السبت، مارس 11، 2006

مقالة الفتاة العنكبوت

مرحبا اقرأ مقالة " الفتاة العنكبوت

لعبدالمنعم الحسين

نشرت في جريدة الحياة عدد 15681 تاريخ11-3-2006

اضغط هنا من فضلك :

الفتاة العنكبوت

عبدالمنعم الحسين الحياة - 11/03/06//

القاضي والأديب والمؤرخ علامة الجزيرة حمد الجاسر، هل كان على علم بما ستحدثه الفتاة العنكبوت التي تناقلت صورها المنتديات ومقاطع البلوتوث عبر الجوالات ونشرت وقائعها بعض الصحف؟
أمر محزن ما حدث من حيلة وخداع ذاك الشاب العربي بإغوائه الفتيات، وجرهن إلى عفن إدمان المخدرات حتى يخلعن ثوب الحياء ويتحركن بتوجيهاته وأوامره بسيطرة كاملة وفي غياب كامل من ذويهن. الشارع الذي يحمل اسم الأديب حصلت فيه تلك الأحداث العجيبة، إذ حاولت الفتاة الهرب من الشقة التي استأذنت والدها للذهاب إليها لتقدم جسدها وجبة رخيصة لطالبي المتعة الحرام، وكل ذلك بحجة أنها خرجت ثلاث ساعات فقط بغرض المذاكرة مع صاحبتها.
ثلاث
ساعات كافية لتبيع اللحم الأبيض وتعود بالسم الأبيض في يدها من غير اهتمام بمستقبلها وسمعة أهلها! هل كان حمد الجاسر - رحمه الله - يرضى أن تتناقل اسمه الصحف في ذلك اليوم ليس بقصيدة أو مقالة ولكن لسوءة ليس له فيها إلا الاسم؟ وإنني لأستغرب تلك الطاقة الجبارة التي تملكت تلك الفتاة وتلك الموهبة التي لا تدري هي أيضاً بها لما قفزت من نافذة الشقة، تريد الهرب من رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعلقت بجدران المبنى كالعلكة أو كالرجل العنكبوت، ثم تسقط ليلتقطها الشباب المتجمهرون بالأسفل ولا تصاب بشيء، وتجري وتقطع الشارع غير عابئة بسرعة السيارات!
شيء يملأ النفس غرابة، ولكن ربما يجد أهل صنعة التدريب بإيقاظ المارد داخلك حجة لهم في تلك القصة، التي شهدها جمع غفير من الرجال كلهم يشهدون والكاميرا تشهد بأن فتاة عنكبوتاً عبرت ذلك الشارع، وكأنها أيضاً وجهت رسالة إلى أولياء الأمور وأرباب الأسر بأن ينتبهوا لأولادهم وفتياتهم فإنهم ملائكة لكن قد يحتوشهم الخبث والخبائث من الشياطين الذين يتربصون لهم في كل مكان، ولم يسلم منهم مكان لا سوق ولا شارع حمد الجاسر ولا الجامعة وقاعات الدراسة، وهم صنف من الشياطين لا ينفع معهم استعاذة ولا نفث ولا بسملة، ولا ينفع معهم إلا القرب أكثر من الأولاد وصحبتهم والترفق بهم واللين معهم وعدم الغفلة عنهم لا بمثلثات الأسهم الحمراء والخضراء ولا غيرها، فما هناك أغلى على المسلم والعربي من عرضه «أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال».
... وفي الحادثة فكرة أخرى يجب ألا نتجاوزها، وهي قدرة المقيمين بين ظهرانينا على اختراق حصوننا الداخلية بالتخريب والهدم، حتى أنهم يستطيعون التسلل إلى فلذات أكبادنا وجرهم وجرهن إلى مكان الجريمة كما حصل مع الفتاة العنكبوت وغيرها.
سمعت تسجيلاً يقول إن حالات الخلوة غير الشرعية التي سجلتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عام 1424هـ في السعودية تجاوزت أربعة آلاف حالة، قد يكون أكثرها بسبب هؤلاء الذين لا يرقبون فينا إلاًّ ولا ذمة، ولا يألوننا خبالاً ودّوا ما عنتنا قد بدت البغضاء من بعضهم بأفواههم وما تخفي صدورهم أكبر!

* عضو جمعية الإدارة السعودية

Monem75@Gmail.com