في الصيف لازم نحب
عبد المنعم الحسين جريدةالحياة - 02/07/07//
أكثر ما يتعذر به الناس عن قيامهم بأعمال اجتماعية وثقافية لهم ولـمن حولهم، حتى أقرب الأقربين من أولاد وزوجة، تكون في عامل الوقت وضغط العمل، وعدم وجود فسحة من الوقت لعمل شيء أي شيء، هذه الأسطوانة المكررة المملة تجعل من أحلام وتطلعات المجتمع الصغير، وهو الأسرة من الصغار أو الزوجة والأقارب، في تواصل أكثر من الأيام العادية، تجعل ذلك بعيد المنال وحلماً من الأحلام!هل فكر أحدكم في حجم المشكلة الكبيرة التي نراها كل عام، من تسكع الشباب في الشوارع وتجمعاتهم لساعات الصباح الأولى في الأركان والزوايا من الحارات والأزقة، ولا تملك دوريات الأمن أي دور معهم، بحكم أنهم يتجمعون أمام منازلهم أو منازل أصدقائهم، أو إن فرقتهم مشكورة ما يلبثون أن ينتقلوا لموقع آخر، ثم يعودون للموقع نفسه بعد ساعات أو أيام قلائل. إن المشكلات التي تنهمر على مراكز الشرط وعلى الهيئة، تدق ناقوس الخطر طيلة أشهر الصيف تجاه الممتلكات والأرواح والأخلاق، ونقول اللهم ربنا سلّم سلّم حتى تنتهي غمامة الصيف، ونصل إلى بر الأمان من العام الدراسي الجديد، لتنتظم حياتنا وأمورنا ونكون أهدأ حالاً تجاه مجتمعنا.المتنفسات متنوعة لكن يبدو أنها لم تعد تلبي حاجة الجيل الجديد، ما يجعلهم يفكرون في طرق جديدة مبتكرة للتنفيس عن ذواتهم وطاقاتهم المكبوتة، ما يجعل من الهادئين الوادعين أصنافاً وألواناً من المشاكسين في نهاية الإجازة الصيفية... نحن نحب أولادنا ومجتمعنا من دون شك، لكن في الصيف نحتاج أكثر لنترجم هذا الحب بتفكير جاد، وعمل اجتماعي تكاتفي من رب الأسرة وإمام المسجد والمربين والدعاة وكل المخلصين أمام جيش التخريب الأرعن، الذي يحارب بأدوات قديمة متجددة متلونة من الفراغ والشباب والمال، يجعل من وجود التقنيات من الانترنت والجوالات في أيدي المراهقين والمراهقات، آفة خطرة ترجمت عنها دراسة حديثة عن شباب جدة بأن 33 في المئة منهم تحتوي جوالاتهم على مقاطع إباحية، وأن 16 في المئة منهم يستخدمون الجوالات لمعاكسة الجنس الآخر.نعم نحتاج لنترجم تلك المحبة نحو الوطن والمجتمع والأولاد والزوجة، إلى أعمال نستثمر فيها طاقات وأموالاً وأوقاتاً بتخطيط وتنظيم ومشاركة ومساعدة للأولاد والشباب عموماً حتى يتجاوزوا الأزمة ويخرجوا منها بأرباح لا بخسائر، ونندم حيث لات ساعة مندم، يجب أن نحمل الهم ونفكر في جدولة الإجازة من سفر محافظ وتزيين قراءة وزيارة مكتبات وجلب مواد نافعة مغرية بالقراءة من صحف ومجلات وحاسب وتقنيات وألعاب فكرية متقدمة، ومشاركة في دورات تدريبية في اللغة الانكليزية والحاسب، وتدريب على رياضات الدفاع عن النفس والسباحة وغيرها على هوى ما يرغبون ويشتهون... المهم أن نعمل شيئاً ونعلمهم مهارة حياتية ونشجعهم على تنمية الروح الإيجابية والمحبة للناس والمجتمع والوطن.