السبت، يوليو 12، 2008

المخيمات الشبابية والدعوية



المخيمات الشبابية و«الدعوية»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 09/07/08//
تنتشر في الصيف المخيمات الدعوية التي تقيمها جهات عدة تشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على معظمها بحسب التنظيمات الخاصة بإقامة مثل هذه الفعاليات، لكن المهمة والدور المطلوبان منها هو الإشراف للحد من المخالفات، خصوصاً أن المخيم عبارة عن تجمع شبابي كبير من المحتمل اختراق بعض المتشددين فكرياً لنظامه الأمني واستغلال منبره والحديث المباشر للشباب بطريقة التقسيم والتصنيف للمجتمع، كما حصل في أحد المخيمات الدعوية من حديث مباشر لأحد المشايخ من تهجم وتعدٍ مسجلين وموثقين على بعض الشخصيات أو بعض الصحف، وهو أمر ما كان ينبغي أن يحدث!
لقد أدرك ولاة الأمر مدى الحاجة الماسة لتوفير مثل هذه المخيمات، ووضع برامج تثقيفية وترفيهية بها طيلة فترة الإجازة الصيفية، ما جعل الأسر غير القادرة على نفقات السياحة الخارجية، أو نفقات الانتقال إلى الأماكن السياحية الداخلية البعيدة عن مدنها أو قراها وهجرها تتجاوب معها وتقصدها والمشاركة في فعالياتها، بدليل حضورهم مختلف فئات المجتمع التي تملأ سياراتها الكثيرة الفضاءات حول المخيمات الشبابية طيلة الأيام والليالي التي تشهد نشاطات دعوية أو ترفيهية.
أعود مرة أخرى للحديث عن علاقة وزارة الشؤون الإسلامية بتلك المخيمات لأنقل حديثاً للدكتور توفيق السديري وكيل الوزارة عن هذه المخيمات، إذ يقول: «إن المهاجمين لهذه المخيمات الدعوية أحد شخصين، إما جاهل بحقيقتها لا يعرف أن هذه الملتقيات خاضعة للإشراف والمتابعة الدقيقة، ويشرف عليها نخبة من الأخيار، وإمّا شخص في قلبه مرض، يتبع شهواته ولا يريد الخير لمجتمعه ولا لأمته».
هذا الدفاع الرائع من وكيل الوزارة عن هذه المخيمات كان ينبغي أن يتبعه دور أكبر في رعاية ودعم ومساندة أكبر من الوزارة لمثل هذه الملتقيات، بحيث أنها تتطور وتتحسن في خدماتها لتحقيق أعلى طموحات المترددين عليها وزائريها، ولا تكتفي الوزارة بدور يشبه رقابة البلديات للمحال التجارية رصداً للمخالفات من عدمه... وكنا نأمل من الوزارة أن تدعم أنشطة تثقيفية وترفيهية تتكامل رسالتها مع رسالة «كن داعياً»، وهو ما قدم خدمة كبيرة لفكرة المخيمات الدعوية، إذ تخللت المعارض المحاضرات والندوات بمشاركة الجهات الخيرية والمؤسسات الدعوية.
ولعل الدور المطلوب من المؤسسات الأهلية والقطاع التجاري نحو هذه المخيمات لتعزيز دور وجهود الوزارة هو المبادرة إلى خدمة هذه الرسالة الحضارية الراقية التي تقدمها المخيمات لملء فراغ أوقات الشباب أثناء الإجازة الصيفية، من حيث التبني والرعاية والدعمين المادي والمعنوي كخدمات مساندة، وألا يقتصر دور هذه المؤسسات في القطاع الخاص على الأنشطة السياحية العامة التي تغفل الجانب الدعوي والفكري التثقيفي، وتكتفي بالأنشطة الترفيهية، ولا يعني ذلك التقليل من أهمية الجانب الترفي للعوائل التي ترتاد تلك المخيمات، ولكن المقصود هو أن يكون الترفيه أحد الأنشطة التي يقدمها المنظمون للمخيمات... وينبغي على شركات ومؤسسات القطاع الخاص أن تراجع مواقفها السلبية في الغالب بعدم المشاركة في البرامج والأنشطة الاجتماعية، حتى تنتهج سياسة أكثر إيجابية تسمح لها بالمشاركات الفعالة في خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه، وتكسب من تعامله معها الأموال الكثيرة، والأرباح الطائلة بأن تضع تلك المخيمات الشبابية من ضمن برامجها - إن وجدت - المستفيدين من محفظة النقود الخاصة بتمويل الأنشطة المتنوعة والمشاركة فيها بما يبرز اهتمامها بدعم وترقية الفعاليات الشبابية.