الجبن الحساوي
مقالة لم تنشر في الصحف
جيل نشأ وترعرع على ثقافة الجدران لها آذان ، وامش تحت الحيط وعبارات أخرى من مثل : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، والشيوخ أبخص وغيرها من العبارات التي سجلت في عقل الحساوي اللاواعي القناعة والرضا والتسليم والهدوء ،
ودع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامنّ إلا خالي البالي
اليوم كثر المهاجمون للحساوية وتندرهم عليهم ووصمهم بالخوف ودنو الطموح حيث كتب أحدهم مقالة في إحدى الصحف لمناقشة مشكلة واحتياج فلم يكتب إلا عن رغبته في إنشاء سوق للبرسيم وأنه مر بالسوق ووجده غير منظم ...في كل مرة أرى ذلك الكاتب لا شعوريا أتذكر مقالته تلك ، ولعل ما دعاني للكتابة هنا عن هذا الموضوع هو تعالي تلك الأصوات مرة أخرى مهاجمة للحساوية بالصمت المطبق وأنهم لا يطالبون بشيء فيما المناطق كل المناطق ترفل بنعيم الوطن وثرواته فيما تبقى الأحساء كما هي بسبب طبيعة البلد الهادئة ولعل أهل البلد يتندرون على بعضهم حين قابل وفد من وجهاء البلد خادم الحرمين الشريفين واجتمعوا عنده واستقبلهم بكل أريحية ليسمع منهم كما هي عادته فإذا هم يطلبون ناديا أدبيا فأعطاهم وأمر لهم بذلك حفظه الله تعالى ، لكن تقاصرت همتهم ومطلبهم إلى أن يطلبوا من الرجل الأول والأب الروحي للوطن هذا المطلب .
في الحديث الذي يرويه ابن حبان بإسناد حسن : عن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً، فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"، فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك في الجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار ... الشاهد أن تلك العجوز طلبت مطلبا عظيما من نبي الله موسى عليه السلام وهو صحبته في الجنة ولم تطلب ناديا أدبيا .
مؤخرا قرأت كتابات لكتاب من خارج الأحساء وليسوا من أهلها يطالبون ببعض المتطلبات الأساس والضرورية من مستشفيات وطرق وجسور وأنفاق وبيئة تحتية حضارية ربما بعضها موجه لشركات مثل شركة أرامكو السعودية وبعضها موجه لبعض الوزارات وبعض الكتاب ربما تطاول بطريقة ضمنية للتوجيه لرجال المنطقة ونسائها للتحرك نحو المسؤولين وانتهاز فرصة الطفرة الثانية لتذكيرهم بأن هناك محافظة اسمها الأحساء تحتاج خدمات ضرورية من اللازم أن تتم بشكل عاجل حتى تلحق بركب الحضارة .ولعل جهود الشاب النشط رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير مع أنه من غير أهلها كانت محط إعجاب الأحسائيين ورضاهم شبه التام وما ذلك إلا لأن المحافظة بكر من المشاريع التنموية اهتزت وانتشت مع شق أول نفق يربط بين الهفوف والمبرز وصار ذلك النفق على حد تعبير ذلك الكاتب المشاكس مزارا للأحسائيين .
أهكذا صارت صورتنا عند الغير ؟! أهكذا وصل بنا الحال في تندر الآخرين بنا ؟ أهكذا يرانا الآخرون إلى درجة أن صاروا يكتبون بالنيابة عن أبناء الأحساء عن متطلباتها واحتياجاتها وكأننا شعب آخر .
مقالة لم تنشر في الصحف
جيل نشأ وترعرع على ثقافة الجدران لها آذان ، وامش تحت الحيط وعبارات أخرى من مثل : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، والشيوخ أبخص وغيرها من العبارات التي سجلت في عقل الحساوي اللاواعي القناعة والرضا والتسليم والهدوء ،
ودع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامنّ إلا خالي البالي
اليوم كثر المهاجمون للحساوية وتندرهم عليهم ووصمهم بالخوف ودنو الطموح حيث كتب أحدهم مقالة في إحدى الصحف لمناقشة مشكلة واحتياج فلم يكتب إلا عن رغبته في إنشاء سوق للبرسيم وأنه مر بالسوق ووجده غير منظم ...في كل مرة أرى ذلك الكاتب لا شعوريا أتذكر مقالته تلك ، ولعل ما دعاني للكتابة هنا عن هذا الموضوع هو تعالي تلك الأصوات مرة أخرى مهاجمة للحساوية بالصمت المطبق وأنهم لا يطالبون بشيء فيما المناطق كل المناطق ترفل بنعيم الوطن وثرواته فيما تبقى الأحساء كما هي بسبب طبيعة البلد الهادئة ولعل أهل البلد يتندرون على بعضهم حين قابل وفد من وجهاء البلد خادم الحرمين الشريفين واجتمعوا عنده واستقبلهم بكل أريحية ليسمع منهم كما هي عادته فإذا هم يطلبون ناديا أدبيا فأعطاهم وأمر لهم بذلك حفظه الله تعالى ، لكن تقاصرت همتهم ومطلبهم إلى أن يطلبوا من الرجل الأول والأب الروحي للوطن هذا المطلب .
في الحديث الذي يرويه ابن حبان بإسناد حسن : عن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً، فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"، فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك في الجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار ... الشاهد أن تلك العجوز طلبت مطلبا عظيما من نبي الله موسى عليه السلام وهو صحبته في الجنة ولم تطلب ناديا أدبيا .
مؤخرا قرأت كتابات لكتاب من خارج الأحساء وليسوا من أهلها يطالبون ببعض المتطلبات الأساس والضرورية من مستشفيات وطرق وجسور وأنفاق وبيئة تحتية حضارية ربما بعضها موجه لشركات مثل شركة أرامكو السعودية وبعضها موجه لبعض الوزارات وبعض الكتاب ربما تطاول بطريقة ضمنية للتوجيه لرجال المنطقة ونسائها للتحرك نحو المسؤولين وانتهاز فرصة الطفرة الثانية لتذكيرهم بأن هناك محافظة اسمها الأحساء تحتاج خدمات ضرورية من اللازم أن تتم بشكل عاجل حتى تلحق بركب الحضارة .ولعل جهود الشاب النشط رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير مع أنه من غير أهلها كانت محط إعجاب الأحسائيين ورضاهم شبه التام وما ذلك إلا لأن المحافظة بكر من المشاريع التنموية اهتزت وانتشت مع شق أول نفق يربط بين الهفوف والمبرز وصار ذلك النفق على حد تعبير ذلك الكاتب المشاكس مزارا للأحسائيين .
أهكذا صارت صورتنا عند الغير ؟! أهكذا وصل بنا الحال في تندر الآخرين بنا ؟ أهكذا يرانا الآخرون إلى درجة أن صاروا يكتبون بالنيابة عن أبناء الأحساء عن متطلباتها واحتياجاتها وكأننا شعب آخر .