الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

فرحة الأطفال برمضان






الحمد لله تعالى الذي خلق الأيام والليالي وجعل السنين والشهور وجعل عدتها اثني عشر شهرا وجعل بركتها رمضان الكريم
شهر رمضان المبارك له رونق وله طعم ونكهة من الصعب جدا أن يتجاوزها الناس فهي أيام وليالي مباركات على الجميع الفقير ينتظر ويتشوف أعطيات هذا الشهر والغني والتاجر ينتظر ويتشوف زيادة أرباحه في هذا الشهر والعابد ينتظر ويتشوف زيادة حسناته في هذا الشهر ، سبحان من ركب في هذا الشهر ذلك الرونق وذلك الطعم وجعل الروحانية والفرحة ترتسم على وجه الكل كبارا وصغارا
إذا أردنا أن نعرف مشاعر الأطفال الصغار فعلينا تذكر مشاعرنا ونحن صغار حيث نفرح بالمأكلولات والعصائر ومنظر المائدة والألعاب والسهر في الليل والمسلسلات والمسابقات والجوائز الخاصة برمضان والزيارات المتبادلة والأسواق والزينة والهدايا والأعطيات من الكبار ومواسم العطاء والبذل والاستعداد للعيد بزيارة المحلات والاسواق وزيارة الخياطين وتغيير رونق الحياة من تشجيع على الصيام ومن شفقة ورحمة الكبار بالصغار ومشقة الصوم عليهم وتوفير أطعمة خاصة بهم ومن فرحة سماع مدفع الإفطار وحضور الصلاة جماعة في المساجد وزيارة الاستراحات وممارسة السباحة للتبرد تلك المشاعر المتلونة بروح رمضان هي ما عشناه ونتذكره ولا نستطيع أن نتجاوز تلك الفرحة الخاصة بدخول الشهر وكذلك الفرحة في ختامه بالعيد
وبعد هذه النقلة عبر آلة الزمن نحو الماضي لاستحضار مشاعر الصغار أنتقل معكم نحو الوقت الحاضر وما نستطيع أن نراه على وجوه أطفالنا حتى الصغار جدا منهم من البهجة والقفز والذهاب والمجيء والضحكات التي تصاحبهم واستغلالهم الشهر في التهام المزيد من الحلويات والسكاكر والعصائر والمأكولات المتنوعة التي تزخر بها المائدة واستمتاعهم بفترة ممتدة من مقابلة الالعاب الالكترونية ومشاهدة الفضائيات والنزول للحارات واللعب مع الأطفال حيث يتوفر لهم المصروف اليومي وتتوفر في البقالات ألوان جديدة من البضائع التي يحرص على توفيرها أصحابها ومن الملاحظ كذلك فرحتهم برمضان تكون أكبر إذا وافق رمضان إجازة من المدارس فيلحظ مشقة الصيام عليهم مع الذهاب للمدارس وتراجع حماسهم خاصة مع الأجواء التي أشرنا لها التي تتجه نحو مزيد من اللعب والترفيه ومظاهر الفرح والابتهاج ما لا يتفق معه النوم المبكر والسحور والذهاب للمدرسة صباحا والمذاكرة ليلا وأداء الواجبات ما يفوت عليهم كثيرا من مباهج الشهر المعتادة .
حينذاك ينبغي للأسرة وللمربين استغلال شهر رمضان المبارك في الحرص على توجيه معاني إيجابية في الاطفال عبر استغلال برنامجهم وملء فراغ أوقاتهم بالمفيد من حيث نقاط عدة منها :
الحرص على اصطحابهم في المساجد وسماع الذكر
الحرص على تشجيعهم على قراءة القرآن أو سماعه ومراجعة ما يحفظونه منه
الحرص على مشاركتهم في توزيع الصدقات
الحرص على مشاركتهم في تبادل الأطباق بين الأقارب والجيرة
الحرص على مشاركتهم في إفطار الصائم في الحارة ومسجد الحارة
الحرص على تعويدهم الصيام وتشجيعهم عليه ولنا في الصحابة رضوان الله عليهم أسوة حسنة فهذه الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها تقول فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار يعني يسلّونهم بالألعاب عن الطعام والشراب تعويدا لهم على الصيام
الحرص على تعويدهم الصبر والعطف على الفقراء
تذكيرهم ببعض القصص وبعض الأحداث في السيرة النبوية
تشجيعهم على الذكر وتشجيعهم على الأخلاق الطيبة وتمثلنا قدوة لهم
والكثير من الأمور الأخرى التي من الممكن غرسها فيهم استغلالا لبركة الشهر واستغلالا لمشاعر الفرحة والبهجة التي يعيشونها وفرصة الإجازات التي تجعل كثير من أولياء الامور قريبا منهم وفرصة للعب معهم وتبادل الحوارات والأحاديث معهم في جو من المحبة والعطف الذي يشكل دعامة كبيرة في شخصياتهم