الخميس، مارس 09، 2006

مقالة عيد شتم الحريم

عيد شتم الحريم ؟!

كمثل كل الأزواج الذين توجهوا متجهمين في مناسبة العيد والاستعداد له نحو أسواق الملابس والأزياء النسائية مع زوجاتهم وبناتهم لا يريدون شيئا سوى وجه الله ورضا أم العيال .. وفي كل مرة أحاول أن استجمع قواي وكامل طاقاتي وأردد الآيات والأذكار والأحاديث التي تحث على الحلم والصبر والابتلاء ومحاولة استخدام الحيل النفسية والمهارات الإيحائية بجعل رحلة التسوق رحلة ماتعة ومسلية مع الزوجة والأطفال إلا أنني أحيانا كثيرة أفشل وأعود وقد ارتفع ضغط دمي من الرحلة التعيسة، ربما يتداعى لأحد من المتفذلكين والمتفذلكات من القراء والقارئات الكرام أني بخيل غير إني أعدّ نفسي من المبذرين والمساءلين يوم القيامة عن التبديد غير المسؤول للمال في خِرق تعيسة وأقمشة بالية وموضات بائسة وضحك سافر على الذقون والشفاه – من باب العدل والمساواة للرجال :الذقون ،وللنساء: الشفايف!! – خاصة وأن البضائع كل البضائع كلها مستوردة وأسماء المحلات كلها أجنبية وكأنك تتسوق في بلد أوربي ولست أبدا في السعودية ، والغضب والنرفزة لا يداهمانك بسبب واحد بل لأسباب كثيرة سأحاول أن آتي عليها كلها في هذه الأسطر الخفيفة على الرجال ، منها ما أسلفت من الشعور القاسي بالعجز أن نصنع ليس سلاحا نوويا وإنما مجرد (لانجري) يعني ( ملابس قليلة أدب ) وأذكر أن ابن تيمية العالم النحرير رحمه الله قال : لو احتاجت الأمة لإبرة ولم يوجد في المسلمين من يصنعها أثمت الأمة جميعا يعني على ذلك أن كل الأمة تحتاج أن تغتسل غسل جنابة من الإثم التقصيري الحاصل في هذا الباب ! وأضيف لك عزيزي القارئ أن مشتروات النساء السعوديات من اللانجري فقط بمئات الملايين من الريالات وكله لعيون آدم ! سأواصل حديث القولون العصبي حيث سبب آخر من أسباب الغيظ تلك التماثيل العارية التي تزدان بها واجهات المحال التجارية وعرض الملابس إياها عليها بطريقة الإثارة الإعلانية للتوجيه الآلي بالشراء بدون توقف ومع استخدام تقنيات اللوحات المطبوعة الملونة الكبيرة والعرض المصور لا ندري إلى أين نحن سائرون ؟.

أضف إلى ذلك موجات الشباب المتسكع على كافة ألوانه ومشاربه والذي فشلت جهود الأمن في القضاء على ظاهرة وجوده داخل الأسواق خاصة مع حيلة الدخول مع المتسولات بخمسين ريالا فقط وتقوم الفتاة بمتثيل دور الأخت أو الزوجة مع ذلك الشاب الأعزب للدخول عنوة للأسواق المكتظة بالعوائل .

شيء يجعلك تشعر بالدوران والغثيان تلك الفتيات اللاتي استجمعن ملابسهن عليهن بطريقة ماسة تعجب من استطاعتها الوقوف بها عدا الحركة بها .. أنا أشك أنها تستطيع أن تدخل في الملابس من دون مساعدة من أحد ! وتدور وتدور هي وصويحباتها بتمايع وضحكات وأحيانا بغطاء في اليد لمجرد لفت النظر وأحيانا بدون ، وقد صدمتني إحداهن ونحن في سوق مغلق لا تأتيه الشمس لا من بين يديه ولا من خلفه وهي تضع نظارة شمسية على وجهها وتسير في السوق من دون هدف سوى استمالة أولئك الشباب المنفلت وأحيانا وبلا مبالاة يتم تبادل الإشارات والأرقام بالبلوتوث وأنت عاجز عن فعل أي شيء سوى الفرجة ومزيد من الانفعال .

سبب آخر يأخذك من عاتقك ويرمي بك في نار مشتعلة من الغضب وهو الأسعار غير المنطقية التي توضع على قطع الملابس وممارسة البائعين خداع التخفيضات وإذا دخلت المحل وجدت التخفيضات لا تشمل سوى القليل من المعروض والبقية لا يشملها التخفيض ؟! ورغم الدراسة التي تقول أن قدرة المرأة على تمضية وقت أطول في التسوق من الرجل تصل إلى ثلاثة أضعاف الرجل إلاّ أن تلك المشاهدات تختصر المدة التحملية للرجل إلى وقت أقل من ذلك بكثير .

باقي سبب وجيه آخر من الأسباب التي تغيظني جدا وهو الزحام الهائل في المواقف والممرات والمحلات من المتسوقات الباحثات عن أشياء ربما هي غير موجودة أصلا فهن مستمرات في مشاهدة كل المحلات وكل القطع حتى آخر الوقت لتقرر في النهاية الشراء ممتعضات من عدم وجود المناسب لكن باختيار الأفضل واستخدام القناعة كمسكن لالتهاب جنون التسوق الذي يصيب أغلب النساء في المناسبات ما تشاهد معه كافة المتسوقين المصاحبين من الرجال إما متجهمين ويتمتمون بشتم الزواج والحريم أو يوزّعون ابتسامات بلهاء على بعضهم البعض !


لقراءة المقالة فضلا اضغط هنا من فضلك
المقالة نشرت بمجلة المستقبل الإسلامي عدد شهر صفر من عام 1427هـ