الأربعاء، يوليو 09، 2014

كلمة حول التدخين

                                               التدخين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد أحبتي في الله فاستغلالا لهذا الشهر المبارك شهر التوبة وشهر الطاعة وشهر انشراح الصدور وشهر الإقبال على الله سبحانه أنتهزها فرصة لتوجيه رسالة لفئة ليست بالقليلة في المجتمع أحباب علينا نحبهم هم منا ونخاف عليهم وندعو لهم  هم فئة ابتلوا بالدخان 
   أولا : الحكم الشرعي للدخان فهو عند أكثر أهل العلم محرم لقوله تعالى : { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ }
ثانيا : التدخين له مضار صحيةً كثيرةً جداً  وبذلك لا يجوز شرعا ولا عقلا ولا منطقا أن يلحق الإنسان الأذى بنفسه ، وهي في مجموعها سببٌ للكثير من الأمراض المستعصية التي تصيب مختلف أعضاء الجسم وأجهزته فمن السعال وضيق النفس والوهن إلى أنه سبب رئيس في الإصابة بالسرطان وسرطان الرئة وأمراض القلب وضغط الدم والعرضة للجلطات  فالسجائر تصنع من نبات يسمى ( التبغ ) ، يحتوي على مادتي النيكوتين والقطران وهما من اخطر السموم ، فمحتوى سيجارة واحدة من تلك السموم كاف لقتل إنسان صحيح الجسم لو حقنت مباشرة من الوريد  . 
ثالثا : الدخان له آثارٍ نفسيةٍ سيئةٍ على شخصية المدخن بشكلٍ ملاحظ فمن التوتر والانسحاب ورعشة الأطراف ، والقلق من مشاهدة بعض من لا يريدهم أن يعرفوا عنه أنه يدخن خاصة من الشباب والفتيات ويسبب الإدمان وانكسار النفس والذلة .
رابعا : التدخين له رائحة نتنة تعلق في الملابس والنفس والفم والنّفَس  و رائحة التدخين تؤذي الناس والملائكة وتزعج المحيطين من الجلساء و الخلطاء  والأطفال الصغار والزوجات 
خامسا : صرف المال في شراء الدخان ليس من مصالح الدين ، ولا من مصالح الدنيا لما فيه من إضاعةٍ للمال ، وصرف له فيما هو مضرة وخسارة  ومن المؤسف أن تجد الدخان يستهلك موارد أسرة فقيرة تحتاج المال للغذاء وعائلها بسبب إدمانه يصرفه على تلك الآفة وعلى مستوى البلد يقدر ما ينفق على التدخين سنويا في هذا البلد استهلاكا وعلاجا 21 مليار فكم هي الخسارة العظيمة على الفرد واقتصاد البلد  والأمر جدا مخيف حيث بلغ عدد المدخنين 6 ملايين و المدخنات مليون ( نقلا عن مجلة الدعوة )
سادسا : التدخين بوابة لكثير من الرذائل والآفات فيقول العارفون بالمسكرات والمخدرات أن الوقوع في التدخين يسهل السقوط في براثن المخدرات ولا عجب حيث إن المدخن ومجالس التدخين يصعب اللقاء بالصالحين ومخالطتهم ويقرب أصحاب السوء الذين يجرون الإنسان لمساوئ لم تقع في حسبان المدخن خاصة مجالس الشيشة والمعسل التي هي في حكم الدخان وضرره 

سابعا : للتدخين مضار أسرية من بعد الآباء عن الأولاد خاصة أهل الشيشة والمعسل فيتعدون في المقاهي والاستراحات فيحدث التفكك الأسري  أو اختلاطهم وتوريث عادة التدخين السيئة لديهم ، وبسبب وهن الجسم والمرض والأسقام يصاب صاحبه على المدى البعيد بالضعف الجنسي ما يسبب مشكلات أسرية واجتماعية وأحيانا أخلاقية .
ثامنا : علينا مراقبة الأولاد ذكورا وإناثا والحرص على تربيتهم تربية إيمانية  وفي محاضن تربوية والرفقة الصالحة وعدم التساهل في مشاهدة القنوات التي تزين التدخين وتظهر المدخن وكأنه بطل ومفكر وذكي فتغري الصغير للتقليد خاصة في سن المراهقة التنبه من أخذهم لأعقاب السجائر للتجريب حيث ذلك يجرهم للإدمان ولأنهم يخافون اكتشاف أمرهم ويحتاجون تأمين المال لشراء الدخان فيقعون في مشكلات السرقة أو صحبة الأشرار والابتزاز والوقوع في مشكلات التحرش الجنسي من الباعة ورفاق السوء .
تاسعا : النصح والتناصح بالحسنى والرفق بالمدخن وعدم تنفيره والتلطف معه والدعاء له وتشجيعه والاستفادة من العيادات والجمعيات التي تعالج المدخنين مثل جمعية نقاء ومشروع الشيخ حسن العفالق لمكافحة التدخين (حياة) والتعاون في بث الرسائل التحذيرية من التدخين والتوعية بالمعارض والصور ولأهل التجارة عدم بيع الدخان في البقالات والمتاجر ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ويبارك الله سبحانه له .
فاللهم اهدنا بهداك واحفظنا بحفظك واشف من ابتلي بهذه الآفة وأعنه على تركها ودله على طريق الخير ويسر له سبله ودله عليه وثبته على الهدى بيدك الخير وبيدك قلوب العباد فاهدنا الصراط المستقيم وثبتنا بالقول الثابت في الحياة وبعد الممات  .