الخميس، مايو 11، 2006

البرتقالة والمدير الناجج

مرحبا اقرأ مقالة البرتقالة والمدير الناجح"

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء الموافق 10-5-2006

اضغط هنا من فضلك :

لبرتقالة ... والمدير الناجح

عبدالمنعم الحسين الحياة - 10/05/06//

الألوان الخلابة والروائح الزكية والنظافة والأناقة واللمسات السحرية والأصوات الهادئة والزوايا والأركان تلعب محاور وأدواراً متعددة في نجاح المديرين، لا تقل عن النظريات الإدارية والتجارب والخبرات والدورات والمحاضرات، وقديماً قالوا: «العقل السليم في الجسم السليم».
ولكي أسارع في رتق نسيج الموضوع ولفه وتقديمه بسرعة تناسب متطلبات المديرين الناجحين أدعوك معي لندخل معاً غرفة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ونشاهده وهو يتناول كأساً ساخنة من الماء ويضع فيها ملعقة من العسل ويخلطهما ثم يتناولهما القائد الفذ عليه الصلاة والسلام، ليأتي الطب والعلم الحديث ليبرهن لنا على مدى فائدة الماء الدافئ على الريق مخلوطاً مع العسل الطبيعي، وماذا سيفعل من عمليات كيماوية في حفز الكلى والأجهزة الهضمية، ناهيك عن المادة الغذائية السريعة للدماغ عن طريق سكريات العسل، والتنشيط الذي سيحدث لمناعة الجسم.
هذه التقنيات الغذائية التي جاءت بها السيرة العطرة نجدها وغيرها ماثلة في كتب التراث مثل كتاب ابن قيم الجوزية الطب النبوي وغيره.
وتعمل أذهاننا على الحرص على الصحة، لنتحصل على قائد ومدير محترف يعطي بإنتاجية عالية، وكذلك يتمتع بمناعة ولياقة جسدية تساعد على العطاء، وكنت اطلعت أخيراً على مقالة كتبها «كار نورام» أستاذ الطب وعلوم التغذية في جامعة أوسل، وهو يتحدث عن منظومة صحية تضع السكان في كل أنحاء العالم على أول الطريق نحو رفاهية راسخة تدوم مدى الحياة. إذ ان المدير الذي يهمل وباستمرار تقنيات الصحة وأبجدياتها الرياضية والغذائية لن يكون المدير المطلوب تماماً.
ولكي لا نمضي بعيداً أعود إلى البرتقالة التي تركناها في أعلى الموضوع وذهبنا في حديث حولها، لأخبرك بأن البرتقالة سر من أسرار الله في الفواكه والغذاء، جرّب أن تضع برتقالة متوسطة الحجم في كفك لمدة عشر ثوانٍ ثم انقلها بين كفيك وانظر كيف تكون نفسيتك بعد ذاك، وهي سر آخر من حيث اللون الجميل والشكل المستدير المريح للنفس بداية، وهو ما يحتاجه المدير ليهدئ من قلقه وضغط العمل حوله، ورائحتها الزكية التي تأخذ بأنفاسه بعيداً من رائحة الأحبار والأوراق وطعمها الممتزج بين الحلاوة والحموضة الذي يشده لتناول المزيد منها ويسيل لعابه أكثر نحوها، لتعطيه لياقة مجددة في الحديث والحوار.
وتعمل البرتقالة عملية تعقيم طبيعية للفم وما حوله وتحافظ على الأسنان واللثة بفيتامين C الذي تحتاجه اللثة خصوصاً للمديرين الذين يكثرون من تناول الشاي والقهوة التي تعطل امتصاص الجسم للحديد وللمديرين الذين ابتلوا بآفة التدخين.
وكنت اطلعت على بحث لأحد الأطباء قدمه في الستينات يثبت فيه أن تناول قدر كاف من هذا الفيتامين السحري كفيل بأن يقي صاحبه من الإصابة بأمراض الرشح والزكام، ويؤكد ضرورة أخذ المدير قرصاً من فيتامين (C) في جيب السترة الداخلي ليتناوله عند شعوره بأي إجهاد أو إرهاق في العمل.
لن أكتفي بالحديث عن مدى حاجة المدير للبرتقالة، فهي بأليافها التي تحتويها تشكل راحة لأمعاء المدير، خصوصاً من يعانون من القولون العصبي، وتشكل بسوائلها مادة مرطبة في الصيف كما لا يُكتفى بتناول العصائر الصناعية عن أكلها وتناولها، خصوصاً وهي متوافرة على مدار العام وبأسعار أكثر من رخيصة، كما أن سكّرها سكر بسيط وغير معقد سريع الامتصاص والهضم، ما يعطي طاقة سريعة ومباشرة تمد المدير بما يحتاجه من النشاط والحيوية.

* عضو الجمعية السعودية للإدارة.

Monem75@Gmail.com