الأربعاء، يوليو 30، 2008

الخيانة الكريهة

الخيانة الكريهة
نشرت بجريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 30-7-2008
البلد الذي وحّده الله وجعل من فرقه المشتتة كيانا كبيرا له وزنه الكبير بين الدول والشعوب وعلى الوسطين العالمي والإسلامي منذ إنجاز التوحيد على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله ، وإلى العصور المزدهرة من الحكم التي حكم بها أبناؤه الكرام حتى عصر الخير والبركة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى إلا أن أناسا تلوثت قلوبهم وأبت قلوبهم المريضة إلا أن يعيشوا الظلام والجحود والكفران للنعمة التي نتقلب فيها من الأمن والأمان والرزق الكريم ...إلخ .
فكانوا صيدا ثمينا لمارقين وأفكار ونحل شتى تأخذ بهم بعيدا عن الجنة ويتحولون بقدرة قادر لمفسدين يلحقون بوطنهم وبأمتهم وبأهليهم وأنفسهم الضرر .
للأسف أنهم يعيشون بين ظهرانينا ويرون بأم أعينهم النعم ويلاحظون الفرق بين الخير الذي بين أيديهم وسائر الدول من حولهم ، لكن يتجهون لخرق السفينة وشق عصا الجماعة والشذوذ الذي خبر وحذر منه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أنه يهدي إلى النار وبشّر بأن يد الله مع الجماعة ، وفي عهد ميمون من الانفتاح والحرية واحترام حقوق الإنسان والسعي على راحة المواطن ورفاهيته إلا أنهم جشعون مغرر بهم يخربون بيوتهم بأيديهم فسدت أفكارهم ففسدت أفعالهم ،
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدّق ما يعتاده من توهم
ووسط ثورة المعلومات التي نعيشها وانفتاح فضائي كبير ووجود شبكة المعلومات العالمية الانترنت نلاحظ الاصطياد في الماء العكر وتوجيه وتحليل الأحداث على غير حقيقتها وتأليب الآراء على فهم مغلوط ساعد في انقياد أشخاص وجماعات مغرر بهم نحو تبني مثل هذه الأفكار الدخيلة وتتكون على شكل فيروسات فكرية ما تلبث لأن تكون نشاطا خفيا للجماعات الإرهابية والمناهضة لوحدة الوطن والتي تتجه بولائها جهرا أحيانا وأحيانا خفية لدول مجاورة تتشرب الطائفية المقيتة وتتبنى بعض القضايا التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل بل تتدخل في قضاياهم الداخلية وتتزعم التأليب وتنادي بالزّج بالبلد أو بعضه للدخول في أتون مشكلات بعيدة عنا ، وكل ذلك أحيانا يقع برابط خفي ظاهر تكشفه المكالمات والزيارات والاتصالات ولحن القول والاهتمامات وأحيانا الكتابات والمؤلفات الخاصة وبعض الكتابات في المنتديات الخاصة يظنون أنفسهم أنهم بمنأى وأنّ ما يخفونه عن عامة الناس مخفي وغير معلوم لكن الفضيحة لهم بالمرصاد يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله ، لكن يقظة رجال الأمن وحنكة ولاة الأمر ودهائهم ومعية الله تعالى معهم يحفظهم ويحفظ بلادنا من أذاهم وخيانتهم وسعيهم التخريبي المنجرف بزكام الانتماء الخارجي الذي يتغلغل في النفوس حتى يكاد يخفي روح الدين والمواطنة الصالحة ويبقي روحا نشازا نكرة قد تتبين ملامحها حين نلحظ التاريخ وما سطّره من إشارات ظاهرة ، والتاريخ يعيد نفسه حيث تتبدل الأشخاص ولكن تتكرر الشخصيات حينها يظهر للمتأمل مدى خطورة عملهم وتخطيطهم وسوء ظنونهم وأنهم يسعون للهدم لا للبناء .
إن اللحمة الوطنية والحوار والنداءات السامية التي ينادي بها رجل هذه الدولة الصالح التي تحولت نداءات خير وروحا حضارية عالمية تحمل الروائح الطيبة بطيب صاحبها وزهاء بياض قلبه ، لكن القلوب السوداء التي تشبعت بالنقاط السوداء حتى اسودّت واربدّت وصارت كالكوز مجخياً ، لا تعرف إلا المنكر ولا تصرح بما تحمله وإذا غشيهم من غشيهم في مجالسهم واطمئنوا للحديث تسربت السموم من أفواههم يلوكون ألسنتهم كالأفاعي السامة يروغون من الجماعة وتتبدى المخابر التي ما كانت إلا مخابر سوء وظلم وخيانة .
وإلا فهل يعقل لذي عقل حتى ولو كان بهيمة من البهائم أن يستجيب لمناداة فضائية أو عبر الانترنت تنادي بالخيانة بإيداع مبالغ لدعم أعمال مهما زيناها هي في النهاية تخريبية عدوانية لله وللدين والوطن والجماعة مهما كانت الأسباب بدت عندهم منطقية فإننا نغضب من تصرفاتهم ونبرأ إلى الله منها ونسأل الله لهم الهداية وأن يحمينا ويحمي بلادنا من شرورهم وأن يفضحهم وما يريدون وما يخططون ، وأن يجعل ما يكيدون به تبابا عليهم

الاثنين، يوليو 28، 2008

ما لها داع يا لميس


ما لها داعٍ يا «لميس»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 28/07/08//
بسبب انشغالاتي فلا أحب أبداً الارتباط بمشاهدة المسلسلات كل المسلسلات لأني أرى أني سأضع قيداً على نفسي لمتابعة قصة طويلة وممتدّة ومحشوة بكثير من الأحداث التي ليس لها علاقة بالقصة الأساس التي وضعها المؤلف، ولذلك السبب فأنا أمتعض حتى من متابعة المسلسلات، على رغم أن صناعة المسلسلات تشهد فورة قوية خاصة مع قرب شهر رمضان من كل سنة، إذ تبدأ استعدادات هائلة بين شركات الإنتاج الفني والفضائيات لتقديم الجديد من هذه المسلسلات التي يقبل على متابعتها الناس، حتى أصبح لدينا فضائيات خاصة ببث المسلسلات خدمة 24 ساعة، وفي كل أيام الأسبوع،هناك قنوات مجانية، وقنوات أخرى مدفوعة، هذا الشره الحاد لمتابعة المسلسلات التلفزيونية جعل مؤسسات الإنتاج العربية تفشل في مواجهة الطلب مع تزايد عدد الفضائيات، إضافة إلى تولد أفكار تجارية جديدة مثل «العرض الأول» و«حصرياً» لمشاهدي قناة كذا، ما رفع من قيمة الاستثمار فيها وجعل أسعار الممثلين والممثلات تقفز لأرقام فلكية، وتتزايد عاماً بعد عام حتى بلغ أجر الممثلة نادية الجندي - مثلاً - قريباً من المليوني جنيه عن مسلسل واحد!
أزمة الطلب المتنامي على المسلسلات جعلت الفضائيات تبحث عن أفكار أخرى لتقديم دراما فنية بكلفة أقل، ما انتعشت معه المسلسلات الشامية، وانتعشت معها -أيضاً - صناعة المسلسلات المدبلجة، وأكثرها انتشاراً المسلسلات المكسيكية، وهذه السنة كانت المفاجأة الحادة هي مسلسلات الدراما التركية ذات الكلفة المنخفضة جداً حتى أن الحلقة الواحدة لا تزيد كلفتها بعد الدبلة على ثلاثة آلاف دولار ، وتمتد لحلقات كثيرة تصل 150 حلقة، ما جعل المسلسلات التركية المدبلجة تهز المجتمع وأساساته، وأظهرت الهشاشة الفكرية التي يحملها كثير من الناس شباناً وفتيات، لدرجة تأثرهم الحاد بشخصيات المسلسلات والأفكار التي تحويها، ونظرة سريعة للصحف والمقالات والأخبار وغرف المحادثات والمنتديات والمدونات، نلاحظ الكم الهائل من أخبار الحوادث الغريبة كنتاج لهذه المسلسل، فمن فتاة بحرينية تطلب تغيير اسم خطيبها، إلى مهند بحكم أن اسمها نور ، وترغب أن يكون زوجها على اسم بطل المسلسل التركي!
وخبر قيام أردني بضرب زوجته ضرباً مبرحاً كادت تهلك به لأنه ضبطها متلبسة بجرم مشاهدة المسلسل، حتى أن الوفود السياحية غيّرت وجهاتها نحو تركيا ... ما زاد من أعداد مشجعي منتخب تركيا في مباريات كأس أمم أوروبا، وزادت طلبات الراغبين في تعلم اللغة التركية لمشاهدة المسلسلات التركية بلغتها الأم، ما يعني لي باختصار كارثة أخلاقية اسمها المسلسلات التركية، التي جعلت من الفتيان والفتيات أسرى لشخصيات المسلسل، فللمرة الأولى يجري الحديث بكل جرأة من النساء والفتيات حول الإعجاب والغرام بأبطال المسلسل، فتتحدث إحدى المعلمات بأن الطالبات كل يوم يتحدثن بجرأة أكثر عن المسلسل وأبطاله ويتغزلن في وسامتهم بصورة عجيبة، والمعلمات بينهن متحسرات متأوّهات على حظهن العاثر الذي جعلهن لم يظفرن بغراميات مثل غراميات أبطال المسلسل!
وخلفيات الحواسيب والجوالات تحمل صور تي «مهند ونور».، نغمات الجوال، ورنات الانتظار بأغنية المسلسل، والخلفيات المختارة لمشاهد المسلسل!
مجلس الفتوى في سورية، وعلماء الأزهر في القاهرة، يفتون بعدم جواز الصلاة بملابس مهند ونور كونها مطبوعة على القمصان ، عدم الدخول في الصلاة وهم أو هن بتلك الملابس ويظهرن بها وبكل جرأة من غير ما حياء أو خجل، بل وتتبجح بمشاهدة المسلسل ومتابعته والتعليق عليه، ما دعاني للكتابة هنا عن صورة أحد الشباب المتأثر بأحداث المسلسل «سنوات الضياع»، والبطلة «لميس» بالمناسبة اسمها الحقيقي «توبا بيوك أستون»، فذلك الشاب من شدة تأثره كتب عبارة على الزجاجة الخلفية لسيارته الفارهة «ما لها داعي يا لميس» ويطوف بها في الأسواق والميادين في دعاية مجانية للمسلسل!
المشكلة في هذه المسلسلات تكمن في أنها من بيئة شبه عربية، والأتراك مسلمون، لكن الثقافة المقدمة هي ثقافة تقديس للمادة وثقافة الاستهلاك وتمرير أكبر لنمط الحياة الاجتماعية الغربية، فهي تنهج طريقة المسلسلات والأفلام الأجنبية نفسها التي تعرض على السينما أخيراً مثل: مسلسل «الجنس في المدينة»، فليست المشكلة في جمال ووسامة ولا مشاهد حميمية، بل في تكريس لثقافة الحب والعلاقات خارج إطار الزواج الشرعي، وأكثر من ذلك أن المتزوج أو المتزوجة منهم يكونان علاقات غرامية خاصة، وكأن الموضوع هدفه زيادة جرعة التطبيع للثقافة المادية الغربية، وتقبل مثل تلك الحياة الاجتماعية.
ولعل من المناسب أن يتنبه الأزواج لفكرة مهمة جداً عزف عليها المسلسل التركي «سنوات الضياع» بطريقة ماكرة، وهي عنصر الرومانسية العالية التي يتعامل بها أبطال المسلسل بشكل مبالغ فيه، إذ يقدم وجبة لحياة زوجية عاطفية تبدو شرعية، بينما هي وهمية و غير حقيقية، فتكشف الواقع السيئ الذي يتعامل به الأزواج مع زوجاتهم في فنون الرسائل القلبية والكلمات والتصرفات الذوقية،.. فالمرأة تحتاج أشياء أخرى أكثر وأهم من المال والملبس والمأكل والفسحة، ويجب أن يتعلم الأزواج ذلك حتى لو تطلب الموضوع دخولهم في دورات تدريبية تقدم حالياً عبر بعض المراكز المختصة مثل مراكز التنمية الأسرية.
ومن الطريف أنّ إحدى الزوجات في مدينة جُدة طلبت من زوجها أن يعاملها تماماً مثل البطل مهند أو يطلقها، فاختار الزوج الحل الأسهل وهو الطلاق!
أيضاً أدعو مراكز الرصد الاجتماعي لرصد الظاهرة وتتبعها وعدم دس الرؤوس في الرمال، فالمسلسلات أثّرت في المجتمع، ولا يمكن للمربين والمحافظين أن يكتفوا بدور المتفرج على السقوط من دون تقديم أي بديل ويتبع قاعدة أخف الضررين، والاكتفاء بالتحذير والخطب والمحاضرات والمؤلفات التي لم تجد نفعاً ملموساً في الواقع المشاهد!

الخميس، يوليو 24، 2008

ضرب الحكماء

ضرب الحكماء
Exclusive خاص بالمدونة
والله مصيبة صراحة ما وقع الأسبوع المنصرم لشاب بحريني عانت آخته من ألم بالسن
فكالعادة ذهب الشاب بأخته للمستشفى وبعد انتظار طويل في غرفة عيادة الأسنان والأخت تتوجع وتتألم ثم يدخل بها على ذلك الدكتور ، وبنظرة سريعة وثقة زائدة وتعالي على المريض ومرافقه ودون سماع بقية الوصف و اعتبار أن المريض عاجز حتى عن تحديد مكان الألم وأن النظرة السريعة والخبرة والدراية كافية جدا للحكم على موضع الألم وتاريخه وطريقة العلاج وأحيانا اختيار وسيلة العلاج الأسهل وفي أحيان يقوم بعض الأطباء خاصة العاملين في مستوصفات ومستشفيات خاصة بتحميل المريض أعباء مالية لا داعي لها مثل طلب تحاليل وتصوير أشعة وأدوية كثيرة وبعضها أثمانها مرتفعة لا لشيء إلا ليرتفع هامش الربح عند مالك المستشفى .
بعد الكشف السريع قرر الطيب ( الحكيم ) خلع السن المؤلم و إراحة المريضة من ذلك الألم ، ومعروف عند الجميع ألم السنّ ، حيث إنّ ألم الأسنان ووجعها يمنع النوم ويعكر المزاج ويحرم المريض من الأكل والشراب وحتى الكلام ، الحكيم صاحبنا بادر لإجراء عملية خلع السن المزعج سبب المشكلة والألم الكبير ، وبمعالجة سريعة من الأدوات التي يحملها قام بخلع السن بمهارة عالية ، ونجحت العملية ووضع القطن وطلب من المريضة إغلاق الفم . المريضة بدت تشير لأخيها وعيونها طارت من مكانها وبصعوبة فهم الأخ الموقف واستوعب الحدث الذي حصل حيث ارتكب حكيم زمانه خطأ فادحا وخلع سنا سليما مجاورا للسن السليمة وكانت عقوبته الخلع مع أنه بريء ولم يرتكب شيئا كل جريمته أنه وقع مجاورا للسن المزعج وأن مصيبة حلت عليه وساقته إلى ذلك الحكيم الأحول .
وكما قالت العرب : غيري جنا وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم
أو كما قال الشاعر الذبياني : لكلفتني ذنب امرئ وتركته كذي العرّ يكوى غيره وهو راتع
ولمن هم بعيدون عن الأبيات العربية الفصيحة والتصقوا بشعراء المليون أقول توضيحا للبيت أن الشاعر يقصد الجمل المصاب بالجرب حيث يعمد الجمّال لكي ( أعني عملية الكي المعروفة ) بقية الجمال حتى لا يعديها فهم لم يعملوا شيئا وليسوا مرضى ومع ذلك يكوون .
المهم طبيبنا أسقط في يده وتلخبط وضاعت علومه ، والأخ البحريني حضرت شياطينه كلها وعبر عن غضبه بضرب الطبيب الأحول .
نعم الخطأ لا يعالج بخطأ والسلوك الذي تعامل به المريض أو مرافقه خطأ ، ومازالت البحرين تسجل ارتفاع وزيادة في حالات تعدي المرضى والمرافقين على الأطباء بالضرب ، حتى أنها أضحت مشكلة تدق ناقوس الخطر لوضع أنظمة ولوائح تعالج مثل هذه السلوكيات غير الحضارية التي يتعامل بها بعض المرضى ومرافقيهم .
في مدريد عاصمة أسبانيا تزايدت حالات تعدي المرضى على الأطباء بشكل ارتفعت عندهم الأصوات التي تنادي برفع العقوبة إلى خمس سنوات سجن ، حتى تحفظ مكانة الأطباء والعاملين والعاملات في الحقل الطبي ، الغريب أن المواقف التي يصطدم بها المرضى مع أطبائهم أحيانا لا تصل لمستوى المضاربات ورفع الأصوات والتهجم والتعدي بالألفاظ النابية أحيانا فمن مثل المشكلات مشكلة الاختلاف على طريقة الكشف أو الاختلاف على طريقة التعامل والدواء الموصوف ، ومن أطرفها مشكلة الإجازة المرضية حيث لا يكتب الطبيب إجازة مرضية أو تكون أقل مما يتوقع المريض فيبادر للتهجم على الطبيب ! والشيء بالشيء يذكر التقارير الطبية والإجازات المرضية غير المستحقة من قبل الموظفين والموظفات أضحت هاجسا مزعجا لأصحاب العمل ، وفي بريطانيا مؤخرا تكاثرت إجازات الموظفين غير المستحقة حتى تزايدت الخسائر وهدر ساعات العمل اقتصاديا خاصة بالنسبة للشركات والمؤسسات الصغيرة فمجرد أن تخرج الشمس وترفع درجة الحرارة خاصة في اليوم الذي يسبق أو يتبع الإجازة الأسبوعية ، ترتفع أعداد الغياب والإجازات المرضية التلاعبية حتى أن بعض الشركات تفكر جديا في تركيب جهاز كاشف الكذب .
يحدثني مدير مدرسة عمل لديه شقيقان ، وفي يوم أربعاء تغيبا سويا وأحضرا له إجازة مرضية من مستوصف خاص ومن نفس الطبيب وبنفس الأعراض والوصفة ( التهاب في مجرى البول ) ، فيما تأكد عنده بمصادره الخاصة أنهما كانا في رحلة استجمامية لمملكة البحرين ، فيقول أنه ذهب للطبيب وزاره في عيادته وعرض عليه التقريرين الصادرين من عنده ، واكتفى بالنظرات الاشمئزازية على التقارير التلاعبية التي لم تراع أمانة المهنة .
عودة على مشكلاتنا مع الأطباء والعاملين في الحقل الطبي أن بعضهم يرتكب حماقات عالية تستحق أقصى العقوبات مثل ما حدث في مستشفى حكومي بالأحساء اشتكت عليه المريضة بأنه تحرش بها وتغزل في محاسنها وقامت بإخبار زوجها وصارت قضية طويلة وبعد ذلك تم الحكم ببراءة الطبيب ، وعودته للمارسة عمله بالمستشفى ولمواصلة مغامراته مع مريضات أخريات .
وفي جدة وقعت كارثة طبية وسبة عالية بقيام طبيب بخيانة الأمانة بتقديم أدوية وعلاجات غير مرخصة وسبب إدمان كثيرا من المريضات على الأدوية وكبدهن خسائر عالية من جراء شراء الدواء المصيبة الذي يخدر المريضة ويقوم بالتحرش بعد ذلك بالمريضة وهي غائبة عن الوعي .
وبعد ثبوت القضية عليه حكمت عليه المحكمة بعشر سنوات سجن وبعد العقوبة يطرد ولا يسمح له بمزاولة المهنة الشريفة التي خان أمانتها .
مثل هذا الطبيب وغيره من الحالات الشاذة تستحق أقسى العقوبات ، ولا نتفق أبدا من تصرفات الضرب الانتقامي بل نفضل الاحتكام للقوانين واللوائح والمحاكم الشرعية .

الخميس، يوليو 17، 2008

تصبح على خير


تصبح على خير
نشرت في جريدة الحياة عدد يوم الأربعاء 16-7-2008 وهذا هو النص الأصلي للمقالة حيث ننشرت في الجريدة بمصطلحات التطرف وهي لم ترد هنا
رفعت وزارة التربية والتعليم هذا العام ميزانية المراكز الصيفية لتكون أقرب للمعقولية من حيث قدراتها على تنفيذ مناشط جاذبة للطلاب ، ورفعت معها أيضا مكافآت العاملين في المراكز الصيفية من ألفي ريال إلى أكثر من ثلاثة أضعاف بحيث تصل مكافأة مدير المركز هذا العام لـ ستة آلاف وثلاثمائة ريال وهو رقم جاذب للكوادر والطاقات من ذوي الخبرات في إدارة مثل هذه المناشط ... منذ أحداث 11 سبتمبر والأحداث الإرهابية والهجمة الكبيرة على المراكز الصيفية والعاملين فيهاأودت بكثير من المناشط وأتت حتى على مسماها وغيرتها إلى نوادي صيفية ، بل وجعلت الوزارة تتخذ مزيدا من الإجراءات بالتعاون مع جهات أخرى في اختيار النوعيات التي تشارك في هذه المراكز والتأكد من سلامة الفكر ، لكن لا تزال تلك النوادي ومنذ ذلك الحين وبأي زيارة لأي مركز من تلك المراكز والصبغة الدينية غالبة عليها من منظر اللحى والثياب القصيرة وابتعاد شبه تام من عموم المعلمين المصنفين بالعاديين غير الموسمين بسمات الالتزام ، وعلى الرغم من الحوافز التي قدمت سابقا مثل الإجازات والمكافآت إلا أن المراكز لا زالت حتى اليوم يغلب عليها المتدينون الذين يقبلون على المراكز من منطلقات دينية وتطوعية حيث لا تشكل لهم الإجازات ولا المكافئات إلا قيمة ضعيفة .
وبالتالي أرى أن من الأسباب التي جعلت الوزارة تضاعف مكافئات العاملين في المراكز الصيفية والمشرفين هو محاولة جادة لتقنين العمل وضبطه بالحضور والانصراف والعدد والاختيار الجيد والمحاسبة وترغيب شريحة كبيرة من المعلمين للانخراط في مناشط النوادي الصيفية حتى يقع التنويع الطبيعي الموجود في المجتمع بدل من كون النوادي مصانع منتجة لمتدينين جدد من الطلاب
شدني تصريح عضو مجلس الشورى الزايدي الذي يقول إن عددا قليلا من الطلاب الذين ينخرطون في المراكز الصيفية ويستفيدون من خدماتها بدليل أن أعداد المسجلين فيها لا يتجاوزون في كل عام العشرة بالمئة من مجموع الطلبة ويبقى دور كبير على الأسرة في توفير مناشط أخرى تشغل وقت الطلاب .
فئة كبيرة من طلبة المدارس يهاجمها الفراغ والبطالة والتسكع غير الهادف وتقع تحت سيطرة شبه كاملة من المغريات المتنوعة التي لا يبني أيا منها ثقافة ولا مهارة بل يهدم مقومات التربية والوطنية التي بنيت خلال عام دراسي كامل
ومتى يبلغ البينان يوما كماله إذا كنت تبينه وغيرك يهدم
تتكسر طاقات الشباب أمام الفضائيات وألعاب الفيديو وربما بعضهم يقع فريسة أصحاب السوء الذين يجرونهم نحو الهاوية ومع قدوم الإجازات المدرسية يتحمل رجال الأمن عبئا إضافيا من مشكلات كثيرة بل ويدخل السجون نوعيات جديدة ما هي إلا ضحية الإجازات والفراغ وضعف الرقابة الأسرية .
واقعنا لا يبعد كثيرا عن واقع كثير من الأمم والشعوب من هذه الإذاية الكبيرة من الشباب وتسكعهم ... هناك في بريطانيا عمدوا إلى مشروع عبارة عن حملة توعية وإجراءات عنوانها تصبح على خير فبعد التاسعة مساء يكون هناك حظر تجول للشباب وتشجيع لهم على النوم المبكر بدل السهر إلى الصباح الباكر وتوالد الكثير من المصائب والجرائم جراء فراغهم وتسكعهم ... اسألوا رجال الشرط والدوريات الأمنية عن عدد البلاغات والشكايات التي تصل لهم من جراء حوادث السرقات والتفحيط والتجمعات أمام الأبواب والمعاكسات وغيرها من انفلات أخلاقي ما يجعل رجال الشرط في أزمة جديدة اسمها أزمة الإجازة الصيفية حيث يتحمل رجل الأمن دور الرعاية والمراقبة والتوعية والتربية وكأن مهام الدنيا كلها جعلت على عاتق رجل الأمن وتخلصت الأسر من كل مسؤولية تجاه أبنائها خاصة فئة المراهقين الذين تركوا تماما بحجة أنهم كبار ولا يجوز أبدا أن نخضعهم تحت الرقابة وعلينا فقط أن نتلقى المشكلات ونعالجها .
كم نحن محتاجون لأدوار وحملات شبيهة بمثل تلك الحملة نمارسها على أولئك الشباب لحمايتهم من أنفسهم وشدهم نحو تقديم أدوار أفضل لأنفسهم ولمجتمعهم يقول الدكتور العلامة محمد النجيمي الشيخ صاحب الحس الأمني العالي جدا أن رجال مكافحة المخدرات البواسل يضبطون كميات كبيرة من المواد المخدرة بكميات مهولة ، ما يجعلك تصل وبسهولة جدا لافتراضية مفادها أن شباب هذا البلد مستهدفون من مروجي هذه الآفات لأسباب عدة ، وإن فرص ترويج تلك المواد تكبر في الإجازات الصيفية بحكم الفراغ والسهر وضعف الرقابة الأسرية
في لقاء قصير جمعني مع فضيلته تحدث عن أفكار ومشاريع أمنية رائدة قد ترى النور قريبا مثل الشرطة المجتمعية ، وأن مثل هذا المشروع لو تفاعل معه المجتمع بطريقة صحيحة لوقع به خير كثير من حلول بسيطة وسهلة لمشكلات بل ووأد مشكلات تربوية ونفسية قبل وقوعها بطريقة الحلول الذكية التي تأتي بالتأثير الاجتماعي من جار وشيخ قبيلة وعمدة حي وإمام مسجد وهيئات اجتماعية أخرى ، مقتنع تماما أن الحل ليس بالسهل وأن المشكلة المعقدة يجب أن تتظافر لها جهود عدة من الأسر والتوعية والاستنفار الأمني والشرطة المجتمعية والنوادي الصيفية والأنشطة الاجتماعية الجديدة الأخرى من نوادي التنمية الاجتماعية والنوادي الرياضية والمؤسسات والمنظمات والمراكز ومعاهد التدريب .
وفي مدينة الدمام يقع مبنى ضخم رائع في شكله وخدماته ومسماه يحمل اسم أمير المنطقة الشرقية باسم مركز الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب يقدم خدمات جليلة وعظيمة للشباب كم أتمنى أن يصل صوتي له بمطلب عمل مركز شبيه به في مدينتي الأحساء فهو بحق معلم حضاري وخدمي رائد يعكس رؤية ثاقبة لسمو أمير المنطقة الشرقية حفظه الله وسدد خطاه

السبت، يوليو 12، 2008

المخيمات الشبابية والدعوية



المخيمات الشبابية و«الدعوية»
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 09/07/08//
تنتشر في الصيف المخيمات الدعوية التي تقيمها جهات عدة تشرف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على معظمها بحسب التنظيمات الخاصة بإقامة مثل هذه الفعاليات، لكن المهمة والدور المطلوبان منها هو الإشراف للحد من المخالفات، خصوصاً أن المخيم عبارة عن تجمع شبابي كبير من المحتمل اختراق بعض المتشددين فكرياً لنظامه الأمني واستغلال منبره والحديث المباشر للشباب بطريقة التقسيم والتصنيف للمجتمع، كما حصل في أحد المخيمات الدعوية من حديث مباشر لأحد المشايخ من تهجم وتعدٍ مسجلين وموثقين على بعض الشخصيات أو بعض الصحف، وهو أمر ما كان ينبغي أن يحدث!
لقد أدرك ولاة الأمر مدى الحاجة الماسة لتوفير مثل هذه المخيمات، ووضع برامج تثقيفية وترفيهية بها طيلة فترة الإجازة الصيفية، ما جعل الأسر غير القادرة على نفقات السياحة الخارجية، أو نفقات الانتقال إلى الأماكن السياحية الداخلية البعيدة عن مدنها أو قراها وهجرها تتجاوب معها وتقصدها والمشاركة في فعالياتها، بدليل حضورهم مختلف فئات المجتمع التي تملأ سياراتها الكثيرة الفضاءات حول المخيمات الشبابية طيلة الأيام والليالي التي تشهد نشاطات دعوية أو ترفيهية.
أعود مرة أخرى للحديث عن علاقة وزارة الشؤون الإسلامية بتلك المخيمات لأنقل حديثاً للدكتور توفيق السديري وكيل الوزارة عن هذه المخيمات، إذ يقول: «إن المهاجمين لهذه المخيمات الدعوية أحد شخصين، إما جاهل بحقيقتها لا يعرف أن هذه الملتقيات خاضعة للإشراف والمتابعة الدقيقة، ويشرف عليها نخبة من الأخيار، وإمّا شخص في قلبه مرض، يتبع شهواته ولا يريد الخير لمجتمعه ولا لأمته».
هذا الدفاع الرائع من وكيل الوزارة عن هذه المخيمات كان ينبغي أن يتبعه دور أكبر في رعاية ودعم ومساندة أكبر من الوزارة لمثل هذه الملتقيات، بحيث أنها تتطور وتتحسن في خدماتها لتحقيق أعلى طموحات المترددين عليها وزائريها، ولا تكتفي الوزارة بدور يشبه رقابة البلديات للمحال التجارية رصداً للمخالفات من عدمه... وكنا نأمل من الوزارة أن تدعم أنشطة تثقيفية وترفيهية تتكامل رسالتها مع رسالة «كن داعياً»، وهو ما قدم خدمة كبيرة لفكرة المخيمات الدعوية، إذ تخللت المعارض المحاضرات والندوات بمشاركة الجهات الخيرية والمؤسسات الدعوية.
ولعل الدور المطلوب من المؤسسات الأهلية والقطاع التجاري نحو هذه المخيمات لتعزيز دور وجهود الوزارة هو المبادرة إلى خدمة هذه الرسالة الحضارية الراقية التي تقدمها المخيمات لملء فراغ أوقات الشباب أثناء الإجازة الصيفية، من حيث التبني والرعاية والدعمين المادي والمعنوي كخدمات مساندة، وألا يقتصر دور هذه المؤسسات في القطاع الخاص على الأنشطة السياحية العامة التي تغفل الجانب الدعوي والفكري التثقيفي، وتكتفي بالأنشطة الترفيهية، ولا يعني ذلك التقليل من أهمية الجانب الترفي للعوائل التي ترتاد تلك المخيمات، ولكن المقصود هو أن يكون الترفيه أحد الأنشطة التي يقدمها المنظمون للمخيمات... وينبغي على شركات ومؤسسات القطاع الخاص أن تراجع مواقفها السلبية في الغالب بعدم المشاركة في البرامج والأنشطة الاجتماعية، حتى تنتهج سياسة أكثر إيجابية تسمح لها بالمشاركات الفعالة في خدمة المجتمع الذي تنتمي إليه، وتكسب من تعامله معها الأموال الكثيرة، والأرباح الطائلة بأن تضع تلك المخيمات الشبابية من ضمن برامجها - إن وجدت - المستفيدين من محفظة النقود الخاصة بتمويل الأنشطة المتنوعة والمشاركة فيها بما يبرز اهتمامها بدعم وترقية الفعاليات الشبابية.

السبت، يوليو 05، 2008

الله يرخص الحديد

قالها المليك: «الله يرخّص الحديد»
عبد المنعم الحسين جريدة الحياة - 05/07/08//

قالها بكل عفوية وبروح مرحة عند افتتاح أحد المشاريع الصناعية الكبيرة أثناء زيارته المباركة للمنطقة الشرقية، وبالتحديد في مدينة الجبيل الصناعية، إنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عبارة هزت قلوب الحاضرين خلال حفلة تدشين المشاريع، وكانت تعبيراً عن معايشة ولي الأمر لهموم الشعب، وإدراكه لما يقض مضاجع مواطنيه، ويعطل حركة تحقيق أحلامهم... فعلى رغم أن الشعب السعودي يهنأ بنعمة الموازنة الضخمة والمشاريع التي تنطلق هنا وهناك في كل شبر من أرجاء الوطن للقطاعين الحكومي والخاص - بفضل الله ونعمه العظيمة - ثم بفضل توجه القيادة الرشيدة نحو التوسع في إنجاز مشاريع البُنى التحتية والتطويرية للبلد، يعاني «الشعب» من ارتفاع أسعار مواد البناء في ظل أزمة مساكن قائمة، وتزداد الحاجة لتنفيذ مشاريعها.
فالقفزة الكبيرة أو ما يصطلح على تسميتها بالطفرة الثانية غيّرت من موازين الأسعار بشكل أربك جهابذة الاقتصاد بعد أن انطلق مارد الغلاء والارتفاعات المتوالية في أسعار السلع الضرورية، على رغم محاولات كثيرة ومشكورة من ولاة أمرنا لاحتواء الآثار السلبية للغلاء بالزيادة في الرواتب لموظفي الإدارات الحكومية، وما تبعها من مؤازرة من بعض جهات القطاع الخاص، والدعم المباشر لكثير من السلع مثل الشعير والحليب والأرز ما يكبد الدولة بلايين من الريالات كل ذلك بما يكفل المعيشة الكريمة لأبناء الشعب.
لكن وعلى رغم كل تلك الجهود التي تقع بطريقة الحلول المتعددة إلا أنه وكما يبدو أن هناك جشعاً وتجارة غير شريفة تسعى لتحقيق أعلى معدلات الأرباح، حتى ولو كان ذلك بطرق ألاعيب سوق الأسهم، تلك الألاعيب التي تتوالي حلقاتها في مسلسل لا ينتهي بينهم وبين وزارة التجارة، ما جعل التحدي الكبير أمام وزير التجارة الحالي هو معالجة الارتفاعات المتوالية في الأسعار والسيطرة عليها بالنسبة لسلع حيوية، إلا أنه يظهر جلياً أن شيئاً من ذلك لم يحصل!
«الله يرخّص الحديد»... نعم أو آمين، فكثير من المواطنين تعطلت أحلام حصولهم على مساكن خاصة بهم حتى بعد الانتظام في صرف قروض جديدة من بنك التنمية العقارية، وبعضهم يصله الدور بعد أكثر من 15 سنة انتظاراً، ولكن ومع هذه الارتفاعات العالية في أسعار مواد البناء، خصوصاً الحديد، يسقط في يده لأنه إذا تسلم القرض الآن وبدأ في الإنشاء، سيضطر للتوقف في ربع أو منتصف الطريق على الأكثر، وبالتالي يتمنى أن يستفيد من ميزة تأخير تسلم القرض حتى تنخفض الأسعار.
شخصياً - ويشاركني الكثيرون - نعضّ أصابع الندم حالياً على تأخيرنا مشروع البناء الخاص حتى بقروض مصرفية عالية الفوائد سواء عادية أو من مصارف تتعامل وفق الشريعة الإسلامية، حتى أن تلك الفوائد وجسامتها أرحم من الارتفاعات الحاصلة حالياً في الأسعار التي عطلت المشروع جملة وتفصيلاً وجعلت فكرة البناء أو الشراء فكرة بعيدة المنال حتى في ظل الحصول على قروض التنمية العقارية التي تقوم على فكرة القرض التعاوني الحر بشكل كامل من الفوائد التي تتحصلها المصارف عادة حتى لو كانت منخفضة.
البعض اقتنى منزلاً عن طرق التمويل المصرفي، وعلى رغم الفوائد العالية التي تقاضاها منه المصرف إلا أنه وبعد سنتين من سكنى المنزل استطاع أن يبيعه وبأرباح، ويبدو أن النصيحة الاقتصادية التي تقول تخلص من الأوراق النقدية حالياً ربما تكون نصيحة ذهبية أن تتخلص من أموالك نظراً لأن بقاءها عندك لا يعني إلا شيئاً واحداً فقط وهو ضعف قيمتها الشرائية، وتآكل رأس المال في ظل عجز ذلك الرأس المتدلّي عن تحقيق متطلبات حامله، ومن بين أهمها السكن الخاص، فالسيولة العالية في السوق أسهمت وبشكل كبير في التضخم الحالي في الأسعار، ناهيك عن تأثرنا بأوضاع السوق العالمية التي تشهد هي الأخرى ارتفاعات في أسعار السلع والمنتجات.
أمل يحدو الكثيرون - والأمل بالله تعالى كبير ثم بحكومتنا الرشيدة - أن تنجح بعض الأفكار والمساعي، مثل موازنة السوق وبعض أفكار موازنة الصرف على المشاريع الإنشائية الحكومية التي تعطل وتوقف تنفيذ البعض منها بسبب الارتفاعات الحادة في سوق مواد البناء. أتذكر بمرارة خطوات اتخذت سابقاً لمنع التصاريح بإنشاء مصانع وشركات للأسمنت، وكانت قرارات لم تحسب حساباً للظروف الحالية من شح الأسمنت، ومنع تصديره، وكانت العلة لمنع تلك التصاريح هي الخوف من انهيار سوق الأسمنت ودخول الأسمنت في دائرة حرب أسعار خطرة قد تضر بتلك الصناعة... ونتساءل اليوم هل: كان قرار المنع مجرد خطأ تقديري؟
لا بد أن نتفاءل ونعيش الفأل الطيب، وبالتالي نتابع الأخبار والأنباء كل يوم أملاً في أن تسهم إجراءات منع تصدير الحديد «المجنون» والأسمنت «المتخفّي»، وكذلك السماح باستيرادهما مع رفع الجمارك عنهما، بل حتى لو لزم الأمر تقديم الدعم المباشر لهما وتتبع الممارسات الخاطئة، وفضحها من نوع الاحتكار والتخزين وغيرهما، وأخيراً نردد ما قاله خادم الحرمين «الله يرخّص الحديد».