نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري يمكن الوصول لها على الرابط :
http://www.medadcenter.com/articles/show.aspx?Id=353
في برنامج تدريبي عن تطوير مهارات قيادات العمل التطوعي، تشرفت بتقديمه في الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية، داخلت إحدى المشاركات ـ مشكورة ـ بمتقرح أو توصية، وهي ضرورة غرس مفاهيم العمل التطوعي عند الأطفال الصغار منذ نعومة أظفارهم بتعليمهم معاني التطوع عبر تطبيقات تناسب سنهم، يضعها خبراء في التدريب والتربية ورياض الأطفال؛ حتى تؤدي الفكرة والهدف المبتغى منها. كانت فكرة جميلة، تحتاج إلى من يضعها على أرض الواقع ككتاب أو حقيبة تدريبية تنفذ باحترافية لمعلمات رياض الأطفال ومديراتها، حتى يتم العمل بالشكل المطلوب. بدوري اقترحت على أحد المختصين في التدريب الفكرة، فأعجب بها، لكن اعتذر بزحمة الأعمال والبرامج التي يرتبطون بها حاليا، وفي ذات الوقت طالب بمزيد من الإشباع وإبداء الملامح حول فكرة غرس ثقافة العمل التطوعي عند الناشئة ... طالعت هذا الأسبوع كتابة جيدة للخبير التربوي د. عبدالكريم بكار بعنوان "ثقافة العمل الخيري"، أعطى فيها عددا من المعالم لتلك المفاهيم، أنقل بعضها فكرة لا نصا: حيث يتم تدريب الأطفال بداية على الاعتماد على النفس في إنجاز أعمالهم وشؤونهم الخاصة، من لبس أو لعب وتركيب ألعاب وتناول الطعام، وحتى الشراء من مطعم الروضة أو المقصف، ثم في مرحلة أخرى يتم تدريب الطفل على مفاهيم المشاركة في اللعب، والتعاون من خلال الألعاب الجماعية، مثل: الدفع والسحب، وأيضا يتم فيه تدريبهم بطريقة تعزيز المشاركة حتى في المكافأة، فكل فريق يكافئ الفريق المقابل بتسليمه هدية، كل فريق يتسلم هدية يوزع قطعها على المجموعة. يتم في مرحلة أخرى وضع تطبيقات تفعل فكرة الشعور بالآخرين والمبادرة إلى مساعدتهم، مثل: الوالدين أو الإخوان في المنزل، وكذلك كبير السن مثل: الجد والجدة، فصناعة الإحساس والتقدير.. وفي مثل هذه المرحلة لا أحبذ زعزعة أمان الطفولة واستقرارهم وترويعهم بالتطرف بعرض نماذج متألمة من البرد أو الفقر أو الحروب؛ حيث إن الطفل في مثل هذه المرحلة لا يملك المقدرة الكافية على فرز المعلومات والمعطيات؛ فقد تتشوه عند بعض المدخلات، ويخطئ معالجتها؛ فتسبب له ارتباكا يشعره بالخوف وعدم الأمان، وهو مزلق غير مقصود قد نقع فيه أحيانا في تكوين وزرع الثقافة. من المناسب مشاهدة مواد وسائط، يحبّذ أن تكون على شكل رسومات متحركة، تعرض بعض المشاهد التمثيلية المصنوعة بخبرة التربوي وبمهارة الأدوات التقنية والفنية لتظهر معالم التعاون والمساعدة المتبادلة، ومنظر المشاركين وهم مسرورون وسعداء. أيضا من المناسب عمل أهازيج وأناشيد يرددها الأطفال الصغار تحمل مفاهيم التعاون والمساعدة للآخرين. من المناسب ـ كذلك ـ عمل كتيبات تلوين تحمل مفاهيم معززة لقيم البذل والعطاء. و من المناسب ـ كذلك ـ اختيار عدد من القصص المصورة، تحكيها المعلمة لهم بأسلوب مشوق، تناقش تلك المفاهيم بأسلوب مناسب. أيضا من الأمور الجيدة عمل برنامج زيارات للجهات الخيرية، والتعرف ببساطة على دورهم وما يقومون به من خدمة اجتماعية. و سيكون ـ أيضا ـ من المناسب ـ لو أمكن ـ توفير حصالة الصغير التي يضع فيها بعض النقود، ويتدرب على ذلك ليساعد بها الآخرين. المرحلة التي تليها هي مرحلة ما يسمى بـ "طفل التمهيدي و حتى طفل الصف الأول ابتدائي"، وفيها يمكن مشاركة الصغير بأنشطة اجتماعية ظريفة، مثل: غرس الأشجار أو ريها، وحتى غسلها، أو إزالة الأتربة عنها، أيضا المشاركة في جلب الطعام من المنزل، والمشاركة مع زملائهم في تناوله. بالنسبة لطفل المرحلة الابتدائية فبقدر المستطاع، وبقدر ما يتقبل الفكرة أولياء أمورهم، يتم مشاركتهم في ترتيب الصفوف وتزيينها، وتنظيف المدرسة ولو بشيء رمزي كنشاط محدود وقتا وجهدا، وبشكل تمثيلي أكثر من دوره العملي. نتمنى في الحقيقة أن تتبنى تلك القيم والمفاهيم، وتتولى مؤسسة مانحة التعاون مع مؤسسة تربوية لتقديم نواة لذلك المشروع ولو بشكل مبسط بداية، ثم ينمّى ويطور مع الوقت.
http://www.medadcenter.com/articles/show.aspx?Id=353
في برنامج تدريبي عن تطوير مهارات قيادات العمل التطوعي، تشرفت بتقديمه في الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية، داخلت إحدى المشاركات ـ مشكورة ـ بمتقرح أو توصية، وهي ضرورة غرس مفاهيم العمل التطوعي عند الأطفال الصغار منذ نعومة أظفارهم بتعليمهم معاني التطوع عبر تطبيقات تناسب سنهم، يضعها خبراء في التدريب والتربية ورياض الأطفال؛ حتى تؤدي الفكرة والهدف المبتغى منها. كانت فكرة جميلة، تحتاج إلى من يضعها على أرض الواقع ككتاب أو حقيبة تدريبية تنفذ باحترافية لمعلمات رياض الأطفال ومديراتها، حتى يتم العمل بالشكل المطلوب. بدوري اقترحت على أحد المختصين في التدريب الفكرة، فأعجب بها، لكن اعتذر بزحمة الأعمال والبرامج التي يرتبطون بها حاليا، وفي ذات الوقت طالب بمزيد من الإشباع وإبداء الملامح حول فكرة غرس ثقافة العمل التطوعي عند الناشئة ... طالعت هذا الأسبوع كتابة جيدة للخبير التربوي د. عبدالكريم بكار بعنوان "ثقافة العمل الخيري"، أعطى فيها عددا من المعالم لتلك المفاهيم، أنقل بعضها فكرة لا نصا: حيث يتم تدريب الأطفال بداية على الاعتماد على النفس في إنجاز أعمالهم وشؤونهم الخاصة، من لبس أو لعب وتركيب ألعاب وتناول الطعام، وحتى الشراء من مطعم الروضة أو المقصف، ثم في مرحلة أخرى يتم تدريب الطفل على مفاهيم المشاركة في اللعب، والتعاون من خلال الألعاب الجماعية، مثل: الدفع والسحب، وأيضا يتم فيه تدريبهم بطريقة تعزيز المشاركة حتى في المكافأة، فكل فريق يكافئ الفريق المقابل بتسليمه هدية، كل فريق يتسلم هدية يوزع قطعها على المجموعة. يتم في مرحلة أخرى وضع تطبيقات تفعل فكرة الشعور بالآخرين والمبادرة إلى مساعدتهم، مثل: الوالدين أو الإخوان في المنزل، وكذلك كبير السن مثل: الجد والجدة، فصناعة الإحساس والتقدير.. وفي مثل هذه المرحلة لا أحبذ زعزعة أمان الطفولة واستقرارهم وترويعهم بالتطرف بعرض نماذج متألمة من البرد أو الفقر أو الحروب؛ حيث إن الطفل في مثل هذه المرحلة لا يملك المقدرة الكافية على فرز المعلومات والمعطيات؛ فقد تتشوه عند بعض المدخلات، ويخطئ معالجتها؛ فتسبب له ارتباكا يشعره بالخوف وعدم الأمان، وهو مزلق غير مقصود قد نقع فيه أحيانا في تكوين وزرع الثقافة. من المناسب مشاهدة مواد وسائط، يحبّذ أن تكون على شكل رسومات متحركة، تعرض بعض المشاهد التمثيلية المصنوعة بخبرة التربوي وبمهارة الأدوات التقنية والفنية لتظهر معالم التعاون والمساعدة المتبادلة، ومنظر المشاركين وهم مسرورون وسعداء. أيضا من المناسب عمل أهازيج وأناشيد يرددها الأطفال الصغار تحمل مفاهيم التعاون والمساعدة للآخرين. من المناسب ـ كذلك ـ عمل كتيبات تلوين تحمل مفاهيم معززة لقيم البذل والعطاء. و من المناسب ـ كذلك ـ اختيار عدد من القصص المصورة، تحكيها المعلمة لهم بأسلوب مشوق، تناقش تلك المفاهيم بأسلوب مناسب. أيضا من الأمور الجيدة عمل برنامج زيارات للجهات الخيرية، والتعرف ببساطة على دورهم وما يقومون به من خدمة اجتماعية. و سيكون ـ أيضا ـ من المناسب ـ لو أمكن ـ توفير حصالة الصغير التي يضع فيها بعض النقود، ويتدرب على ذلك ليساعد بها الآخرين. المرحلة التي تليها هي مرحلة ما يسمى بـ "طفل التمهيدي و حتى طفل الصف الأول ابتدائي"، وفيها يمكن مشاركة الصغير بأنشطة اجتماعية ظريفة، مثل: غرس الأشجار أو ريها، وحتى غسلها، أو إزالة الأتربة عنها، أيضا المشاركة في جلب الطعام من المنزل، والمشاركة مع زملائهم في تناوله. بالنسبة لطفل المرحلة الابتدائية فبقدر المستطاع، وبقدر ما يتقبل الفكرة أولياء أمورهم، يتم مشاركتهم في ترتيب الصفوف وتزيينها، وتنظيف المدرسة ولو بشيء رمزي كنشاط محدود وقتا وجهدا، وبشكل تمثيلي أكثر من دوره العملي. نتمنى في الحقيقة أن تتبنى تلك القيم والمفاهيم، وتتولى مؤسسة مانحة التعاون مع مؤسسة تربوية لتقديم نواة لذلك المشروع ولو بشكل مبسط بداية، ثم ينمّى ويطور مع الوقت.