الأربعاء، مايو 24، 2006

الفيروس الخبيث

مرحبا اقرأ مقالة الفيروس الخبيث"

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء الموافق 24-5-2006

اضغط على الرابط لقراءتها من الجريدة
«الفيروس» الخبيث
عبدالمنعم الحسين الحياة - 24/05/06//

سقطة كبيرة تقع من شباب صغار، تعرضوا لعملية مسخ وغسيل كامل، ليخرجوا متجردين من كل معاني العفة والغيرة والشهامة والرجولة لينقلبوا إلى مثل البهائم أو أكثر انحطاطاً، ليمارسوا الجريمة المعلنة أمام الناس وبوجوههم القبيحة المسودة بالمعاصي والآثام والانسلاخ من كل قيم المجتمع السامية، ليفترسوا فتيات محجبات، فصور مقاطع البلوتوث تظهر العباءة والوجه المغطى كأعلى درجات الحجاب المعروف عالمياً.
نعم للأسف إن ما يحدث من إرهاب وترويع واستهتار بالأعراض جهاراً نهاراً وبالتصوير المتعمد ومن دون أدنى تحفظات من المجرم بستر الوجه أو التخفي والاختباء، يمثل ظاهرة غلو وانحطاط لا يفسر بانفجار شهواني فقط.
بل هو فيروس خبيث ناتج من مزيج من أمراض نفسية حادة تراكمية، تكوّن ذلك الفيروس في مختبرات الانهزامية والفراغ والبطالة والتفكك الأسري وفساد فضائي.
فنتج من كل ذلك هذا النمط القبيح المتناهي في السقوط، نوعيات شاذة لا تبالي بنظرة المجتمع أو إلحاق العار بالأسرة مدى الحياة.
إن ما يحدث في البلوثوث انتكاسة كبيرة وإخلال فاحش يحتاج منا - كل بمسؤوليته - أن يعيد النظر في المشهد.
كل ذلك يجبرنا على تغيير استراتيجياتنا في التعامل الجدّي مع الانحلال، وذلك باتخاذ تدابير وقائية خاصة في الحفاظ على الأعراض، وعدم ترك الفتاة وحدها أو مع صويحباتها من دون محرم، سواء كان ذلك في مركبة أو ماشية على قدميها.
ينبغي لنا أن نقنن خروج الفتيات من بيوتهن، ينبغي إعادة النظر في العقوبات والانتقال بها إلى العقوبات الذكية التي تجمع بين التأديب والعقاب الرادع، مثل التشهير بالاسم الكامل والصورة الملونة. كما هو معمول به في الإمارات العربية المتحدة ، وعلى المؤسسات الاجتماعية الحكومية والأهلية القيام بتوجيه الأبحاث والدراسات والقيام بدورها التوجيهي نحو الشباب واستغلال طاقاتهم وتوجيهها لما يخدم المجتمع.
يجب علينا أن نحث الطاقات العلمية والدينية التي نطمئن على توجهاتها الفكرية، ونشجعها وندعمها مادياً ومعنوياً، ونطلق يدها للعمل في المجتمع، وتقليل روتين الأنظمة والقوانين التي تعوق نشاطهم، وتقلل من إبداعاتهم في الحفاظ على ثروة البلد البشرية، وهنا أحيي جهود وزارة الشؤون الاجتماعية التي عملت أخيراً على افتتاح مؤسسات التنمية الاجتماعية في محافظات المملكة، وأحيي كل البرامج الصيفية الموجهة للشباب مثل المراكز والمخيمات والرحلات والمحاضرات والدورات التي ظهر أثرها ملموساً على مرتاديها والمنخرطين في نشاطاتها.
* عضو جمعية الإدارة السعودية.

Monem75@Gmail.com