رؤيتي في الجودة
الحياة - 31/01/07//
حضرت محاضرات عدة، وشهدت عدداً من الدورات والبرامج التدريبية، وقرأت كثيراً حول الجودة، وقمت بإعداد بحث حول معوقات تطبيق الجودة في المدارس، وزرت مركز الملك فهد للجودة (مسماه الجديد بعد أن كان بمسمى مركز الأمير
أما المستهلك والمتلقي الذي يخلط بين الجودة والأيزو وأرقامها والشهادات المشتراة للمصانع والشركات والمؤسسات، ويرى سوء المنتج، فيقع عنده الخلط والتخبيط بين جودة العمليات الإدارية وبين مقاييس المواصفات النهائية للمنتج فيقع هناك التدمير النهائي لثقافة الجودة النوعية الشاملة. ومن الأصناف الذي أساءوا للجودة إساءة حادة هم فئة أتعبوا الناس وأرهقوهم وأذهبوا مقدراتهم في الإغراق في نشر ثقافة الجودة بنشرات ومطبوعات ويافطات ولافتات، وظلوا مدة طويلة في مكانهم يراوحون ويقدمون خدعة كبيرة للأجيال بأن الجودة ما هي إلا طنطنة، وبالعكس منها فئة أخرى إساءتها أخف بكثير وهي التوجه نحو تطبيق الجودة من دون أدنى تثقيف لها في محيطها ومسرحها والمستهدفين منها ما جعلهم كالمنبت الذي لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع. هموم الجودة وتطبيقاتها كثيرة لكن أحاول أن أستكمل بعض المفاصل فيها، وهي سوء الاختيار لفريق تطبيق الجودة في بعض المنشآت والمؤسسات أحياناً من الذين يقدمون خدماتهم في الجودة بحكم الوظيفة وليس حباً وقناعة فيها، فتجدهم في اللقاءات الخاصة في ما بينهم يذمون ويشتمون الجودة ومن أتى بها، الأمر الذي ينشر بين المجتمع صورة سيئة عن الجودة يصعب علاجها ويجعل منا كما البيت القائل:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم
وبعد - عزيزي القارئ - فأملنا في اللجنة الوطنية للجودة أن تنبري بنشر ثقافة الجودة الصحيحة، وأن تحارب تلك الممارسات الشائنة، وأن تتبنى محبي الجودة وناشطيها، وأن ترفض الصنف الانتهازي المتكسب الذي يأتي على مكاسب الجودة ويدمرها كالسوسة الحمراء، وكذلك أن تجعل من الجوائز والتقدير لكل من يقدم تجربة وجهداً وعملاً يتسم بالجودة تقديراً يليق والجهد الذي بذله والفكر الصادق الذي قدّمه.