الأربعاء، يناير 27، 2010

الإرهاب صداع اسبابه لا متناهية


الإرهاب .. صداع أسبابه غير متناهية . نشرت في موقع المستشار ضمن ملف الفكر الضال .. وحماية الأجيال
الحديث عن الإرهاب كمشكلة أو أزمة ... صارت تفرخ مشكلات عدة أخرى بحيث تتعقد وتكبر وتتضخم بشكل لا يتصور أبعاده التي يمكن أن يصل لها . قبل الحديث عن الأسباب سأحاول أن أتفق مع بقية الباحثين على مصطلح أو تعريف للإرهاب يمكن أن نتفق عليه حيث تعريف مجمع الفقه الإسلامي بأن الإرهاب : هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان (دينه، دمه، عقله، ماله، عرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أموالهم للخطر. فكل هذا من صور الفساد في الأرض « ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين » . فإذا كان ذاك هو الإرهاب بمفهومه الواسع فسأحدد حديثي من حيث المحور التربوي الأسري الاجتماعي في موضوع الإرهاب وشخصية الإرهابي ومتبني التطرف كفكر ، ولا شك أن التصرفات والسلوكيات أساسها فكرة أو أفكار بغض النظر عنها صحيحة أم غير صحيحة ، وهذا ما أدى بالقناعة مؤخرا عند الحرب على الإرهاب والإرهابيين أن القوة لا تأتي بثمار قوية في موضوع الإرهاب حيث إن الفكر الإرهابي يقوم على فكرة مقاومة وانتقام وثأثر ورغبة في التدمير والإضرار لا متناهية ووحشية وعمياء تبني لفكرة الضرر والإفساد حتى لو تسبب ذلك في إصابة أناس أبرياء ولا ذنب لهم حتى لو تسبب في خسائر كبيرة مادية أو تسبب في إعاقات أو إصابة أطفال ... المهم الإيذاء والوجع لدولة أو شخص أو جماعة أو مؤسسة والاجتهاد في تحقيق ذلك الهدف بفكر مندفع لا يفكر في العواقب بل يتغذى أحيانا برؤية النتائج في الأحلام وتخيل مسحة الألم الناتجة عن الفعل الإرهابي من غير رؤيتها أو تحقق وجودها وأحيانا التلذذ الشديد بأصداء نتائجها حتى لو كانت مبالغا فيها وغير حقيقية . من الجرم الشديد جدا ربط فكرة الإرهاب بالإسلام والمسلمين وأنها فقط موجودة عند المسلمين أو العرب بل الإرهاب فكرة عالمية ليست لها علاقة بمذهب أو دين فهي ظاهرة لا تعترف لا بدين ولا لغة ولا شهادة أو تحضر أو بداوة أو قروية فأحيانا كثيرة يقبض على متسببين في حوادث إرهابية ويكون المنتمين أو المتبنين لتلك الحوادث أناس كبار أو متعلمين أو متدينين أو بعيدين عن التدين ... يجب أن نعرف ونعترف بأن الإرهاب ليس له دين ونفك الارتباط بين التدين وبين الإرهاب حتى لو حاول الإعلام تكريس هذه النظرة بإبراز الحوادث الإرهابية التي يظهر فيها أناس متدينين أو يتظاهرون بالتدين أو مروا من قبل بشكل من أشكال العلاقة بالتدين أو بالمتينين أو بالمؤسسات الخيرية حيث ذلك الربط عقد الموضوع وشوه وأشكل على الباحثين وجعل الدراسات والمحاضرات تتجه في زاوية وبعد تضليلي أثمر عن تبديد جهود وطاقات في متابعة ورصد سراب لا وأكثر من ذلك أنه بطريقة المعالجة والتهم غير الحقيقية أفرز ذلك عن تأثير نفسي لأناس من خارج الدائرة ليدخلوا الدائرة بالإيحاء المقابل حيث إن الحركات والاتهامات غير الحقيقية أحيانا تأتي بنتائج عكسية ...خذ على سبيل المثال ما حصل في دولة عربية شقيقة من ارتباك حاد في الأجهزة الأمنية جعلها تشك وتتهم كل متدين أو له علاقة بالصلاة والمسجد أو يعرف زميلا له في الحارة أو المسجد أو العمل بشكل عفوي غير مقصود سلم عليه أو اتصل به أو زاره ثم تكون النتيجة أن يداهم منزل ذلك المشكوك فيه ليلا ويتعرض لإرهاب وإهانة وإذلال واختراق خصوصية فيكون بذلك عذرا ولو كنا نتفق على عدم قبوله إلا أنه يكون عنده أو عند بعض أفراد عائلته شبه تقبل لأي فكر إرهابي أو انحراف شبيه به . أيضا من الأمور التي أربكت معالجة موضوع الإرهاب هي قضية تمييع وتجاهل واستخفاف لخطر الإرهاب ويكون هناك طبطبة عالية أو تعامي عن وجود الظاهرة وعدم استثمار أي جهد لدراسة أو محاربة الفكر الإرهابي ، لكن بتبني أمريكا لحرب شاملة ضد الإرهاب وتداعي الأمم والشعوب لمحاربته ووجود مؤتمرات عالمية مثل التي نظمتها المملكة العربية السعودية زادت من مساحة الوعي لضرورة تدخل المؤسسات الرسمية وغير الرسمية في تقديم جهد ضد الإرهاب . آخر الأمور التي لخطبت أوراق الباحثين والدارسين للظاهرة هي الاتهامات المتبادلة بمعنى أن أي دارس أو عالم أو شيخ أو دكتور يحاول معالجة الظاهرة بطريقة علمية هادئة وبحث أسبابها ومحاورة تلك الأسباب ومناقشتها أو محاولة الاستفادة من أطروحات الفكر الإرهابي في الانترنت ومعالجة ذلك الطرح ومحاولة نقاش شبهاته بأسلوب حكيم ... قد يعرض المعالج الذي يستخدم تلك الطريقة لخطر الاتهام بأنه يتبنى الإرهاب وفكره وأمام آلة إعلامية وتحزب إعلامي فكري يتصيد الفرص لتصفية حسابات معينة يقع بذلك فتنة ومشكلة أو مشكلات أخرى . أعود مرة أخرى لرصد مشكلة الإرهاب تربويا من حيث المظاهر التي تقع من الأسرة أو الظروف الاجتماعية أو التربوية التي تكون بيئة خصبة ليجد الفكر الإرهابي ضالته ، إن الحب والوئام والاستقرار الأسري كل ذلك يشكل مناعة حصينة ضد ولادة أفراد ناقمين أو يفقدون التوجيه الأسري ليكونوا فريسة سهلة للأفكار المنحرفة من إرهاب وغيره . ويقول الدكتور صالح السدلان سببا آخر كبيئة تسهم في ولادة الإرهاب أو تقبل الفكر الإرهابي هي التنطع والتشدد في الدين انتهى كلامه وأعلق يجب أن تكون الأسرة متوازنة عصرية متعايشة مع الواقع متوسطة تحافظ على سمتها ودينها لكن بشكل لا يتركها في منأى وعزلة عن المجتمع فالمجتمع النبوي مجتمع الصحابة عصر لا يوجد فيه منكرات ولا مخالفات بيئة تخيلية افتراضية غير حقيقية فحتى في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وقع الزنا ووقعت السرقة فوجود أشياء مخالفة من بعض أفراد المجتمع شيء لا يبرر أبدا العزلة والتقوقع وتبني أفكار حادة في ذم المجتمع وما هم واقعون فيه ومصداقه : من قال هلك الناس فهو أهلكهم . نحتاج أسرة عصرية تأخذ بأسباب الحضارة والتمدن وتعيش في سلم ومسالمة مع المجتمع وتتقبل الناس كما هم وتجتهد بطريقة الحب والعطف والدعاء والدعوة اللينة بإصلاح ما يمكن إصلاحه ليس بالحرب ولا الخشونة ولا العنف . كل ممارسة أسرية خاطئة من ضرب وإهانات وتضخيم للتصنيفات الاجتماعية وفجور في محاربة كل صاحب تقصير أو خطأ من مدخن أو متهاون في الصلاة أو غير مطلق للحيته أو مسبل ثوبه أو من يعمل برأي فقهي آخر ، أو له ممارسة شرعية مختلفة ( بدعة ) كل ذلك يولد أو يساهم في تكريس تلك النظرة ويشجع على تقبل الأفكار المنحرفة ، والعجيب أن الأسر التي يوجد فيها ذلك في الغالب هي أسر متدينة بالعاطفة وليس لها حظ من العلم الشرعي كثير حيث لو علموا لما أخطئوا . من الأخطاء الأسرية التي توجد البيئة الخصبة للإرهاب هي ضعف الحوار واللقاءات الأسرية وضعف التواصل وضعف الاجتماع وغياب لغة التفاهم حيث تفاجأ الأسرة بعد ذلك بخبر غير سار وهو تبني أحد الأفراد سواء ذكرا أو أنثى للفكر الإرهابي نظرا لغياب الحوار داخل الأسرة ما يجعل الفرد وجها لوجه مع مروج الفكرة الإرهابية وبحيله وبخداعه يسيطر عليه ويفتك به . فمتى ما كان الاحترام والتقدير واللقاء وإعطاء المسؤوليات وحسن إدارة المنزل ولغة الاحترام المتبادل بين الكبير والصغير والأخ وأخته والزوجة لزوجها والعكس كل ذلك يساهم في بناء الحصانة الاجتماعية أما لغة الحرمان والتجاهل وغمط الأفراد وإهانتهم وجعلهم يبحثون عن فرص ظهورهم وأهميتهم عند الفكر المنحرف فهي الجناية الكبرى التي غفل عنها الآباء والأمهات أمر آخر من الأمور التربوية السلبية التي تساهم في وجود المشكلة هو عامل الإحباط وبيئة الفشل سواء الاجتماعي أو الدراسي أو عدم توفر فرصة مناسبة للعمل والفراغ الوقتي والعاطفي كل تلك الأمور جانب من جوانب تفاقم المشكلة الاجتماعية التي تساعد على وجود الأفكار المنحرفة ...إن الأخبار السياسية وواقع العالم الإسلامي ووجود بعض المخالفات عند الساسة أو بعض التوجهات السياسية التي قد تبدو مختلفة أو غير مناسبة يجعل موجة إحباط عارمة في غياب التوازن بين سماع الأخبار الإيجابية ومعرفة بعض الأمور والحقائق التي تساعد الفرد على فهم حقيقة الأمور والنظرة الإيجابية للأمور والأمل والبشائر وحب الحياة والاستمتاع بها والعيش بسلام وتقبل الآخرين . على رب الأسرة مراقبة ما يطالعه الأولاد و ما يتابعه من مواد ودائما يظهر الجوانب الإيجابية ويريهم النور والشمعة والغد المشرق والابتسامة للحياة . ليس سرا أيضا أن من الأسباب التربوية هي بعض المحاضن التي نثق بها ونظن بها خيرا فيما تحمل غير ذلك ، من ذلك بعض المعلمين متبني الفكر الإرهابي وهم أقل من القلة .. بعض المنتسبين للمتدينين بعض الموجودين في المراكز الصيفية بعض الموجودين في الحلقات وهؤلاء البعض هم في الحقيقة إرهابيون يبحثون لهم عن زبائن جدد ويبحثون عنهم في أي مكان ويتبعون في سبيل ذلك أي طريقة حتى لو كانت تلبس أو الاندساس في تلك المواقع والمحاضن وهنا ينبغي التنبه من الجهات الأمنية وكذلك الجهات الرسمية وكذلك الأسرة في متابعة مع من يجلس وماذا يقرأ وماذا يسمع ويناقشون معه أين يذهب وبرنامجه وماذا أخذ وماذا قال وما أفكاره بطريقة المتابعة الأبوية التي ينتبه لها وانتبه لها بعض أولياء الأمور أنه هناك مشكلة أو أن هناك اندساسا أو محاولة لصيد ولده ... بعض الآباء بعدما تأكد له من متابعته أن هناك مشكلة ما أو احتمال معين بلغ الجهات الأمنية بغرض التأكد أو بغرض توجيه جهاز الإرشاد والتوجيه والاستعانة بخدماته للتأكد من تلك الشكوك . فأحيانا من مأمنه يؤتى الحذر وشباب في فترة المراهقة يحبون الأفكار الغريبة يحبون أفكار الظهور يحبون تحقيق أشياء كبيرة بمغامرات غير محسوبة النتائج وهذا ما قاله كثير من أولياء الأمور عن أولادهم ومفاجأتهم من أولادهم بأنه فجأة فقدوهم وفجأة خابروهم بأنهم خارج الديار وأنه تسللوا أو أنهم بصورهم في الصحف من المطلوبين ... كارثة أي كارثة لكن من أخذ بالأسباب والاعتدال كان بمنجاة من تلك المواقف المأساوية فإذن نستطيع أن نلخص كل ما تناولناه سابقا كعناصر وقاية أسرية هي الآتي : 1. الحب 2. العطف 3. التعاون 4. الاحترام 5. الحوار 6. المتابعة والمراقبة 7. الاقتراب من أفراد الأسرة 8. بث الأمل وحب الحياة 9. تقبل الآخرين 10. حب الوطن وولاة الأمر 11. تنمية الإيجابية 12. التواصل الاجتماعي 13. تعلم حب الناس 14. تعلم الأمور الشرعية والأحكام الربانية في حرمة المال والنفس والعرض 15. تحذيرهم من الأفكار المنحرفة 16. نقاش المستجدات 17. انتقاء الرفاق والأصحاب 18. التقدير 19. التعايش الحضاري 20. متابعة الموضوع والقراءة فيه وعدم إهماله والاطلاع بمستجداته وتحولاته .
يمكن زيارة بقية المواضيع على الرابط التالي
http://www.almostshar.com/web/Subject.php?Cat_Subject_Id=98&Cat_Id=1

الخميس، يناير 07، 2010

فتش عن قدوتك الحقيقية!


فتش عن قدوتك الحقيقية - نشرت في نشرة ملتقى بك نقتدي 1431 - تنظيم مكتب توعية الجاليات بالأحساء

في المقابلات الشخصية التي تكون مع بعض الشباب من الجنسين وعلى مختلف الأعمار يتوجه معد المقابلة بسؤال روتيني اعتيادي غالبا ما يتكرر ... يقول السؤال : ( قدوتك في الحياة ؟ ) فيكون الجواب اعتيادي روتيني أيضا مثل جواب السعوديين حين يسألون ما شعورك ؟ فيكون الجواب : شعور أي مواطن سعودي !

فيكون كذلك جواب سؤال من قدوتك في الحياة ؟ يأتي الجواب : الرسول صلى الله عليه وسلم . جواب جميل لكن القضية ليست مجرد إجابة في مقابلة أو عبارات متكررة يكون تردادها ببغائي !

ظاهرة الكلام الذي لا تتبعه مؤشرات تبين مصداقية اختيار القدوة المثلى عليه الصلاة والسلام ، يحتاج الموضوع محبة .. يحتاج التزام... يحتاج اهتداء بهديه والعجيب ضلالة البعض بالتعلق بالاقتداء فعلا لا قولا ببعض النماذج غير المناسبة مثل الافتتان بنجوم الكرة أو المغنين أو الممثلين والطامة الأكبر لو كان ذلك الزائف من الكفرة والأطم لو كان صاحب ذلك تقليعات غريبة أو سيرة وطباع قذرة مثل مخدرات وأخلاقيات وأشكال قبيحة .

نحتاج إذن بناء القدوة وتمثلها في نفوس الشباب فعلا ، طرحها لهم ، تعليمهم السنة عمليا ، نحببهم في ذلك ، نكسر الأصنام التي توجهوا إليها وصنعها الإعلام الهدام

وفي حب طه الهادي مدح وإنشاد هو وحده قدوتي بين العباد