة وبراءة وطهر القتيل الذي لم يُعرف عنه في عائلته وحاضرته إلا كل خير؟ هل يعلم القاتل أنه رمّل زوجتين وحرم أطفالاً صغاراً من والدهم برصاص العبث والجريمة الانتحارية الكارهة للحياة، فاختارت لنفسها طريق التجني على الأبرياء لتسيل دماهم طاهرة التي ستشهد على القاتل يوم القيامة يوم القصاص لا لقتيل واحد فقط ولكن لكل المكلومين والمتألمين صدقاً من بشاعة الجريمة التي هزتهم، فتوافدوا من كل حدب وصوب في مشهد الوداع في المقبرة أو في مشهد العزاء أو في مشهد السلام على أخيه الذي نجا من القتل؟
منظر الزحام وتوافد الناس بكل أطيافهم ومن جميع مناطق المملكة لا شك أنه تعبير عن التآزر والألم والحزن، ولكنه أيضاً علامة من علامات الخيرية للشهيد الذي ختم حياته بالصلاة في أحد المساجد القريبة من مسرح الجريمة قبل ساعة من الحادثة. إن المصيبة التي نزلت بذلك البيت أوالقتل الذي استشرى في بني البشر بسبب العدوان والطيش والخلافات والحروب لهو ما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يفيض المال وتظهر الفتن ويكثر الهرج». قالوا: وما الهرج يا رسول الله قال: «القتل (ثلاثاً)، والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل منهم في ما قتل ولا المقتول في ما قُتل».
علينا أن نفزع إلى الله تعالى بالطاعة والعبادة والدعاء، وقد قال تعالى: «ففروا إلى الله»، هذا هو السلوان وهو المعين لنا - بني البشر - لنحقق التوازن مع أنفسنا، ولا نخسر إشراقتنا وحبنا للحياة أو ابتسامتنا وسعينا لعمارة الأرض وصناعة الحياة.
هكذا يجب أن نأخذ الدروس من هذه الجريمة، وكم هو مؤلم أن يكون الدرس ممزوجاً بلون الدم، ونتجرع معه الألم، ونتعرف فيه إلى ملعونة خبيثة شاركت في الجريمة، وهي أم الخبائث الخمر وما شابهها من المخدرات التي أذهبت بعقل القاتل، وتلبس به الشيطان بسببها، ونتعرف إلى أن خطر شارب الخمر أو مدمن المخدرات الذي يعمل أعمالاً مشينة في حق نفسه وعرضه وحياة الآخرين، ما يلزمنا بمحاربة تلك الآفة اللعينة التي تهاون فيها الناس، وتفشت عصابات المروّجين لها في أوساط الشباب، مستغلين توافر السيولة النقدية لديهم، ليفسدوهم ويفسدوا معيشتهم، ويجعلوا منهم وحوشاً مجرمين، لا يترددون في ارتكاب الجريمة في حق الأبرياء!

* عضو جمعية الإدارة السعودية.

Monem75@Gmail.com

ملحوظة : لقراءة المقالات السابقة قم بزيارة البلوغز

www.monem75.blogspot.com