الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

المرضى والمساجين وذويهم وفرحة العيد



نشرت في جريدة شمس لمطالعة المادة على موقع الجريدة يمكن زيارة الرابط التالي http://www.shms.com.sa/html/story.php?id=142266
فرحة العيد ومعايشة المناسبة بمظاهرها ومشاعرها شكل من أشكال التوازن النفسي والاجتماعي ومظهر من مظاهر الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني ، وإظهار الفرح والسرور والتوسعة على الأهل والعيال في أيام العيد هي شكل من أشكال العبادة التي يؤجر عليها العبد إن هو أخلص النية واجتهد في جعل المناسبة تنسجم مع تعاليم الدين الحنيف .
قال تعالى : قد أفلح من تزكى ، وذكر اسم ربه فصلى قال أهل العلم أن الآية الكريمة تعني العيد وأن الصلاة هنا هي صلاة العيد ناهيك عن الآثار الواردة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في شأن التجمل والاغتسال يوم العيد ولبس أحسن الثياب .
لكن أحيانا قد تكون هناك من ألوان من الظروف التي قد تقلل من فرص بعض الفئات في المجتمع من عيش لحظات وأيام العيد على الشكل المبتغى من الأنس والفرح كما هو معلوم من تلك الفئات هم فئة المرضى المنوّمين في المستشفيات وكذلك المساجين وقد نعم أيضا ذويهم سواء كانوا زوجات أو أولاد أو عموم الأقارب من الدرجة الأولى .
ما يحدث حاليا هو ضغط ورغبة الكثير من المرضى المنوّمين في المستشفيات على أطبائهم بأن يرخّصوهم أيام العيد ويسمحون لهم بالخروج على مسؤولياتهم ومسؤولية أهليهم في متابعة حالاتهم الصحية من داخل المنزل ويؤجل بعض العمليات لما بعد العيد ، ولقد شاركت في زيارة لمرضى المستشفى المنومين يوم العيد مع المشرف الاجتماعي بأحد المستشفيات فلاحظت أن كثيرا من الأسرة في الغرف فارغة وأن عدد المنومين قليل فلما استفسرت عرفت أن أغلب الحالات التي يمكن لها أن تخرج وتعيش العيد مع أهاليها يرخّص لهم من قبل أطبائهم استجابة لرغبتهم أو رغبة أهاليهم وكذلك للأثر النفسي الجيد الذي يساهم في تحسين وتسريع العلاج حال خروج المريض وعيشه هذه اللحظات بين أهله وأسرته وأولاده
وكذلك الأثر السلبي الذي يؤخر ربما تشافيه في حال تعذّر خروجه من المستشفى وتجد الأطباء في حالة استنفار قصوى قبل العيد مباشرة في اتصالات ومحاولات من المرضى وذويهم لكي يرخصوا لهم لعيش هذه اللحظات السعيدة بطبيعتها بعيدا عن المشفى والتنويم والأسرة البيضاء .
أما الحال بالنسبة للمساجين والذين يقضون محكوميتهم فهو مختلف حيث يقتضي تطبيق الأحكام حبسهم وتأديبهم وحرمانهم من وجودهم مع أهلهم مما يصعب خروجهم ومع ذلك نشاهد ونلاحظ أن ولاة الأمر حفظهم الله مع كل رمضان يفرجون عن الكثير من المساجين غير المحكومين بسبب جرائم خاصة وحقوق خاصة بأنهم يشملهم العفو الملكي الكريم في تلك الأيام فيفوزون بفرصة عيش العيد الطبيعية .
أما المحكومين الذين لا يشملهم العفو فهم يبقون ويمر عليهم العيد قاسيا يتألمون هم وذويهم من الحرمان .
وعلى ذلك قامت البرامج الاجتماعية من المستشفيات والسجون بتطوير برامجها بحيث أنها تعمل حفلات معايدة مصغرة ترفه فيها عن المرضى أو المساجين بجهود ذاتية أو عن طريق التعاون مع مؤسسات أهلية أو مجموعات تطوعية ومن ذلك تنظيم الزيارات وفتح وقت أطول للزيارة والسماح بإحضار أنواع من المأكولات والمشروبات و إهداء كروت المعايدة وتزيين الغرف بالورود والإضاءة وإعمال مكبر الصوت بتشغيل بعض الأناشيد وجلب فرق فنية لتعمل حفلات سمر منوعة تشمل الأشعار والطرف والألعاب والمسابقات وتوزيع الهدايا ، وكل ذلك يساهم بالتأكيد في تقليل الفجوة بين المرضى والمساجين والأحرار إن صح التعبير ما يساعد في العلاج للمرضى وما يساهم في إعادة التكوين والتصحيح بالنسبة للمحكومين .
وقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الأحكام البديلة والنظر في السجين الذي يعيش آخر محكوميته أو السجين المثالي أدبا وسلوكا وتحسنا بأنه يعطى بعض المزايا والتي منها السماح بالخروج تحت الكفالة مدة أيام الأعياد وكذلك بعض الأفكار البديلة مثل استبدال الحبس من السجن إلى داخل مقر إقامته ويكون بين ذويه وأهله إلا أن حركته مقيدة وهي أفكار بقدر ما هي قد تقلل من الأثر المقصود والمطلوب من السجن إلا أنها تساهم من تقليل بعض الآثار غير المرغوب فيها باحتكاك المساجين مع بعضهم وتعلمهم بعض التصرفات والجرائم وتقلل من الكلفة المالية للسجين وربما تقلل من عدم تقبل المجتمع للسجين بعد خروجه منه وانتهاء محكوميته .
هذا الدور الاجتماعي المطلوب من مؤسسات المجتمع الأهلي والجمعيات الخيرية ومع النشاط الاجتماعي في المستشفيات والسجون يساهم في تقليل الفجوة بين المحرومين من عيش العيد وغيرهم وينبغي ألا نغفل عن أهاليهم وأطفالهم بمحاولة عمل برامج لهم من جمعيات أصدقاء المرضى وتوفير كسوة العيد لهم وصرف العيديات وحلاوة العيد ودعوتهم لاحتفالات العيد ومدن الترفيه بحيث يعوضون عن فقد أوليائهم داخل أسرتهم بسبب المرض أو بسبب السجن خاصة بالنسبة للأسر الفقيرة التي تعتمد بعد الله على ذلك المريض أو السجين حتى لا تتوالد عندنا جرائم اجتماعية أخرى نتيجة الحاجة وقلة ذات اليد .
وكل تلك الأعمال تدخل في أبواب الخير التي حث عليها الشارع الكريم حيث قال صلى الله عليه وسلم : أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب أخيك المسلم
فتبادل التهاني والمعايدات وإظهار مظاهر الفرح وعيش العيد في السجون والمستشفيات أو حتى زيارة المقابر والوقوف على قبور ذويهم والحديث إليهم كله من الامور المباحة والمرغب فيها .

الثلاثاء، أغسطس 16، 2011

فرحة الأطفال برمضان






الحمد لله تعالى الذي خلق الأيام والليالي وجعل السنين والشهور وجعل عدتها اثني عشر شهرا وجعل بركتها رمضان الكريم
شهر رمضان المبارك له رونق وله طعم ونكهة من الصعب جدا أن يتجاوزها الناس فهي أيام وليالي مباركات على الجميع الفقير ينتظر ويتشوف أعطيات هذا الشهر والغني والتاجر ينتظر ويتشوف زيادة أرباحه في هذا الشهر والعابد ينتظر ويتشوف زيادة حسناته في هذا الشهر ، سبحان من ركب في هذا الشهر ذلك الرونق وذلك الطعم وجعل الروحانية والفرحة ترتسم على وجه الكل كبارا وصغارا
إذا أردنا أن نعرف مشاعر الأطفال الصغار فعلينا تذكر مشاعرنا ونحن صغار حيث نفرح بالمأكلولات والعصائر ومنظر المائدة والألعاب والسهر في الليل والمسلسلات والمسابقات والجوائز الخاصة برمضان والزيارات المتبادلة والأسواق والزينة والهدايا والأعطيات من الكبار ومواسم العطاء والبذل والاستعداد للعيد بزيارة المحلات والاسواق وزيارة الخياطين وتغيير رونق الحياة من تشجيع على الصيام ومن شفقة ورحمة الكبار بالصغار ومشقة الصوم عليهم وتوفير أطعمة خاصة بهم ومن فرحة سماع مدفع الإفطار وحضور الصلاة جماعة في المساجد وزيارة الاستراحات وممارسة السباحة للتبرد تلك المشاعر المتلونة بروح رمضان هي ما عشناه ونتذكره ولا نستطيع أن نتجاوز تلك الفرحة الخاصة بدخول الشهر وكذلك الفرحة في ختامه بالعيد
وبعد هذه النقلة عبر آلة الزمن نحو الماضي لاستحضار مشاعر الصغار أنتقل معكم نحو الوقت الحاضر وما نستطيع أن نراه على وجوه أطفالنا حتى الصغار جدا منهم من البهجة والقفز والذهاب والمجيء والضحكات التي تصاحبهم واستغلالهم الشهر في التهام المزيد من الحلويات والسكاكر والعصائر والمأكولات المتنوعة التي تزخر بها المائدة واستمتاعهم بفترة ممتدة من مقابلة الالعاب الالكترونية ومشاهدة الفضائيات والنزول للحارات واللعب مع الأطفال حيث يتوفر لهم المصروف اليومي وتتوفر في البقالات ألوان جديدة من البضائع التي يحرص على توفيرها أصحابها ومن الملاحظ كذلك فرحتهم برمضان تكون أكبر إذا وافق رمضان إجازة من المدارس فيلحظ مشقة الصيام عليهم مع الذهاب للمدارس وتراجع حماسهم خاصة مع الأجواء التي أشرنا لها التي تتجه نحو مزيد من اللعب والترفيه ومظاهر الفرح والابتهاج ما لا يتفق معه النوم المبكر والسحور والذهاب للمدرسة صباحا والمذاكرة ليلا وأداء الواجبات ما يفوت عليهم كثيرا من مباهج الشهر المعتادة .
حينذاك ينبغي للأسرة وللمربين استغلال شهر رمضان المبارك في الحرص على توجيه معاني إيجابية في الاطفال عبر استغلال برنامجهم وملء فراغ أوقاتهم بالمفيد من حيث نقاط عدة منها :
الحرص على اصطحابهم في المساجد وسماع الذكر
الحرص على تشجيعهم على قراءة القرآن أو سماعه ومراجعة ما يحفظونه منه
الحرص على مشاركتهم في توزيع الصدقات
الحرص على مشاركتهم في تبادل الأطباق بين الأقارب والجيرة
الحرص على مشاركتهم في إفطار الصائم في الحارة ومسجد الحارة
الحرص على تعويدهم الصيام وتشجيعهم عليه ولنا في الصحابة رضوان الله عليهم أسوة حسنة فهذه الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها تقول فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار يعني يسلّونهم بالألعاب عن الطعام والشراب تعويدا لهم على الصيام
الحرص على تعويدهم الصبر والعطف على الفقراء
تذكيرهم ببعض القصص وبعض الأحداث في السيرة النبوية
تشجيعهم على الذكر وتشجيعهم على الأخلاق الطيبة وتمثلنا قدوة لهم
والكثير من الأمور الأخرى التي من الممكن غرسها فيهم استغلالا لبركة الشهر واستغلالا لمشاعر الفرحة والبهجة التي يعيشونها وفرصة الإجازات التي تجعل كثير من أولياء الامور قريبا منهم وفرصة للعب معهم وتبادل الحوارات والأحاديث معهم في جو من المحبة والعطف الذي يشكل دعامة كبيرة في شخصياتهم