قبلة غير بريئة
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 07/07/07//
يوم 6 تموز (يوليو) مناسبة لا أعرف من الذي اختارها وعيّنها يوماً عالمياً للتقبيل. يقال إن هناك طقوساً ومسابقاتٍ تُجرى، واستعدادات لهذا اليوم، شخصياً لا أعلم عن هذا اليوم شيئاً إلا ما جاء بالصدفة وأنا أقرأ أحد الأخبار التي نقلتها الصحف ذات يوم، عن دعوة للعشاق لمسابقة أطول قبلة تحت الماء (اللي اختشوا ماتوا). أذكر ذات مرة قبل سنوات تقارب نيّفاً وعشرين، أننا خرجنا من المسجد وكانت طفلة جميلة تقطن قرب المسجد واقفة على باب منزلها، فما كان من أحد الأطفال الذي خرج توّاً من الصلاة إلا أن توجه إليها وقبلها قبلة غير بريئة، ولا أتذكر إن كان ذاك اليوم هو السادس من تموز أو غيره، إلا أن ذلك الطفل ما كان له أن يفعل ما فعله إلا تطبيقاً لمشاهد التقطتها عيناه من أفلام الفيديو، إذ لم تكن الأطباق اللاقطة والقنوات الفضائية موجودة في ذلك الحين، وقنوات التلفزيون الخليجية تحظر عرض مشاهد التقبيل.
ومن الطريف أيضاً عند الغرب إجراء استفتاء بين الشباب من الجنسين عمّن يرغبون في إلقاء قبلة عليه في ذلك اليوم من المشاهير - ولذلك لا أريد أن أكون مشهوراً.
الأكثر طرافة هو أن أحد مصانع أصابع أحمر الشفاه الذي لم يعد أحمر فقط بل تعددت ألوانه إلى البنفسجي والوردي والعنابي... إلخ، يوظف أشخاصاً مهمتهم فقط اختبار المنتج على الشفاه ومدى بقائه وعدم تأثره بالتقبيل! بالتأكيد وظيفة حلوة... «أحسن من البطالة»... وقبل أن يتقدم أحد للعمل في تلك المصانع أود أن أكمل بأن التطور أدخل أولئك الموظفين في سلك البطالة، بعد اختراع آلة مهمتها التقبيل والقيام بالاختبار.
على أية حال، القُبلة معروفة عند العرب، وربما عبّروا عنها بالشمّ وأحياناً باللثم، وفي أشعارهم الشيء الكثير عنه في القديم والحديث، فيقول امرؤ القيس:
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلة ,,, وواحدة أيضاً وكنت على عجل
إيه يا امرأ القيس هذا فعلك «وأنت مستعجل»، لا أعرف كم كان سيصل الرقم معك مع التأني؟! أما شاعر الفضيلة والحياء (نزار) فقد حطم الرقم القياسي الذي وصل إليه امرؤ القيس، إذ يقول في إحدى قصائده:
الشمسُ نائمةٌ على كتفي ,,, قبّلتها ألفاً ولما أتعب ِ
وهنا أتساءل: هل كان نزار يعمل في مصنع «الرّوج» (أحمر الشفاه)؟! ومن شعر نزار أشكّك في أن تكون أصوله عربية، إذ كان عند الأوروبيين تقليد في القرون الوسطى بأن يقبّل العريس عروسَه مئات القبلات، وإلا أخذ المعازيم هداياهم التي جلبوها.
والشيء بالشيء يذكر... صرّحت الممثلة (د ب) لإحدى الصحف بأنّها رفضت تمثيل مشاهد قُبَل ساخنة وهي صائمة في رمضان، وأجّلت مشاهد التصوير تلك إلى الليل!
وأجد أن من الجميل أن أذكر هنا أنّ السُّنّة المطهرة حملت لنا آداباً وأحكاماً في التقبيل (بين الزوجين)، فقد كان عليه الصلاة والسلام يشدد على وجود الرسول بين الزوجين، وهو القبلة.
وأخيراً لعل من المناسب أن نوسّع مفهوم القُبلة لتشمل تقبيل رأس الوالدين، وتقبيل الأولاد صغارهم وكبارهم ذكرهم وأنثاهم، فقد ثبت أن هناك فراغاً عاطفياً كبيراً بين الأولاد يؤدي بهم للوقوع في أخطاء كثيرة وكبيرة بسبب الفراغ العاطفي، الذي ربما منعت بسببه بعض التقاليد والأعراف من بعض أبجديات التواصل الإنساني في الأسرة الواحدة.
ومن الطريف أيضاً عند الغرب إجراء استفتاء بين الشباب من الجنسين عمّن يرغبون في إلقاء قبلة عليه في ذلك اليوم من المشاهير - ولذلك لا أريد أن أكون مشهوراً.
الأكثر طرافة هو أن أحد مصانع أصابع أحمر الشفاه الذي لم يعد أحمر فقط بل تعددت ألوانه إلى البنفسجي والوردي والعنابي... إلخ، يوظف أشخاصاً مهمتهم فقط اختبار المنتج على الشفاه ومدى بقائه وعدم تأثره بالتقبيل! بالتأكيد وظيفة حلوة... «أحسن من البطالة»... وقبل أن يتقدم أحد للعمل في تلك المصانع أود أن أكمل بأن التطور أدخل أولئك الموظفين في سلك البطالة، بعد اختراع آلة مهمتها التقبيل والقيام بالاختبار.
على أية حال، القُبلة معروفة عند العرب، وربما عبّروا عنها بالشمّ وأحياناً باللثم، وفي أشعارهم الشيء الكثير عنه في القديم والحديث، فيقول امرؤ القيس:
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلة ,,, وواحدة أيضاً وكنت على عجل
إيه يا امرأ القيس هذا فعلك «وأنت مستعجل»، لا أعرف كم كان سيصل الرقم معك مع التأني؟! أما شاعر الفضيلة والحياء (نزار) فقد حطم الرقم القياسي الذي وصل إليه امرؤ القيس، إذ يقول في إحدى قصائده:
الشمسُ نائمةٌ على كتفي ,,, قبّلتها ألفاً ولما أتعب ِ
وهنا أتساءل: هل كان نزار يعمل في مصنع «الرّوج» (أحمر الشفاه)؟! ومن شعر نزار أشكّك في أن تكون أصوله عربية، إذ كان عند الأوروبيين تقليد في القرون الوسطى بأن يقبّل العريس عروسَه مئات القبلات، وإلا أخذ المعازيم هداياهم التي جلبوها.
والشيء بالشيء يذكر... صرّحت الممثلة (د ب) لإحدى الصحف بأنّها رفضت تمثيل مشاهد قُبَل ساخنة وهي صائمة في رمضان، وأجّلت مشاهد التصوير تلك إلى الليل!
وأجد أن من الجميل أن أذكر هنا أنّ السُّنّة المطهرة حملت لنا آداباً وأحكاماً في التقبيل (بين الزوجين)، فقد كان عليه الصلاة والسلام يشدد على وجود الرسول بين الزوجين، وهو القبلة.
وأخيراً لعل من المناسب أن نوسّع مفهوم القُبلة لتشمل تقبيل رأس الوالدين، وتقبيل الأولاد صغارهم وكبارهم ذكرهم وأنثاهم، فقد ثبت أن هناك فراغاً عاطفياً كبيراً بين الأولاد يؤدي بهم للوقوع في أخطاء كثيرة وكبيرة بسبب الفراغ العاطفي، الذي ربما منعت بسببه بعض التقاليد والأعراف من بعض أبجديات التواصل الإنساني في الأسرة الواحدة.