بطنك وعقلك... أيهما يتحكم فيك أكثر؟
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 31/07/07//
تقول دراسة طريفة عن النساء الصينيات اللاتي يتناولن وجبات غربية، مثل (الفاست فود) المشبعة بالدهون والخبز الأبيض وكمية الملح العالية مع لحوم لا يُعرف حقيقة مصدرها ولا طريقة الحصول عليها وحفظها ومكونات موادها، أولئك النساء ممن يتناولن تلك الوجبات وتأثرن بالعولمة، بتن أكثر عرضة للأمراض، خصوصاً أمراض سرطان الثدي، والدراسة علمية أقيمت على 1500 سيدة صينية، أظن - بمعنى أعتقد هنا - أن مصاحبة المشروبات الغازية المشبعة بملاعق من السكر الأبيض تزيد الطين بلة وتجعل من الموضوع مصيبة على الجسم المطلوب منه إنجاز عملية هضم وجبة غذائية متفق على فقرها غذائياً وضررها صحياً خصوصاً على المدى البعيد، أتساءل لماذا تكثر عندهم الدراسات والتحذيرات وتقل عندنا إلى درجة الصفر أو مستواه.
ونحن نشاهد المشكلات نفسها المترتبة من إدمان تناول هذه الأطعمة الوافدة إلينا ومحاولات تسويقها الضخمة على أولادنا الصغار بوجبات للأطفال وهدايا من الألعاب معها، وإعلانات لا تتوقف مع نهاية كل أسبوع، يقال إن ما تنفقه شركة واحدة من شركات الفاست فود على الدعاية سنوياً يصل إلى 200 مليون دولار، لتقع تلك الإعلانات على بيوتنا ومنازلنا وسياراتنا وفي كل ناحية تتوجه لها ببصرك وإعلانات الفاست فود بأجود طباعة وبألوان صارخة وعبارات مغرية وجوائز وهدايا ثمينة، تصطدم بك وتشدك نحو الشراء بأسعار مبالغ فيها جداً، لكن لأنك تدفع من جيبك قيمة تلك الإعلانات وتنسى أيضا قيمة مدفوعات أخرى قادمة في الطريق، كلفة علاج مترتبة على تلك الأغذية، المشكلة أن الشبان والصبايا صاروا يعتمدون تلك الوجبات ويفضلونها ويسكرون أبصارهم ويغطون آذانهم عن أي نصيحة أو توجيهات تحذيرية من إدمان هذه الوجبات، ما انعكس ذلك بشكل واضح على أجسامهم المترهلة وارتفاع في الأوزان بين الجنسين، خصوصاً مع العطل والنوم والتسكع وملازمة الجلوس أمام شاشات التلفزة والبلايستيشن والانترنت والثرثرة في الهاتف، وتوافر خدمات التوصيل السريع تحمل تلك الوجبات إلى المنازل من دون بذل أي مجهود، السكر والضغط وعلل القلب والكلى، أمراض صارت تظهر علاماتها وتتربص بأولادنا في سن باكرة كعرض واضح لأضرار تلك الأغذية مع إحجام عن تناول الأغذية المتوازنة المنوعة، في بريطانيا نشرت منظمة صحية إعلاناً أقض مضاجع الآباء، ويظهر في ذلك الإعلان صورة طفل يتناول عبوة زيت كبيرة الحجم ويشرب منها، ويكتب على ذلك الإعلان أن كمية الزيوت الموجودة في الشيبس والتسالي التي يتناولها الطفل في العام تساوي كمية ما في تلك العبوة، فهل يستطيع القلب والشرايين تحمل تلك الكمية الكبيرة، المشكلة أن بعض الأغذية الأخرى مثل المشويات والشاورما والمندي والعصائر الطازجة، المجهولة طريقة الإعداد والحفظ والتجهيز ومدة الصلاحية مواد ينبغي ملاحظة مشكلاتها الصحية تماماً، مثل الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة والتسالي وإدمان المعلبات ذات المواد الحافظة طويلة الأجل، ما يؤثر تناول كميات منها على المدى الطويل على أجزاء مهمة من الدماغ.
بصيص الأمل بدأ يلوح مع ما تقوم به بعض الجهات هنا وهناك من جهود توعية صحية غذائية، مثل وزارة الصحة وبعض المنظمات والهيئات العالمية والمستشفيات الخاصة، ومشروع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في مشاريع توعية صحية بأصول الحياة الغذائية السليمة، وكذلك مع دور طيب من وزارة التربية والتعليم ممثلة في الصحة المدرسية بالتحذير ومنع ومراقبة ما يقدم للأولاد في المدارس من وجبات المقاصف المدرسية مثل ما قامت به بعض المدارس في أميركا من منع لتقديم البيتزا في المدارس، لما لها من أثر واضح في زيادة أوزان الطلاب، وهنا أحيي الوزير السابق لوزارة التربية والتعليم الدكتور الرشيد على جرأته بمنع المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، على رغم كل الضغوط من المجتمع ومن القطاع الخاص عليه وعلى وزارته.
لا أريد منكم الآن الوصول للسؤال المصيبة الذي يقال تهكماً وإفلاساً وعدم وعي بما نتناوله نحن وأولادنا المستأمنون عليهم: إذن ماذا نأكل؟!
ولكن يجب أن تتحكم في رغبات بطنك بعقلك، ولا يتحكم بطنك فيك وفي عقلك وفي جيبك وصحتك وصحة أسرتك
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 31/07/07//
تقول دراسة طريفة عن النساء الصينيات اللاتي يتناولن وجبات غربية، مثل (الفاست فود) المشبعة بالدهون والخبز الأبيض وكمية الملح العالية مع لحوم لا يُعرف حقيقة مصدرها ولا طريقة الحصول عليها وحفظها ومكونات موادها، أولئك النساء ممن يتناولن تلك الوجبات وتأثرن بالعولمة، بتن أكثر عرضة للأمراض، خصوصاً أمراض سرطان الثدي، والدراسة علمية أقيمت على 1500 سيدة صينية، أظن - بمعنى أعتقد هنا - أن مصاحبة المشروبات الغازية المشبعة بملاعق من السكر الأبيض تزيد الطين بلة وتجعل من الموضوع مصيبة على الجسم المطلوب منه إنجاز عملية هضم وجبة غذائية متفق على فقرها غذائياً وضررها صحياً خصوصاً على المدى البعيد، أتساءل لماذا تكثر عندهم الدراسات والتحذيرات وتقل عندنا إلى درجة الصفر أو مستواه.
ونحن نشاهد المشكلات نفسها المترتبة من إدمان تناول هذه الأطعمة الوافدة إلينا ومحاولات تسويقها الضخمة على أولادنا الصغار بوجبات للأطفال وهدايا من الألعاب معها، وإعلانات لا تتوقف مع نهاية كل أسبوع، يقال إن ما تنفقه شركة واحدة من شركات الفاست فود على الدعاية سنوياً يصل إلى 200 مليون دولار، لتقع تلك الإعلانات على بيوتنا ومنازلنا وسياراتنا وفي كل ناحية تتوجه لها ببصرك وإعلانات الفاست فود بأجود طباعة وبألوان صارخة وعبارات مغرية وجوائز وهدايا ثمينة، تصطدم بك وتشدك نحو الشراء بأسعار مبالغ فيها جداً، لكن لأنك تدفع من جيبك قيمة تلك الإعلانات وتنسى أيضا قيمة مدفوعات أخرى قادمة في الطريق، كلفة علاج مترتبة على تلك الأغذية، المشكلة أن الشبان والصبايا صاروا يعتمدون تلك الوجبات ويفضلونها ويسكرون أبصارهم ويغطون آذانهم عن أي نصيحة أو توجيهات تحذيرية من إدمان هذه الوجبات، ما انعكس ذلك بشكل واضح على أجسامهم المترهلة وارتفاع في الأوزان بين الجنسين، خصوصاً مع العطل والنوم والتسكع وملازمة الجلوس أمام شاشات التلفزة والبلايستيشن والانترنت والثرثرة في الهاتف، وتوافر خدمات التوصيل السريع تحمل تلك الوجبات إلى المنازل من دون بذل أي مجهود، السكر والضغط وعلل القلب والكلى، أمراض صارت تظهر علاماتها وتتربص بأولادنا في سن باكرة كعرض واضح لأضرار تلك الأغذية مع إحجام عن تناول الأغذية المتوازنة المنوعة، في بريطانيا نشرت منظمة صحية إعلاناً أقض مضاجع الآباء، ويظهر في ذلك الإعلان صورة طفل يتناول عبوة زيت كبيرة الحجم ويشرب منها، ويكتب على ذلك الإعلان أن كمية الزيوت الموجودة في الشيبس والتسالي التي يتناولها الطفل في العام تساوي كمية ما في تلك العبوة، فهل يستطيع القلب والشرايين تحمل تلك الكمية الكبيرة، المشكلة أن بعض الأغذية الأخرى مثل المشويات والشاورما والمندي والعصائر الطازجة، المجهولة طريقة الإعداد والحفظ والتجهيز ومدة الصلاحية مواد ينبغي ملاحظة مشكلاتها الصحية تماماً، مثل الوجبات السريعة والوجبات الخفيفة والتسالي وإدمان المعلبات ذات المواد الحافظة طويلة الأجل، ما يؤثر تناول كميات منها على المدى الطويل على أجزاء مهمة من الدماغ.
بصيص الأمل بدأ يلوح مع ما تقوم به بعض الجهات هنا وهناك من جهود توعية صحية غذائية، مثل وزارة الصحة وبعض المنظمات والهيئات العالمية والمستشفيات الخاصة، ومشروع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، في مشاريع توعية صحية بأصول الحياة الغذائية السليمة، وكذلك مع دور طيب من وزارة التربية والتعليم ممثلة في الصحة المدرسية بالتحذير ومنع ومراقبة ما يقدم للأولاد في المدارس من وجبات المقاصف المدرسية مثل ما قامت به بعض المدارس في أميركا من منع لتقديم البيتزا في المدارس، لما لها من أثر واضح في زيادة أوزان الطلاب، وهنا أحيي الوزير السابق لوزارة التربية والتعليم الدكتور الرشيد على جرأته بمنع المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، على رغم كل الضغوط من المجتمع ومن القطاع الخاص عليه وعلى وزارته.
لا أريد منكم الآن الوصول للسؤال المصيبة الذي يقال تهكماً وإفلاساً وعدم وعي بما نتناوله نحن وأولادنا المستأمنون عليهم: إذن ماذا نأكل؟!
ولكن يجب أن تتحكم في رغبات بطنك بعقلك، ولا يتحكم بطنك فيك وفي عقلك وفي جيبك وصحتك وصحة أسرتك