نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري
احتفل المهتمون بالعمل التطوعي بتكريم 15 شخصية من سائر الوطن العربي في الأيام السابقة، ممن برعوا في الأعمال التطوعية، وحققوا نجاحا مميزا فيها، و كثير من أولئك ينتمون لمؤسسات اجتماعية وأهلية. وبهذه المناسبة أهنئ جميع الفائزين بجائزة سمو الشيخ/ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها السنوية الثانية، التي هي ـ بمعاييرها البسيطة غير الدقيقة ـ تعد خطوة وبداية إيجابية وحضارية في المجتمع خاصة، وأنها تجاوزت المحلية إلى الإقليمية شبه العالمية. فأتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ عيسى على تبنيه هذه الجائزة، وللجنة المنظمة من جمعية الكلمة الطيبة، قيادات العمل التطوعي، الذين بدؤوا أعمالهم التطوعية بأشكالها الصغيرة، وغرسوا شجرة مثمرة من العمل التطوعي الخيري الذي نفع الناس، وحققوا بركة لمجتمعاتهم بجهود جبارة عظيمة، ساهمت وتساهم إسهاما عظيما في نهضة المجتمع ورقيّه. هذه المبادرات، التي من مثلها جائزة الأمير/ محمد بن فهد لأعمال البر، وكذلك جائزة سموه للدعوة والمساجد، وجوائز عدة أخرى، تحفز وتكرم أولئك الذين يبذلون ويضحون لتقديم النفع العام للمجتمع، ولعل هذه الجوائز تعرف جيدا صعوبة المهمة التي يعمل فيها أولئك؛ فالمخلصون في أعمالهم ربما ينأون بأنفسهم عن تحصيل فوز وألقاب؛ مما يصعب الوصول إليهم والكشف عن أعمالهم، وربما وجدوا رفضا منهم من الخروج للمجتمع وتسليط الضوء؛ خشية منهم على أنفسهم من تسرب العُجْب أو ضياع أجر العمل. لكن الصورة الآن تغيرت؛ وأصبح تحفيز الباذلين مطلبا تشجيعيا بشكل أو آخر؛ لتقديم القدوات وإبراز أبطال في المجتمع للناشئة غير ما اعتاد الناس تسليط الإعلام والأضواء عليهم، ممن حققوا منجزات على مستويات أقل أهمية، أو ربما أشياء فاسدة غير صالحة. القيمة الجديدة الأخرى أن كثيرا من المكرمين هم من أصحاب المؤسسات الخيرية القائمة، التي تحتاج إلى تعريف وتسويق، وإن تكريم قياداتها من تكريمها، وقيمة مضافة لمركزها الاجتماعي وصورتها الإعلامية في المجتمع... الجودة هي الأخرى تبنت العمل بالمعايير والجوائز لتنظيم الأعمال وتطويرها، ودأبت الشركات والقطاع الخاص على الاحتفال بذلك، والمؤسسات الخيرية يجب أن تحتفل بهذه الجوائز وتعنى بها بتوازن، بلا إفراط ولا تفريط، وتنبه في اختيار الجائزة، وقيمتها، وصاحبها، ومركزها، ومعاييرها، ومصداقيتها؛ لأن المجتمع يستطيع أن يقيس ويشارك في تحديد مدى استحقاق الفائز تلك الجائزة؟ وإن من الظريف أن قامت أمانة جائزة سمو الشيخ عيسى من مملكة البحرين بإتاحة المجال للترشيح من قبل الأفراد أنفسهم، وكذلك أتاحت المجال للمؤسسات لترشيح وبناء استمارة المشاركة الخاصة بمن ترى. والجميل ـ أيضا ـ أنهم أضافوا عنصرا في المفاضلة مبنيا على اختيار المشاركين في الشبكات الاجتماعية بالتصويت، ولا بد أن تكون الأخيرة بحجم محدود، لا يتسرب لها داء التصويت التجميعي، مثل بعض البرامج الفضائية. عزيزي القارئ الكريم، اسمح لي أن أنقل لك بعض تلك المعايير التي وجدتها في الجائزة، من مثل: أن يكون المرشح أمضى عشر سنوات في العمل التطوعي، و قدم مشاريع مبتكرة.. غيرها في مسابقة أخرى، أن يكون له أثر ملموس في أعمال البر، أن يسخر قدراته المهنية وجهوده الذاتية في مجال خدمة البر. إن نظرة لتلك المعايير ليعرف المختصون عموميتها وصعوبة قياسها، وأنها تحتاج جهدا جبارا في وضع أدوات عادلة في التحكيم ... من هذا المنبر أدعو أصحاب تلك الجوائز لمراجعة جوائزهم، والاستعانة بالخبراء ومختصي المسابقات والمحكمين؛ لوضع معايير أكثر صدقا ودقة، والتوسع في الإعلان عن الجائزة، ونشر معاييرها؛ لتحقيق وصول الجائزة والتكريم المجتمعي لنجوم الأعمال التطوعية الأفضل، ولكي تحقق الجائزة أهدافها بأخلاقيات ومثل عليا. وفي الختام دعوة لتقبل الازدواجية بين المؤسسة وقياداتها، ولعل جائزة التربية والتعليم للتميز انتبهت للتداخل الحاصل بين الجائزة في قيادتها ومؤسستها، وعدلت إلى فوز للمؤسسة، وهي المدرسة، بدل نسبة الفوز للقائد، ربما الحالة مختلفة، لكن من الممكن إعادة النظر في كل شيء، وبنائه في نسخه القادمة بما يحقق تحسينا في الأداء، وتحقيقا لتطلعات المشاركين والمراقبين.
احتفل المهتمون بالعمل التطوعي بتكريم 15 شخصية من سائر الوطن العربي في الأيام السابقة، ممن برعوا في الأعمال التطوعية، وحققوا نجاحا مميزا فيها، و كثير من أولئك ينتمون لمؤسسات اجتماعية وأهلية. وبهذه المناسبة أهنئ جميع الفائزين بجائزة سمو الشيخ/ عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي في نسختها السنوية الثانية، التي هي ـ بمعاييرها البسيطة غير الدقيقة ـ تعد خطوة وبداية إيجابية وحضارية في المجتمع خاصة، وأنها تجاوزت المحلية إلى الإقليمية شبه العالمية. فأتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخ عيسى على تبنيه هذه الجائزة، وللجنة المنظمة من جمعية الكلمة الطيبة، قيادات العمل التطوعي، الذين بدؤوا أعمالهم التطوعية بأشكالها الصغيرة، وغرسوا شجرة مثمرة من العمل التطوعي الخيري الذي نفع الناس، وحققوا بركة لمجتمعاتهم بجهود جبارة عظيمة، ساهمت وتساهم إسهاما عظيما في نهضة المجتمع ورقيّه. هذه المبادرات، التي من مثلها جائزة الأمير/ محمد بن فهد لأعمال البر، وكذلك جائزة سموه للدعوة والمساجد، وجوائز عدة أخرى، تحفز وتكرم أولئك الذين يبذلون ويضحون لتقديم النفع العام للمجتمع، ولعل هذه الجوائز تعرف جيدا صعوبة المهمة التي يعمل فيها أولئك؛ فالمخلصون في أعمالهم ربما ينأون بأنفسهم عن تحصيل فوز وألقاب؛ مما يصعب الوصول إليهم والكشف عن أعمالهم، وربما وجدوا رفضا منهم من الخروج للمجتمع وتسليط الضوء؛ خشية منهم على أنفسهم من تسرب العُجْب أو ضياع أجر العمل. لكن الصورة الآن تغيرت؛ وأصبح تحفيز الباذلين مطلبا تشجيعيا بشكل أو آخر؛ لتقديم القدوات وإبراز أبطال في المجتمع للناشئة غير ما اعتاد الناس تسليط الإعلام والأضواء عليهم، ممن حققوا منجزات على مستويات أقل أهمية، أو ربما أشياء فاسدة غير صالحة. القيمة الجديدة الأخرى أن كثيرا من المكرمين هم من أصحاب المؤسسات الخيرية القائمة، التي تحتاج إلى تعريف وتسويق، وإن تكريم قياداتها من تكريمها، وقيمة مضافة لمركزها الاجتماعي وصورتها الإعلامية في المجتمع... الجودة هي الأخرى تبنت العمل بالمعايير والجوائز لتنظيم الأعمال وتطويرها، ودأبت الشركات والقطاع الخاص على الاحتفال بذلك، والمؤسسات الخيرية يجب أن تحتفل بهذه الجوائز وتعنى بها بتوازن، بلا إفراط ولا تفريط، وتنبه في اختيار الجائزة، وقيمتها، وصاحبها، ومركزها، ومعاييرها، ومصداقيتها؛ لأن المجتمع يستطيع أن يقيس ويشارك في تحديد مدى استحقاق الفائز تلك الجائزة؟ وإن من الظريف أن قامت أمانة جائزة سمو الشيخ عيسى من مملكة البحرين بإتاحة المجال للترشيح من قبل الأفراد أنفسهم، وكذلك أتاحت المجال للمؤسسات لترشيح وبناء استمارة المشاركة الخاصة بمن ترى. والجميل ـ أيضا ـ أنهم أضافوا عنصرا في المفاضلة مبنيا على اختيار المشاركين في الشبكات الاجتماعية بالتصويت، ولا بد أن تكون الأخيرة بحجم محدود، لا يتسرب لها داء التصويت التجميعي، مثل بعض البرامج الفضائية. عزيزي القارئ الكريم، اسمح لي أن أنقل لك بعض تلك المعايير التي وجدتها في الجائزة، من مثل: أن يكون المرشح أمضى عشر سنوات في العمل التطوعي، و قدم مشاريع مبتكرة.. غيرها في مسابقة أخرى، أن يكون له أثر ملموس في أعمال البر، أن يسخر قدراته المهنية وجهوده الذاتية في مجال خدمة البر. إن نظرة لتلك المعايير ليعرف المختصون عموميتها وصعوبة قياسها، وأنها تحتاج جهدا جبارا في وضع أدوات عادلة في التحكيم ... من هذا المنبر أدعو أصحاب تلك الجوائز لمراجعة جوائزهم، والاستعانة بالخبراء ومختصي المسابقات والمحكمين؛ لوضع معايير أكثر صدقا ودقة، والتوسع في الإعلان عن الجائزة، ونشر معاييرها؛ لتحقيق وصول الجائزة والتكريم المجتمعي لنجوم الأعمال التطوعية الأفضل، ولكي تحقق الجائزة أهدافها بأخلاقيات ومثل عليا. وفي الختام دعوة لتقبل الازدواجية بين المؤسسة وقياداتها، ولعل جائزة التربية والتعليم للتميز انتبهت للتداخل الحاصل بين الجائزة في قيادتها ومؤسستها، وعدلت إلى فوز للمؤسسة، وهي المدرسة، بدل نسبة الفوز للقائد، ربما الحالة مختلفة، لكن من الممكن إعادة النظر في كل شيء، وبنائه في نسخه القادمة بما يحقق تحسينا في الأداء، وتحقيقا لتطلعات المشاركين والمراقبين.