النادي الأدبي في الأحساء
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 11/08/07//
لا أظن أن أحداً يختلف على أن أداء النوادي الأدبية في المملكة لا يرقى لتحقيق طموحات المستفيدين والمهتمين إلا ما ندر، بل الكل يشكو ويتذمر وينتقد اختيار الأعضاء ويتهمهم بالشللية أو الفرقة أو غيرها وينتقد الأداء، وأظن أن مشكلة النادي الأدبي تشبه تماماً مشكلة كل مؤسسة يتولاها متخصصون في فن معين من دون خبرات إدارية، فالمشكلة تكمن - كما تقول نظريات الجودة - في الإدارة، لا أقصد الأعضاء وإنما الممارسات الإدارية التي يمارسها منسوبو الإدارة، ففرق أن تكون عالماً وأن تدير مؤسسة علمية... إذن نحتاج لمتخصصين أو عارفين بمهارات إدارية لإدارة الخدمة والتخصص أكثر من حاجتنا لفنيين ماهرين ولعل المشاهد لمشاريع تجارية وليس خيرية أو اجتماعية فقط لما تقع تحت إدارة غير خبيرة بأصول فنون القيادة والإدارة الحديثة من أخطاء كبيرة وربما خسائر مهما كان أفراد العمل نفسه خبراء في العمل والمهنة والحرفة ويتفوقون على أقرانهم بمراحل في الفن (مربط الفرس أو بيت القصيد).
إذن، لنحاول مساعدة أعضاء النادي الأدبي المرشحين من الوزارة ونقدم لهم في البداية تهانينا بهذا الترشيح، ونكاد نجمع على استحقاق جميع المرشحين لأن يكونوا أعضاء في النادي الأدبي الإحسائي، ونهنئ الوزارة على الخلطة التي شكلت بها أعضاء إدارة النادي والتي أرضت بها كل الأطياف.
ما الذي نأمله من النادي الأدبي؟ سؤال كبير يجب أن يبدأ الأعضاء بعد اتفاقهم على التشكيل الإداري بهذا السؤال والبحث عن إجابة عليه، ويجب كذلك أن يعملوا بالمقارنة المرجعية فينظروا في أفضل أداء قائم من الأندية الأدبية وكذلك جمعية الثقافة والفنون والتنسيق معهم على عدم التكرار والدخول في ساحات بعضهم البعض، مع مشاهدة الممارسات خارج البلد لأنشطة شبيهة ومحاكاتها والتفوق عليها والاستئناس بالمجالس الأدبية القائمة أو التي توقفت بسبب أو آخر والاتصال بروادها لمعرفة ماذا يريدون من النادي الأدبي الجديد؟
أتمنى حقيقة أن يعمل المرشحون على وضع صورة مثالية تتشكل من تطلعات المستفيدين مهما كانت طموحة، ثم السعي لتحقيقها أو جزء منها في الدورة الحياتية للمجلس وأعضائه بخطة مدروسة، وبدوري سأرسم لوحة تعبيرية للنادي الأدبي في الأحساء تعبر عن أملنا فيه، سأذكرها على علاتها سريعة غير مرتبة تماماً كمن يصف طريقاً في تلك المدينة المتاهة غير المخططة تخطيطاً جيداً فأقول: آمل أن يحتوي النشاط على أمسيات شعرية لكبار الشعراء ومحاضرات مجدولة لرواد الأدب على كل أطيافه من قصة وشعر ومقال وتأليف وخطابة وإلقاء وتعبير وتدوين... إلخ، وأن يستضيفوا المواهب حتى الأجنبية منها، ولا أقول الخليجية والعربية، وكذلك عمل المعارض والمشاركة في المناسبات والأسابيع، آمل أن يشمل النشاط الجنسين والاتصال بكل المنتجين في المحافظة ودعوتهم للحضور والمشاركة والسماع منهم مهما كانوا غير راضين ومختلفين، وعدم الخلط بين الخلافات الشخصية والتاريخية وبين احترام الآخر وما عنده، فالخلاف لا يفسد للأدب أي قضية ولنكن مؤدبين في مظلة الأدب ومؤسسته، والعمل على خدمة المبدعين وتقديمهم والاعتراف بهم، وعمل قواعد بيانات لهم وتقديم مشاريع منوعة تسهم في حفزهم واستمرارهم، وعمل دورات تدريبية مجانية أو مدفوعة، يكون هناك موقع الكتروني خاص بالنادي على الشبكة العنكبوتية تنقل فيه المناشط ويكون به أرشيف لها، ويعرف من خلاله أخبار النادي، إصدارات متوالية تقوم على قواعد معروفة ومعلنة ومقننة في الاختيار والطباعة والتوزيع الشامل الذي يقوم على مبدأ تكافؤ الفرص والعدالة، كما يترفع كل الأعضاء المرشحين عن طباعة منتجاتهم واستغلال مواقعهم! أتمنى أن يحوي النادي مكتبة أدبية سمعية وبصرية والكترونية لمواد أدبية منوعة.
آمل من النادي الانفتاح وعدم الانغلاق على نفسه بل الاتصال بالمؤسسات الحكومية والأهلية والتجارية والخيرية والاجتماعية والنوادي الرياضية القائمة وبحث سبل التعاون معهم، ومن أهم النقاط البداية بما انتهى به الآخرون، مثل الاستفادة من قاعدة بيانات مركز الحوار الوطني للمثقفين وعمل إصدارة موسوعية سنوية شبيهة بموسوعة البابطين وغيرها من المؤسسات المماثلة. هذا ما تبرع الفكر به... آمل من الأعضاء الاستماع لبقية وجهات نظر المهتمين الآخرين.