خراب بيوت
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 10/09/07//
أسماء الفنانات والممثلات اللاتي يظهرن على شاشات الفضائيات صارت مشهورة وذائعة وتتردد في البيوت بين الأزواج في تهكم ومعاناة شديدة جداً من الزوجات ، ومع كل ظهور لواحدة منهن بزينة وملابس ودلع وإثارة مكشوفة ، يجعل رغبات وأحلام الأزواج تتحرك نحو الحصول على واحدة من أصحاب تلك الأسماء ، ويزهد تماما في زوجته ، بل يذهب أكثر من ذلك لمطالبة زوجته بأن تلبس مثل هذه أو تلك وتحاكيها ، أو يطلب أن تكون عنده نسخة مستنسخة من فنانته المفضلة ، فإذا لم تستطع أن تلبي تلك المسكينة كل طلباته ورغباته ونزواته ، صار يعيرها بدمامتها ويندب حظه العاثر في الارتباط بها زوجة دميمة وحشة ، غلطة عمره الكبرى كانت في الارتباط بها ، وأنه يضيع عمره في الاستمرار بالعيش معها ، متحملاً نكدها وطلباتها ودمامتها. في دراسة أجريت في مصر تبين أن تلك الأسماء من الفنانات تسببن في رفع نسبة الطلاق ، بل حوادث غريبة تقع بسبب المقارنات ، ومن المفارقات العجيبة ذلك الميكانيكي الذي عاد من عمله ليفتح شاشة التلفاز فيما زوجته الكريمة تعد له وجبة الغداء، فتطل إحدى مغنيات الفيديو كليب ، ويذهب في سكرة نظراتية استمتاعية بالصوت والصورة والحركات والأصوات المصاحبة ، مما ليس له علاقة بالفن ولا بالكلمات ولا الغناء ، فيدخل المطبخ على تلك العفيفة المجتهدة في مطبخها ويطلب منها أن تغني وترقص له ، كما تعمل المغنية في الفيديو كليب ، ولما لم تستجب له المسكينة افتعل معها خناقة تطورت للطلاق والشروع في القتل.
ينسى أولئك الأزواج مناظرهم وروائحهم وأشكالهم ، وأن نساءهم يتمنون أيضاً أن تكون أشكال أزواجهم أفضل ، كما الممثل الفلاني أو المغني الفلاني ، لكن يتعايشن بواقعية مع أزواجهن من دون استغراق في المقارنة غير المنطقية ، فتلك الممثلة أو المغنية اختيرت بعناية من بين مئات النساء ، وأنها خضعت لجراحات تجميلية متعددة جعلت منها هذا الشكل. في أميركا وقفت مغنية على المسرح وشكرت جمهورها وطالبتهم بالاستمرار في حضور حفلاتها ، لأن ذلك يساعدها على دفع تكاليف المزيد من الجراحات التجميلية ، وأشارت بيدها إلى صدرها بأنها ستدفع من عائدات الحفلة على جراحة قادمة تجميلية خاصة بمنطقة الصدر ، ثم إنها قبل أن تخرج على الشاشة تمر بجلسات ممتدة تصل لساعات على يدي أمهر محترفي المكياج والتسريحات والأزياء حتى تكون إطلالتها فاتنة ، ويلعب بعد ذلك المصور والمخرج لعبتهما في إظهار المحاسن وإخفاء العيوب ، ما يصور تلك الفنانة وكأنها حورية من الجنة نزلت للدنيا ، فأنى للمسكينة العفيفة التي تعمل في وظيفتها أو المربية وربة المنزل التي تقوم على أعباء البيت ، أن تعمل وتصنع في نفسها مثل تلك ، فهي مقارنة ظالمة غير منطقية ، والرجال يبحثون عن سراب ولو ارتبط أحدهم بتلك الفنانة أو الممثلة لما طاق المعيشة معها ، ولم تفلح أن تكون زوجة تقوم بخدمة الزوج ورعاية البيت وتربية الأولاد ، وهذا ما يفسر لنا كثرة الطلاق في وسط الفنانات ، كونهن لا يعشن زيجات طبيعية بل زيجات غير مستقرة موقتة تبنى على المصلحة والمنفعة العاجلة ثم يمضي كل واحد لسبيله.
يجب أن يأخذ الأزواج دروس توعية وتثقيف وأمصال مناعة تجعلهم يستخدمون عقولهم وبصيرتهم مع مناظر تلك الفاتنات ، والأفضل أن يغضوا أبصارهم كما أمرنا الله تعالى ، وقديما قال:
ولئن أنت أطلقت طرفك رائدا في كل المناظر أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قــــــادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولعل من المناسب أيضاً أن تقوم الزوجة بالواجب عليها من التزين والتجمل لزوجها ، لحفظه وإعفافه عن الحرام والنظرة الحرام ، وشغله بطريقة أو أخرى عن التطلع لتلك المناظر الفضائية باختيار القنوات الجيدة النقية التي تحفظ على الأسرة أمنها واستقرارها
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 10/09/07//
أسماء الفنانات والممثلات اللاتي يظهرن على شاشات الفضائيات صارت مشهورة وذائعة وتتردد في البيوت بين الأزواج في تهكم ومعاناة شديدة جداً من الزوجات ، ومع كل ظهور لواحدة منهن بزينة وملابس ودلع وإثارة مكشوفة ، يجعل رغبات وأحلام الأزواج تتحرك نحو الحصول على واحدة من أصحاب تلك الأسماء ، ويزهد تماما في زوجته ، بل يذهب أكثر من ذلك لمطالبة زوجته بأن تلبس مثل هذه أو تلك وتحاكيها ، أو يطلب أن تكون عنده نسخة مستنسخة من فنانته المفضلة ، فإذا لم تستطع أن تلبي تلك المسكينة كل طلباته ورغباته ونزواته ، صار يعيرها بدمامتها ويندب حظه العاثر في الارتباط بها زوجة دميمة وحشة ، غلطة عمره الكبرى كانت في الارتباط بها ، وأنه يضيع عمره في الاستمرار بالعيش معها ، متحملاً نكدها وطلباتها ودمامتها. في دراسة أجريت في مصر تبين أن تلك الأسماء من الفنانات تسببن في رفع نسبة الطلاق ، بل حوادث غريبة تقع بسبب المقارنات ، ومن المفارقات العجيبة ذلك الميكانيكي الذي عاد من عمله ليفتح شاشة التلفاز فيما زوجته الكريمة تعد له وجبة الغداء، فتطل إحدى مغنيات الفيديو كليب ، ويذهب في سكرة نظراتية استمتاعية بالصوت والصورة والحركات والأصوات المصاحبة ، مما ليس له علاقة بالفن ولا بالكلمات ولا الغناء ، فيدخل المطبخ على تلك العفيفة المجتهدة في مطبخها ويطلب منها أن تغني وترقص له ، كما تعمل المغنية في الفيديو كليب ، ولما لم تستجب له المسكينة افتعل معها خناقة تطورت للطلاق والشروع في القتل.
ينسى أولئك الأزواج مناظرهم وروائحهم وأشكالهم ، وأن نساءهم يتمنون أيضاً أن تكون أشكال أزواجهم أفضل ، كما الممثل الفلاني أو المغني الفلاني ، لكن يتعايشن بواقعية مع أزواجهن من دون استغراق في المقارنة غير المنطقية ، فتلك الممثلة أو المغنية اختيرت بعناية من بين مئات النساء ، وأنها خضعت لجراحات تجميلية متعددة جعلت منها هذا الشكل. في أميركا وقفت مغنية على المسرح وشكرت جمهورها وطالبتهم بالاستمرار في حضور حفلاتها ، لأن ذلك يساعدها على دفع تكاليف المزيد من الجراحات التجميلية ، وأشارت بيدها إلى صدرها بأنها ستدفع من عائدات الحفلة على جراحة قادمة تجميلية خاصة بمنطقة الصدر ، ثم إنها قبل أن تخرج على الشاشة تمر بجلسات ممتدة تصل لساعات على يدي أمهر محترفي المكياج والتسريحات والأزياء حتى تكون إطلالتها فاتنة ، ويلعب بعد ذلك المصور والمخرج لعبتهما في إظهار المحاسن وإخفاء العيوب ، ما يصور تلك الفنانة وكأنها حورية من الجنة نزلت للدنيا ، فأنى للمسكينة العفيفة التي تعمل في وظيفتها أو المربية وربة المنزل التي تقوم على أعباء البيت ، أن تعمل وتصنع في نفسها مثل تلك ، فهي مقارنة ظالمة غير منطقية ، والرجال يبحثون عن سراب ولو ارتبط أحدهم بتلك الفنانة أو الممثلة لما طاق المعيشة معها ، ولم تفلح أن تكون زوجة تقوم بخدمة الزوج ورعاية البيت وتربية الأولاد ، وهذا ما يفسر لنا كثرة الطلاق في وسط الفنانات ، كونهن لا يعشن زيجات طبيعية بل زيجات غير مستقرة موقتة تبنى على المصلحة والمنفعة العاجلة ثم يمضي كل واحد لسبيله.
يجب أن يأخذ الأزواج دروس توعية وتثقيف وأمصال مناعة تجعلهم يستخدمون عقولهم وبصيرتهم مع مناظر تلك الفاتنات ، والأفضل أن يغضوا أبصارهم كما أمرنا الله تعالى ، وقديما قال:
ولئن أنت أطلقت طرفك رائدا في كل المناظر أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قــــــادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
ولعل من المناسب أيضاً أن تقوم الزوجة بالواجب عليها من التزين والتجمل لزوجها ، لحفظه وإعفافه عن الحرام والنظرة الحرام ، وشغله بطريقة أو أخرى عن التطلع لتلك المناظر الفضائية باختيار القنوات الجيدة النقية التي تحفظ على الأسرة أمنها واستقرارها