الأربعاء، أبريل 08، 2009

إلى أسرة التوحدي .... الله معكم

إلى أسرة التوحّدي ... الله معكم
مشاركة في إصدارة عن جمعية المعاقين بالأحساء بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين مع الشكر لموجه الدعوة أ. عبدالرؤوف الخوفي مدير الإعلام والعلاقات بالجمعية
ذلك الركن الجميل الذي زرته أثناء مشاركتي في الملتقى السنوي للجهات الخيرية المقام بمركز سيف للمعارض على هامش الملتقى ... أذكر تماما الزاوية والمعروضات والمواد التي عرضها الأخ الكريم العارض بالرّكن الذي نجح معي ومع الحضور في عرض مشكلة التوحد وحجمها والكثير من المعلومات وذكر أن الركن يمثل جمعية خاصة بالتوحد لها مقر وعضوية ... حقيقة الرجل نجح وبجدارة في نقل فكرة ضافية سريعة عن المشكلة وكذلك ساعدته المطبوعات والعبارات المعلقة بشكل جيد .
يعجبني جدا الشخص الذي يمثل قضية معينة ويتبناها بشكل جيد يستطيع أن ينقل التصور إلى الآخرين وكسب أنصار جدد ... وحتى لا أنسى أن أدعو القارئ لزيارة موقع الجمعية على الانترنت http://www.saudiautism.com/ والتعرف على خدماتها وعضويتها وأخذ فكرة وافية أكثر عن كل متعلقات التوحد . لكن ما وددت أن أناقشه هنا على عجالة سريعة مع القارئ الكريم هو معاناة أسرة الطفل التوحدي وإذا علمنا كم عدد الأطفال التوحديين في المملكة عرفنا حجم المشكلة وأن ما نذكره هنا لا يشكل الحديث عن ظاهرة قليلة أو شريحة محدودة بل هي في الحقيقة أزمة ينبغي لنا أن نقف وقفة شهمة مع معاناة الأسرة ومن باب أولى قبل ذلك الطفل التوحدي ذاته . في دراسة أعدها الدكتور عبدالعزيز الجار الله عام 2004 عن أعداد التوحديين في السعودية وجد أن العدد 200 ألف بل وتقول إحدى الدراسات أن من بين كل 1000 طفل وهو لا يعرف لونا أو جنسا أو بيئة معينة وبالتالي وسط هذه الظروف فإن أسرة التوحدي تعاني معاناة خاصة ومختلفة قد لا يعلم الكثير منا مدى تلك المعاناة ولعلي أحاول أن أصور تلك الأزمة الأسرية ، ومن الأشياء الموافقة عرضا أن أحد أصدقائي له معاناة مع أحد طفل له مصاب بمرض التوحد ما اضطر معه لتوجيه تعاملا خاصا بأسلوب طفله وأيضا استشارات مختلفة مع المختصين وأيضا إلحاقه دراسيا بمعهد خاص ليعتني بطفله ويوجه له التعليم المناسب له .

رغم قصور وضعف المعاهد التابعة لوزارة التربية والتعليم في معالجتها لمشكلة التوحد ، والشيء بالشيء يذكر أن صديقي الآخر الأستاذ الفاضل فوزي الجمعان له اهتمام كبير جدا بالتوحد ويتابع إصدارات ونشرات ودوريات وكل مستجدات التوحد بل ويحضر مؤتمرات خاصة بالتوحد وأحيانا ذلك يكون على حسابه الخاص فهو يمثل نوعية رائعة أيضا للإيمان بالقضية والدفاع عنها والتطوع في المساعدة فيها .

وسط ذلك الحال فإن وجود تلك المراكز الأهلية في البلد لا يزال محدودا ولا يسجل الانتشار المطلوب وما يلبي حاجة تلك الأسر ، بعض الأسر الميسورة ضغطت على نفسها ووقتها وحاولت أن تكون إيجابية مع مشكلة طفلها التوحدي فربما تسافر في الصيف لإلحاق الطفل في بعض هذه المراكز التي تقع في دول عربية قريبة ، و من تلك الشريحة أيضا أحد الموسرين قام بمحاولة فتح مركز اجتماعي خاص بالتوحد يقدم خدماته للأطفال التوحديين نظرا لأنه وجد المعاناة في عدم توفر المراكز التي تقدم الرعاية الخاصة بتلك الفئة ، وكالعادة مع كل مشكلة أو موضوع فتش عن الاقتصاد عصب الحياة فنجد شح تلك المراكز يجعلها نادرة وبالتالي خدماتها مرتفعة الثمن ولا تستطيع كل الأسر أن توفر تلك المطالب والرسوم التي تصل إلى 28 ألف ريال في السنة غير الجلسات ، وعلى الرغم مما تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية مشكورة من مساعدات مالية للأسر التي يوجد بها طفل معاق عموما ومنهم التوحديون إلا أن تلك المعونة لا تلبي إلا النزر اليسير من احتياجات الأسرة .

ومن المشكلات التي تعاني منه الأسرة جراء ذلك هو ضعف المعلومات والخبرات الخاصة بهذه المشكلة فيحتاجون دائما لتوعية ومحاضرات تثقيفية للتواصل مع الطفل التوحدي وكيفية تعليمه بعض المهارات الحياتية العادية .

الاشتراطات التي تضعها بعض المراكز لقبول الأطفال التوحديين هي الأخرى قد تسبب نوعا من زيادة المعاناة على تلك الأسر حيث يشترط بعضها اعتماد الطفل على نفسه في الذهاب لدورة المياه فيما يعاني غالب التوحديين من ضعف القدرة للتعبير عن احتياجاتهم الطبيعية

هي معاناة بالتأكيد وكان الله بعون أسرة التوحدي آمين .