السبت، أغسطس 12، 2017

قراءة في كتاب قواعد الفكر التربوي الإسلامي

كتاب قواعد الفكر التربوي الإسلامي  لمؤلفه الدكتور عيسى بن محمد الخلوفي
الكتاب صادر عن دار المقتبس سوريا 2017
يقع الكتاب في 230 صفحة من القطع المتوسط
طباعة الكتاب فاخرة وجيدة.
جاء في مقدمة الكتاب أن الهدف تقديم قواعد الفكر التربوي الإسلامي لعدم وجود تأليف سابق لها وأن ما يوجد هو متناثر في الكتب ولا يوجد جمع لها ، وقد تزعم الكاتب راية التأليف في ذلك.
الكتاب جاء في ثلاثة فصول وهو موجه للعاملين في محاضن الشباب التربوية والناصحين والوعاظ والمرشدين والمربين والدعاة.
اهتم المؤلف بتوضيح وتعريف المصطلحات مع عدم الإطالة والإسهاب في ذلك فمثلا نجده عرف القاعدة لغة بـ أساس الشيء، واصطلاحا: الأصل والقانون. ثم يتبع ذلك بالدلالات المرادة والمقاصد التي تدور معها المادة.
ولعل هذا الأسلوب ممتد في الكتاب.
الفصل الأول : القواعد الأساس في التربية والتزكية ، توضيح وتأكيد الغاية من التربية والتزكية
[ غاية التربية ، العبودية، الإخلاص، اتباع الشرع]
الفصل الثاني : القواعد التي تتضمن تحقيق مقد الصبغة الربانية
[ الشمولية، مراعاة الأوليات]
الفصل الثالث: القاعد التربية المحقق لمقصد الاستدامة والاستمرارية
[ التدرج، الواقعية ، التحفيز، الذاتية]
من الظريف الذي أعجبني كذلك التزام الكاتب مع كل قاعدة  بيان المراد منها، الأصل الشرعي للقاعدة،  فقه القاعدة، تحقيق القاعدة وتنزيلها أو الوسائل التطبيقية العملية التي ينتهجها الداعية مع المدعويين، أخيرا: ماذا يحدث لو غابت تلك القاعدة؟!
الجميل في الكتابة أنها لم تكن مجرد نقل بل مزجها الكاتب بأفكاره وتجاربه وتأملاته لما ينبغي أن يكون وكذلك نقده لممارسات وقعت أو من الممكن أن تقع من الدعاة والمربين
مما يعاب على الكتاب بعض الأخطاء الطباعية واللغوية ومن ذلك : ص 135 كلمة إلى بدون همزة
ص 140 الشرعي كتبت الشر- عي
ص 136 لم يراعى في حين أن الصحيح لم يراع.
الكتاب جاء جريئا في نقد بعض الأفكار والممارسات التربوية من مثل: ص 81 يعيب على الوعاظ في الحج التذكير بالأذكار وغفلتهم عن أهمية حضور القلب.
وفي ص 103 في حديثه عن الرياء والإخلاص يقول: قد يتبادر للذهن الاقتران بين العمل في العلن والرياء، والاقتران بين العمل في السر والإخلاص، وهذا الاقتران غير صحيح بإطلاقه...
وكذلك في حديثه عن علم الاجتماع حيث يقول ص 127 من الضروري تعلم الحد الأدنى من هذه العلوم المساعدة على القيام بمهمة التربية خصوصا لمن جعل التربية وظيفته أو همه،  فمن يتصدر للوعظ العام لا بد من أن يكون له نصيب من القراءة والاطلاع على علم الاجتماع التربوي.
ختاما: الكتاب جهد جميل ومنظم ومبسط وسريع وسلس، خاصة مع التأصيل بالآيات والأحاديث والأقوال عن العلماء والمربين وكذلك ما يقع فيه من قصص ومواقف أحيانا وأبيات شعرية
يشكر المؤلف على جهده في الكتاب الذي سيضيف حتما للمكتبة التربوية والدعوية