نشرت في مجلة جمعية المتقاعدين فرع الأحساء
أتذكر جيدا كلمات الدكتور إبراهيم القعيد مدرب التنمية البشرية حين تحدث عن تجربته
مع التقاعد وكيف خطط لذلك بوقت مبكر وانسحب من الحياة الوظيفية اليومية إلى التقاعد وأفقه الواسع . التقاعد رحلة جميلة ومرحلة حياتية رائعة وانطلاقة جديدة نحو أفق أوسع إذا أحسنا التخطيط لها مبكرا ولم نجعلها تأتي إلى مكاننا تتهادى ثم تجثم على صدورنا وتظهرنا بموقف المتهاوي الذي يفقد مكانه ويفقد موقعه ويفقد أصحابه ودخله ، يجب على الموظف أن يتصور مكانه ووضعه وكيف سيقضي يومه من بدايات مراحل التحاقه بالوظيفة ويحدد مساراته لاستمتاعه وكذلك استمرار رسالته في الحياة واستثمار طاقته لخدمة مجتمعه وكذلك وطنه وقبل ذلك أهله وخاصته . تحية إعجاب وإكبار لؤلئك الذين فكروا في ذلك ورسموا له وتشوقوا لتلك النقطة ، فإن كان عزيزي القارئ من أولئك النفر فهذا حسن وإن لم يكن فلا تأس يا صديقي لا زال أمامك الكثير لتفعله خاصة إذا عملت بفكرة الدوائر والمجالات الحياتية ؟! لنتعرف على فكرة الدوائر التي تقول أن الإنسان روح ، وجسد ، وعقل ، علاقات نحتاج إذن أن نعمل ونعيد حساباتنا وفق هذه الدوائر فننظر في الجانب الروحي وما الذي أستطيع أن أعمله وأستثمر فيه طاقة الحرية وطاقة الوقت المتاح فيكنني الآن أن أشهد الصلوات الخمس جماعة في المسجد ، يمكنني أداء النوافل والسنن ، يمكنني قراءة القرآن ، تمضية وقت أطول في الاستغفار والدعاء والذكر ، يمكنني صيام النفل ، يمكنني حضور كلمات المساجد والمحاضرات الدينية والدورات العلمية ، يمكن أيضا قراءة المزيد والمزيد من الكتب الدينية ويمكن أداء العمرة وزيارة المدينة المنورة وتكرار ذلك وإلخ أما بالنسبة لدائرة الجسد : فأعيد النظر مرة أخرى في البرنامج اليومي وأضع فيه عادات مهمة مثل الوجبات والغذاء الصحي تناول الطعام بهدوء وتمضية الوقت والاستمتاع في تجهيزه مثل الشواء وغيره من الهوايات التي تستهوي الإنسان عادة في تناوله للوجبات لكن يصعب عليه ممارستها بسبب الوقت ، كذلك عمل الفحوصات وزيارة لطبيب بشكل منتظم ، أيضا عمل الرياضة اليومية مثل المشي ورياضات الإحماء الخفيفة المنزلية بما يتناسب مع المرحلة العمرية ويفضل الانخراط في نوادي الرياضة لممارسة تلك الهوايات تحت إشراف اختصاصي صحي خاصة في البدايات وبالنسبة لدائرة العقل : فالوقت المتسع للقراءة والاطلاع ولمواصلة الدراسة ولحضور الدورات وتصفح الانترنت ومتابعة الملتقيات والمؤتمرات وعمل الدروس والأبحاث وحضور اللقاءات الثقافية من المحاضرات والندوات التي تنفذ ويتمنى المرء حضورها سابقا لكن بسبب ضيق الوقت أو بسبب انعقادها في الفترة الصباحية لكن في فترة التقاعد تكون هناك انطلاقة لحضور المزيد والمزيد فلا يحدك وقت ولا مكان حيث يمكنك الانتقال لمطالعة المعارض وغيرها ، كذلك متابعة البرامج الثقافية في القنوات الفضائية والمشاركة بالاتصال فيها وتقديم الأسئلة والكتابة والتأليف والنشر في الصحف والمنتديات وغيرها الأخيرة دائرة العلاقات : استثمار المزيد من الوقت في صحبة الزوجة والأولاد وقضاء المزيد من جلسات المرح والهدوء والتنزه والفسح وسهر بعض الليالي والجلوس أمام الفضائيات لمشاهدة بعض البرامج الترفيهية البريئة ، والتوسع في زيارات صلة الرحم وتبادل الزيارات مع الأصدقاء خاصة التي شغل التباعد عنهم وظروف العمل أو بعد المكان ، كذلك غشيان الاستراحات والشبكات الاجتماعية والرحلات وجلسات السمر وما يعرف بـ ( الدّاريّات ) الزاوية الأخرى التي يمكن التأمل فيها والتخطيط وفقها هي المجالات وهي لا تبعد كثيرا عن فكرة الدوائر لكن تحتاج النظر والمقارنة والتطلع دائما للتحسين مثل مع الله سبحانه : الاستزادة من الصلاة والصيام النوافل . مع الأسرة : الجلوس معهم والتفسح والتنزه وقضاء وقت أكثر مجال الاقتصاد : الدخول في وظيفة جديدة استشارية أو عمل تجاري خاص أو بحث فرص توظيف المال العلاقات الشخصية : التعرف على أصدقاء جدد والانخراط في أنشطة وعضويات جمعيات علمية وثقافية وخيرية مجال الترويح : ممارسة الألعاب والهوايات والسفر والتنزه مجال العلم : مواصلة الدراسة مجال المكانة الاجتماعية : ممارسة أدوار اجتماعية وتقبل أدوار ومهام قيادية داخل مجالس الأسرة والحي والأوساط الاجتماعية أخيرا وسط ومع هذه الأدوار والمجالات سيقضي المتقاعد حياة جميلة ثرية بالعطاء والتجديد .
أتذكر جيدا كلمات الدكتور إبراهيم القعيد مدرب التنمية البشرية حين تحدث عن تجربته
مع التقاعد وكيف خطط لذلك بوقت مبكر وانسحب من الحياة الوظيفية اليومية إلى التقاعد وأفقه الواسع . التقاعد رحلة جميلة ومرحلة حياتية رائعة وانطلاقة جديدة نحو أفق أوسع إذا أحسنا التخطيط لها مبكرا ولم نجعلها تأتي إلى مكاننا تتهادى ثم تجثم على صدورنا وتظهرنا بموقف المتهاوي الذي يفقد مكانه ويفقد موقعه ويفقد أصحابه ودخله ، يجب على الموظف أن يتصور مكانه ووضعه وكيف سيقضي يومه من بدايات مراحل التحاقه بالوظيفة ويحدد مساراته لاستمتاعه وكذلك استمرار رسالته في الحياة واستثمار طاقته لخدمة مجتمعه وكذلك وطنه وقبل ذلك أهله وخاصته . تحية إعجاب وإكبار لؤلئك الذين فكروا في ذلك ورسموا له وتشوقوا لتلك النقطة ، فإن كان عزيزي القارئ من أولئك النفر فهذا حسن وإن لم يكن فلا تأس يا صديقي لا زال أمامك الكثير لتفعله خاصة إذا عملت بفكرة الدوائر والمجالات الحياتية ؟! لنتعرف على فكرة الدوائر التي تقول أن الإنسان روح ، وجسد ، وعقل ، علاقات نحتاج إذن أن نعمل ونعيد حساباتنا وفق هذه الدوائر فننظر في الجانب الروحي وما الذي أستطيع أن أعمله وأستثمر فيه طاقة الحرية وطاقة الوقت المتاح فيكنني الآن أن أشهد الصلوات الخمس جماعة في المسجد ، يمكنني أداء النوافل والسنن ، يمكنني قراءة القرآن ، تمضية وقت أطول في الاستغفار والدعاء والذكر ، يمكنني صيام النفل ، يمكنني حضور كلمات المساجد والمحاضرات الدينية والدورات العلمية ، يمكن أيضا قراءة المزيد والمزيد من الكتب الدينية ويمكن أداء العمرة وزيارة المدينة المنورة وتكرار ذلك وإلخ أما بالنسبة لدائرة الجسد : فأعيد النظر مرة أخرى في البرنامج اليومي وأضع فيه عادات مهمة مثل الوجبات والغذاء الصحي تناول الطعام بهدوء وتمضية الوقت والاستمتاع في تجهيزه مثل الشواء وغيره من الهوايات التي تستهوي الإنسان عادة في تناوله للوجبات لكن يصعب عليه ممارستها بسبب الوقت ، كذلك عمل الفحوصات وزيارة لطبيب بشكل منتظم ، أيضا عمل الرياضة اليومية مثل المشي ورياضات الإحماء الخفيفة المنزلية بما يتناسب مع المرحلة العمرية ويفضل الانخراط في نوادي الرياضة لممارسة تلك الهوايات تحت إشراف اختصاصي صحي خاصة في البدايات وبالنسبة لدائرة العقل : فالوقت المتسع للقراءة والاطلاع ولمواصلة الدراسة ولحضور الدورات وتصفح الانترنت ومتابعة الملتقيات والمؤتمرات وعمل الدروس والأبحاث وحضور اللقاءات الثقافية من المحاضرات والندوات التي تنفذ ويتمنى المرء حضورها سابقا لكن بسبب ضيق الوقت أو بسبب انعقادها في الفترة الصباحية لكن في فترة التقاعد تكون هناك انطلاقة لحضور المزيد والمزيد فلا يحدك وقت ولا مكان حيث يمكنك الانتقال لمطالعة المعارض وغيرها ، كذلك متابعة البرامج الثقافية في القنوات الفضائية والمشاركة بالاتصال فيها وتقديم الأسئلة والكتابة والتأليف والنشر في الصحف والمنتديات وغيرها الأخيرة دائرة العلاقات : استثمار المزيد من الوقت في صحبة الزوجة والأولاد وقضاء المزيد من جلسات المرح والهدوء والتنزه والفسح وسهر بعض الليالي والجلوس أمام الفضائيات لمشاهدة بعض البرامج الترفيهية البريئة ، والتوسع في زيارات صلة الرحم وتبادل الزيارات مع الأصدقاء خاصة التي شغل التباعد عنهم وظروف العمل أو بعد المكان ، كذلك غشيان الاستراحات والشبكات الاجتماعية والرحلات وجلسات السمر وما يعرف بـ ( الدّاريّات ) الزاوية الأخرى التي يمكن التأمل فيها والتخطيط وفقها هي المجالات وهي لا تبعد كثيرا عن فكرة الدوائر لكن تحتاج النظر والمقارنة والتطلع دائما للتحسين مثل مع الله سبحانه : الاستزادة من الصلاة والصيام النوافل . مع الأسرة : الجلوس معهم والتفسح والتنزه وقضاء وقت أكثر مجال الاقتصاد : الدخول في وظيفة جديدة استشارية أو عمل تجاري خاص أو بحث فرص توظيف المال العلاقات الشخصية : التعرف على أصدقاء جدد والانخراط في أنشطة وعضويات جمعيات علمية وثقافية وخيرية مجال الترويح : ممارسة الألعاب والهوايات والسفر والتنزه مجال العلم : مواصلة الدراسة مجال المكانة الاجتماعية : ممارسة أدوار اجتماعية وتقبل أدوار ومهام قيادية داخل مجالس الأسرة والحي والأوساط الاجتماعية أخيرا وسط ومع هذه الأدوار والمجالات سيقضي المتقاعد حياة جميلة ثرية بالعطاء والتجديد .