الله معك يا بلادي
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 06/08/07//
الأجواء الساخنة التي نعيشها، إذ وصلت الحرارة في شهر آب (أغسطس) الجاري إلى أعلى درجات مسجلة منذ ثلاث سنوات أو يزيد في العاصمة الرياض، وليست الأجواء الحارة بعيدة عنها في باقي مدن المملكة، لكن ربما الأوضاع السياسية التي تُطبخ وتُغلى من حولنا أكثر سخونة وحرارة من الجو نفسه!
التصريحات غير المستغربة التي أدلى بها رجل دين إيراني بصيغة حديث صريح ومباشر عن «الأطماع الفارسية» في البحرين الدولة العربية الخليجية بعد التغلغل الإيراني الواضح داخل العراق، والذي عبّرت عنه الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من مناسبة، كما فشلت نداءات العقلاء في أن تجد استجابة إيرانية لوقف عمليات التصعيد والتصفية وبعث الطائفية المقيتة داخل العراق التي يشجعها التدخل الإيراني. لو كان لطرف خليجي أسباب للتدخل في العراق، لكان هذا الطرف هو المملكة العربية السعودية التي تمثل المدرسة الدينية السنية السلفية بدافع حماية السنة الذين يتعرضون لما يشبه الإبادة الجماعية، أو الطرد الجماعي من وطنهم العراق، لولا أن أحد أهم مبادئ السياسة السعودية الخارجية إقليمياً ودولياً هو مبدأ عدم التدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خصوصاً جيرانها... وبدلاً من التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، مثلما تفعل إيران، حصرت المملكة السعودية جهودها في مساعدة العراقيين سواء منفردة أو في إطار جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، مستندة إلى خبرتها في معالجة النزاعات الداخلية للدول الشقيقة بحكمة يشهد لها بها الجميع، مثل دعوتها للفرقاء الفلسطينيين لاجتماع في رحاب البيت العتيق أسفر عن «اتفاق مكة»، والتزمت سياسة المحافظة على الموازنة في العلاقات مع الجميع من أميركا وإلى إيران نفسها وبينهما العراق. لكن يبدو أن الأمور لا يراد لها أن تبقى هادئة لمدة طويلة، وهي الصفقة التي صرح بشأنها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول أحقية السعودية في التسليح اللازم لحماية أمنها وشعبها من أي خطر، خصوصاً بعد ظهور سباق تسلح وعروض ومناورات عسكرية لاستعراض القوة من إيران، الدولة الجارة الصديقة غير المطمئنة لجيرانها، فهددت بكل صراحة بضرب منابع النفط والمصالح الأميركية كافة في دول الجوار، إذا تعرضت لهجوم أميركي، مع تصاعد التهديدات الأمريكية بشأن أزمة تخصيب اليورانيوم، والسعي الحثيث لحيازة السلاح النووي ودخول نادي الدول النووية، وعليه أصبح اضطراب الأوضاع الأمنية جدياً ولا تدعو أي مسؤول عن حماية أمن وشعبه لانتظار تهورها إلى أن تقع الفأس في الرأس، ألا يدعو ذلك السعودية لاتخاذ خطوات احترازية دفاعية منطقية وأكثر من منطقية لحماية أمنها وإنجازاتها التنموية؟
بالتأكيد، الإجابة الواقعية هي: من حقها بل من الواجب عليها، وقد أحسنت صنعاً القيادة الحكيمة ونؤيدها ونسأل الله أن يلهم أولياء أمورنا ويرشدهم ويأخذ بأيديهم لكل خير لهذا البلد وشعبه
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 06/08/07//
الأجواء الساخنة التي نعيشها، إذ وصلت الحرارة في شهر آب (أغسطس) الجاري إلى أعلى درجات مسجلة منذ ثلاث سنوات أو يزيد في العاصمة الرياض، وليست الأجواء الحارة بعيدة عنها في باقي مدن المملكة، لكن ربما الأوضاع السياسية التي تُطبخ وتُغلى من حولنا أكثر سخونة وحرارة من الجو نفسه!
التصريحات غير المستغربة التي أدلى بها رجل دين إيراني بصيغة حديث صريح ومباشر عن «الأطماع الفارسية» في البحرين الدولة العربية الخليجية بعد التغلغل الإيراني الواضح داخل العراق، والذي عبّرت عنه الولايات المتحدة الأميركية في أكثر من مناسبة، كما فشلت نداءات العقلاء في أن تجد استجابة إيرانية لوقف عمليات التصعيد والتصفية وبعث الطائفية المقيتة داخل العراق التي يشجعها التدخل الإيراني. لو كان لطرف خليجي أسباب للتدخل في العراق، لكان هذا الطرف هو المملكة العربية السعودية التي تمثل المدرسة الدينية السنية السلفية بدافع حماية السنة الذين يتعرضون لما يشبه الإبادة الجماعية، أو الطرد الجماعي من وطنهم العراق، لولا أن أحد أهم مبادئ السياسة السعودية الخارجية إقليمياً ودولياً هو مبدأ عدم التدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، خصوصاً جيرانها... وبدلاً من التدخل في الشؤون الداخلية العراقية، مثلما تفعل إيران، حصرت المملكة السعودية جهودها في مساعدة العراقيين سواء منفردة أو في إطار جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، مستندة إلى خبرتها في معالجة النزاعات الداخلية للدول الشقيقة بحكمة يشهد لها بها الجميع، مثل دعوتها للفرقاء الفلسطينيين لاجتماع في رحاب البيت العتيق أسفر عن «اتفاق مكة»، والتزمت سياسة المحافظة على الموازنة في العلاقات مع الجميع من أميركا وإلى إيران نفسها وبينهما العراق. لكن يبدو أن الأمور لا يراد لها أن تبقى هادئة لمدة طويلة، وهي الصفقة التي صرح بشأنها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حول أحقية السعودية في التسليح اللازم لحماية أمنها وشعبها من أي خطر، خصوصاً بعد ظهور سباق تسلح وعروض ومناورات عسكرية لاستعراض القوة من إيران، الدولة الجارة الصديقة غير المطمئنة لجيرانها، فهددت بكل صراحة بضرب منابع النفط والمصالح الأميركية كافة في دول الجوار، إذا تعرضت لهجوم أميركي، مع تصاعد التهديدات الأمريكية بشأن أزمة تخصيب اليورانيوم، والسعي الحثيث لحيازة السلاح النووي ودخول نادي الدول النووية، وعليه أصبح اضطراب الأوضاع الأمنية جدياً ولا تدعو أي مسؤول عن حماية أمن وشعبه لانتظار تهورها إلى أن تقع الفأس في الرأس، ألا يدعو ذلك السعودية لاتخاذ خطوات احترازية دفاعية منطقية وأكثر من منطقية لحماية أمنها وإنجازاتها التنموية؟
بالتأكيد، الإجابة الواقعية هي: من حقها بل من الواجب عليها، وقد أحسنت صنعاً القيادة الحكيمة ونؤيدها ونسأل الله أن يلهم أولياء أمورنا ويرشدهم ويأخذ بأيديهم لكل خير لهذا البلد وشعبه