نشرت في موقع مداد الدولي للأبحاث والدراسات
رابط نشر المقالة على الموقع http://www.medadcenter.com/articles/360#.VNnVHWjkeZc
في ملتقى الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية الأخير المنعقد في جامعة الملك سعود بالرياض فبراير من هذا العام، تم تقديم أوراق علمية كثيرة تتحدث عن المؤسسة التربوية وكيف لنا أن نحقق الاعتمادية فيها وأنه تم إنشاء هيئة وطنية في عام 2004 لمنح الاعتمادية على ذات الباب وفي نفس المنوال، جال في خاطري أثناء تلك الأوراق والأطروحات هذه الأسئلة:
أين المؤسسة الخيرية من هذه التطبيقات المتقدمة في تحسين وتجويد الخدمة ومنحها الاعتمادية ؟!
وأين تلك الجهة التي من الممكن أن تصرح لتكون مانحة للشهادات الاعتمادية في ذلك وهي يمكن أن تكون تلك الجهة هي وزارة الشؤون الاجتماعية أم أن تسند لهيئة المواصفات والمقاييس أم باتحاد يجمعهما معا؟
ثم لماذا لا نفكر أن تكون هيئة خارجية مستقلة تكون هي ذاتها مؤسسة خيرية تخصصها اعتمادية المؤسسات الخيرية خاصة إذا عرفنا أن المؤسسات الخيرية تجاوزت 600 جمعية والعدد في زيادة ناهيك عن الهيئات واللجان والمكاتب والمراكز، أقصد مسميات لجهات خيرية وأنشطة بتسميات إدارية مختلفة لكن المضمون واحد هذا يرفع العدد إلى قريب 700 أو يتجاوز ذلك ؟!
إن الاعتمادية تقوم على مبدأ تقويم أداء الجهة الخيرية والتأكد من توافر المتطلبات الأساس التي تمكنها من تحقيق أهدافها على خير وجه ، ويعد الاعتماد المؤسسي أداة تشجيعية وتحثها على تحقيق الجودة التي تتمثل في الوصول إلى مستويات عالية من الإتقان والتميز في الأداء، كما يشمل الاعتماد إدراك أهمية المحاسبية الذاتية وتحمل المسؤولية لدى كل المشاركين في إنجاز أعمال المؤسسة الخيرية .ضمن منظومة الأدوار والمهام التي يقومون بها .
لذلك يتم الاعتماد المؤسسي من خلال هيئات مستقلة متخصصة تقوم بالتحقق من توافر معايير موضوعية محددة في المؤسسة التي تسعى للحصول على الاعتماد والاعتراف بها كمؤسسة خيرية رائدة معتمدة وببرامجها التي تعد أفرادها وأعضاءها ومتطوعيها والمستفيدين من خدماتها تعدهم وتؤهلهم لما يتناسب مع أدوارهم كأعضاء فاعلين في المؤسسة أو مواطنين منتجين فاعلين مؤثرين في المجتمع .
يشجع الاعتماد على إجراء التقويم الذاتي والتخطيط العلمي من أجل تحسين جميع عناصر عمليات إدارة المؤسسات غير الربحية بشكل منتظم ومستمر، ويشجع كذلك على رفع مستوى الوعي في المجتمع المحلي نحو محاسبية المؤسسات الخيرية وشفافية عمليتها وإعلان نتائجها الذي سينعكس على تحسين أدائها وتطويرها نتيجة لذلك وللعمل على المحافظة مكتسباتها والاستمرار في ذلك .
السؤال: هل الاعتمادية قبل الجودة أم بعدها يجيب عن ذلك الدكتور أحمد الرفاعي بأن الاعتمادية من المؤثرات القبلية على مستويات الجودة بالمؤسسة وكذلك من المؤثرات البعدية التي ربما تعضد أو تهدد مستويات الجودة بعد الحصول على شهادة الاعتمادية من الجهات المانحة لها فيما يرى الدكتور عبدالرحمن الطريري صراحة أن الجودة هي التي تقود للاعتماد وأن الاعتمادية هي مرحلة ما قبل الجودة هي الشهادة على تحقيق متطلبات الجودة وضمان تحقق ذلك من حيث تطبيق إجراءات وأنظمة ومن ثم جودة تتحقق.. وهذا بدوره يقود إلى الاعتماد وقد بذلك كثير من الدول جهودا عظيمة في هذا المجال كما في أمريكا وسنغافورة وجنوب أفريقيا وطورت نماذج للاعتمادية أسفرت عن نتائج إيجابية عالية .
قد تبدو العملية معقدة وليست سهلة لكن الحقيقة هي أن خطوات صغيرة جدا نحنح حاليا نطبقها لكن تحتاج شيئا من الاهتمام والتركيز قد تستغرب أن مثل تلك التطبيقات هي في الحقيقة تطبيقات جودة واعتمادية من الممكن البدء بها ومن ذلك فكرة العناية بصندوق الاقتراحات والشكاوى -كما طرحته " أ. أميرة سعد"ـ وذهبت في ورقتها إلى مزيد من العناية بما يكتبه المستفيدون عن الخدمات هكذا بكل بساطة وسهولة ... إذن نحو الاعتمادية للمؤسسات الخيرية بإذن الله .