عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 07/08/07//
سرعة تطوّر تقنيات الاتصال والسباق المحموم بين تقديم خدمات أكثر وبأسعار أقل يجعل التنافس الحاد بين شركتي الاتصالات في السعودية تسارعان إلى توفير خدمات متطورة ضمن تطبيقات تقنيات الجيل الثالث للجوال، ومع توافر أجهزة محمولة حديثة تحمل تقنيات متقدمة جداً تتعامل مع تلك الخدمات وتتعامل معها.
للأسف حتى الآن لا زالت الشركتان تقدمان خدمات من دون المستوى المأمول من حيث جودتها، فالمكالمات متقطعة والإرسال ضعيف والتغطية محدودة وغير كافية... وهيئة اتصالات نائمة ربما تظن أن دورها فقط ينحصر في منح رخص لشركات الاتصالات من دون مراقبة أداء هذه الشركات، خصوصاً في مجال مصلحة المستهلك المسكين، خصوصاً في مجال الانترنت وخطوط الانترنت العريضة.
الأسبوع الماضي قدمت إحدى الشركتين عرضاً جديداً يسمح بمشاهدة لمحطات تلفزيون فضائية تبث بثاً حياً على الهواء مباشرة طيلة ساعات اليوم، وذلك بمبلغ محدد وفي متناول الجميع... تغير مفاجئ في لعبة السوق، إذ سيسمح النظام الجديد للمراهقين والمراهقات بحمل شاشاتهم معهم في كل مكان، وتسمح لقليلي الذوق بفتح شاشات التلفزيون التي ستعمل بالصوت والصورة على كل ما تبثه تلك المحطات من دون قيمة عالية وبكل سخافة في أي مكان من مكاتب العمل أو مقاعد الدراسة أو حتى أماكن العبادة وستطل «الأبلة» الجديدة (نانسي عجرم) وأخواتها بكل حشمة واتزان بأغانٍ ورقصات في قاعات التربية والتعليم، ولكن هذه المرة في شاشة الجوال الصغيرة، لتظل تغني وترقص في كفك وبين يديك وهاك يا «شخبط شخابيط»!
من سيضبط الانفلات المتوقع من فتح شاشات التلفزيون في تلك الأجهزة التي تستغل خدماتها وتطبيقاتها كافة أسوأ استخدام لتجعل من تلك الخدمة باباً جديداً لهزة مقبلة في أوساط الشباب، الذين صاروا يرضعون الثقافة والتربية ليس من أمهاتهم وإنما من عيون متسمرة جفت واحمرت من التطلع والبحلقة في شاشات الجوالات، وتحرمهم من نومهم حتى ساعات متأخرة من الليل، وآذانهم صماء بسماعات «البلوتوث» وسماعات أجهزة لاعب التسجيل الحديثة (ipod) وما على شاكلتها.
الأولاد باتوا لا يلتقون آباءهم ولا يجتمعون معهم، فغابت كل معاني الروابط الأسرية مع استغراق كبير في مشاهدة شاشات الفضائيات والانترنت في غرفهم الخاصة، حتى أبدع أحد رسامي الكاريكاتير في رسمة معبرة جميلة، صوّر فيها حال أحد الآباء حين أراد أن ينادي ابنه القابع في غرفته في المنزل، ويرسل رسالة بريد الكتروني عبر برنامج «الماسنجر» يترجاه فيها أن ينزل ليتناول الغداء معهم!
النظريات التربوية تؤكد على ضرورة مراقبة مشاهدة الأولاد للتلفاز، وتوصي بعدم مشاهدة الأولاد لشاشات التلفزيون بأكثر من ساعتين في اليوم لما تسببه لهم من أضرار صحية وبلادة ذهنية... لكن هذه المرة سنسلم هؤلاء الأولاد الصغار ومتأخري المراهقة ليحملوا تلك الأجهزة المحمولة في الأماكن العامة والمجالس وفي سياراتهم، وسيعيشون عزلة اختيارية عن مجتمعهم وأهليهم مع الأغاني والأفلام والمباريات، ليصرخوا ابتهاجاً مع الهدف أو يرتكبوا حماقات وصراخ مع الهزائم!
هذا الوضع حتّم على بعض المدارس في أوروبا منع حمل الجوالات من الطلاب والطالبات، نظراً لتفشي ظاهرة تجمعاتهم حول بعضهم البعض في الفُسَح وأوقات الاستراحة، متسمرة عيونهم على الشاشات، وتبادل مستمر لمقاطع الفيديو عبر تقنية «البلوتوث» وسباق بينهم في حيازة اللقطات الغريبة التي لا تقف عند حدود معينة أخلاقياً... تقنية جديدة وتجربة مثيرة ودعوة لتربية مراقبة ذاتية وتوجيهية لأولادنا في حسن اختيار المشاهدات على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.
سرعة تطوّر تقنيات الاتصال والسباق المحموم بين تقديم خدمات أكثر وبأسعار أقل يجعل التنافس الحاد بين شركتي الاتصالات في السعودية تسارعان إلى توفير خدمات متطورة ضمن تطبيقات تقنيات الجيل الثالث للجوال، ومع توافر أجهزة محمولة حديثة تحمل تقنيات متقدمة جداً تتعامل مع تلك الخدمات وتتعامل معها.
للأسف حتى الآن لا زالت الشركتان تقدمان خدمات من دون المستوى المأمول من حيث جودتها، فالمكالمات متقطعة والإرسال ضعيف والتغطية محدودة وغير كافية... وهيئة اتصالات نائمة ربما تظن أن دورها فقط ينحصر في منح رخص لشركات الاتصالات من دون مراقبة أداء هذه الشركات، خصوصاً في مجال مصلحة المستهلك المسكين، خصوصاً في مجال الانترنت وخطوط الانترنت العريضة.
الأسبوع الماضي قدمت إحدى الشركتين عرضاً جديداً يسمح بمشاهدة لمحطات تلفزيون فضائية تبث بثاً حياً على الهواء مباشرة طيلة ساعات اليوم، وذلك بمبلغ محدد وفي متناول الجميع... تغير مفاجئ في لعبة السوق، إذ سيسمح النظام الجديد للمراهقين والمراهقات بحمل شاشاتهم معهم في كل مكان، وتسمح لقليلي الذوق بفتح شاشات التلفزيون التي ستعمل بالصوت والصورة على كل ما تبثه تلك المحطات من دون قيمة عالية وبكل سخافة في أي مكان من مكاتب العمل أو مقاعد الدراسة أو حتى أماكن العبادة وستطل «الأبلة» الجديدة (نانسي عجرم) وأخواتها بكل حشمة واتزان بأغانٍ ورقصات في قاعات التربية والتعليم، ولكن هذه المرة في شاشة الجوال الصغيرة، لتظل تغني وترقص في كفك وبين يديك وهاك يا «شخبط شخابيط»!
من سيضبط الانفلات المتوقع من فتح شاشات التلفزيون في تلك الأجهزة التي تستغل خدماتها وتطبيقاتها كافة أسوأ استخدام لتجعل من تلك الخدمة باباً جديداً لهزة مقبلة في أوساط الشباب، الذين صاروا يرضعون الثقافة والتربية ليس من أمهاتهم وإنما من عيون متسمرة جفت واحمرت من التطلع والبحلقة في شاشات الجوالات، وتحرمهم من نومهم حتى ساعات متأخرة من الليل، وآذانهم صماء بسماعات «البلوتوث» وسماعات أجهزة لاعب التسجيل الحديثة (ipod) وما على شاكلتها.
الأولاد باتوا لا يلتقون آباءهم ولا يجتمعون معهم، فغابت كل معاني الروابط الأسرية مع استغراق كبير في مشاهدة شاشات الفضائيات والانترنت في غرفهم الخاصة، حتى أبدع أحد رسامي الكاريكاتير في رسمة معبرة جميلة، صوّر فيها حال أحد الآباء حين أراد أن ينادي ابنه القابع في غرفته في المنزل، ويرسل رسالة بريد الكتروني عبر برنامج «الماسنجر» يترجاه فيها أن ينزل ليتناول الغداء معهم!
النظريات التربوية تؤكد على ضرورة مراقبة مشاهدة الأولاد للتلفاز، وتوصي بعدم مشاهدة الأولاد لشاشات التلفزيون بأكثر من ساعتين في اليوم لما تسببه لهم من أضرار صحية وبلادة ذهنية... لكن هذه المرة سنسلم هؤلاء الأولاد الصغار ومتأخري المراهقة ليحملوا تلك الأجهزة المحمولة في الأماكن العامة والمجالس وفي سياراتهم، وسيعيشون عزلة اختيارية عن مجتمعهم وأهليهم مع الأغاني والأفلام والمباريات، ليصرخوا ابتهاجاً مع الهدف أو يرتكبوا حماقات وصراخ مع الهزائم!
هذا الوضع حتّم على بعض المدارس في أوروبا منع حمل الجوالات من الطلاب والطالبات، نظراً لتفشي ظاهرة تجمعاتهم حول بعضهم البعض في الفُسَح وأوقات الاستراحة، متسمرة عيونهم على الشاشات، وتبادل مستمر لمقاطع الفيديو عبر تقنية «البلوتوث» وسباق بينهم في حيازة اللقطات الغريبة التي لا تقف عند حدود معينة أخلاقياً... تقنية جديدة وتجربة مثيرة ودعوة لتربية مراقبة ذاتية وتوجيهية لأولادنا في حسن اختيار المشاهدات على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.