نشرت في موقع مداد المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري
في ملتقى الكويت الخيري السادس، الذي نظمه "بيت الزكاة" بالتعاون مع "ديوان الخير"، تحدث مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، د. سليمان شمس الدين، وعدد منجزاتهم، وما قدمته الهيئة من مشاريع، التي وصلت تكلفتها إلى (4.613) أربعة مليارات وستمائة وثلاثة عشر مليون دولار أمريكي، وذلك خلال 28 سنة... الرقم كبير ومهول، وهو إنجاز ضخم؛ تقريبا أكثر من 600 مليون ريال في السنة! ميزانية جبارة إذا ما قورنت بأرقام ميزانيات المؤسسات والجهات الخيرية التي تقل أرقامها عن ذلك بكثير.. عقب مشكورا بأن نساء الخليج وحدهن يمتلكن ثروات تبلغ 400 مليار دولار. وفي لقاء سابق للدكتور/ عبدالرحمن السميط، عرض على قناة الجزيرة الفضائية، تحدث فيه عن التركيز على تسويق المشاريع على فئة النساء أكثر من الرجال؛ لأنهن يبذلن أكثر من الرجال. وللأسف، نجد أن بوصلة تسويق المشاريع الخيرية في الجهات الخيرية تعتمد على عناصر رجالية أكثر، وتتجه إلى العناصر الرجالية، أكثر ما يتضح معه أن التسويق ليس في مكانه الصحيح، وأن الأرقام ستتغير كثيرا لو اتجهت إلى المكان الأفضل في جني التبرعات. كنت أقول لزملائي في مؤسسة خيرية وأردد عليهم أن الناس عندهم رغبة شديدة جدا بالتبرع والبذل، لكن المشكلة ليست فيهم في عدم وصول تبرعاتهم للجهات الخيرية، ولكن المشكلة فينا نحن الذين لا نعرف الوصول إليهم، ولا الأسلوب الذي نتحدث معهم فيه، ولا الطريقة المقنعة لكي يثقوا فينا ويقدموا تبرعاتهم وأموالهم. وأجد الدكتور/ سليمان شمس الدين يقول باللفظة التي تحمل ذات المعنى: "يجب الاهتمام بالتسويق؛ فلدينا رجال ونساء يعشقون التبرع"! وللأسف، نبدو أكثر زهدا في مؤسساتنا في استقطاب وتوظيف الموارد البشرية لإدارات تنمية الموارد المالية، ونوظف أقل في العناصر النسائية، وأقل استثمارا في إلحاق منسوبي الجهات الخيرية في مهارات التسويق.. حقيقة أخرى أعلنت في الملتقى، وهي أن 60 في المئة من متبرعي جمعية الإصلاح تم التسويق لهم عن طريق "الإنترنت"، وهذه قصة ثانية ربما نفرد لها مقالة أخرى... لكن في إحصائية شبه موثقة، أعدها أحد الباحثين في مؤسسة خيرية مانحة، يقول: إن عدد المؤسسات المانحة بالسعودية وصل إلى 96 مؤسسة مسجلة، فيما عدد الأسر المانحة التي لا تعمل بنظام المؤسسات المانحة يقترب من عشرة آلاف، ناهيك عن تبرعات الأفراد والأوقاف والاستثمارات.. وفي أرقام غير معلنة عن تقديرات أعلى ميزانية لمؤسسة خيرية، تتحدث عن ميزانية بلغت أكثر من 300 مليون ريال، وهو رقم بالحساب أقل من ميزانية الـ 600 مليون ريال بالعام، التي تعمل عليها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بالنصف. الملتقى حمل توصيات كان من أهمها: • ضرورة الاستفادة من مجال التسويق الإلكتروني الخيري. • التأكيد على تشجيع الشباب العاملين في العمل الخيري. • أهمية التوثيق الاحترافي للعمل الخيري. • تسويق المشاريع الخيرية بأسلوب التسويق التجاري. يشكر "بيت الزكاة" على تنظيم ذلك الملتقى التشاوري، والذي فيه تبادل الكثير من الخبرات في تطوير الأعمال الخيرية، ومن تلك الملتقيات، وببركة تلك اللقاءات، نتعلم الكثير، ونستفيد أكثر بلقيا العاملين في الجهات الخيرية والمهتمين بشؤون الأعمال الخيرية والتطوعية وأعمال البر وشؤونها، لما يحصل به من تفتيح الأذهان على أمور لم تكن في حسبان المشارك. أختم بخبر تبرع الشيخة سلامة بنت حمدان، زوجة الشيخ محمد بن زايد ـ ولي عهد إمارة أبو ظبي ـ، بـ 16 مليون ريال سعودي لحالة عتق رقبة في السعودية، فهو مبلغ كبير، ومن سيدة واحدة! أتمنى من خلال هذا الطرح أن يستفيد مسؤولو الجهات الخيرية من تلك التوصيات التي خرج بها الملتقى، وأن تتجه بوصلة التخطيط نحو 400 مليار دولار في حسابات النساء.
في ملتقى الكويت الخيري السادس، الذي نظمه "بيت الزكاة" بالتعاون مع "ديوان الخير"، تحدث مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، د. سليمان شمس الدين، وعدد منجزاتهم، وما قدمته الهيئة من مشاريع، التي وصلت تكلفتها إلى (4.613) أربعة مليارات وستمائة وثلاثة عشر مليون دولار أمريكي، وذلك خلال 28 سنة... الرقم كبير ومهول، وهو إنجاز ضخم؛ تقريبا أكثر من 600 مليون ريال في السنة! ميزانية جبارة إذا ما قورنت بأرقام ميزانيات المؤسسات والجهات الخيرية التي تقل أرقامها عن ذلك بكثير.. عقب مشكورا بأن نساء الخليج وحدهن يمتلكن ثروات تبلغ 400 مليار دولار. وفي لقاء سابق للدكتور/ عبدالرحمن السميط، عرض على قناة الجزيرة الفضائية، تحدث فيه عن التركيز على تسويق المشاريع على فئة النساء أكثر من الرجال؛ لأنهن يبذلن أكثر من الرجال. وللأسف، نجد أن بوصلة تسويق المشاريع الخيرية في الجهات الخيرية تعتمد على عناصر رجالية أكثر، وتتجه إلى العناصر الرجالية، أكثر ما يتضح معه أن التسويق ليس في مكانه الصحيح، وأن الأرقام ستتغير كثيرا لو اتجهت إلى المكان الأفضل في جني التبرعات. كنت أقول لزملائي في مؤسسة خيرية وأردد عليهم أن الناس عندهم رغبة شديدة جدا بالتبرع والبذل، لكن المشكلة ليست فيهم في عدم وصول تبرعاتهم للجهات الخيرية، ولكن المشكلة فينا نحن الذين لا نعرف الوصول إليهم، ولا الأسلوب الذي نتحدث معهم فيه، ولا الطريقة المقنعة لكي يثقوا فينا ويقدموا تبرعاتهم وأموالهم. وأجد الدكتور/ سليمان شمس الدين يقول باللفظة التي تحمل ذات المعنى: "يجب الاهتمام بالتسويق؛ فلدينا رجال ونساء يعشقون التبرع"! وللأسف، نبدو أكثر زهدا في مؤسساتنا في استقطاب وتوظيف الموارد البشرية لإدارات تنمية الموارد المالية، ونوظف أقل في العناصر النسائية، وأقل استثمارا في إلحاق منسوبي الجهات الخيرية في مهارات التسويق.. حقيقة أخرى أعلنت في الملتقى، وهي أن 60 في المئة من متبرعي جمعية الإصلاح تم التسويق لهم عن طريق "الإنترنت"، وهذه قصة ثانية ربما نفرد لها مقالة أخرى... لكن في إحصائية شبه موثقة، أعدها أحد الباحثين في مؤسسة خيرية مانحة، يقول: إن عدد المؤسسات المانحة بالسعودية وصل إلى 96 مؤسسة مسجلة، فيما عدد الأسر المانحة التي لا تعمل بنظام المؤسسات المانحة يقترب من عشرة آلاف، ناهيك عن تبرعات الأفراد والأوقاف والاستثمارات.. وفي أرقام غير معلنة عن تقديرات أعلى ميزانية لمؤسسة خيرية، تتحدث عن ميزانية بلغت أكثر من 300 مليون ريال، وهو رقم بالحساب أقل من ميزانية الـ 600 مليون ريال بالعام، التي تعمل عليها الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، بالنصف. الملتقى حمل توصيات كان من أهمها: • ضرورة الاستفادة من مجال التسويق الإلكتروني الخيري. • التأكيد على تشجيع الشباب العاملين في العمل الخيري. • أهمية التوثيق الاحترافي للعمل الخيري. • تسويق المشاريع الخيرية بأسلوب التسويق التجاري. يشكر "بيت الزكاة" على تنظيم ذلك الملتقى التشاوري، والذي فيه تبادل الكثير من الخبرات في تطوير الأعمال الخيرية، ومن تلك الملتقيات، وببركة تلك اللقاءات، نتعلم الكثير، ونستفيد أكثر بلقيا العاملين في الجهات الخيرية والمهتمين بشؤون الأعمال الخيرية والتطوعية وأعمال البر وشؤونها، لما يحصل به من تفتيح الأذهان على أمور لم تكن في حسبان المشارك. أختم بخبر تبرع الشيخة سلامة بنت حمدان، زوجة الشيخ محمد بن زايد ـ ولي عهد إمارة أبو ظبي ـ، بـ 16 مليون ريال سعودي لحالة عتق رقبة في السعودية، فهو مبلغ كبير، ومن سيدة واحدة! أتمنى من خلال هذا الطرح أن يستفيد مسؤولو الجهات الخيرية من تلك التوصيات التي خرج بها الملتقى، وأن تتجه بوصلة التخطيط نحو 400 مليار دولار في حسابات النساء.