الخميس، فبراير 26، 2015

المؤسسات المانحة تلتقي لتنسق وتتفق

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في دراسات وأبحات العمل الخيري 
http://www.medadcenter.com/articles/366#.VPATkfmsXdA
استضافت المدينة المنورة، على مدى يومين متتاليين، لقاء نظمه المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بالمدينة المنورة، وهو مجلس رائد بخطواته وتحقيق أهدافه، وكنت أفردت الحديث عنه في مقالة سابقة، لكن عودا على ذي بدء أن الملتقى تم بالتعاون مع المركز الدولي للأبحاث والدراسات "مداد"، في فكرة جميلة، تتمثل في دعوة المؤسسات المانحة في المملكة العربية السعودية، التي يقترب عددها من المائة مؤسسة خيرية مانحة، والعدد في تزايد. الملتقى تم بتنفيذ مركز استثمار المستقبل، واختاروا له عنوانا "آفاق جديدة لمستقبل أفضل"، وفيما يبدو أن استجابة المؤسسات المانحة كانت جيدة، وتفاعلت مع الملتقى بشكل جيد، حيث كان الملتقى قد شهد حضور عدد من الجهات المانحة، وأضاف عليه رونقا مشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء في مجال المنح والعطاء الخيري. وخرج الملتقى بعدة توصيات، تتمثل في أهم فكرة مأمولة من المؤسسات الخيرية المنفذة، ومن المجتمع بشكل عام، وهي تفعيل المجلس التنسيقي للمؤسسات المانحة على سبيل التنسيق والتبسيط لا على سبيل التعقيد، أو كما يعبر (بو عبدالله )، أحد خبراء العمل الخيري الذين التقيتهم، فيقول منتقدا بعض ممارسات القائمين على تسيير تلك المؤسسات بطريقة تعسفية طويلة الإجراءات ومعقدة بشكل منفر للجهات الخيرية، بطريقة تخالف توجه صاحب المال راعي المؤسسة المانحة، ولربما لو علم بتلك الممارسات لألغى فكرة المؤسسية واتجه للمارسة البدائية، فما يشكو الفقير من المؤسسات الخيرية من تعنت في المواصفات والشروط تلاقي مثله الأمرّين أحيانا المؤسسة الخيرية في قبول مشاريعها لدى تلك المؤسسات المانحة، عموما سنبقى على الانتظار لمخرجات المجلس التسيقي، وحتى ذلك الحين يسعني أن أذكر كذلك أن الاجتماع انتهى إلى أن تتولى مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي دعوة المؤسسات المانحة للاجتماع لإعداد لائحة المجلس ـ أسأل الله لهم التوفيق والسداد. و من الوصايا التي جاءت ـ أيضا ـ في ذات الملتقى فكرة تأسيس مركز معلومات للعمل الخيري بالتنسيق مع الجهات المعنية، والعناية بالدراسات والبحوث في المجال الخيري. واحسب أن مركز (مداد) قد كفاهم مؤنة تلك الفكرة، فما على الجهات المانحة إلا الاستثمار في المركز والتعاون معه؛ حتى لا تضيع الأموال ولا تتكرر الجهود، وقد أحسنت صنعا بعض المؤسسات التنسيقية وبعض المؤسسات المانحة باختصار ذلك الطريق بالتعاون مع المركز كجهة تخصصت في هذا الفن. الباب المهم الذي توصلوا له، بجانب مركز المعلومات والبحوث، هو نهج ترجمة الدراسات والبحوث المفيدة في هذا المجال من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، والشراكة مع مراكز البحوث والجامعات في ذلك. أيضا، توصية وردت بأن على الجهات المانحة أن تنشر ما لديها من تجارب ونماذج ناجحة في العطاء الخيري، و من الممكن أن نشير إلى مبادرة نوعية من مؤسسة عبدالرحمن بن صالح الراجحي وعائلته الخيرية لتبني مشروع تطوير المؤسسات المانحة، بتنفيذ دراسة التقييم الذاتي للمؤسسات المانحة، ومبادرة وقف سعد وعبدالعزيز الموسى باستكمال دراسة الخطة الاستراتيجية للعمل الخيري السعودي ونشرها، ومبادرة مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية بتكوين مجموعات تركيز لإكمال وتطوير عدد من أوراق العمل التي طرحت في الملتقى. وحتى لا يقال: (ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود)؛ تمت التوصية بدعوة إلى إقامة ورشة سنوية للتحاور بين الجمعيات الخيرية والجهات المانحة، وتنفيذ استطلاعات رأي لمعرفة آراء الجمعيات حول خدماتها، وآليات التعامل معها، ودعوة الجهات المانحة إلى مزيد من الشفافية في كل ما يتعلق بإجراءات المنح للجمعيات الخيرية، والتقليل من تأثير العلاقات في تحصيل التبرعات. دعونا نتفاءل بأن هناك مبادرات رائدة وتطويرا متناميا في أداء العمل الخيري عموما من المؤسسات التنفيذية ومن المؤسسات المانحة.

الثلاثاء، فبراير 24، 2015

عشر صفات في الفقيد الشيخ الدكتور محمد النعيم رحمه الله

عشر صفات في فقيد الأحساء فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن إبراهيم النعيم الذي وافاه الأجل 5-5-1436هـ

1-     حرصه على طلب العلم ومدارسته وتعليمه ونشره فبعض الشباب هداهم الله حصلوا شيئا من العلم وتوقفوا بعد ذلك ولا يحرصون على حضور الحلقات والدروس والمحاضرات ويتعالون عليها
2-     يملك قلبا أسيفا يتأثر بالقرآن ويؤثر به : تابعوا قراءاته في الصلوات المفروضة والقيام
3-     متواضع مع الجميع 
4-     زاهد في الدنيا لم يغتر بالدنيا ولا بهرجها لا يحب الظهور ( ابحثوا عن صوره قلما تجدون له صورة )
5-     باحث وقارئ متنوع يشير للكتب والمراجع في حديثه ومتابع للجديد منها ومؤلف مبدع بعكس من لا تجد له اثرا من مقالة ولا كتاب منزو يكتم علمه 
6-     حازم  في تعامله ووقته ومعاملاته متابع بشكل جيد
7-     مربي فاضل مع أسرته وأهله ومجتمعه يتبع الأساليب التربوية والأخلاق النبوية
8-     متواصل مع المحاضن التربوية والشباب ولا يتأخر عن تلبية دعوة للمشاركة في اللقاءات والكلمات 
9-     متواصل مع الجهات الخيرية ويتردد عليها ( بالصدقات والإحسان ) ونهيب بالمشايخ بذلك بالتواصل مع الجهات الخيرية ودعمها بالرأي والمشورة والتشجيع
10-  متواصل مع القريب والبعيد ويقدر الجميع غير منطو ولا متقوقع حيث تصل لي بعض الاتصالات من يسألوني عنه أو بعض مؤلفاته من خارج الأحساء خاصة كتابه كيف تطيل عمرك ؟
أعرف أن فضائل الشيخ أكثر مما ذكرت لكن هي إشارات سريعة في معالم شخصيته الذي أستسمحه وأستسمح أولاده وأهله وكافة محبيه أكتبها هنا إشادة وعرفانا ورغبة في أن يتأثر البقية به فيما نريده من شخصية الشيخ الإيجابية في المجتمع .
عظم الله اجورنا جميعا فيه ورحمه الله رحم واسعة
وهذا رابط صفحة مؤلفاته على موقع صيد الفوائد : http://bit.do/ZERZ

الأحد، فبراير 22، 2015

المشروع الخيري من الراس إلى الكراس

نشرت في موقع مداد الدولي المتخصص في أبحاث ودراسات العمل الخيري

رابط المادة على الموقع http://www.medadcenter.com/articles/362#.VOmXdmjkeZc
ميدان العمل الخيري يشهد حاليا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود المخلصين والخيرين وبدور مؤثر من المؤسسات المانحة الرائدة وهنا فرصة لتحية مؤسسة عبدالرحمن صالح الراجحي وعائلته الخيرية على تبنيهم عددا من البرامج الموجهة لتطوير أداء ومشاريع وبرامج المؤسسات الخيرية وهو خط تميزت به المؤسسة بأثر واضح وملموس أسأل الله سبحانه أن يبارك لأصحابها ويزيدهم من فضله ويجزي القائمين على إدارتها خير الجزاء . لكن ما أنا بصدد الحديث عنه اليوم هو منتج من منتجات المؤسسة التي تثري به المكتبة العربية في الكتابات المتخصصة في العمل الخيري وهي من أندر ما تجد في المكتبات ... الكتاب الأطروحة الذي معنا يأتي بعنوان "دليل إنضاج مشروعاتك المؤسسية"، لمؤلفه الدكتور علي الفوزان الكتاب وضع بطريقة تخاطب القائمين على الجهات الخيرية وبسهولة وببساطة ومباشرة في الطرح تناسب عمليا أسلوب تلك الجهات وثقافتها السريعة والعملية والميل الشديد نحو التنفيذ والبعد عن التنظير والإغراق في المثاليات . إن من أهم الأشياء التي يبنى عليها المشروع هي وثيقة المشروع وهي تأتي في المرتبة الأولى كأس أساس في تكوين المشروع ورسم معالمه وتحويله من مجرد فكرة في رأس قائد المؤسسة أو أحد أفرادها إلى إطار واضح المعالم وفكرة الوثيقة تأتي جزء لا يتجزأ من المشروع وبنائه وتنفيذه وهذا من أبجديات إدارة المشاريع الاحترافية . وليسمح لي القارئ الكريم أن أعطيه نبذة عن مكونات الوثيقة الخاصة بالمشروع حيث تتكون من عناصر عدة من أهمها : اسم المشروع ، مدير المشروع ، فكرة المشروع ، المظلة الرسمية للمشروع ، الأسباب والمبررات للمشروع ...إلخ . وفي خطوات خمس يمكن أن تبنى بها الوثيقة من حيث كتابة البيانات الأساس للمشروع وتكوين فريق العمل ، وعمل تصور أولي عن المشروع، ثم الزيارات الميدانية سواء للأفراد أوالجهات ثم ورش العمل المتخصصة وأخيرا المخرج النهائي أكثر ما استوقفني هي ذكر وصف دقيق تفصيلي للخطوات والإجراءات مثال على ذلك حين أتى على الزيارات الميدانية من حيث تحديد الجهات التي ستزار وعدد الزيارات ومعايير اختيار تلك الجهات أيضا إكمال بيانات الجهات التي ستزار من حيث الأسماء والهواتف وضع أهداف واضحة ومحددة للزيارات كذلك تحديد الطلبات التي ستطلب منهم كذلك مخاطبة الجهة المزارة وأخذ موافقة منهم التأكد من وجود الأشخاص أو الأفراد الذين ستتم مقابلتهم حتى لا تفشل الزيارة توفير الاحتياجات الخاصة بالزيارة مثل حاسب حجوزات مترجم فيما لو كانت الجهة غير لغة الجهة الزائرة أظن التفصيل الذي جاءت به فكرة الزيارات كمتطلب يوضح الفكرة التي أريد أن أوصلها وهي الدليل العملي والتنظيمي المبني على أساس عدم إغفال شيء مما قد يقع به فشل لخطة بناء الوثيقة وهو ما قد يقع بسبب ارتباك التنفيذ فمنهجية خطوة خطوة ناتجة عن تحويل الخبرات العملية إلى أدلة عمل مكتوبة ترسم معالم منهجية العمل . يمضي الكتاب بالخطوات ويصل بعد ذلك التشغيل التجريبي الذي يكون بعده تطويل مدة التجربة أو إقرار المشروع والمضي فيه أو التوقف لعدم الجدوى حوى الكتاب كذلك أسماء لمشاريع نموذجية تم اعتمادها ودعمها من مؤسسة الراجحي على سبيل المثال، وأيضا نماذج مساعدة لتعبئة معلومات وثيقة المشروع وسبل إنضاجه باختصار الكتاب يسد ثغرة مهمة في إعداد المشاريع ورسم معالمها ما يساعد على جودة تنفيذها ويحقق النهايات السعيدة التي تتمناها المؤسسات الخيرية لمشاريعها وكذلك المتبرعون والمؤسسات المانحة في الاطمئنان على حسن إدارة تلك المؤسسات وسلامة عملياتها .

الثلاثاء، فبراير 10، 2015

المؤسسة الخيرية بين الجودة والاعتمادية

نشرت في موقع مداد الدولي للأبحاث والدراسات

رابط نشر المقالة على الموقع http://www.medadcenter.com/articles/360#.VNnVHWjkeZc
في ملتقى الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية الأخير المنعقد في جامعة الملك سعود بالرياض فبراير من هذا العام، تم تقديم أوراق علمية كثيرة تتحدث عن المؤسسة التربوية وكيف لنا أن نحقق الاعتمادية فيها وأنه تم إنشاء هيئة وطنية في عام 2004 لمنح الاعتمادية على ذات الباب وفي نفس المنوال، جال في خاطري أثناء تلك الأوراق والأطروحات هذه الأسئلة: أين المؤسسة الخيرية من هذه التطبيقات المتقدمة في تحسين وتجويد الخدمة ومنحها الاعتمادية ؟! وأين تلك الجهة التي من الممكن أن تصرح لتكون مانحة للشهادات الاعتمادية في ذلك وهي يمكن أن تكون تلك الجهة هي وزارة الشؤون الاجتماعية أم أن تسند لهيئة المواصفات والمقاييس أم باتحاد يجمعهما معا؟ ثم لماذا لا نفكر أن تكون هيئة خارجية مستقلة تكون هي ذاتها مؤسسة خيرية تخصصها اعتمادية المؤسسات الخيرية خاصة إذا عرفنا أن المؤسسات الخيرية تجاوزت 600 جمعية والعدد في زيادة ناهيك عن الهيئات واللجان والمكاتب والمراكز، أقصد مسميات لجهات خيرية وأنشطة بتسميات إدارية مختلفة لكن المضمون واحد هذا يرفع العدد إلى قريب 700 أو يتجاوز ذلك ؟! إن الاعتمادية تقوم على مبدأ تقويم أداء الجهة الخيرية والتأكد من توافر المتطلبات الأساس التي تمكنها من تحقيق أهدافها على خير وجه ، ويعد الاعتماد المؤسسي أداة تشجيعية وتحثها على تحقيق الجودة التي تتمثل في الوصول إلى مستويات عالية من الإتقان والتميز في الأداء، كما يشمل الاعتماد إدراك أهمية المحاسبية الذاتية وتحمل المسؤولية لدى كل المشاركين في إنجاز أعمال المؤسسة الخيرية .ضمن منظومة الأدوار والمهام التي يقومون بها . لذلك يتم الاعتماد المؤسسي من خلال هيئات مستقلة متخصصة تقوم بالتحقق من توافر معايير موضوعية محددة في المؤسسة التي تسعى للحصول على الاعتماد والاعتراف بها كمؤسسة خيرية رائدة معتمدة وببرامجها التي تعد أفرادها وأعضاءها ومتطوعيها والمستفيدين من خدماتها تعدهم وتؤهلهم لما يتناسب مع أدوارهم كأعضاء فاعلين في المؤسسة أو مواطنين منتجين فاعلين مؤثرين في المجتمع . يشجع الاعتماد على إجراء التقويم الذاتي والتخطيط العلمي من أجل تحسين جميع عناصر عمليات إدارة المؤسسات غير الربحية بشكل منتظم ومستمر، ويشجع كذلك على رفع مستوى الوعي في المجتمع المحلي نحو محاسبية المؤسسات الخيرية وشفافية عمليتها وإعلان نتائجها الذي سينعكس على تحسين أدائها وتطويرها نتيجة لذلك وللعمل على المحافظة مكتسباتها والاستمرار في ذلك . السؤال: هل الاعتمادية قبل الجودة أم بعدها يجيب عن ذلك الدكتور أحمد الرفاعي بأن الاعتمادية من المؤثرات القبلية على مستويات الجودة بالمؤسسة وكذلك من المؤثرات البعدية التي ربما تعضد أو تهدد مستويات الجودة بعد الحصول على شهادة الاعتمادية من الجهات المانحة لها فيما يرى الدكتور عبدالرحمن الطريري صراحة أن الجودة هي التي تقود للاعتماد وأن الاعتمادية هي مرحلة ما قبل الجودة هي الشهادة على تحقيق متطلبات الجودة وضمان تحقق ذلك من حيث تطبيق إجراءات وأنظمة ومن ثم جودة تتحقق.. وهذا بدوره يقود إلى الاعتماد وقد بذلك كثير من الدول جهودا عظيمة في هذا المجال كما في أمريكا وسنغافورة وجنوب أفريقيا وطورت نماذج للاعتمادية أسفرت عن نتائج إيجابية عالية . قد تبدو العملية معقدة وليست سهلة لكن الحقيقة هي أن خطوات صغيرة جدا نحنح حاليا نطبقها لكن تحتاج شيئا من الاهتمام والتركيز قد تستغرب أن مثل تلك التطبيقات هي في الحقيقة تطبيقات جودة واعتمادية من الممكن البدء بها ومن ذلك فكرة العناية بصندوق الاقتراحات والشكاوى -كما طرحته " أ. أميرة سعد"ـ وذهبت في ورقتها إلى مزيد من العناية بما يكتبه المستفيدون عن الخدمات هكذا بكل بساطة وسهولة ... إذن نحو الاعتمادية للمؤسسات الخيرية بإذن الله .