الجاموسة بين العرض والطلب!
عبدالمنعم الحسين الحياة - 20/10/07//
"BBC"نشرت مجموعة
الإخبارية البريطانية خبراً عن مقطع فيديو قام بتصويره هاوٍ بكاميرا عادية ومن دون مؤثرات، نُشر على موقع متخصص لبث مقاطع الفيديو على الانترنت، ذلك الفيلم القصير الذي لم تتجاوز مدته الدقائق العشر، تجاوز عدد المشاهدين لذلك المقطع الـ 12 مليون مشاهد، المقطع بسيط في تصوري، وليس مثيراً أو جاذباً لهذا الحد بعد مشاهدتي له، إذ يصور مجموعة من الجواميس وهي تنتقم من مجموعة من النمور لافتراسها صغيراً من صغار الجواميس - يعني المقطع صالح للمشاهدة لفوق وتحت سن الـ 18!
تلك الإحصائية التي تظهر أسفل مادة العرض المرفوعة على موقع youtub التابع لمجموعة google تنذر بتغيرات كبيرة في الإعلام، وأن عصر التلفزيون، صاحب التأثير الأعلى على المتلقين، مهدد وبقوّة من الانترنت، خصوصاً تلفزيون الانترنت ومواقع بث مقاطع الفيديو الأخرى، إذ تأخذ تلك المواقع نصيباً كبيراً من متابعة متصفحي الشبكة العنكبوتية، بدليل إحصائية ذلك المقطع، ومقاطع أخرى أصبحت ذات تأثير على توجهات الرأي العام، تماماً كما الصحافة والفضائيات، إذ يستطيع الوصول لها أي أحد وفي أي وقت.
ذلك التغيير يطال مجتمعنا كما هي الحال، بتأثره ببقية الأمور الأخرى من اتجاهات العولمة، ربما توقف بعض اللاعبين عن مواكبة التغيير الحاصل في قانون العرض والطلب والاختيارات المفضلة بالنسبة للمشاهد الجديد، الذي أصبح يختار بحرية أكثر ما يشاهد، ويحدد الأوقات ويحدد مستوى الخطوط الحمراء والرقابة لنفسه، وبإعلانات محدودة لا تقلب الطاولة عليه، فتجعله يشاهد إعلانات بينها مواد عرض، فيما هو يرغب في مشاهدة عروض فقط.
بعض قنواتنا العربية فهمت الموقف وتوجهت لبث موادها على مواقع الانترنت الخاصة بمجموعتها، وبعضها لم يفهم ولم يستوعب التغيير ولا يزال يعيش فهم الأمس، ويحتاج مدة ليستوعب الدرس الجديد والتغيير الحاصل، ويقرأ من خلاله التغيير المقبل، ويُعد نفسه له قبل أن يتجاوزه الزمن المتسارع، حتى الشركات الإعلانية في الخارج باتت تستوعب التوجه الجديد نحو تلفزيون الانترنت، وتعلن فيه بإعلانات بسيطة غير مزعجة لمشاهد الانترنت الثائر على القيود.
إحدى شركات الحاسب قدمت مجموعة أجهزة محمولة حديثة هدايا لأصحاب المدوّنات التي تُعنى بأخبار الحاسب، في دلالة صريحة لإيمان تلك الشركات بتأثير تلك المدونات على الرأي العام، وأن المتابعين باتوا يتأثرون بما ينشر على تلك المدونات... ولعل حادثة النشر التي تمت في مصر لما حصل مع العيد وما سمي "السعار الجنسي" ونقلت عنه جميع الصحف المصرية والعربية وربما الأجنبية، يفسر لنا مدى الدور والأثر الذي باتت تقوم به المدونات ومواقع بث الفيديو على المتلقين، وأن على الساسة وأهل الاجتماع والإعلام مواكبة ذلك التغيير.
كذلك إحدى الجامعات الأجنبية قامت أخيراً ببث محاضراتها بالصوت والصورة على موقع مقاطع الفيديو آنف الذكر في طريقة جديدة لاستيعاب التغيير والاستفادة منه، وكذلك ما قامت به أخيراً هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بث مقاطع توعوية عبر جهاز بث خاص يوضع في الأسواق عبر تقنية البلوتوث، هو نوع قراءة جيدة للتغيير ومواكبة له واستثمار نافع له، ويجب على كل المؤسسات التعليمية والاجتماعية أن تعيد النظر مرة أخرى في طريقة قراءتها للمتغيرات، وتفكر دائماً كيف نستثمر الجديد وليس كيف نحارب الجديد؟!
عبدالمنعم الحسين الحياة - 20/10/07//
"BBC"نشرت مجموعة
الإخبارية البريطانية خبراً عن مقطع فيديو قام بتصويره هاوٍ بكاميرا عادية ومن دون مؤثرات، نُشر على موقع متخصص لبث مقاطع الفيديو على الانترنت، ذلك الفيلم القصير الذي لم تتجاوز مدته الدقائق العشر، تجاوز عدد المشاهدين لذلك المقطع الـ 12 مليون مشاهد، المقطع بسيط في تصوري، وليس مثيراً أو جاذباً لهذا الحد بعد مشاهدتي له، إذ يصور مجموعة من الجواميس وهي تنتقم من مجموعة من النمور لافتراسها صغيراً من صغار الجواميس - يعني المقطع صالح للمشاهدة لفوق وتحت سن الـ 18!
تلك الإحصائية التي تظهر أسفل مادة العرض المرفوعة على موقع youtub التابع لمجموعة google تنذر بتغيرات كبيرة في الإعلام، وأن عصر التلفزيون، صاحب التأثير الأعلى على المتلقين، مهدد وبقوّة من الانترنت، خصوصاً تلفزيون الانترنت ومواقع بث مقاطع الفيديو الأخرى، إذ تأخذ تلك المواقع نصيباً كبيراً من متابعة متصفحي الشبكة العنكبوتية، بدليل إحصائية ذلك المقطع، ومقاطع أخرى أصبحت ذات تأثير على توجهات الرأي العام، تماماً كما الصحافة والفضائيات، إذ يستطيع الوصول لها أي أحد وفي أي وقت.
ذلك التغيير يطال مجتمعنا كما هي الحال، بتأثره ببقية الأمور الأخرى من اتجاهات العولمة، ربما توقف بعض اللاعبين عن مواكبة التغيير الحاصل في قانون العرض والطلب والاختيارات المفضلة بالنسبة للمشاهد الجديد، الذي أصبح يختار بحرية أكثر ما يشاهد، ويحدد الأوقات ويحدد مستوى الخطوط الحمراء والرقابة لنفسه، وبإعلانات محدودة لا تقلب الطاولة عليه، فتجعله يشاهد إعلانات بينها مواد عرض، فيما هو يرغب في مشاهدة عروض فقط.
بعض قنواتنا العربية فهمت الموقف وتوجهت لبث موادها على مواقع الانترنت الخاصة بمجموعتها، وبعضها لم يفهم ولم يستوعب التغيير ولا يزال يعيش فهم الأمس، ويحتاج مدة ليستوعب الدرس الجديد والتغيير الحاصل، ويقرأ من خلاله التغيير المقبل، ويُعد نفسه له قبل أن يتجاوزه الزمن المتسارع، حتى الشركات الإعلانية في الخارج باتت تستوعب التوجه الجديد نحو تلفزيون الانترنت، وتعلن فيه بإعلانات بسيطة غير مزعجة لمشاهد الانترنت الثائر على القيود.
إحدى شركات الحاسب قدمت مجموعة أجهزة محمولة حديثة هدايا لأصحاب المدوّنات التي تُعنى بأخبار الحاسب، في دلالة صريحة لإيمان تلك الشركات بتأثير تلك المدونات على الرأي العام، وأن المتابعين باتوا يتأثرون بما ينشر على تلك المدونات... ولعل حادثة النشر التي تمت في مصر لما حصل مع العيد وما سمي "السعار الجنسي" ونقلت عنه جميع الصحف المصرية والعربية وربما الأجنبية، يفسر لنا مدى الدور والأثر الذي باتت تقوم به المدونات ومواقع بث الفيديو على المتلقين، وأن على الساسة وأهل الاجتماع والإعلام مواكبة ذلك التغيير.
كذلك إحدى الجامعات الأجنبية قامت أخيراً ببث محاضراتها بالصوت والصورة على موقع مقاطع الفيديو آنف الذكر في طريقة جديدة لاستيعاب التغيير والاستفادة منه، وكذلك ما قامت به أخيراً هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من بث مقاطع توعوية عبر جهاز بث خاص يوضع في الأسواق عبر تقنية البلوتوث، هو نوع قراءة جيدة للتغيير ومواكبة له واستثمار نافع له، ويجب على كل المؤسسات التعليمية والاجتماعية أن تعيد النظر مرة أخرى في طريقة قراءتها للمتغيرات، وتفكر دائماً كيف نستثمر الجديد وليس كيف نحارب الجديد؟!