إن الشباب يقبلون على مشروبات الطاقة التي يصنع بعضها محليا في السعودية وباتت أغلب البقالات ومراكز التموين تعرض هذه المشروبات هناك وسيلة إعلانية تروجها الشركة التي تملك الحصة الأكبر في سوق المنشطات وهي عبارة عن سيارة شبابية رياضية و توجد في مؤخرتها مجسم علبة كبيرة وحدثني أحد الصيادلة الذين يعملون بإدارة مراكز الصحة الأولية :إن المشكلة هي أن شريحة متنامية من الشبان في مرحلة المراهقة وما بعدها بقليل يقبلون على تلك المشروبات منساقين وراء الوهم والدعايات الكبيرة التي تملأ أسماعهم و تملأ أبصارهم بشكل كبير جدا لا يستطيعون مقاومته ويعتقدون بأن هذه المشروبات تمدهم بالطاقة والقوة بل وأصبح الكثير من الجنسين لا يكتفي بشراء علبة بل أصبح يشتري الكمية بالكرتونة ( الصندوق الورقي )حتى ينخفض عليه السعر ، وبينما يعتقد الشباب أن تلك المشروبات تمكنهم من بناء عضلات ظاهرة، تعتقد الفتيات أنها تفتح الذهن وتساعد في التركيز وترفع من مستوى الذكاء وتعطيهم أداء أفضل في الاختبارات مما يرفع من تحصيلهن الدراسي وتفوقهن بالتالي . انتهى كلامه وأجد أن هذه المشروبات غير طبيعية وفيها مكونات غير آمنة ولا تنسجم مع أفكار الطب البديل ، بل تحتوي على كميات مبالغ فيها من الكافيين ، والجنسنج مثل ما جاء في كلام د. صالح بن سعد الأنصاري في مقالة له كتبها حول هذه المشروبات نشرت بمجلة المستقبل الإسلامي عدد 166ونحن نعرف أن الكافيين يحفز طاقات وذهن الإنسان وهي لا تبني العضلات أبدا . ومما يثير الشفقة والضحك أن بعض المرضى وللأسف يعتقد أن هذه المشروبات قد تعطيه قوة في مقاومة الأمراض التي تداهمه خاصة من الشباب قليلي الثقافة الصحية وضعيفي البنية الجسمانية ويلاحظ أن الأندية الرياضية والصحية التي يمارس فيها الشباب من الذكور الرياضة رغبة في بناء الجسم أن كثيرا منهم يحتفي بهذه المشروبات ، أظن بأننا محتاجون إلى مزيد من توعية المستهلكين بأن هذه المواد حتى لو كانت طبيعية أو أشبه ما تكون بالشاي والقهوة فإنه ليس من المناسب أن تبقي أعصابك وأجزاء الجسم في شد وتحفز على طول ساعات اليوم لأنها- أي الأعصاب- محتاجة إلى الراحة وأن هذا خلاف لطبيعة الجسد وأجزائه التي خلقها الله عليها ، ولقد دخلت كثير من الشركات هذه الموجة وأصبحت السوق السعودية فيها أكثر من أربعة أسماء لامعة في مجال هذه المشروبات . وربما يكون من الحلول أيضا إلزام تجار مشروبات الطاقة عن طريق وزارة الصحة بأن يطبعوا عليها عبارات واضحة وصريحة تفيد بأن هذه المشروبات تندرج في إطار مشروبات الطاقة، وبأنه يتعين على فئات معينة عدم تناولها لأي سبب كان، وهم الأطفال دون السادسة عشرة ومرضى القلب والسكر والحوامل حيث يقال إن تجرع علبتين ونصف من هذه المشروبات السامة في مرة واجدة قد يسبب الإجهاض ، والمرضعات و مرضى الكلى ومرضى ضغط الدم والمصابون باضطرابات النبض والفتيات في سن البلوغ كل أولئك من الخطورة بمكان تناولهم لهذه المشروبات . وتفيد تقارير طبية اطلعت عليها مؤخرا بأن هذه المشروبات تساهم في ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الدم والأرق وآلام الصداع والقلق ونزيف الأنف والنوبات المرضية. كما أن هذه المشروبات تسبب الجفاف بسبب أنها تحفز المثانة لطرد الكثير من السوائل وقد توفيت سيدة سويدية بسبب الجفاف مما أدى بالسلطات السويدية أن تطلق تحذيرا رسميا من شرب نوع معين من هذه المشروبات . كما ينبغي أن تحرص وزارة التعليم على عدم وصول هذه المشروبات إلى المدارس بل وعمل برنامج توعوي بالنشرات والإذاعة المدرسية للتحذير من هذه الآفة وكذلك تتابع مقاولي المقاصف المدرسية وتعمم عن طريق الوحدات الصحية المدرسية بمتابعة ذلك كما تابعت مشكورة مشروبات الكولا الملأى بالسكر والكافيين وعديمة التغذية وتحثهم على البديل الأفضل وهو العصائر الطبعية والتمر . ونريدها أن تحث الطالبات بالذات إلى ثقافة شرب الحليب وتعويدهم عليه من الصغر حتى لا يداهمهن اللص الخفي مرض لين العظام مستقبلا .
ختاما شكر لمجلس الوزراء الذي منع الإعلان عن هذه المشروبات، ونأمل حظرها مثل عدد من الدول ومنها كندا.