الخميس، يوليو 01، 2010

لعبة الموت


نشرت مقتضبة في تحقيق بجريدة الاقتصادية يمكن الاطلاع على مادته عبر زيارة الرابط
ظاهرة استئجار فتاة أو عدة فتيات لسيارة من محلات إيجار السيارات ، ظاهرة جدت مؤخرا على مجتمعنا لم تكن معروفة من قبل حيث المعتاد أن تكون الفتاة أو السيدة تحتاج لتذهب لأداء عمل معين ضروري مثل الذهاب لمستشفى أو الذهاب للعمل فإذا لم يتوفر لها من محارمها من يقوم بإيصالها للمكان الذي تقصده ، فربما تلجأ لاستقلال سيارة أجرة عامة وغالبا ما يكون معها محرم ولو طفل صغير فإذا لم يتوفر ذلك والمهمة التي تريد إنجازها ضرورية وتلجأ للركوب في سيارة أجرة من باب الضرورة ومع خوف من المشكلات التي قد تتعرض لها حال ركوبها مع أجنبي عنها فربما تلجأ الفتاة لأن تذهب مع والدتها الكبيرة أو أختها الكبيرة أو مجموعة فتيات حيث إن جماعة الفتيات يشجع بعضهن بعضا ويقلل من الخطر على إي من إحداهن وهو ما تفعله الطالبات حاليا من استقلال سيارات الميكروباص الصغيرة للتنقل من وإلى الجامعة وربما يحتطن هن أو أولياء أمورهن بوضع احترازات معينة مثل اشتراط أن يكون مع السائق زوجته كمحرم له ، أو أن يكون السائق كبيرا في السن ، أو أحيانا يتقصدون أن يكون السائق غير سعودي لمزيد من أخذ الراحة والخصوصية حيث تتبادل الفتيات الأحاديث في مأمن من أن يلقي السائق سمعه لتلك الأحاديث أو يستفيد من أحاديثهن لمقاصد غير سليمة .
هذا هو الحال المعتاد في موضوع إيجار سيارات للتنقل من قبل الفتيات لكن أن تجد عندنا – لا أقول ظاهرة – تقليعة جديدة من التسيب وهي أن تلجأ الفتاة للتجمع مع عدد من الفتيات ليجمعن مبلغ مالي من أولياء أمورهن والذهاب لشركة تأجير سيارات ويطلبن سيارة بسائق للتنقل بها لعدد من الساعات بصحبة ذلك السائق فيذهبن للتمشية والأسواق والحدائق العامة وجولات على الشوارع والمطاعم والمقاهي ثم يقفلن آيبات لمنازلهن بعد أن سرحن ومرحن لتلك الساعات
إن مشكلة ركوب الفتاة مع سائق الأسرة أو انتقالها مع أحد غير محارمها أو حتى تلك المشاوير الضرورية التي تقصدها أحيانا تتعرض لمشكلات وتحرشات ظهرت مؤخرا روائح مأفونة كثيرة من جراء ركوب الفتيات مع غير أوليائهن والقصص والحكايا التي عند هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومؤسسات الأسرة والتوعية الاجتماعية والمؤسسات التربوية عندها ملفات كثيرة لتلك المشكلات التي نشأت وغيرت من الصورة الذهنية لانتقال فتاة بتلك السيارات ولمشاوير ضرورية ,
الآن ونحن نواجه هذه المواقف من تنقل الفتيات داخل شوارع مدننا مستهترات بركوبهن داخل سيارات يقمن باستئجارها من شركات التأجير وربما طلبن من السائق إعمال مسجل السيارة على أغنيات ورفعن الصوت للفت الانتباه ثم قمن بإطلاق ضحكات وربما تساهلن في حجابهن ووضعه ما يجعل من المنظر لافتا للشباب ومحركا لهم لتتبع تلك السيارات وخلق حالة من الارتباك وربما ترتب على الحالة المستهترة التي قصدن بها لعبا أن يكون عليهن من الضرر من شباب أكثر استهتارا ما لا يحمد عقباه .
غالب الفتيات اللاتي يلجأن لهذا العمل لا يصدقن أولياء أمورهن في حقيقة ما يقمن به من عمل ويتخذن الحجاب الذي يخفي حقيقة شخصياتهن وركوبهن في سيارة أجرة تخفي أيضا شخصياتهن فربما يمر محرمها بجوارها ولا يتعرف عليها فتقوم بتلك اللعبة الخطرة ذات الضرر الكبير على خلقهن وعلى المجتمع وصورته وأمنه ونزاهته بشكل عام .
ينبغي للأب أن يتعرف على أين تذهب فتاته ؟ ينبغي أن يتعرف مع من تسير ؟ ومع من تلتقي ؟ ويراقبها بطريقة مهذبة ؟ ولا يتركها ويعطيها الثقة الكاملة لأن الحرية سكين قد تجرح صاحبها في حال أساء استخدامها خاصة وفي ظل وجود جوالات وانترنت وطرق اتصال حديثة مثل البلوتوث وغيره ، يحتاج الأمر من المدرسة والجامعات للتوجيه والتوعية لخطورة مثل هذه الألعاب ، يحتاج الأمر لشغل أوقات الفتيات بما يناسب ؟ يحتاج الأمر لتقوية الوازع الديني وتقوية المراقبة الذاتية وتعزيز القيم وثقافة العيب وأخلاق الفتاة المسلمة والفتاة التي تعيش في البيئة المحلية من الحياء وعدم السقوط في الألعاب الخطرة والاستجابة لها لأنها لعبة الموت