ملتقى الإدارة بين الثرثرة والتطبيق - تراجعت عن فكرة نشرها في الصحيفة
كغيري من المميزين والمميزات من الذين يركضون حول نقاط وعوامل الثقافة والتحسين والتطوير ورفع مستوى المهارات الإدارية والاطلاع على أحدث النظريات والتجارب الإدارية الإبداعية ( ويا عيني على الإبداع ) حضرت الملتقى الإداري الخامس الذي نظمته الجمعية السعودية للإدارة والذي عقد مؤخرا بعاصمة الوطن الرياض وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، استمعنا لمحاضرات ومشاركات مكرورة لا جديد فيها تتحدث عن الإبداع وربما كان المتحدثون فيها لم يحترموا الفعالية ولا المناسبة أو أن هناك خطأ في اختيار المتحدثين المكررين أو أن هناك مجاملات في اختيار المتحدثين من اللجنة العلمية للفعالية فكانت الفعالية رتيبة مملة يتكرر فيها منظر تسليم الدروع للمشاركين المحترمين والابتسامات الحلوة ، والحضور الكثيف ينتظر الجلسات الواحدة بعد الأخرى يراقب ويحاول أن يرصد الإشارات هنا وهناك التي يمكن أن تعد جديدة أوإضافة إبداعية .. حتى كان آخر الجلسات وأمسكت إحدى الجريئات الميكروفون وأفصحت عما يدور بخاطر الحضور والذي عجزنا نحن الرجال أن نصرح به خاصة مع آلية عقيمة قديمة في اختيار المداخلين وأخذ ترشيحات وآراء الحضور حيث غابت تقنية إدارة المؤتمرات عن الفعالية فلا قياس آراء ولا مشاركة بشريط العرض عبر رسائل SMS ولا أوراق مكتوبة ولا بريد اكتروني ولا منتدى ولا مشاركة تفاعلية اكترونية من الجمهور عبر استخدام أذرعة اللاسلكي الشبيهة بتلك المستخدمة في برنامج من يربح المليون وهي نفسها المستخدمة في منتدى جدة الاقتصادي حيث يمكن الحصول على إجابة ورأي الحضور في لحظة واحدة وبالتالي يشعر الحضور بشخصياتهم وذواتهم أما طريقة العصا التي كان يستخدمها مديري الجلسات من رفع الصوت والنظرات القاسية والصارمة لكل من يداخل والطلب المكرر بالاختصار والتوقف والدخول في النقطة شيء لا يليق أبدا مع نخب وكفاءات مميزة من الحضور الذين جاؤوا من أرجاء الوطن للبحث عن الفائدة والمعلومة ، قمة المهزلة التي كشفتها المتحدثة هي في آخر أيام الملتقى مع تسليم شهادات الدورات ومشاهد الحضور للملتقى والتي كشفت عوار إدارة الملتقى والعجز عن نقل الثرثرة إلى مجال التطبيق ليقف الجمهور عند أكثر من شباك تسجيل يبحثون عن شهاداتهم ، وتكون المسألة بالحظ والتوفيق ، ثم زاد الطين بلّة تزايد الناس الباحثين عن شهاداتهم غير المرتبة والموزعة في أكثر من جهة ، ووجود الأخطاء في طباعة الأسماء عكر مزاج الواقفين حيث الكثير يتسلمون شهاداتهم بأخطاء وصاروا يضحكون على بعضهم ويطلقون المزحات ( شر البلية ما يضحك )، ولتدارك الموقف أصبحت الناس تسجل أسماءها من جديد لكي تحصل على شهادات وبالتالي تضيع الحقيقة هل هو بالفعل حضر الفعالية أم لم يحضر هل يسجل نفسه ومن يلزمه سواء حضروا أم لم يحضروا ليحصلوا على شهادات ؟! ...
ومع عدم استشعار المسؤولين التنفيذين والإدارة العليا للمشكلة من قبل أو حتى أثناء الحدث ومعالجته زاد تبرم واستياء الحضور بشكل ارتفعت فيه الأصوات حيث يمتد طلب استلام الشهادة إلى أربع ساعات لأناس أغلبهم يتهيؤون للسفر ومرتبطين بمواعيد رحلات .
ما حصل وما حدث طبيعي أن يحدث لكن أن يحدث في مكان وتحت إدارة المنظرين والمتحدثين في فنون الإدارة ، يصيب بتعكر المزاج والاستياء الشديد حيث تجد قمة العجز عن تنظيم أبسط وأسهل الأمور ... هذا ما بان للجميع ... السؤال : ماذا عما خفي عن أعيننا إذن ؟
أظن أننا سنردد ( ما فيش فايدة غطيني يا صفية ؟)