التنسيق بين المؤسسات الخيرية الواقع والطموح
نشرت في موقع مداد الدولي للدراسات والأبحاث في العمل الخيري http://www.medadcenter.com/Articles/Show.aspx?Id=326
في بلد شاسع مترام الأطراف مثل السعودية وتعداد سكاني وتنوع وتلون كبير في العادات والأعراف وطبيعة التركيبة المجتمعية واختلاف القدرات والثقافة تنوعت الحاجة لمؤسسات تنموية اجتماعية تلبي اهتمامات المتطوعين الباذلين وتقابل الحاجات المتنوعة للمستفيدين وتراعي التكامل والتعاون فيما بينها نجد المؤسسات الخيرية بنهاية عام 1433 هـ وبحسب آخر الأرقام التي عندي أنه وصلت إلى أكثر من ستمائة وثلاثين جمعية والعدد في تزايد لكن بالمقارنة بين العدد عندنا وبين ما يماثله في الدول الغربية نجد أن العدد لا يكاد يذكر وأننا بحاجة إلى المزيد والمزيد منها فمثلا دولة مثل إسرائيل نجد فيها أكثر من 40.000 أربعين ألف جمعية خيرية بكافة الأنواع والتلون الاختصاصي .
وبعد قارئنا الكريم : يهمني هنا الوصول معك إلى نقطة انطلاق هي قلة المؤسسات الخيرية ثم أنطلق إلى فكرة مبنية عليها إذا سلمنا بأنها قليلة فإذن نحن نحتاج إلى تنسيق الجهود فيما بينها وعدم تكرار ومحاولة استثمار طاقاتها وإمكاناتها أعلى ما يمكن نظرا لأن كل هدر فيها يقلل من جدوى وأثر مهم جدا فيما المجتمع والوطن بحاجة ماسة لجهود تلك المؤسسات .
ففي السابق كان الفكرة انطلق وامض في أي باب وأي منطقة فالحاجة أكبر من تلك المؤسسة وتلك ولعلي استمعت نقاشا بين مسؤولي مؤسستين اجتماعيتين في التخصص والاهتمام فكان أحدها يلوم الآخر في تدخله في شؤون الشباب فيما مسمى مؤسسته وفكرتها لا يتوجه بالأساس نحو رعاية الشباب فكان الرد من الآخر : أن الحاجة أكبر من جهود تلك المؤسسات الموجودة والقائمة جميعها ولذلك لنتقبل تدخلنا في اختصاصات بعض
وللأسف ذاته ذلك المدير هو من يتولى ويتزعم لواء التنسيق بين المؤسسات الخيرية وينادي بها لكن يبدو لي أن الحالة ليست حاجة ولا يحزنون وإنما الفكرة التي يعمل بها هي البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بؤسها
أيضا غياب المجالس الإشرافية في تلك المؤسسات وتفرد أحدهم بالقرار والرأي والتوجه فخلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري .
وأيضا أحيانا يحكم تلك المؤسسات ما نسميه رغبة الممول أو هو المؤسسات المانحة وكما يقال : " الذي تكسب به ...العب به "
فتدخل المؤسسة في ساحة المؤسسة الأخرى بحكم أن تلك المؤسسة وجدت دعما وتمويلا ورعاية في مشروع ما فلم لا نغير من مشروعنا وتخصصنا ليلبي رأي ورغبة ذلك الراعي أو المؤسسة المانحة وكله عند العرب ليمون .
أعود لأسلط الضوء على تجربة قائمة بالتنسيق بين المؤسسات وهي مؤسسات خيرية بالمدينة المنورة حيث كونوا مجلسهم وسمّوا أصحابه وأوكلوا إلى شركة قطاع خاص دراسة نظام ومهام وتكوين وأعمال وخطة ذلك المجلس فتقريبا نستطيع أن نقول إن عندنا بالمدينة تجربة قائمة عمرها قرابة السنتين أو أكثر ولعل خطوة ذكية أن جعلت رئاسة ذلك المجلس التنسيقي عند أمير المنطقة لكي يتحقق أكبر قدر من الرسمية والقبول والدعم فبين أكثر من 58 مؤسسة خيرية تكون ذلك المجلس وجعلوا له مهام أو أهداف كالآتي :
التنسيق بين الجمعيات الخيرية في المنطقة
- تشجيع التواصل والزيارات وتبادل الخبرات بين الجمعيات الخيرية في المنطقة.
- العمل على تذليل الصعوبات والمعوقات
- تحديد النطاق الجغرافي بين الجمعيات التي تتماثل في أهدافها وأنشطتها
- العمل على تنظيم لقاءات سنوية ودورية
- التشجيع على إقامة ودعم البرامج التدريبية والتأهيلية للعاملين بالجمعيات الخيرية.
- القيام بالبحوث والدراسات التي تسهم في تطوير أعمال الجمعيات ورفع كفاءتها.
- اقتراح وتبني الوسائل الاستثمارية لتنمية موارد الجمعيات الخيرية.
- العمل على إيجاد موارد مالية ثابتة لدعمها
- تشجيع وتسهيل تبادل المعلومات والبيانات
تشجيع القطاع الخاص لدعم العمل الخيري بالمنطقة.
وبالنظر أيضا نجد أن خطة العمل الخاصة بهذا العام تتمثل في الآتي :
صناعة الثقة والولاء بين المجلس والجمعيات الخيرية المستفيدة
التنسيق بين الجمعيات الخيرية، وتطوير قدرات الجمعيات الخيرية
تحسين الهيكل المالي للمجلس
التناغم في تنفيذ الأنشطة المتشابهة على مدار العام، وتنفيذها بتكامل واستقلالية،
تنمية موارد الجمعيات .
التعاون والتنسيق في المشاريع المتشابهة .
رفع مستوى الخدمات في المجتمع المحلي.
فيما الخطة التشغيلية لهذا العام تحوي تطلعات كبيرة مثل اعتماد عشرة مشاريع .
عمل الخطة الاستراتيجية للمجلس وهويته الجديدة والبوابة الإلكترونية، والتقرير السنوي الموحد، تنفيذ ملتقى التواصل الثاني والثالث وتدريب أفراد الجهات الخيرية، وتطوير خدمة واحدة للجمعيات، وتصميم مبادرة مشتركة بين الجمعيات، ومنتدى مجلس التنسيق
أظن أن التطلعات التي رسمها المجلس ويسعى لها كنموذج قائم مسمّى مكانا وزمانا وبخطة وملتقى وصفحات على الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر هو واقع وطموح يمكن محاكاته بين المؤسسات الخيرية القائمة في كل منطقة أو محافظة .