السبت، أبريل 19، 2014

ملتقى أفضل ممارسات الجودة في العمل الخيري

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري
يُشكر المجلس السعودي للجودة، ويُشكر المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد) المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري، والداعمون والمشاركون الكرام في تقديم ذلك الملتقى، خاصة وأنه يقدم بطريقة عرض ممارسة قائمة وليس تنظيرا، حيث كثيرا ما تواجه الجودة ورغبات التغيير بمقاومة عالية وادعاءات أن نظم الجودة لا تصلح إلا للمصانع والمؤسسات الربحية، ولا يمكن تطبيقها في الجهات الحكومية والخيرية من باب أولى . الرائع في ذلك الملتقى هو تنوع المشاركة بين المؤسسات التي عرضت تجاربها في تلك الممارسات القائمة لديها، ونتائجها التي يفترض أن تنعكس إيجابيا على خدمات تلك المؤسسات، بعض الجهات الخيرية اتجهت لأداة الآيزو ( iso ) والحصول على شهادتها ... أيا كانت الأداة المستخدمة فهي محاولة على الطريق الصحيح، خاصة في ظل تقدم وتطور وتعقد رغبات المستفيدين من متبرعين ورعاة، ومن مستفيدين داخليين وخارجيين، ما يجعل تلك المؤسسات في تحد كبير للحصول على أفضل الكفاءات للقيام بأعمالها، وكذلك عملها بأفضل الممارسات وأكثرها تطورا لتلحق بالركب، وإلا سيكون أمامها تحد كبير تكون أو لا تكون . إن منهجية الجودة الشاملة مناسبة جدا للعمل الخيري؛ حيث هي: منهج تطبيقي شامل، أساسه العمل الجماعي، يهدف إلى تحقيق حاجات وتوقعات العميل باستخدام اﻷساليب الكمية من أجل التحسين المستمر في العمليات والخدمات. وبعيدا عن الاستغراق في التنظير في الجودة وفوائدها وعوائدها، وما يتحصل منها، يفترض أن نقنع المشاركين والقائمين، ثم نعمل بأداة من أدواتها المتعددة المدارس، سواء كانت التخطيط الاستراتيجي، أو أدوات التحسين المستمر، أو (iso 9001/2008 ). و يشير طريف رشيد ـ أحد المهندسين الذين تبنوا موضوع منح الشهادات الخاصة بالآيزو للجهات عموما، ومنها الجهات الخيرية، إلى حاجة المؤسسات الخيرية لتبني مفاهيم الجودة، خاصة إذا ما قورنت أعداد شهادات الآيزو الممنوحة في الوطن العربي كافة والكيان الصهيوني، فنجد أن الآخر يتفوق عليها كلها؛ فالحال يحتاج إلى صحوة إدارية . ولعل من الجانب الإيجابي المشرق هو إطلاق مؤسسة السبيعي الخيرية لجائزة التميز في العمل الخيري بعد طرحها على وزارة الشؤون الاجتماعية وإقرارها والموافقة عليها، حيث تنطلق بدايتها من خلال تعاون مشترك مع مركز (مداد) ـ كما صرح بذلك الدكتور عادل السليم، وأكد ذلك في الملتقى رئيس المجلس السعودي للجودة الدكتور عايض العمري ـ أن الجوائز ممارسة متقدمة في الجودة، تأتي بعد دعم ونشر ثقافة الجودة، وتأتي مرحلة متقدمة ما بعد مرحلة ضبط الجودة، حيث هي مرحلة القمة، وهي مرحلة ضمان الجودة، وأتوقع أن تكون هناك إطلالة مشرقة للجائزة وإعلانها وتدشينها في اللقاء السنوي للجهات الخيرية الثاني عشر، الذي سيقام في المنطقة الشرقية، وتقوم عليه جمعية البر، وبرعاية من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ـ أمير المنطقة الشرقية .و تأتي الجائزة وإعلانها في ذلك الملتقى بأهمية خاصة، حيث حاجة ميدان العمل الخيري إليها، والمأمّل أن يكون لها المردود الإيجابي على العمل الخيري، وأنها ستسهم في الرفع من أداء جميع الجهات المشاركة، فضلاً عن إبراز المتميزين وتكريمهم. و التأثير المرتقب لهذه الجائزة يأتي من حيث تعزيز ثقة المجتمع بمنشآت العمل الخيري، وتوفير مرجعية وأسس معيارية لقياس مدى التقدم في أداء تلك المنشآت، وهذا ما أكده وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية عبدالعزيز الهدلق أن معالي وزير الشؤون الاجتماعية د. يوسف العثيمين حريص أتم الحرص على نشر ثقافة الجودة في القطاع الخيري، ووضع المعايير اللازمة لضمان فاعليته....تلك الجائزة التي تهدف إلى تحقيق الإتقان والجودة والتميُّز في قطاعات العمل الخيري، والارتقاء بفعالية وكفاءة العمل المؤسسي الخيري، وتشجيع روح المنافسة فيه. وبإذن الله سيكون لتلك الجائزة ثلاثة مجالات رئيسة، وهي: المنشآت الخيرية المتميزة، والمشاريع الخيرية المتميزة، و الفكرة الإبداعية المتميزة في العمل الخيري. إنها بشارات وإشراقات رائعة، تبهج المهتمين بالعمل الخيري، وترسم الابتسامة على محيا أصحابه، فبوركت الجهود، وبورك في أموال الداعمين .