الحلقة الأقوى
ولقد جاء في السفر الأول من كتاب الحياة السعيدة : الاهتمام بالقرآن والعناية به من أهم الأمور التي تسعد المرء في دنياه وترتقي به في أخراه ، ولم يزل الناس في بعد عن القرآن وتلاوته والعناية به إلا ما شاء الله ، وتكون العناية أكثر ما تكون في اقتناء النسخ والطبعات المذهبة والفاخرة لأجل وضعها في المكتبة المنزلية ، أو تعليق بعض الآي في مجالس يوجد بها جهاز التلفاز الذي ترتفع منه أصوات الأغاني وتطل منه فتيات الفيديو كليب اللاتي يسترن من أجسادهن أجزاء يسيرة و يظهرن من أجسادهن ما لذّ وطاب لأولي الألباب ولغيرهم من فئة ( آه يا قلبي ) ، وأكثر المناظر التي تزعجني منظر شخص يتلو القرآن تلاوة وليس للقرآن حظ في حياته ، بل هو بعيد كل البعد عنه وبمعنى آخر إنه الهجران (بعينه )وعن أنس بن مالك أنه قال: " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه "
هذه الحال البائسة نجد لها في المقابل حالا مشرقة تسعد القلب وتبهجه ... كنت في حفل أقامته حلقة من حلق تحفيظ القرآن الكريم التابعة لجماعة التحفيظ الخيرية بالأحساء وهي حلقة جامع الروضة بالهفوف التي يشرف عليها الشيخ الداعية / عبد الله بن محمد المرحوم حفظه الله تعالى والتي قامت هذه السنة بتخريج دفعة جديدة من حفظة كتاب الله خمسة من الشباب الطيب و أبهج خاطري أيضا ذلك العدد الكبير من الحضور الذين حضروا الحفل واستمعوا للآيات تتلى من قبل الشباب الذين سخّروا طاقاتهم وأوقاتهم لحفظ كتاب الله في مدة وجيزة، وأيضا راعني جمال الإعداد للحفل و التنظيم المتقن الذي يوازي الاحتفالات الرسمية التي نحضرها هنا أو هناك ؛