السبت، نوفمبر 04، 2006

الرؤية الشرعية

الرؤية الشرعية

التغييرات المتسارعة والتي ترسم وتوجه سلوكيات الناس وقناعاتهم يبدو لنا أنها تجري بسرعة أكثر مما نتصور، وبالتالي يبدو أكثر المتابعين لهذا التغير جاهلا بالمستجدات مهما ادعى ؛ وفي وقت سابق كنا نراهن على الخصوصية الاجتماعية التي يتمتع بها مجتمعنا عن باقي المجتمعات العربية بل والإسلامية لكن بعد الطبق اللاقط ( الدش ) والانترنت تمزقت جدران الحماية التي كنا نتمتع بها ردحا من الزمان حتى غدا الشاب الحساوي والفتاة الحساوية يدوران في فلك العولمة رغما عن أنوفهما وأنوف آبائهم .

وفيما يبدو أن هزيمة العراق وعرض صدام مأسورا ذليلا سيعجلان بصور العولمة أكثر وأكثر

ومثالا على ذلك مشاريع الخطبة والنكاح التي كان كثير من الآباء والأمّات يمانعون في رؤية الخاطب للمخطوبة قبل الزواج و لكن اليوم نجد كثيرا من الأسر لا تمانع أبدا في ذلك حسب الرؤية الشرعية .

السؤال هنا : ما الرؤية الشرعية ؟ إذن أو السؤال بطريقة أخرى هل الرؤية الشرعية كما تظهر في برامج الزواج الفضائية وتكون المشاهدة والتصويت والاختيار والزواج أم ماذا ؟

لقد اطلعت على حقيقة مروعة نشرتها إحدى الصحف السعودية وهي تزايد الاتصالات على القناة الفضائية التي بدأت تبث بثا مباشرا تطلع فيه فتيات عربيات وقد عرضن أنفسهن للزواج

بطريقة مستنسخة من شيطانيات الغرب وتقليعاته وصدق حبيبي صلى الله عليه وسلم " لتتبعن سنن من كان قبلكم ... حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه "

واطلعت على تعليق فضيلة الشيخ / عبد الله المصلح بأن هذا لا يجوز وأنه لا ينبغي لرجل سوي أن يرتبط بشابة قد عرضت نفسها بطريقة ( اللي ما يشتري يتفرج ) – معذرة العبارة الأخيرة من عندي – لكن هل كان أبعدنا تفكيرا وظنا يتوقع أن يفكر شبابنا بالارتباط بهكذا فتيات مهما زاد وعلا كعبهن في الجمال ؟!

أعود للسؤال مرة أخرى ما الرؤية الشرعية ؟يقول سيد سابق في كتابه فقه السنة ذهب الجمهور من العلماء إلى أن الرجل ينظر إلى الوجه والكفين لا غير ،وقال الأوزاعي : ينظر إلى مواضع اللحم وقال داوود : ينظر إلى جميع البدن ويتابع السيد : والأحاديث لم تُعين مواضع النظر ،بل أطلقت لينظر إلى ما يحصل له المقصود بالنظر إليه "

فهل ستطل علينا القنوات أخذا بهذه الآراء ببرامج نخاسة أخرى لفتيات عاريات أخذا بالرؤية الشرعية ؟!

الخارطة الرمضانية

الخارطة الرمضانية

اللون البني اللامع الذي يسيل على جانبي ذلك السطح الذهبي المستدير كخد فتاة صغيرة قربت وجنتها دانية وقد هيأت فاك ليقضم ذلك الخد اللقيماتي بنهم بعد جوع يوم رمضاني .

ربما تكون اللقيمات على مائدة الإفطار هي العاصمة وبقية الأطباق الكبيرة والصغيرة بسوائلها ويابساتها وألوانها كألوان خارطة جغرافية لا بد للمعدة أن تهضم تلك الخارطة .

خارطة الطعام كغيرها من الخرائط التي تترابط مع أجزاء أخرى لترسم هيكل البرامج الرمضانية التي تتغير وتصبغ بصبغة التجديد والتطوير تحت نظرية الثابت والمتغير وعبثا يحاول اليائسون المحبطون البحث عن رائحة رمضان القديم بين كل أطياف الروائح فيحاولون بكل ما أوتوا أن يصبغوا رمضان بعبق رمضان الذي ألفوه واعتادوه من الطعام والشراب والعادات والأعراف وربما بحث عن نغمة ( بوطبيلة ) ليضعها في جواله وبحث عن فيديو كليب خاص للقرقيعان واصطف في طوابير المطاعم الشعبية لكي يحضر الوجبة التي اعتادها وربما خلفية جهاز الحاسوب الخاص به تنطوي على لوحة المدفع الرمضاني .

وبنظرتي الخاصة وكثيرا ما خصيت نفسي بنظرات أجد نفسي تأنف كل متعلقات التراث ولا أستمتع بالنظر له ولا مشاهدته وإذا ما اضطرتني الظروف لأن أكون وجها لوجه أمام التراثيين أشعر وكأني قابض على الجمر ... هكذا أنا أستمتع وألذ للمستقبل والجديد ولا أجد للقديم أي متعة .

أعود بك عزيزي القارئ للخراطين ( أصحاب خريطة الكنز الرمضانية ) الذين ربما استعانوا بأجهزة تحديد المواقع المربوطة بالأقمار الصناعية لتساعدهم في الوصول إلى نقطة التاريخ وربما احتاجوا لمركبة الزمن الخرافية لكي يعودوا مرة أخرى يجرون بـ ( الدنانة ) وسط التراب

والغريب يا صديقي أن هؤلاء بحثوا عن كل شيء في رمضان الذي خرج ولم يعد لكنهم لم يسعوا للمحافظة على رمضان الروحاني رمضان الجود رمضان العطاء رمضان التواصل رمضان النقي من مجون الفضاء وعربدته والمواخير التي باتت تدخل البيوت وألغت كل زوايا العيب بحجة كونها برامج رمضانية .. لم يبحثوا عن رمضان القرآن والتوبة

كلماتهم التي اختلطت بسحب دخان المعسل برائحة البرتقالة وكل الفواكه التي تخلت عن قشرتها وباتت تتلوى كالثعبان لا تلبث أن تتطاير مع سحب معسلاتهم ، ويبقى رمضان بروحانيته يبكي على نفسه من الخراطين الذين خدعوا أنفسهم وغيرهم وتشبثوا بالقشر وتركوا اللب كعادتنا دائما في تناول الأحداث كل الأحداث .

الحلقة الأقوى

الحلقة الأقوى

ولقد جاء في السفر الأول من كتاب الحياة السعيدة : الاهتمام بالقرآن والعناية به من أهم الأمور التي تسعد المرء في دنياه وترتقي به في أخراه ، ولم يزل الناس في بعد عن القرآن وتلاوته والعناية به إلا ما شاء الله ، وتكون العناية أكثر ما تكون في اقتناء النسخ والطبعات المذهبة والفاخرة لأجل وضعها في المكتبة المنزلية ، أو تعليق بعض الآي في مجالس يوجد بها جهاز التلفاز الذي ترتفع منه أصوات الأغاني وتطل منه فتيات الفيديو كليب اللاتي يسترن من أجسادهن أجزاء يسيرة و يظهرن من أجسادهن ما لذّ وطاب لأولي الألباب ولغيرهم من فئة ( آه يا قلبي ) ، وأكثر المناظر التي تزعجني منظر شخص يتلو القرآن تلاوة وليس للقرآن حظ في حياته ، بل هو بعيد كل البعد عنه وبمعنى آخر إنه الهجران (بعينه )وعن أنس بن مالك أنه قال: " رب تال للقرآن والقرآن يلعنه "

هذه الحال البائسة نجد لها في المقابل حالا مشرقة تسعد القلب وتبهجه ... كنت في حفل أقامته حلقة من حلق تحفيظ القرآن الكريم التابعة لجماعة التحفيظ الخيرية بالأحساء وهي حلقة جامع الروضة بالهفوف التي يشرف عليها الشيخ الداعية / عبد الله بن محمد المرحوم حفظه الله تعالى والتي قامت هذه السنة بتخريج دفعة جديدة من حفظة كتاب الله خمسة من الشباب الطيب و أبهج خاطري أيضا ذلك العدد الكبير من الحضور الذين حضروا الحفل واستمعوا للآيات تتلى من قبل الشباب الذين سخّروا طاقاتهم وأوقاتهم لحفظ كتاب الله في مدة وجيزة، وأيضا راعني جمال الإعداد للحفل و التنظيم المتقن الذي يوازي الاحتفالات الرسمية التي نحضرها هنا أو هناك ؛

شاركنا الحفل شعور طاغ بالغبطة والسرور عند سماع النشء الصغار يقرؤون الآيات بأصواتهم الصغيرة .. بحق كانت الحلقة تلك هي الحلقة الأقوى بين حلقات التحفيظ في المحافظة ككل حيث لم تتوقف عند نشاط التحفيظ فقط بل عملت بأنشطة ترغب الطلاب في الحضور مثل توزيع الجوائز ونقل الطلاب من وإلى منازلهم وإقامة المسابقات الثقافية والرحلات لهم مما جعلهم ينتجون ذلك الإنتاج الطيب المثمر ، لنحيي معا تلك الجهود ونقف مزهوين بمثل هذه الكفاءات ونحن مقبلون على شهر القرآن الكريم وقبل أن تنتهي مساحة الأسطر أحب أن أعرج على منشط مشابه تنفذه هيئة الإغاثة الإسلامية بالتعاون مع الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وهو مسابقة الأمير محمد بن فهد جلوي ... التي رصدت لها جوائز مالية لا بأس بها تحفز النشء أيضا للاهتمام بكتاب الله والعناية به، أخيرا .. البعض منا لا يستطيع أن يشارك فلا أقل من دعم الأنشطة تلك ماديا ومأجورين إن شاء الله

الحر عندنا غير

الحر عندنا غير

مع انتهاء الطلاب من اختبارات الفصل الدراسي الثاني ،البعض من الناس ربما لا ينتظر خروج النتائج إلا ويرحل من البلد هروبا من الصيف اللاذع ، هكذا الحال مع سياح الصيف الذين ذهبت تقديرات تكاليف رحلاتهم إلى 43 مليار ريال سعودي سنويا حاليا كلها تذهب إلى خارج البلاد ، أما الأحساء والأحسائيون فثقافة الهجرة تهاجر بعيدا عنا ولا يهاجر الأحساء إلا القلة القليلة وغالبهم إلى مكة يتجهون أياما معدودات ثم يعودون ، حتى صار منظر حافلات النقل المجرد أقصد بالمجرد الذي مهمته فقط أن ينقلك وليس شيء آخر سواه فلا ماء ولا وجبة ولا ما عداه حتى وصلت أسعار النقل إلى أسعار خيالية ( 80) ريالا فقط !!

الفئة التي تبقى عندنا تكافح أعلى الدرجات المسجلة على مستوى المملكة بدون مبالغة فدرجة الحرارة تبلغ عندنا أكثر من خمسين مئوية ، ولم أر في المنطقة الخليجية أشد حرارة منا إلا الكويت

الناس هنا يضحكون من الأخبار العالمية التي يرون فيها الناس يهلكون ويغمى عليهم حين ترتفع درجة الحرارة عندهم إلى درجات 38 والأربعين وتراهم ملتفين حول النوافير المائية يتبردون ويرشون الماء على أبدانهم ويلبسون من الملابس التي تبدي أكثر مما تخفي وتكون الفرجة مجانية

والراديو والإذاعة عندهم تأتي بتحذيرات وإرشادات من حيث توقي ضربات الشمس وتناول كمية من الملح تعويضا للفاقد .

هذه الضحكات والابتسامات عندنا تقتلها فواتير شركة الكهرباء التي لا نملك أمامها إلا الدفع وتستفرد بنا وترمي بشررها وتحقق أرباحها وترفع من رواتب موظفيها المتخمة ( بالمناسبة مع مطلع عام 2003 ستكون هناك زيادة بنسبة 3.8 % في رواتب موظفي الشركة وكلها من جيوبنا وأيضا بدل سكن شهري)

.. فيا شركة الكهرباء إذا كان الأغنياء ضاقوا ذرعا من أرقام الفواتير الفلكية في أشهر الصيف فما بالكم بالفقراء ؟! حتى أصبح من المألوف جدا أن ترى رجلا يشحذ في أحد المساجد والورقة الحمراء بيده تحمل تهديدا بفصل التيار ، ثم يا أنتم يا من تهاجرون في رحلة الصيف أما تلتفتون مجرد التفاته لهذا الفقير البائس وتعطونه شيئا يعينه على الصيف وحرارته

الغريب أن الجهات الخيرية لها مشاريع تسمى معونة الشتاء ، لكن لم أجد جهة خيرية تتبنى معونة الصيف وتساعد الفقراء والمعوزين على سداد الفواتير الفلكية وتوفر لهم البرادات وتصلح لهم المكيفات ..و.. وسأقوم الآن لأفتح جهاز التكييف فأشعر أن المقالة قد زادت من حرارة الغرفة !!!

الجنود والعساكر

الجنود والعساكر

حين نتابع العروض العسكرية والاستعدادات التي تجهزها الدول خاصة في مجال القوة الصاروخية والطيران والغواصات وأخبار المدرعات الجديدة والتقنيات المتطورة ، ناهيك عن التنامي المتصاعد لمدى الصواريخ التي تستطيع أن تحمل قوى تدميرية نصاب بالذهول ونقول متى نسمع عن شيء من هذه القوى وقد حازتها الدول الإسلامية والعربية ؟!

وتصاب بالذهول أكثر وأكثر عند متابعتك لعروض القوة التدميرية التي تحدثها القنابل الانشطارية والذرية والنووية والهيدروجينية والجرثومية .... إلخ .

وتجهيز الجيوش وإعداد الجنود بترسانة تقنية تتيح للجندي الرؤية الليلية وتحديد المواقع والدخول على الانترنت والاتصال الفضائي ...إلخ .

حينها أضحك- وشر البلية ما يضحك -حين أشاهد الاستعدادات والإمكانات التي نعدها ونقدمها للناس من العساكر والجنود من فئة ( فيعل العسكري ) و ( فاعلة الجندي ) وأشباههن من الممثلات والمغنيات . ونقدمهن كقوى فتاكة مجهزة بتقنيات طبيعية ومحسنات جراحية وحيل سينمائية تصويرية وبتفنن في كشف الأسرار والخبايا بالعلن والظهور على الشاشات لتصوب الأعين النظر لها بحدة وتمعن في الزوايا والمنعطفات والفتحات خاصة من قبل طاعني السن الذين لا يزالون يبحثون عن أراضي جديدة يخوضون فيها معارك يعودون فيها كالمارد الأزرق الذي للتو قد أنهى ابتلاع حبته الزرقاء العجيبة .

والعجيب أكثر أن الأسلحة التي نقدمها والبطلات اللاتي نقدمهن لا ينجحن إلا في شل ما تبقى من فكر وإبداعات وآمال ولادة صلاح الدين جديد في الأمة .

نعم ، لماذا لا ينجحن في شغل فكر الأعداء أو الأصدقاء ثقال الدم والطينة الذين يحشرون أنوفهم في المناهج والقرارات المصيرية والصفقات والعلاقات ومراجعة بيانات الاجتماعات الدولية.

سؤال حقيقي وقوي جدا : لماذا لم ينجحن بجبهاتهن الأمامية والخلفية في شغل الأصدقاء عنا ، أو على الأقل نقنع الأصدقاء أننا بلغنا مرتبة من التشابهية والمثلية الأخلاقية والتحررية ما لا نحتاج به للتدخل في شؤوننا الداخلية .

الاستعدادات والتجنيد الإجباري ( أقصد الترقيم الإجباري )وهواة السفريات والرحلات قد نقلوا خبراتهم وسطروها بشهادات جوازاتهم التي طارت بها الركبان .

والمساعدات والدعم الخارجي بالقنوات الفضائية العربية ذات التمويل المعروف وغير المعروف لنقل العهر للبيوت عبر حوارات مكتوبة تظهر على الشاشة ليقرأها المراهق والمراهقة أمام الأم والأب ولا يستطيع أولياء أمورهم عمل شيء أي شيء حتى لو مجرد ( كلمة يا أولاد اللي بتشوفوه هذا عيب وسخافة وقلة أدب )

أبدا ، تزايد وتنامي في العروض وتفنن في امتصاص الجيوب وإغراء البقية المتبقية بالاتصال والإرسال وتبادل الحوار التافه على الملأ وكأن الحياء قد مسح من أعين الفتيان والفتيات .

وربما قام الفتى أو قامت الفتاة بإرسال رسالتهم السخيفة من الجوالات الخاصة بآبائهم وبعلم أو بغير علم من أولياء أمورهم .

وفي تقرير نشر مؤخرا عن توجه عصابات وتجار المواد الإباحية لنشر مواقعها العنكوبتية لشباب وشابات الخليج وتشجيعهم على اختراق الرقابة المحلية بأساليب منوعة .

سؤالي الذي أختم به المقامة العسكرية : ماذا سيكون الحال عليه بعد إطلاق القناة الفضائية الإسرائيلية الناطقة بالعربية والتي ستبث ما لم تستطع قنواتنا العربية أن تبثه -لوجود بقية متبقية من خير في نفوس الباذلين لها- مع إمكانية التقاط إشارتها في كافة أرجاء الوطن العربي ؟!

الموضوع غير عادي قناة تبث مواد عسكرية عربية موجهة يعني بلغتنا فهي قادرة على التأثير أكثر وأكثر هل سننتظر حتى تطلع علينا؟ أم سنغير في طريقة تفكيرنا وتناولنا للأحداث ونتعلم أن الحرب الدائرة قذرة ولا يتوانى الأعداء فيها عن استخدام أي سلاح حتى ولو كان ذلك السلاح قنابل من اللحم الأبيض المتورّم ؟!

الجميلة والوحش

الجميلة والوحش

طَفلة جميلة وفي ذات الوقت تحمل بسنها الذي لا يتجاوز التاسعة معاني الأنوثة ورقتها بقامة متوسطة منكسرة كأنها غصن الشجرة يصعب عليها أن تقف مستقيمة بل تقف منثنية يتكسر الشعر المفعم بالسواد على كتفيها ويداعب عنقا بضا يلمع لمعة السمراوات ويفيض سحر العينين الناعستين برمش أبى إلا أن يرف بشكل يوحي بتحية تغازل أعين المارة وتجبر أعناقهم على تحيتها في التفاتة ولو على الأقل للقطة خاطفة ..في وقفتها مع ذلك السائق الآسيوي المفتول العضلات صاحب القسمات القاسية التي تذكرك بأفلام بروسلي القديمة ذات الأبيض والأسود

لا أدري كيف سمح الأب لذلك السائق أن يتولى شؤون العائلة ويمسك بزمام المبادرة ليصحب الصغار إلى كل مكان ويقوم بانتظار ربة المنزل في السيارة حال نزولها لقضاء الحاجيات وقدحدثني بعض من رآه ينزوي في موقف مظلم بالسيارة ومعه الصغيرات وكأنه واحد منهم يضحكون معه .

خروجها من المنزل ووقوفها الطويل ووقوفها المضني المتعب لساقيها الظاهرين للعيان من أسفل التنورة الحمراء القصيرة وهي خارجة من غرفة السائق أوهي ذاهبة بالطعام له أو في رجوعها بالأواني الفارغة ، وخروجها المتكرر لمناداته في منظر لا يسر إلا الأعين الفوضوية والنفوس المريضة .

المشكلة التي تظهر هنا وتطل برأسها هي ما أشاهده من تكسير في جدران البيوت من الخارج لعمل غرفة جديدة للسائق لاستقبال رب البيت الجديد وفي تسابق بين البيوت وإكمالٍ للبرستيج من وجود للسائق حتى في ظل عدم الحاجة له .ويجتمع السائقون في أوقات كثيرة ليس عندهم ما يعملونه ويبقون لتمضية الوقت في الدردشة والأحاديث الجانبية في قارعة الطريق والبحلقة في النساء مما يزعج المارة وأصحاب البيوت الذين يخشون على بيوتهم ومن هؤلاء الذين يطلعون على أسرار البيوت ومن هذا ومتى يخرج ومتى يرجع ؟ ومن هذه ومن يدخل عليها ومن يخرج منها ؟

هناك سرقات تحدث في الأحياء لا أظن أن سائقي البيوت بمنأى عن التهمة ولا أظنهم بهذا القدر من الأمانة حتى أنهم يستبعدوا من الاتهامات التي توجه ، تقول إحدى الفتيات : أنها عانت كثيرا من تحرشات السائق بها و شق عليها جدا أن تخبر والدها بما يفعله السائق وبعد ألم وبكاء تكلمت الصغيرة الجميلة عند الأم ويالهول الجواب الغبي من الأم التي قالت : " لا يكون يدري أبوش ويمشي السوق ولا يجيب لنا سواق بدلا عنه " و أخرى تذكر أن السائق كان يوفر لها بعض الأفلام الإباحية وهو الذي يقوم بجلبها لها .

أتساءل هل البطر والغنى يصلان بالناس إلى حد التساهل بأعراضهم ؟!، طيب .. اتركونا من سالفة الأعراض حتى لا يقول البعض أن كاتب الموضوع معقد أو يعاني من مشاكل نفسية ، فيذكر نجيب الزامل الكاتب بجريدة اليوم : أنه رأى ذلك السائق الأجنبي لما تلكّأ الصغير في النزول من السيارة صباحا للمدرسة وجه له السائق صفعة قوية على وجهه ورمى بالطفل من السيارة وولى والطفل الصغير يبكي على رصيف المدرسة ، فبأموالنا - يا سادة يا كرام - يصفعون أبناءنا وبرضانا.

حدوته حساوية

حدّوته حساوية نشرت في جريدة اليوم محلق الخميس

انتهى بها المطاف إلى مستشفى الصحة النفسية لتكتب لها المهدئات وتظل هكذا تلوم حظها وتدعو على من تنكر لها وتنتظر الممات ، أقسم بالله أن القصة التي سأنقلها لكم حقيقية وليست من نسج الخيال وأنها وقعت عندنا في الأحساء ولشخوص أستطيع تسميتهم , وربما ألقوا علي الملامة أن حدّثت بقصته أو قصتها ، لكن أذكر القصة هنا لأبث لكم شيئا من الألم يعتريني بين الحين والحين إذا تذكرت قصتها .

... امرأة حباها الله من الجمال ما الله به عليم - يا مفتوني فتيات الفضائيات ويا متابعي مسابقات جمال العالم أكاد أقطع بأن تاريخ المسابقات لم يأت بمثلها أبدا- ولا أريد أن أبعد في وصف تلك المرأة الجميلة التي فزت منها بقبلة طبعتها على خدي ذات مرة (طبعا وأنا صغير )!!

أضف إلى هذا الجمال جمالا في الروح وخفة الظل والابتسامة التي لا تكاد تفارق محيّاها ، وتستطيع أن تسمع وسوسة حليها أو ما نسميه (معاضدها ) إذا تحدثت وأخذت تشير بيدها

ما المشكلة إذن ؟

تزوجت كغيرها من الفتيات وهي صغيرة السن ولم يكن زوجها بصاحب الأموال الطائلة ولا التجارة الكبيرة،بل فقيرا يسكن شيئا يشبه البيوت وليس يصح تسميته بالبيت ،عاشت معه وليس عنده سيارة ، امتهن البيع والشراء في غير محل يعني تاجر خردة ، فالحال معهما مستورة ربما وجدا عشاء وربما لم يجدا فيبيتان طاويين ،

في أيام شهر آب ( أغسطس ) وأيلول تكون الحرارة عندنا في الأحساء أشد ما يحتمله البشر ، يرجع زوجها إلى عشه ويجد تلك العصفورة ( الزوجة ) الوفية في انتظاره وخلف الباب مباشرة وقد جهزت فوطة بللتها بشيء من الماء ( طبعا لا يوجد عندهم جهاز تكييف الهواء )فتستقبل ذلك الزوج المحظوظ استقبال (سي السيد ) وتساعده في إيقاف الدراجة الهوائية ( السيكل ) عند الباب الذي عاث به الصدأ .

صبرت هذه الزوجة على هذا العيش ، وقنعت بهذه المعيشة وتظل تهذي في مجالسها بهذا الزوج وتمجّده ولا تمل من حديث المدح فيه بالحقيقة والخيال والصحيح وغير الصحيح حتى أصبح اسم زوجها يجري على فمها أنشودة جميلة شجرة وارفة تظلله

ما أجمل الشجرة خضراء مزدهره ( اعتبروها فاصل إعلاني مع وافر التحية لشركة سنا)

ثم ، فتح الله بابا من الرزق واسعا على الزوج وأصبح الرجل يعيش عيشة مختلفة ...تغيرت الثياب ، وتغيرت العطورات ، وأخذ يغير في السيارات يركب هذه ثم هذه ويروح ويجيء ، سعدت كثيرا صاحبتنا وحُق لها أن تفرح ، لكن شيئا كان يعكر على الزوجين السعيدين صفو حياتهما وهو أمر ليس بالهين ، ويصعب على النفوس تجاوزه – أثق كثيرا في حدس القارئ بتوصله إليه – وهو أن الله لم يكتب لهذين الزوجين الولد !

حكمتك يارب ، )لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) الشورى49-50 شعر الزوج أن كل ما ينقصه الآن هو الولد لتتم له السعادة ، وبالطبع هداه الشيطان إلى أن الزوجة الطيبة هي سبب تعاسته وأنها العقيم النكدة التي يجب التخلص منها فهي لا تستحق العيش في هذا القصر المنيف ؛

ونفذ خطته وطلق زوجته ورمى بها في بيت أبيها بعد كل هذه السنوات وبعد كل هذه العشرة الطيبة ، لم تحتمل صاحبتنا هول الصدمة والفاجعة وحق لها ذلك فمصيبتها تنوء بحملها عصبة من الرجال فكيف بها امرأة ؟! أخذت تهذي ،أخذت تبكي ، تضحك ،تتوعد، توصلت بعد مدة إلى المصحة النفسية !!

لازال أبطال القصة أحياء و لم تنته القصة المؤلمة وأترك لكم وضع النهاية المناسبة أنتم لكنها حدوته حساوية .

من سيرسم البسمة على وجهة إنسان الأحساء

من سيرسم البسمة على وجه إنسان الأحساء؟!


إنسان الأحساء، كبيرُه وصغيره، لا يجد مكانا للترفيه، ولا للترويح، وأكثر من ذلك، حتى التسوق والتبضع تبقى الخيارات من حول الأسرة الأحسائية محدودة، فمع الحر الشديد تتجه الأسر للأسواق المغلقة للترفيه، والتمشية أكثر من قصد التسوق، خاصة أن الكثير من الحدائق والمتنزهات مغلقة حاليا لأعمال الصيانة.
ومشكلة الشباب تكون أكبر، بحكم تخصيص الأماكن للأسر، وكتابة لافتة (للعوائل فقط)، فلا يبقى أمامهم إلا الفضائيات، أو الجلوس على الأرصفة والاستراحات المريبة.
وأمام هذا الواقع تظهر أي محاولة أو مساهمة لجلب فعالية أو حدثٍ ما للأحساء أمراً ذا شأن كبير، ويتجاوب معها شباب وأسر الأحساء تجاوبا كبيراً.
شاهد مثلا عروض الأطفال التي تقدمها الفرق المتخصصة الآن، وقد حضرت أحدها، حيث امتلأت القاعة بالأطفال بكاملها، وقل مثل ذلك في مناسبات النساء واحتفالاتهن، بحءثٌ وتقص عن مشروع البسمة في كل مكان؛ وفي صيف هذا العام أزفّ البشرى لأهالي الأحساء بصدور موافقة الجهات المختصة على إقامة مخيم بوارق الخير الثالث لهذا العام، الذي تقيمه المؤسسات الخيرية هذه السنة بإشراف من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات بالأحساء.
ولأن مخيم بوارق الخير العام الماضي أضيفت له فعاليات خاصة بالأطفال الصغار، لاقت إقبالا كبيرا، فالمخيم هذه السنة سيقدم مفاجآته للنساء أيضا، وهو ما يحدث لأول مرة في توقيت متزامن، وفي مكان منفصل، وبعيد عن إقامة الفعالية الخاصة بالرجال.
والجميل أيضا أن الفعالية تسبقها عادة قافلة المخيم التي تجوب شوارع الأحساء، وتقدم هداياها للأهالي والأسر بعدد من الكتيبات والأشرطة عن آفة المخدرات والتحذير منها وتوزيع المسابقات الورقية.
كل هذا في فعالية وطنية ثقافية اجتماعية فنية تنشر البسمة والخير في المحافظة، بدعم من ولاة الأمر والجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وبأيد طيّبة خيّرة، تقدم الترفيه النقي للمجتمع، وتبني روح المواطنة الصالحة، وتحارب الأفكار التخريبية، وكل ذلك في جو من الترفيه والابتسامة المجانية، بحيث تكون احتفالية عامة، لا تخصص للموسرين من دون الفقراء، ولا تضيف لأعباء الأسرة المالية شيئا.
ولا أريد أن أنسى الأيادي الكريمة الظاهرة والخفية، التي تمول هذه المشاريع الوطنية والسياحية، محتسبين عند الله الأجر والمثوبة، فنعم المال الصالح للرجل الصالح، الذي يتبنى مثل هذه الأفكار، ويعمل بما ورد في الاثر (أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب مسلم)، فهو يساعد في رسم البسمة على وجوه الأحسائيين.


نشرت في ملحق الأحساء بجريدة اليوم بتاريخ 2/9/2004

قلب المدرسة إلى بيت والعكس

قلب المدرسة إلى بيت والعكس

لماذا يندفع الطلاب مع أو قبل قرع جرس الحصة الأخيرة من كل يوم دراسي ويزداد هذا الاندفاع قوة وشراسة وأصواتاً صاخبة إذا كان اليوم هو يوم الأربعاء ولربما شاركهم هذا الاندفاع بعض المعلمين.
ونجد الحال مختلفة حال انطلاق الطلاب متثاقلين من أسرة النوم وتململهم عند الإفطار وصمتهم المطبق وبعضهم يزيد على الصمت (تلثما بالشماغ) لا تكاد ترى إلا عينين تنكفئان على بعضهما توجسا وخيفة وسأما ومللا.
وبعض الصغار وقبل أن ينتهي الأسبوع التمهيدي لاستقبال الطلاب الجدد ما إن يتذكر البيت إلا ويصيح قائلا: (أبي أمي أبي أبوي).
السؤال هنا هل البيت هو مراد الطالب؟ وأن المدرسة تشكل الحبس والسجن إلى درجة يفكر معها بعض الطلاب بل ويقدم على الهروب منها قفزا على الأسوار.
لا أظن ذلك وقد يكون..! ودعني أتبع السؤال بسؤال آخر هل نحاول قلب بيئة المدرسة إلى بيئة المنزل لكي يقبل الطلاب على المدرسة بنفس إقبالهم على البيت؟!
كل التربويين يسعون إلى عملية تبييت المدرسة ويشجعون على جعل المدرسة بيوتا للطلاب وسكنا لهم بل يعملون جاهدين لتكون المدرسة أفخم من البيت، وتتعدد بها وسائل التعليم والترفيه واللعب ومع ذلك مازال الطلاب يندفعون بسرعة عند الخروج من المدرسة ويتهادون عند الدخول إليها.
أظن، وبعض الظن ليس اثما، أن المشكلة التي وقع فيها التربويون أنهم لم يتوجهوا للطلاب الهاربين من جحيم المدرسة، ما الحل؟ وما المطلوب لكي يحبوا المدرسة، بل اجتهدوا من تلقاء أنفسهم ليجيبوا عن طلابهم؟ لماذا يحبون المدرسة ويكرهون البيت أو العكس؟
بعض الطلاب ربما يكره الاثنين ويحب الشارع، والبعض الآخر يجد في التسكع والمقاهي و(الدشرة) مراده وشخصيته، وتلاحظ قارئي العزيز تعدد الإجابات والرغبات والمؤثرات، وبالتالي يجب علينا أن نعدد الحلول أيضا، ولا نكرر العلاجات المستخدمة قديما، التي قد لا تصلح في هذا الزمن، ولنعمل على الاستفادة من علوم النفس الحديثة لقراءة شخصيات الطلاب والمؤثرات التي عليهم، ثم العمل ببرامج نفسية مبتكرة إيحائية تجعل الطالب يبيت المدرسة إن كان محبا للبيت ويمدرس البيت، إذا كان محبا للمدرسة ويمشرع المدرسة إن كان محبا للشارع.
وعند هذه النقطة يمكن أن يأتي سؤال متمدداً ـ أقصد يطرح نفسه ـ هل تقصد أن يكون هناك جو خاص لكل طالب، حتى يحب المدرسة وبالتالي يبدع وينتج ويتعلم؟
لأجيب إذا تعرفنا بالضبط ماذا يريد الطالب.. أعتقد أن من السهل أن نوفر له ما يرضيه أو قريبا منه، لكن المشكلة أننا لا نعرف، وبالتالي نضع حلولا لمشكلات ليست أساسا، وإلى أن نجد الحلول ستواصل الأجيال تذهب إلى المدرسة بأشكال جديدة من العبوس.

نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الخميس الموافق 16/9/2004

شاهد على الحفل

شاهد على الحفل


المناسبات التي يحتفل بها الناس كثيرة ومتنوعة وإن كان أكثر ما تقام الاحتفالات من أجل الزواجات والأفراح ، لكن أسرة آل نعيم بالأحساء في ليلة عبقة بنسيم الخير والهدى ، ليلة من ليالي ربيع الأول من هذا العام أقامت حفلا غير اعتيادي ولمناسبة غير عادية أيضا .أنا لا أستطيع أن أقدّر عدد أفراد الأسرة لكن هم كثير وكثيرات أيضا لكن يجمعهم التوجه الخيري والديني الذي يحملونه في نفوسهم كبارهم وصغارهم .ومن أجل ذلك كانت الاحتفالية التي أقيمت بمجلس الأسرة في تلك الليلة بحفظة القرآن الكريم وتكريمهم رجالا ونساء في لفتة طيبة من راعي الحفل .وبرغم أن الاحتفالية خاصة بالأسرة إلا أنهم وجهوا الدعوات لعدد من المهتمين بحلق القرآن والتحفيظ والشأن الديني عامة ، وكأنهم أرادوا أن ينشروا التجربة والفكرة التي سيكون لها أكبر الأثر على أفراد الأسرة والمجتمع .يا أحبة ، الاحتفالية لم تكن صغيرة وطريقة تنفيذ الاحتفالية كانت تسير باحترافية ونظامية الاحتفالات الكبيرة من حيث وجود لجان للحفل وراع وتنظيم وتقديم ولوحات وعرض حاسوبي وكاميرات تصوير وتجهيزات صوتية وملفات إعلامية خاصة بالمناسبة وبرنامج الحفل وإصدار كتيب للحفل نفسه .ذلك الحفل الذي تنوع في فقراته ، وكان تسليم الدروع والجوائز من راعي الحفل الشيخ عبد اللطيف بن حمد آل نعيم لفتة طيبة منه في تكريم هذا العدد الكبير من أفراد الأسرة الذين أتموا حفظ كتاب الله تعالى.
كم هو رائع اجتماع الأسرة وأروع من ذلك اجتماعهم على الخير ومشاهدة بشائر الخير وطيب الغراس المثمرة التي أثمرت في تلك الليلة نجوما لا تحتفل بهم الأسرة فقط بل كما قال فضيلة الشيخ عبدالله المحيسن يفخر بهم المجتمع عامة ، ولقد دارت تلك الخاطرة بذهني وأنا أتابع الفقرات وأستمع إلى التلاوات ولما تحدث الشيخ (المحيسن) قررها ووضحها بيانا بأن على الأسر العريقة في الأحساء أو من تريد أن تصنع مجدا لأفرادها أن تستثمر في تشجيع مواهبها وتأخذ بيد المبدعين والمبدعات منهم وتحتفي بهم وتقدمهم كأنموذج والعمل على تذليل كافة الصعوبات التي تواجهم في حياتهم .كلنا ننادي بالاجتماع ونذم الفرقة لكن كم من واحد منا خطا خطوة للأمام فيما فيه الخير للمجتمع فهذه الأسرة ما هي إلا صورة من صور ونماذج المجتمع العام الذي ننشد له التكاتف والتعاضد خاصة في ظل الفتن القائمة.
هكذا إذن أيها الأحبة يصنع المجد ، وعلى مثل هذا تجتمع الأسر ، و هنيئا لكم آل نعيم تلك الزمرة الخيرة الطيبة التي قامت بإعدادات وترتيبات الحفل بأبهى صورة عكست المكانة الراقية التي تتبوأها الأسرة ككيان كبير في المجتمع الخليجي وليس في الأحساء فحسب.
ومضيت من تلك الاحتفالية الكبيرة أحمل بين جنبات نفسي شعورا بالفرحة وبالغبطة والسرور لما شاهدته وكم أتمنى أن تعنى وزارة الشؤون الاجتماعية بدراسة هذه الظاهرة وتطويرها وتشجيعها ونشرها فهي صمام الأمان في المجتمع ومن خلالها سنصل للرقي الحضاري والاجتماعي الذي تنشده جماعات حقوق الإنسان والحضارة المدنية وولاة الأمر في هذا البلد والذي نجد أعلى قيمه في الشريعة الإسلامية .وعلينا أن نسلّط الضوء على هذه النماذج الناجحة وإبرازها للناس لبث روح التفاؤل والطمأنينة في زوايا وأركان المجتمع، لأن التوجه الحالي عند بعض أهل الخير والصلاح هو الحديث عن الأمراض التي تصدع بها المجتمع من آثار الإعلام وخاصة الغزو الفضائي والتباكي على الحال وقلة الحيلة والسير في طريقة التفكير (هلك الناس)، وإن الاستمرار في هذه الطريقة السلبية ليصور المجتمع بغير الحقيقة التي هو عليها ويبالغون في ذلك بينما نحن محتاجون أكثر لإبراز وذكر هذه التجارب الرائعة لتذكير الناس أن الدنيا مازالت بخير وأن الخير قائم وأن من أراد الهدى أُعين عليه ودُل عليه وسُهّل له.
ختاما أشكر الأسرة الخيرة الطيبة العريقة على جهودها الخيرة عامة وأهنئها بحفاظها وأهنئ حفاظها أيضا بالخير العظيم الذي حازوه، وأشكر الشيخ عبداللطيف حمد آل نعيم على تبنيه ورعايته تلك المناسبة ولا أنسى فضيلة الشيخ ناصر محمد النعيم المشرف العام على اللجنة المنظمة للحفل الذي أتاح لي فرصة حضور تلك الاحتفالية الطيبة بدعوته الكريمة.


جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الخميس 1425-03-24هـ الموافق 2004-05-13م

صيف الإبداع وبوراق الخير

صيف الإبداع وبوارق الخير



ليس مُجدٍ - في ملّتي واعتقادي- تجاهل مناسبات الصيف القائمة في محافظة الأحساء والأنشطة المتميزة التي تنطلق هنا وتقدّم خدمة لأهالي المحافظة خاصة الشباب في الاستفادة من وقتهم بما يفيد وأتوقّف للتواصل مع شريحة سريعة من قرّاء الزاوية فإلى الشيخ أحمد السلمي: دائما نبقى تلاميذك فشكرا لدعواتك ،أ. وليد الشوهين وأصحابه: هأنذا أفعل، أ. فوزي الجمعان: في انتظار معلوماتك، أ.وليد العمر، أ.سعد العبود، أ.عبدالعزيز الدقيل، أ. هشام الثنيان، أ.إبراهيم بوسبيت، أ.إبراهيم الدخيل: شكرا لمتابعتكم ونبقى على تواصل .
فوسط هذا الفراغ الوقتي الخاص بالإجازة الصيفية تأتي برامج الترفيه السياحي صيفك على كيفك المقامة في عدد من المواقع مثل قصر إبراهيم، ومهرجان صيف الإبداع الشبابي الثاني المقام ببيت الشباب الذي جاء منوّعا حوى الفعاليات الاجتماعية والتراثية والدورات التدريبية والمحاضرات الدينية ..إلخ، تأتي هذه البرامج كفعاليات منوّعة وموجّهة بشكل خاص للشباب، وحيث لا تزال المراكز الصيفية تستقطب فئة من الملتزمين دون غيرهم فهي لا تستوعب شرائح المجتمع بشكل عام رغم أهمّية الدور الذي تقوم به المراكز، ومن مثلها تأتي أهمية مخيم بوارق الخير الذي تنظمه المؤسسات الخيرية بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات، ويقام هذه السنة للمرة الرابعة على التوالي لتكون الفعالية الأبرز في المحافظة حتى الآن ولكن تبقى الإجازة الصيفية الطويلة وأهالي المحافظة في حاجة كبيرة لفعاليات أكثر وباستثمارات أقوى تستطيع أن تدخل فعاليات المحافظة إلى نادي المدن السياحية السعودية، وربما نكون نحن سببا من أسباب تدني وضعف المناشط والفعاليات الصيفية في المحافظة سواء كان ذلك من التاجر الذي أحجم عن الاستثمار، أو الفرد الذي لم يتفاعل مع الأنشطة والبرامج المقامة محليا بالزيارة والمشاركة، وأرى أن المناشط القائمة حققت التنوع المطلوب من حيث التوجه لشريحة الشباب بشكل عام كمخيم بوارق الخير أو الفعاليات الترفيهية العامة للعوائل والشباب كفعاليات الترفيه السياحي المقامة بقصر إبراهيم، نعم لابد أن نوجّه أصابع الاتهام لأنفسنا ... ماذا لو رأى منفذو البرامج الصيفية الكبيرة تفاعلا كبيرا من الجمهور، ألن يوجّهوا استثمارات أكبر في السنوات التي تليها ويطوّروا من برامجهم وأدواتهم وإلاّ فأين مشروع العربات المعلّقة؟ أم أين مشروع المدينة الترفيهية الكبيرة؟ بل إن الأسرة الأحسائية تسرّب قوتها الشرائية إلى خارج المحافظة كثيرا، خاصة في مواسم الأعياد فتجدهم يتبضّعون في أسواق الوسطى والشرقية وبعض الدول الخليجية القريبة، حتى في إجازات نهاية الأسبوع، وللأسف تتوجه مشاركتنا جل مشاركتنا إلى النقد ونتقاصر عن المشاركة والمساهمة والبناء، فيجب أن نشجّع البدايات ونعزز النجاحات الكبيرة ونكررها ونوسّعها لكي يتوالد عندنا شتاء إبداع أكبر وأشمل، ومشاريع ضخمة مثل مشروع بوارق الخير بل أضخم.

نشرت في جريدة اليوم ملحق الأحساء عدد يوم الإثنين الموافق 18-7-2005

قاوم لو تقدر

قاوم لو تقدر؟!
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 17/10/05//
في العصور القديمة القديمة، كان البيع والشراء يتم على الفطرة، يعني «شاطر ومشطور وبينهما طازج»، بائع ومشتر وسلعة وبين البائع والمشتري «يفتح الله».
أما في آخر القرن الثامن عشر، عصر الإنتاج وثورة الصناعة وكل ما يصنع يباع، فالأسواق تحتاج إلى بضائع، والعالم يعيش ثورة صناعة ويحتاج مستهلكات كثيرة، لا تكاد تفي مصانع أميركا العجيبة بها، ناهيك عن دول العالم المتشوقة لكل منتجات أبناء «العم سام». وعلى فكرة، الكثير يسميها بلاد العم سام، لكن القليل يعرف قصة التسمية، وهي أن البضائع الأميركية كانت تأتي في صناديق ويكتب عليها الولايات المتحدة وبحرفين فقط وهما US، اختصاراً للكلمتين، وكانت مشابهة لاختصارات الظروف البريدية التي تكتب عليها كلمتا العم سام بالانكليزية Sam uncle.

ولعل فترة الانتخابات التي مرت علينا هي أكثر مدّة هاجمتنا فيها إعلانات المرشحين حيث تنوعت بين الورقية والرسائل والإعلانات في الصحف والصور في الميادين والطرقات والأشرطة السمعية والمخيمات... فيوم ما قبل الاقتراع أحصيت أكثر من 30 رسالة تلقاها جوالي للمرشحين.
ومع هذه الهجمة الشرسة للإعلان عن السلع والمنتجات بكل الطرق والوسائل إلا أن المقبل أكثر خصوصاً بعد دخول السعودية منظمة الغات قبل نهاية العام.
الإعلانات تهجم على المستهلك المسكين لتقضي على وسائله كافة للحفاظ على مرتبه، وهناك دراسة بينت أن حصة المواطن العربي لا تزيد على ثلاثة دولارات في العام من الإعلانات، بينما الياباني تزيد حصته على 45 دولاراً. وكلما انتعش الاقتصاد زادت حدة الهجمة.
وليس بسر أيضا الزيادة الكبيرة والضخمة في سوق الإعلان الخاصة بشهر رمضان المبارك وأنها مثل هذا العام تضخمت بشكل حاد جداً حتى انها وكما عبر بعض المتخصصين أخذت منحى خفياً بدخولها وسط مشاهد البرامج الفضائية والتمثيليات التي تتعمد إظهار نوع من السيارات أو المشروبات.
وإن الكاسبين الكبار لتنامي غول الإعلان وشركات الإعلانات هم المشاهير من اللاعبين والممثلين والمغنين حتى ان شركة أميركية دفعت لمغنية لبنانية مشهورة من النوع الذي تقتصد كثيراً في الملابس التي تظهر بها. ودفعت لها ما يقارب مليوني دولار لتصوير إعلان واحد عن منتج مشروبات غازية.
وحالياً نعاني من إعلانات العقاريين وتجار العقار والمساهمات التي غطت على كل الإعلانات السابقة. وإن من أسباب زيادة الإعلانات أيضا توجه الشركات الأجنبية للإعلان عن منتجاتها في المنطقة بذاتها بدل الوكيل والموزع فالشركات ترصد موازنات ضخمة للإعلان، فهل تعلم عزيزي القارئ أن موازنة الإعلانات الخاصة بشركات مطاعم الوجبات السريعة تزيد على بليوني دولار سنوياً ولعل هذا يفسر لنا المجلاّت الإعلانية الفاخرة التي توزعها مطاعم الوجبات السريعة علينا بالأطنان على سياراتنا وتحت أبوابنا وعند الإشارات الضوئية ومع صحفنا اليومية ما سبب نكسة للمطاعم الشعبية والعربية.
نحن الآن في عصر ثقافة الاستهلاك غير الواعي، والمطلوب فقط يا عزيزي، قاوم الإعلان لو تقدر!
بعد عصر التصنيع جاء عصر التسويق بكل طرق التسويق، حيث الإعلانات تحاصر الناس في كل الأرجاء والطرق والبيوت، تفتح الجريدة فتجدها ملأى بالإعلانات، تخرج إلى الشارع فترى الإعلانات من حولك، تفتح التلفاز فتشاهد إعلانات، تفتح الراديو فتسمع إعلانات، أصبح الإعلان تجارة كبيرة في الانترنت، والجديد تباغتك رسائل على جوالك لمنتجات دعائية كثيرة.
لماذا استمر «طاش ما طاش» وتوقف القرني؟
عبدالمنعم الحسين الحياة - 27/12/05//
في السنوات الأخيرة، كثرت الانتقادات على مسلسل الترفيه والفكاهة الأول على مستوى الخليج «طاش ما طاش» والذي توسع هذه السنة بدرجة كبيرة، صار معها يضخ الملايين في حسابات أصحاب المنتج (السدحان والقصبي) وتوسعت شركتهم الخاصة لمنتجات أخرى مثل مسلسلات الرسوم المتحركة، والألعاب، والكماليات الشبابية.
الانتقادات توالت وتواصلت على الجوال وعلى الانترنت بل أكثر من ذلك صدور فتوى من هيئة كبار العلماء في شأن مسلسل، وإلى حد وصلت معه التهديدات بالقتل للقائمين بالأدوار الرئيسة في العمل.
وفي كل سنة ينتهي العرض ويقال إن هذه آخر مهزلة تقدم وستتوقف المسرحية، ومع ذلك يستمر الإسفاف ويجلس الناس أمام الشاشات حتى يطمئنوا إلى أنه الإسفاف ذاته أو زاد قليلاً، ويستمر الكتاب في نقدهم للعمل على أطيافهم ومشاربهم كافة، وكأن العمل بات شكلاً من أشكال رمضان، يصعب تصور رمضان من دونه ومن دون الكلام فيه
المسألة لم تقف عند التيار الديني المتشدد، بل وصلت إلى خطب منبرية ومطبوعات وكتابات وأشرطة وإصدارات تحذر الناس من مشاهدة المسلسل، وبذلك - شعروا أم لم يشعروا -سوقوا المسلسل أكثر وأكثر حتى بلغ مبلغاً يدخل فيه إلى مكتبة الكونغرس الأميركية كعمل فني مميز.
ولعل من الطريف أن جاءني أحدهم يناشدني تأخير صلاة العشاء قليلاً أيام رمضان، والسبب حتى يتمكن من مشاهدة حلقات المسلسل، وأنه يدخل إلى الصلاة وقلبه مشغول بما سيعرض من أحداث طاشية!
إن ما حدث مع هذا المسلسل هو أمر ينبغي أن ينتبه له الدعاة والمصلحون والذين انبروا لمهاجمة طاش دون غيره، والعلة أن الناس يشاهدونه ويتابعونه، وبالتالي يجب أن يدلوا بأصواتهم التحذيرية من مشكلات المسلسل مثل بعض الصور الآثمة التي تنقض الوضوء. إن فقاعة طاش ما كان لها أن تمتلئ بالهواء وتعلو إلا بسبب نفخ هؤلاء المحاربين الأشداء. فكلما زاد نفخهم ارتفع صوت طاش في الأرض، حتى غدا طاش شكلاً من أشكال الهزائم المتتالية التي تلقاها أعداؤه من الصف الديني في هذا العصر. وهي ضحكة مثل ضحكة الجهاد الأفغاني وغزوة نيويورك ومحاولات التخريب داخل الأراضي السعودية. وانتهاء بأشرطة وفتاوى وأناشيد التفجير والدعوة له. هي هزيمة، ويجب أن يعترفوا بأنهم هزموا أمام مسلسل، وليس القوة في المسلسل، ولكن لأنهم تركوا ما هو أهم وانبروا لمحاربة مسلسل موسمي، وكأن ما حصل ما هو إلا نوع من تلبيس إبليس وألاعيبه وخدعه التي يَخدع بها الدعاة المندفعين.
السؤال الذي يواجهنا هنا: هل يقارن الهجوم الذي تلقاه القرني بالهجوم الذي تلقاه أصحاب المنتج الطاشي؟! هل يحمل «الطاشيون» أمصالاً واقية من الهجوم الحاد والمتنوع والكثيف يقيهم التوقف والاعتزال؟! أو لنقل بطريقة أخرى ما الذي يحمل شيخاً من شيوخ الكتب وأشرطة الكاسيت والفضائيات والإذاعات وأغلفة المجلات وموائد الانتخابات على أن يعتزل هكذا فجأة؟
إن ما حصل من الدكتور عائض لهو غريب جداً، ولا ينسجم أبداً مع ما يردده من أبيات وحكم وقصص في أحاديثه حول الصبر والابتلاء ومواصلة الطريق... وغيره.
أختم بهمسة في أذن الدكتور عائض - بغض النظر عن قناعتي الخاصة بآرائه أو عدم اقتناعي -: «إن طاش لم يتوقف... فكيف تتوقف أيها الشيخ؟!»

الأطرش في الزفة

الأطرش في الزفة نشرت في جريدة اليوم ملحق الخميس

قرار سمو ولي العهد الأخير بسعودة وظائف الليموزين ، وقرار سعودة أسواق الذهب ، وقرار سعودة محلات النسخ والتصوير ، كل هذه القرارات أصابت الأسواق والشركات والتجار في سائر أنحاء المملكة بربكة ومطالبات بتأجيل التطبيق ورفع مذكرات توضح مدى الخسائر التي سيتعرضون لها من جراء هذه القرارات إلا أن الوضع في الأحساء ( وكأن شيئا لم يكن ) ومثل هذه القرارات مرت قرارات أخرى بنجاح مثل قرار سعودة سوق الخضار وابتلعت أسواق الخضار شيئا من قوة العمل السعودية التي تتمتع بها الأحساء

محلات سوق الخضار أشبعت بالسعوديين ، وأشبعت محلات الخضار في الأحياء ، وأشبعت الطرقات من عارضي الجح والتين والرطب بعميلة حسْوَوَة كاملة الدسم .

ولا زالت خريجات الجامعات والكليات قابعات في البيوت وفي انتظار قرارات أخرى تفتح لهم فرصا جديدة للعمل وكأن الأحساء تقول : هل من مزيد ؟! وفي الوقت نفسه نجد أصحاب الملفات العلاقي الأخضر يجوبون الشركات والمؤسسات بحثا عن فرصة عمل وبأقل أجر ، حتى وصلت أجور بعض العاملين في أعمال الحراسة إلى (800) ريال شهريا وكل يتمسك بهذه الوظيفة المرموقة خوفا من ذهابها ولا يأخذها إلا بعد شفاعات وشهادة خبرة ودورات .وفي ذات الوقت نجد تدفقا كبيرا من العمالة الوافدة خاصة من البنغال الذين ملأوا الأرض حتى أنني أفتح صنبور الماء في الصباح وأخشى أن يخرج لي أحدهم مع الماء أو مع آخر قطر الماء والعجب أنهم يتقاضون رواتب مجزية ويتحصلون على مبالغ من هنا وهناك ، ليس مهما مصدرها ولكنها تأتي عليهم بنعم كثيرة ، فلا تستغرب أن ترى البنغالي يملك السيارة والجوال ناهيك عن حجم الإرساليات الشهرية التي تفوق عقده مع مؤسسته وكل هذا عادي جداً ، المشكلة أن المزارع والبيوت والدوائر الحكومية والمدراس و المساجد ملأى بالنغالي ( ماركة الرقبة هزاز و أيش في قول أنت؟) العجيب لم يتضايق أحد منهم إنما الذين تضايقوا منهم فقط العمالة الأخرى من الهنود و السرلانكيين وبقية الجاليات العربية وكأن السوق أضحت لهم من دون غيرهم .

وأحب أن أذكر بزيارة سمو ولي العهد للأحياء الفقيرة في الرياض في شهر رمضان 1423هـ وأذكر بالصحوة التي تنبه لها التجار في سائر أنحاء المعمورة إلا أن بعض التجار يظهر أنه لا يزال ينتظر تعميما خاصا وتوجيها خاصا بالبحث عن الأسر والأحياء الفقيرة ودعم الجمعيات والمؤسسات الموجودة ويسير مثل الأطرش في الزفة !

اشرب من ماء البحر

اشرب من ماء البحر !! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

إذا اشتدت الخصومة بينك وبين أحد الناس وغضب عليك حتى احمرت أوداجه وبلغ منه الغيظ والحنق مبلغه ، وأراد أن يقول لك اعمل ما تشاء فلست مهتما و لا مكترثا بما تصنع وتعمل قال لك : اشرب من ماء البحر ؟ ) كنوع من الشتيمة )

ونحن في الأحساء نتمنى أن تشتمنا وزارة الزراعة والمياه وتعجل بهذه الشتيمة وتشربنا من ماء البحر وتوصل لنا المياه المحلاة ، فالحكومة وأولياء الأمور حفظهم الله وقعوا عقد إيصال المياه المحلاة في عام 1412هـ لكن وزارة الزراعة والمياه يبدو أنها تعاملت مع العقد كشيك بدون رصيد ولم تصرف المشروع ولا ندري ما سبب تأخير إيصال المياه المحلاة إلى الأحساء أتمنى محاسبة المسؤول حساب حريق مدرسة مكة ، أذكر أني قرأت في جريدة اليوم أن وصول الماء المحلى إلى الأحساء قد انتهى ووقتوا لوصول المياه الحلوة في سبتمبر أيلول من عام 99 م و هانحن في منتصف 2002 ولا زلنا في انتظار الماء !! أخشى أن نكون في انتظارنا من نوع ( انطر يا ... )

فالموضوع حقيقة بالغ الأهمية ، فالشعر في رؤسنا أخذ يحزم أمتعته ويرحل ، وعجزت الصيدليات أن تجد لحمى الصلع التي استشرت في البلد أن تجد لها دواء – تحسس شعرات رأسك في هذه اللحظة وابدأ في العد ستجد أن عدد الشعرات قد نقص عن يوم أمس وأنا متأكد من كلامي ، والذي سلم من الصّلع لم يسلم من القشرة ، (وهات ياصيدلي واحد شامبو ضد القشرة إِلَكْ !!) الذين يعملون في محطات التحلية أغلبهم من الأحساء وكأن الدهر قد قضى عليهم أن ينقلوا الماء ولا يشربون منه ( كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول

أما الكاسب الحقيقي من تأخر وصول المياه المحلاة فهو الشركات التي ما فتئت تقذف الدعايات وتزورنا في البيوت وتأتي بحجج وبينات واختبارات معملية تبين لك أن الماء الذي عندنا يتلف الأنابيب ، ويتلف الأجهزة الكهربية ومنها السخانات، ويسبب حساسية الجلد ، ويؤثر على العيون ، وغير عملي في مسح الزجاج والمرايا( وعلى فكرة انتشرت محلات غسيل السيارات التي تغسل السيارة بالماء المحلى وكله بثمنه يا حبيبي ) ويستهلك الماء العادي كمية كبيرة من الصابون نظرا لعسر المياه ، ويقنعك بأن تتخلص من هذا كله إذا ركبت جهازا قد يكلفك بين ( 6000 ريال والعشرين ألف ريال)على اختلاف الشركات والأجهزة !

المشكلة هل ادعاءاتهم كلها صحيحة ؟ !!

إذن نحن في كارثة , وإذا كانت ادعاءاتهم كاذبة فلماذا لا يخرج علينا مسؤول المصلحة ليخبرنا عن كذب ادعاءاتهم ويطمئن الناس التي بدأت تحرك يدها في جيوبها وتدفع بالتي هي أحسن السيئة ، ويغلقون هذه الشركات والمحلات التي انتشرت في المحافظة مؤخرا ؛

المشكلة الأخرى ، أن الوزارة جادة في موضوع تسعيرة المياه ورفعها ، ونحن الآن ندفع نفس تسعيرة الماء المحلى صاعا بصاع مثلا بمثل فهل سترفع التسعيرة قبل وصول الماء المحلى أم ماذا ؟

وبعد الكلام السابق ، يا مصلحة المياه قولي يا شاطره : اشربوا من ماء البحر !

أسرة الملحم ومزرعة الخير

أسرة الملحم ومزرعة الخير مقالة لم يكتب لها النشر في الصحف المحلية

في شهر رمضان وفي منتصفه من كل عام هجري تصطف المقاعد متحلقة حول صفحة الماء الزرقاء الهادئة وكأن سكون المكان وخشوعه واحتفائه بمن سيقدم وبما سيرن في جنباته من كلمات الخير قد أضفت عليه ذلك الهدوء وشوق الانتظار .

ما إن تنتهي صلاة التراويح إلا وتبدأ أقدام الخيرين وقادة العمل الخيري تشق طريقها حول الماء لتأخذ أماكنها وسط كل عبارات الترحيب التي يجدونها من صاحب المجلس الشيخ عبدالمحسن الملحم وابنه البار خليفة ( رجل الأعمال المعروف ) فتجده يتحرك يمنة ويسرة وبكل ترحيب يستقبل الضيوف من بوابة الدخول و يصحبهم واحدا تلو الآخر حتى يصل بهم إلى أماكنهم وكأنه يفعل بقول الشاعر :

أضاحك ضيفي عند إنزال رحله ويخصب عندي والملح جديب

وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكنها وجه الكريم خصيب

هكذا شأنه في تلك الليلة الروحانية التي عبقت برائحة أطيب أنواع العود الذي يدور بالمجمر على الحضور وأصوات فناجين القهوة وارتطامها ترتد بصدى المكان ، وكأنها موسيقى تصويرية هادئة لا يقطع وسوستها إلا صوت عريف الحفل الرجل الفصيح المفوّه ليعلن بدء الحفل ويكرر الترحيب ويعلو صوت القرآن نديا بصوت قارئ شاب اُختِير بعناية ليتناسب مع جو المكان وطيب المناسبة ونوعية الحضور .

نظرات الحضور وأسماعهم كلها متجهة صوب منصة العرض تستمع تقارير الخير ومستجداته وتعلن منجزاتها في عام من رمضان إلى رمضان آخر في عرس العمل الخيري المؤسسي في هذا المجلس الذي عاما بعد عام يزداد ألقاً وحضورا ، ومن المؤسسات الخيرية المشاركة اهتماما وعناية بحيث لا يتخلف منهم أحد حرصا على ذلك اللقاء الخيري السنوي .

عادة طيبة وتكريم لقادة عمل الخير في الأحساء ، هم في هذه الأيام أحوج ما يكونون إليه حين وجد بعض المقتصدين -( ومنهم مقتصد ) 32 من سورة فاطر- ضالتهم فتقاصرت بهم السبل نحو الخير وأحجموا عنه وشككوا فيه وقبضوا أيديهم إلى أعناقهم .

لكن اليد السباقة واليد الخيرة كأمثال صاحب اللقاء الخيري وأسرته وهم والحمد لله كثير في أهالي الأحساء الطيبين ، قد خطّوا لأنفسهم طريقا من الخير سبيل الجنة يبغونها ويقصدونها يرجون تجارة لن تبور .

ذلك العرس الخيري السنوي والملتقى الطيب الذي يتشرف بحضوره كل مريد للخير وقاصد له ومحب له ، أمر جميل وسنة حسنة قد لا يكون لها شبيه ولا نظير في المدن الأخرى ،

أحبتي هذه البشارات ومثلها من الأفكار والأعمال الإيجابية لهي زاوية منفرجة من زوايا الخير الذي سيبقى إلى قيام الساعة في النفوس الأصيلة الكريمة يفاخرون به ويتسابقون فيه ويرسمون به لوحة جميلة بألوان من الوفاء والحب لصناع الحياة رجال المعروف والإحسان الذين نذروا أوقاتهم وأفكارهم ليقدموا خدمات للفقراء والمساكين يسعون على الأرامل والأيتام والضعفاء فهي ليلة عرس يحتفى بهم ويكرمون مما يحفزهم على بذل مزيد من العطاء والجهد في خدمة دينهم ووطنهم

فشكرا للعم عبد المحسن الملحم وشكرا أخرى لابنه خليفة وشكرا أخرى لأسرة الملحم الباذلين للعمل الخيري وشكرا أخيرة لكل من سعى سعيهم .

ارفع رأسك أنت حساوي!

ارفع راسك أنت حساوي ! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

اللغة العربية لغة جميلة واسعة ، وسعت كتاب الله آيا وحجة ، ولم ولن تعجز أن تعيش في هذا العصر رغم المنادين للهجات الشعبية المتنوعة في العالم العربي والحال هذه ليس قاصرة على العربية فقط ، بل هي موجودة في الإنجليزية ، فهناك فصحى وهناك عامية

ومع صرخات أهل اللغة الفصيحة وخوفهم الغير مبرر من العامية ، خاصة أن بعض علماء اللغة يرى أن اللهجات العربية أو على الأقل البعض منها عربي فصيح وبعضهم إلى تطور الدلالات والاستخدامات في الكلمة الواحدة فمثلا كلمة ( حميم ) تعني الماء الحار المغلي قال تعالى( فسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ) ولكنها جاءت في بعض كلام العرب على معنى الماء البارد مثل قول الشاعر :فراق لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص في الماء الحميم

أضف إلى ذلك أن مجمع اللغة العربية صار يضيف بعض الكلمات العامية إلى معجمه بحكم تغير الدلالة وتطور اللهجات ودخول الأجهزة الحديثة التي تحتاج إلى مبادرة تسميات حديثة

...في ظل الكلام السابق نجد أن الشعر الشعبي صار يحقق انتصارات ومكتسبات على حساب الشعر الموزون المقفى وصارت مجلات الشعر الشعببي تملأ الأرفف في المكتبات ، زاد من هذه النجاحات وصول هذه الأشعار إلى آذان الناس عن طريق المغنين والمغنيات !

ومع هذه الحال نجد أن الكل يتشبث أكثر بلهجته ويفخر بها ولا يتنازل عنها ويدعو الآخرين إلى تذوق جمالها ، وإذا التقى في الأماكن العامة والمجتمعات الغير رسمية تحدث بها فتجد الكويتي يقول ( ها يبه ) والحجازي مستحيل أن ينطق ثلاثة إلاّ بلفظة ( تلاتة ) بالتاء وأهل نجد يقولون ( حِنّا ) بدل عن نحن ولا يخجلون أبدا من نطقهم للكلمات بهذه الطريقة .

وللأسف الحال في الأحساء مختلفة فتجد الخجل ومحاولة مجاراة الآخرين إذا ما التقوا معهم ويحاول الواحد منهم أن يقلد أهل نجد في كلامه ولكنته فيقول (حنا) مثلهم وبطريقة مضحكة ويكون كالغراب الذي حاول أن يقلد مشية الطاووس فلا هو الذي أبقى على مشيته ولا أتقن مشية الطاووس ويقول كلامه بصوت منخفض يكشف حياءه من لهجته المحلية ، بل ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك بحيث إذا سئل : من أي منطقة أنت؟ قال : من الشرقية ! تحاشيا عن قول من الأحساء ( عجبي )

وإذا ما قال أنه من الأحساء فيعقبها بكلامه ( بس أصلنا ما هو من الأحساء ) وكأن الأحساء سبّة ، مركب النقص هذا لا نعرف من أين جاء ، لكن بالتأكيد أن اللهجة جميلة إلى حد أن جعلت من مسلسلات رمضانية مشهورة لا تستغني عنها بدليل ( اللّـه بيزنطونه ) و( زٍهْبه )!

الخميس، نوفمبر 02، 2006

حياة الحساوي تساوي ثمانية آلاف ريال

حياة الحساوي بثمانية آلاف ريال فقط

حينما نقلت إحدى الجرائد السعودية خبر الشاب الأحسائي الذي ارتقى مبنى عاليا في أحد الأحياء وأوشك على أن يرمي بنفسه من سطح عال نظراً لضائقة مالية يمر بها

فعزم المسكين على أن يرمي بنفسه وتجمهر الناس وجاء الدفاع المدني وجاء الصحفيون وما بين عزمه وبين محاولة الناس معه بأن يعدل عن رغبته ، تبرع أحد الخيرين بالمبلغ الذي لم يتجاوز ثمانية آلاف ريال سعودي فقط لتنتهي بذلك مسرحية الإلياذة الحساوية في مأساة همويروس الحساوي

الحمد لله أن الشاب طلب المبلغ بالعملة المحلية ولم يحسب عامل انخفاض القيمة الشرائية للريال مع ارتفاع اليورو الأوربي بنسبة 40% ؟!

يقال والعهدة على الراوي أن الشاب صرف المبلغ وعاد مرة أخرى ليبحث عن متبرع جديد ولكن هذه المرة لم يجد من يضحك عليه وبالتالي نزل بهدوء بعد انتهاء المشهد ، إذن لم يسقط الشاب لكن سقطت أسئلة كثيرة مع الحادثة ...

لماذا ننتحر ؟ وما الأسباب المؤدية للانتحار ؟ هل ضعف الوازع الديني عند الناس لهذا الحد ليضربوا بعقاب الخلود في النار عرض الحائط ؟

ولماذا ثمانية آلاف فقط ؟

ومتى ستصلنا ثقافة الانتحار الجماعي ؟

ومن المسؤول عن الظاهرة؟ وكيف نعالجها ؟

وهل يعلم القارئ أن هناك مواقع في الانترنت تشجع بل وتساعد على الانتحار ؟

على ذمة " زافين " مقدم البرامج في إحدى القنوات الفضائية أن السعودية أعلى الدول العربية انتحارا وفي إحصائية أخرى اطّلعت عليها مؤخرا أن مصر هي الأعلى، لكن بغض النظر أين موقع السعودية من الانتحار إلا أن ثقافة الانتحار وجدت طريقها إلى عقول الفتيان والكهول بشكل مفاجئ يدعو للتملي والدارسة ؛ الدراسات طرحت سببا رئيسا لقضايا الانتحار وهو المال ومع ذلك نجد أن السويد تسجل حالات انتحار كثيرة رغم الحالة المادية الممتازة .

ولقد تتبعت لمدة عام كامل أو يزيد الصحف اليومية بحثا عن حالات انتحار أحسائية فوجدتها نسبة قليلة جدا تكاد تقترب من العدم إن لم تكن العدم نفسه .

وأظن أن الطبيعة الاجتماعية لأهالي الأحساء وعدم دخولها النادي الصناعي المادي قلّلا من أزمة الانتحار لكن بطل المسرحية الانتحارية السابقة لم يهدف إلى الانتحار أبدا بل قصد طريقة جديدة من طرق وأساليب التسوّل التي ما تلبث أن تجدد وتتلون دائما .

وأذكر أن أحد أولياء أمور الطلاب جاءني يطلب المساعدة في مشكلة أخيه الأصغر الذي يهددهم بالانتحار مع أن أخيه لم يتحمل مسؤوليات فهو طالب مرحلة ثانوية .

وإن أبشع ما قرأت من قصص الانتحار بسبب المادة هو ذلك المصري رب العائلة الذي لم يجد ما يقوت به أولاده فلجأ لاحتساء السم وكانت جريمة الانتحار .

إذن لنتحمل مسؤوليتنا جميعا أمام شبح الانتحار الذي يوشك أن يغزونا ولتقم المؤسسات الاجتماعية خاصة النوادي التي اكتفت بنتائج مباريات القدم فقط ولا نشاط آخر تقوم به ولنفسح الطريق أمام المؤسسات الاجتماعية الخاصة لتزوال مهامها بل لا أبعد إذا ما قلت أن ننشئ عيادات خاصة لمكافحة الانتحار قبل وقوعه فثمانية آلاف ليست بالكثيرة لحياة إنسان حتى ولوكان حساويا .

ورحل مانع الجهني

ورحل مانع الجهني نشرت في جريدة الجزيرة

رزئنا يوم أمس الأحد الموافق 25/5/1423هـ وفي الصباح الباكر بفقد علم من أعلام العمل الدعوي ورجل من رجالات البلد المخلصين لبلدهم وأمتهم إنه الشيخ الدكتور مانع بن حماد الجهني الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي وعضو مجلس الشورى السعودي في حادث انقلاب مأساوي في الطريق المؤدي للمطار بالعاصمة الرياض

وأذكر أن المحاضرة الوحيدة التي حضرتها له وفي الأحساء كانت في رمضان عام 1413هـ وكانت عن فلسطين ، ذلك الهم الذي لازمه ‍‍‍

وربما البعض منا لا يعرف من يكون الشيخ مانع فأذكر على سبيل العجالة نبذة تعريفية عنه فقد تخرج في جامعة الرياض ( جامعة الملك سعود حالياً) تخصص لغة إنجليزية وحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من جامعة إنديانا-الولايات المتحدة الأمريكية عام 1982م

في اللغة الإنجليزية وتاريخها.

عمل الفقيد أستاذاً مساعداً ثم مشاركاً في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة الملك سعود

بالرياض حتى عام 1416هـ.

ثم تفرغ لعضوية مجلس الشورى والعمل الدعوي من خلال عمله أمينا عاما للندوة العالمية للشباب الإسلامي ولم يكن وصوله في الندوة لمركز القيادة إلا عبر مواقع

متنوعه فقد كان يعمل متطوعاً في الفترة المسائية ثم أميناً عاماً مساعداً ثم أميناً عاماً

وكان رحمه الله تعالى ذا نشاط دعوي لا يفتأ ولا يمل من المشاركة في كل مناسبة يتسنى له حضورها له مثل المشاركة في المؤتمرات الإسلامية ، ولأجل إتقانه للغة الإنجليزي فله مشاركات متميزة في الدعوة إلى الإسلام باللغة الإنجليزية، فقد قدم برنامج(التصور الإسلامي) باللغة الإنجليزية الذي استمر أكثر من سنتين في القناة الثانية في تلفزيون المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مشاركاته في تلفزيونات وإذاعات الخليج في مجال التعريف بالإسلام والدعوة الإسلامية.

وتعددت مراكز الفقيد التي كان يشغلها وعظمت المسؤوليات فترأّس عدداً من الجمعيات والهيئات المهتمة بدعوة غير المسلمين وهو عضو في كثير من اللجان الدعوية في الداخل والخارج.

والعجيب أن الفقيد لم تشغله هذه المشاركات والمناصب والأعباء عن الإنتاج العلمي والفكري وهذا من بركة الوقت التي يهبها الله لمن شاء من عباده

فأعد وأشرف على عدد من الكتب والرسائل التعريفية التي تقدم الإسلام بصورة

جذابة ومبسطة، وقد تم ترجمت معظمها إلى أكثر من خمسين لغة من لغات العالم.

(تأليف كتاب حقيقة المسيح ) الذي ترجم إلى عدد من اللغات.

وأيضا قام بترجمة بعض كتب الدعوة إلى اللغة الإنجليزية و منها:

1. مشكلات الدعوة والداعية لفتحي يكن.

2. عقيدة أهل السنة والجماعة للشيخ محمد الصالح العثيمين.

وكتابات في الصحف والمجلات عن الإسلام

الدعوة إليه، وقد صدر له كتاب بعنوان "الصحوة الإسلامية : نظرة مستقبلية".

كانت جريدة المسلمون قبل توقفها قد عرضته في ست حلقات ، خطط وأشرف وراجع طبعتين من الموسوعة الميسرة في الأديان والأحزاب والمذاهب المعاصرة التي أصدرتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي التي لاقت قبولا واسعا عند المثقفين في العالمين العربي والإسلامي

وللفقيد رحمه الله اهتمامات ومتابعات أدبية من ثمرتها ترجمة كتاب عن كتابة القصة

القصيرة نشره نادي جدة الأدبي قبل سنوات،بالإضافة إلى بعض المقالات في هذا

المجال بين أصلية ومترجمة.

وكان قدر الله وساعة الوداع يوم الأحد لهذا العالم الرباني والداعية الذي ما من شك سيترك ثلمة وأثرا كبيرا لمكانته الكبيرة في قلوب الدعاة و أعلام الدعوة المعاصرين

حقك محفوظ يا جار

حقك محفوظ يا جار! نشرت في نشرة مدرسية داخلية خاصة بمدرسة الملك خالد الثانوية

كل شيء تمام ... الساعة السابعة إلا ربع صباحا .. والجو صافٍ معتدل واليوم ثقيل قليلا لأنه يوم السبت لكن بما أن كل شيء تمام من الثوب النظيف إلى الجوال الأنيق إلى الشماغ الشبابي إلى العطر الفواح إلى السيارة الجديدة والنظيفة تماما حتى الإطارات الملمعة .. فليست هناك أي مشكلة .

جلس سعد على مقعد السيارة وانطلق نحو مدرسته الثانوية وحين الاقتراب من مبنى المدرسة بدأت المشكلة المزعجة وهي البحث عن مكان ظل لموقف السيارة .. آه وجدتها قالها لنفسه وهو تحت شجرة المنزل المواجه للمدرسة .

راح سعد يوقف السيارة تحت ظل الشجرة وأخذت الأسئلة تضرب برأسه :ماذا لو كان هذا المنزل منزلنا ؟..هل سأسمح بوقوف السيارات الغريبة عند باب بيتي ؟ خاصة وعند خروج أو دخول أخواتي وأمي للمنزل ؟!، أكثر من ذلك قد يرجع رب البيت لأي ظرف ويريد أن يدخل السيارة لكراج المنزل وفي وقوفي عند منزله تعد على خصوصية المنزل وعرف الناس والمجتمع وإذاية كبيرة له خاصة وهو جار وحق الجار معروف عندنا كمسلمين ..وربما غضب صاحب الدار ليبلغ إدارة المدرسة أو الجهات الأمنية وربما من غضبه أقدم على تصرفات غير محسوبة !!

ثم إن التصرفات التي فيها تعد على خصوصية الآخرين وممتلكاتهم ليست شكلا حضاريا وهي نوع من فساد الذوق الذي لا يتناسب أبدا مع أناقتي الكاملة ،

بعد كل هذه الأسئلة عاد سعد ليتحرك بسيارته نحو موقف آخر ليس فيه إزعاج لأحد ونزل من السيارة وهو يقول : الآن كل شيء تمام وحقك محفوظ يا جار .

ياهلا بالتعداد

يا هلا بالتعداد !! نشرت بجريدة اليوم ملحق الخميس

يطل علينا التعداد من جديد في مشروع وطني كبير يهدف لجمع معلومات مهمة وضرورية لأي دولة متقدمة تسعى لرفاهية شعوبها ، ويرى المخططون وأصحاب الرأي في البيانات التي سيخرج بها العدادون معلومات ثمينة ويستطيعون من خلالها توجيه بوصلة القرارات .

ومع بداية العام الدراسي وقد رجع أهل السفر من سفراتهم واستقروا في دورهم يبدأ طرق العدّادين للبيوت ليجمعوا معلومات عن المواطنين والمقيمين .

ومن حسن الطالع أن العدادين نخبة من المعلمين الذين تمرسوا الصبر والحلم والأناة في توجيه الأسئلة وانتظار وتدوين الإجابات ، كما يملكون رصيدا لا بأس به من طاقة الدوران والتمشية بين الحارات والوقوف الطويل أمام البوابات كونهم اعتادوا المراقبة والمناوبة كما أنهم يمتازون بمهارة استخراج الإجابات بطرق ومعززات لأصحاب البيوت فلا يمانع من بعث ابتسامات وتكرار كلمات من مثل " صح " و " ممتاز " و" أحسنت " على مسامع أهل الدور

وبالتالي من غير المستغرب كتابة معلومات المواطنين باللون الأحمر المفضل لدى المعلم .

يا أحبة ؛ التعداد يجري بقرار وزاري رقم (225) وتاريخ 15/9/1421هـ وهو مشروع سيأتي بخيرات كثيرة ( منها ما سيذهب في جيوب المعلمين طبعا ) ومنها ما سيعم خيره أرجاء الوطن ولكن بعد حين .

لقد سبقت التعداد حملة إعلانية وإعلامية مقروءة ومشاهدة ومسموعة بأساليب متنوعة لإقناع الناس بجدوى التعداد وأهميته ، لكن شريحة كبيرة لم تصل لها فكرة التعداد كما حصل تماما مع شركة الاتصالات وإضافة الصفر .

أمام هذا القصور في الحملة الإعلامية للتعداد يواجه العدادون مشكلات مع أصحاب الدور من مثل هرب المقيمين خوفا من كونهم من رجال الجوازات المتخفين ، وبعضهم يظن أن العداد جاء ليخطب ابنته فيهش ويبش له ويذكر له من المعلومات الشيء الكثير من أنسابهم ومن جيرانهم علّ عريس القدر يوافق ويتزوج بالعانس المسكينة .

وبعضهم يصر على العداد بأن يتفضل ويتناول القهوة والشاي ويتعشى وعبارات من مثل " لازم تشرب قهوتنا " لا لسواد العد والتعداد ولكن المسكين يظن أن الموضوع فيه حصر للفقراء فربما يوزع عليهم دورا أو زكوات ويمضي الفقير في وصف حاجته وفاقته ويصر عليه أن يكتب ما قاله له وربما طلب منه أن يأخذ صورا تؤكد حاجته وفاقته حتى يفوز بالأعطيات ولا يتأخر عن الطلب وسؤال العداد نفسه بعض المال كسلفة غير مرتجعة .

والبعض الآخر يكتم أغلب المعلومات خاصة المعلومات الحساسة من مثل كم تملك ؟ وهل البيت ملك أم إيجار ؟ وكم دخلك الشهري وأسماء البنات...إلخ . والطامة الكبرى إذا كان الرجل معددا ولم يخبر الزوجة الأولى بأمر الزوجة الثانية .

ومع التعداد انتشرت أسئلة جديدة بين الناس فعندما يلتقون وبعد التحيات وبعد السؤال عن الحال يقفز السؤال الآتي : (ها .. عدّوكم يا بوفلان ؟) وماذا قلت لهم ؟ ومن الذي يعد عندكم ؟ وكيف أخلاق عدادكم ؟

أخيرا المعلومات التي سيخرج بها العدادون مهمة للجميع فنأمل أن تنشر هذه المعلومات سريعاً ليستفيد منها الباحثون وأصحاب الدراسات الخاصة بعلم الاجتماع وعلوم الحضارة البشرية كما لا يفوتني أن أدعو القراء لمعرفة المزيد عن التعداد عبر الدخول على موقع التعداد الرسمي على الانترنت

http://www.planning.gov.sa/census/introduction.asp أوبالاتصال على الرقم المجاني 8001240440