الثلاثاء، أبريل 29، 2008

زوجتك أجمل في 20 يوما!





اكتشف جمال زوجتك في 20 يوماً!
عبدالمنعم الحسين جريدة الحياة - 29/04/08//

في كوريا أجرى عدد من الباحثين دراسة على مجموعة من المتطوعين للعيش في جزيرة نائية بمنأى عن مشاهدة جهاز الرائي أو ما يعرف بالتلفزيون، رغبة من الباحثين في رصد سلوكيات الناس حال ابتعادهم عن متابعة مشاهدة هذه الآلة التي سحرت أعين الناس وأسرتهم فأدمنوا عليها، بحيث كل منزل يحوي عدداً من الأجهزة، وليس جهازاً واحداً وربما كان عدد تلك الأجهزة يفوق عدد أفراد الأسرة، خصوصاً أن موديلات هذه الآلة تتطور وتتغير وأسعارها مناسبة جداً وأعطابها تكاد تكون معدومة، فمعظم شاشات التلفزة المهملة داخل المنازل صالحة للاستعمال، وليس بها أي عطل في الغالب... ولكن الرغبة في اقتناء الجديد والكبير تجعل الناس يقتنون المزيد والمزيد من هذه الآلات، وربما كانت هناك حمى شراء مع بعض المناسبات الخاصة مثل منافسات كأس العالم، ما يجعلها تتكدس في المنازل.
أجدك - قارئي العزيز - في شوق لنتائج الدراسة الكورية، وما الذي حصل مع المجموعة المتطوعة بالصيام عن مشاهدة التلفاز لمدة ثلاثة أسابيع، لقد كانت النتائج كثيرة، ولكن ما يعنيني منها هو أن المشاركين كانت حياتهم أغنى على الصعيد الاجتماعي من حيث التواصل والحديث، بل أكثر من ذلك الهدوء والعلاقة الإيجابية، بل عبّر البعض منهم أنه أعاد اكتشاف جمال زوجته من جديد وصار يشعر أنها أجمل، لم نكن نشعر ونحن نشاهد هذه الآلة أننا نمنحها كل اهتمامنا ونور عيوننا، ونحرم بذلك قريناتنا من أبسط حقوقهن علينا وهو النظر إليهن والتطلع إلى محاسنهن!
تتجمل المسكينة وتتزين وتجلس أمام الزوج وهو متوجه بكليته إلى الشاشة ويرفض أن يصرف نظره ولو لحظة عن متابعة مباراته المفضلة أو متابعة أخبار وتحليلات الأسهم وأوضاع السوق، فقط يوضع الشاي أمامه وهو منصرف بكليته نحو الشاشة ومن دون أدنى نظرة إلى تلك المحرومة من أبسط حقوقها كزوجة تنتظر النظرات الحالمة والأجواء الرومانسية ليسرقها ذلك الجهاز!
في مدينة الدمام (شرق السعودية) تذكر إحداهن أن ذلك الجهاز شكل لها جحيماً لا يطاق بعد أيام الخطوبة العسلية، إذ إنها بمجرد انتقالها لعش الزوجية اكتشفت تعلق زوجها تماماً بتلك الآلة والتطلع فيها والانصراف عنها، بل قضى على كل ما تبقى من شخصيتها واعتزازها بنفسها تطلعه الدائم لحسناوات الشاشة الفضية وثناؤه المستمر على جمالهن وغنجهن، ما حطم كل الأحلام الوردية التي كانت تحلم بها وتتطلع إليها، وكانت النهاية سريعة بالطلاق وعودتها إلى بيت أهلها بسبب تعلق زوجها بتلك الآلة!
مأساة كبيرة يحدثها إدمان التعلق بالتلفزيون في حال عدم قدرتنا على التحكم فيه بدل أن ندعه يتحكم فينا ويقضي على البقية الباقية من أوقاتنا القليلة التي نمضيها مع أسرنا، فنحن نسلم أطفالنا من سن الرضاعة لهذه الآلة ونشغلهم في «البحلقة» فيها ونضعها فوق أسرّتهم لمتابعة برامجهم المفضلة بعيداً عن الكبار وبرامجهم المفضلة، ونشترك لهم في القنوات المدفوعة لمشاهدة أحدث أفلام شركات إنتاج المواد الخاصة بالأطفال مثل «ديزني»، ونقتني مواد أفلام محببة لهم ونشغلها لهم في مركباتنا كخدمة انتشرت أخيراً في السيارات العائلية، فلا تكاد تقف في إشارة ضوئية إلا وتلمح ذلك الطفل المبسوط على الآخر وهو يتطلع في تلك الشاشة، وكأننا نرفض أن يبقوا معنا حتى في المركبة نريد أن نعزلهم ونسلمهم لها!
مع أننا نعلم أن بعض الدراسات تذكر وتحذّر من مشاهدة الطفل للتلفاز قبل سن سنتين وتذكر أن مشاهدته قبل اكتمال سن السنتين تؤثر في دماغه وشخصيته، بل وحتى في نمو خلايا دماغه، بل عزت غالبية الدراسات الصحية التي تعنى بالأطفال سمنة الأطفال لمشاهدتهم للتلفزيون، ولارتباطهم به، إذ يقضي على حركتهم ونشاطهم ويسمح لهم بالتهام المزيد من الطعام والمأكولات الخفيفة والعصائر والحلويات، ما يعرضهم للإصابة بأدواء خطرة مثل السكر، مع السمنة!
يجب أن نقنن مشاهدة الأطفال الأصغر سناً بحيث لا تزيد على ساعتين يومياً، حتى نحمي أولادنا من تأثير تلك الآلة عليهم، سواء من الناحية الصحية أم النفسية أم التربوية، وحتى الكبار ينبغي لهم أن يمارسوا رقابة ذاتية بتقليل الارتباط بالشاشة ومتابعة برامج الفضائيات سواء الجادة منها أم الترفيهية أم العبثية الهابطة.
كان من نتائج تلك الدراسة أن المساحة التواصلية بين الأزواج المشاركين تحسنت كثيراً، إذ توافر لهم المزيد من الوقت للحديث الرومانسي والودي، حديث المشاعر، وحديث الروح، لأن دراسة أخرى بينت أن معظم الأزواج يعانون من صمت مطبق في بيوتهم وإذا تحدثوا نطقوا بكلمات مقتضبة لا تزيد على قول كلمات من مثل: نعم، لا، طيب... تحدثت إحدى المطلقات عن مشكلتها مع طليقها وكيف كانت تشعر معه بالجفاف والجفاء والجوع العاطفي، ما سبّب لها معاناة بدءاً من الاختيار غير الموفق إلى الحياة الكئيبة إلى الطلاق، بعد الاتفاق عليه، إذ لا جدوى من الاستمرار بسبب هذا الانفصال الاجتماعي بينهما، بعض الدول شعرت بمشكلة التلفزيون وخطره وصارت تنظم يوماً لمقاطعته والدعوة الجماعية لإطفائه ولو ليوم واحد.
لست أدعو لعدم الاستفادة من التلفزيون لكن الدعوة كما ذكر الدكتور حمود القشعان في أحد برامجه الأسرية الموجهة للمستشارين الأسريين، دعوة للالتفات الأسري، دعوة لنبذ الصمت وتبادل الكلمات الودية بين أفراد العائلة وأهمهم الزوجان، إذ أثبتت دراسة أيضاً أن إدخال التلفزيون إلى غرفة النوم يقلل من فرص العلاقات الزوجية.
ويقول القشعان إنهم في الكويت يعدون لحملة توعية للأسر للانصراف عن إدمان الارتباط بالشاشات، كل الشاشات، حتى الحاسب،

والانترنت والعودة لاكتشاف جمال الطبيعة الأسرية


الخميس، أبريل 24، 2008

التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل


التحرش الجنسي أرقام لم تكتمل
نشرت في جريدة الحياة
كشف تقرير نشرته مؤخرا صحيفة سعودية عن تزايد حالات التحرش الجنسي في السعودية عن العام المنصرم بنسبة تزيد على الضعف ، وهو خبر مزعج جدا في بلد محافظ تقوم الأسر فيه بجهد خارق للمحافظة على سلوكيات أولادهم وبناتهم من الصغر بتوجيه كلمات العيب والممنوع والتأكيد على اللبس المحتشم وعدم الاختلاط وعدم الخروج الانفرادي وغيرها من إجراءات احترازية وفي نفس الوقت تجتهد وتتطوع مجموعات كثيرة من أهل الدين والتعليم في التوجيه والإرشاد وإلقاء المواعظ والدروس في المساجد وطباعة الملاين المملينة من التوجيهات والكتابات في العناية بالحجاب وعدد ليس بالقليل من الأشرطة السمعية ، لماذا ترتفع هذه النتيجة لهذا الحد هل بالفعل هو دور الفضائيات ؟ هل الواقع الاقتصادي له أثر ؟ هل هي البطالة ؟ هل تأخر الزواج والعنوسة والطلاقات ....إلخ .
دراسة أخرى بينت وجها آخر من وجوه المشكلة وهو التحرش الجنسي بالأطفال الصغار وبينت أن من بين كل أربعة أطفال يوجد طفل قد تعرض لنوع من أنواع التحرش الجنسي والمصيبة أن يكون التحرش من طرف من القرابة العليا للطفل ، المشكلة أن يقع التحرش في أماكن يفترض أن تكون بمنآة عن الأفكار السلوكية القاصرة مثل ما وقع مؤخرا من تحرش جنسي متكرر من أحد المعلمين بمدينة القطيف بالمنطقة الشرقية بطفل من جنسية عربية ! أين نأمن على أطفالنا من التحرش إذن ؟ إذا كان المربون المعلمون لم يكن معهم حماية ووقاية من هذا الفيروس المشين ؟
ربما وجود العمالة أيضا له دور في زيادة التصرفات الرعناء من التحرشات حيث ضبطت الهيئات والشُّرط حوادث يكون التحرش واقعا من عمالة بالصغار السعوديين فتيانا وفتيات خاصة في مواقع البقالات وغيرها .. بعض الحالات يكون دور العمالة فيها بشكل غير مباشر مثل المساهمة بفعالية في بيع المنتجات الجنسية وترويج الأفلام الخلاعية والصور في الجوالات وألعاب الفيديو السيئة والمسكرات والمخدرات وفتح شفرات القنوات الإباحية وتوفير بطاقات الاشتراك فيها وقصة لا متناهية خاصة من العمالة الآسيوية ذات الجنسية الإشكالية التي سجلت أعلى معدل للجريمة بين مجموع الجنسيات الأجنبية العاملة في البلد .
أعتقد أن الدراسة لا تكشف حقيقة الأرقام كما هي حيث لا يفصح كثيرا من الأطفال عن الحوادث التي تقع وكذلك الأسر وأيضا انتهاء بعض الحوادث بالتصفيات المباشرة مثل الضرب واللكم وما يصل للقتل .أيضا هناك إشكالية في رصد حالات التحرش حيث إنها لا ترصد أشكالا من التحرش مثل التحرش اللفظي أو النظر أو التصفير أو الإشارات أو الالتصاق أو التلصص أو التصوير وتركيب الصور أو بث الإشاعات ، أو بث التسجيلات الهاتفية أو المس المباشر أو رفع شيء من الملابس وسحب غطاء الوجه أو الإصرار على أخذ رقم الجوال ووضعه في الحقيبة النسائية عنوة أو الملاحقة المستمرة .
المشكلة أنه في السابق كان المتحرش يفعل أعماله خلسة وخفية ومتلثم ويخاف بشدة من كشف أمره والتعرف عليه ومعرفة أهله بذلك ، الآن صرنا نعاني من فئة من الشباب يتحركون بين مناطق المملكة وبحكم أنهم ليسوا في مدنهم فيقومون بأفعال وتصرفات مشينة ولا يبالون بمعرفتهم أو انكشاف صورهم وأسمائهم بل لا يبالون بالتحرش حتى مع وجود المحرم من زوج أو أخ ومستعدون للدخول في شجارات فيما تجرأ من يقف أمام نزواتهم الشيطانية وكل ذلك يتم بشكل بجح من الهزء والضحك الهستيري والحركات غير اللائقة
هل كل ذلك يقع بسبب نقص التربية أو قلة التوجيه أو الاستفزاز الإثاري العكسي الذي يكون من جانب النساء والفتيات بالملابس الضيقة وغيرها لكن لو كان ذلك بالفعل ما بال النساء في الخارج يلبسن ما يشاؤون دون أن يقع التحرش اللفظي أو الحسي معهن بل يجدن كل احترام وتقدير ولا يقع أي تصرف أرعن إلا من القلة ...
نحتاج مع هذه الأرقام والدراسات الصريحة المعلنة أن نبدأ بتوصيف المشكلة وتحليلها وتحجيمها والعمل على توجيه حلول لها حيث إن تزايدها وتناميها لا يبشر بخير والحل دائما في بداية الحل والبحث عن الجذور والقضاء عليها خاصة بالتزويج المبكر والاستثمار في مؤسسات تيسير الزواج والمؤسسات التربوية الأهلية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومراكز التنمية الأسرية والنوادي الاجتماعية والرياضية

السبت، أبريل 19، 2008

مشائخ الغلاف


مشايخ الغلاف
لم تنشر في الصحف

في الثمانينات الميلادية فتحت عيني على المجلات التي تزين واجهات المحلات التجارية والمكتبات بطبعاتها الفاخرة وكانت جميعا تجمع على شكل واحد وطريقة إخراج واحدة وهي عبارة عن ورقة مصقولة بالألوان عليها قيل من الكتابات والعنوانات لأخبار الفن والفنانين والفنانات وأخبار المسلسلات والأفلام ، والجديد في مثل ذلك وستكون خبطة كبيرة لو كان هناك تعليق لفضيحة لواحد أو أخرى من إياهم أو إياهن وتزين كل غلاف من الأغلفة صورة فاتنة من إياهن بكامل مكياجها وزينتها وتسريحة شعرها وليس مهما أن تكون من المشهورات من الفنانات أو الممثلات أو أنها مغيبة مجهولة المهم في كل عدد تقدم صورة جديدة مختارة بعناية وكأن المجلة موجهة للذكور فقط وكأن المادة المنوعة المقروءة في المجلة لا يقبل الناس عليها للقراءة ذاتها وإنما لا بد لها من مقبلات وفواتح شهية بوضع صور احترافية على أغلفة المجلات ، أتذكر تماما أن هناك من كان يجمع تلك الأغلفة بل دخلت غرفة أحد المراهقين وكان جدارها مغطى تماما بصور مقتطعة من هدية العدد التي تكون لواحدة منهن بل وبعضهم يضع له ( ألبوم صور ) بالمناسبة التسمية العربية له مجموعة الصور .
هذا التعلق العالي بالمادة والصورة والجمال الحسي والتركيز على ثقافة الماديات وتكريسها ربما صرنا نجد أثره على الجيل الجديد من الشباب الذي يهاجم من جديد بمجموعة صور أكثر وبدقة أعلى وبجرأة لا حدود لها ويكون حال الشاب المتفكر في خلق الله كما هي حجة البعض المتفيقه والذي يوجه الالتزام بالمثل والتدين لما يريد وحسب هواه ولعل له شاهد من الشعر حيث يقول الأول :
تأمل في رياض الحسن وانظر جمالا صورته يد الإرادة
لن أكمل بقية الشعر لأن الشاعر ربما هو أيضا متأثر بثقافة الصور حيث انعطف بشعره لمستوى غير صالح للنشر ، ولعل في بعض أقوال الحنفية شيء مما يسمح لأولئك المفتونين بالصور لأن يأخذوا راحتهم على الآخر في التملي حيث من يرى أن صور المرأة غير الحقيقية مثل أن تكون في المرآة أو الكاميرا يجوز النظر لها بلا حدود لنظرة أولى أو مستدامة أو نظرة جريئة أو أقل ،عودة على ذي بدء في تلك المجلات التي كرست معاني الصورة وفتيات الغلاف التي كان بعض الدعاة يهاجمها بأنها مجلات ماسونية تهدف لإغواء الشباب وتضليلهم تماما مثل ما فعلوا في أواخر التسعينات حين هاجموا الفضائيات وفي كلا الحالين تمتعنا بمشاركة عدد منهم في المجلات ذوات الأغلفة الفاتنة ولا ندري نشتري المجلة لأن ( سين ) من المشايخ والدعاة يكتب فيها أم لصورة فتاة الغلاف الجميلة التي عليها ، مع الوقت ولله الحمد صارت عندنا مجلات هادفة وموجهة وتحمل قيم أعلى وصارت تسوق نفسها بظهور صورة الشيخ بالبشت على الغلاف وأصبح لدينا مشايخ أغلفة بل وصارت المجلات تلك تتفنن في اختيار صور غريبة للمشايخ ومن زوايا اختيارية خاصة مثل صورة الشيخ وهو فوق الخيل أو الشيخ وهو يقود سيارته الخاصة أو صورة الشيخ وهو يلعب الكرة وهكذا لا يوجد أحد أحسن من أحد ، جلست في الأسبوع الماضي مع الدكتور مالك الأحمد مؤسس عدد من المجلات الإسلامية كما يصطلح عليها فأكد في اطروحته التوجه نحو الصورة وثقافة الصورة .
صور المشايخ لم تعد تطل علينا في أغلفة المجلات كما تناولتها لكن أصبحت هناك ظاهرة جديدة مع سباق الفضائيات وهي بلوحات في الميادين والشوارع تحمل صور حضرات المشايخ للترويج لبرامج يقدمونها أولئك وبنفس طريقة المحاكاة المستنسخة لبرامج حوارية أو إلقائية لعدد من المذيعين ... أصبحت هناك برامج خاصة لشيخ معين متكررة لا يستضاف غيره فيها ... ولن أكرر كلمة أصبح سأقول أمسى نظرا لأن كثيرا من البرامج الدينية تغيرت لتقدم في المساء وفي الساعات المتأخرة من الليل وعلى الهواء مباشرة لن أستغرب أن يكون عندنا برامج سهرة مع الشيخ فلان لن أستغرب أن يكون عندنا برامج يحييها الشيخ فلان وبرامج يتحول فيها الشيخ إلى مذيع ويحمل البرنامج اسمه مباشرة من دون عنوان ذي دلالة غامضة لا تحمل اسمه بل أصبح لدينا قنوات فضائية كاملة خاصة بالشيخ فلان وستتكاثر هذه القنوات كتكريس للتأزم والتعلق والفكر الأحادي والانغلاق المنفتح والثقافة الحدية والاستغلال التجاري الخيري بعقود ذات أرقام فلكية وكله باسم الدعوة قابل للبيع والكسب والتكسب المفتوح .

الخميس، أبريل 17، 2008

الصحيفة التي لا تنام

الصحيفة التي لا تنام
نشرت في صحيفة الحياة في ملحق خاص بمناسبة مرور ثلاث سنوات على الطبعة السعودية




ثلاث سنوات مضيئة .. ثلاث سنوات مشرقة .. ثلاث سنوات رائعة من الحياة الصحيفة التي خاضت التجربة المحلية بالطبعة السعودية وفاجأت الجميع بهذا النفس وهذا الطرح وطريقة التناول لم أكن أتوقع أن تحقق كل تلك النجاحات وبهذه السرعة ، الحياة بالفعل شكلت إضافة على الصحافة السعودية حركت الجو ، قدمت طريقة في تناول الخبر غير معتادة بجرأتها وأسلوب القصة المصورة ، بقيادة مجموعة عناصر غالبهم من الشباب ، لكن الحياة كانت تعمل بنفس وصبر وتخطيط متقن بوصولها لشرائح المجتمع قاطبة وطرح همومهم ومزج المواطن بالمسؤول والحضور اليومي السريع في بؤرة الحدث وتناوله بالتحليل واللقاءات والتحليلات وقراءة ما بين الأسطر واستشراف ما بعده ، بطريقتها التي تنامت معها أعداد التوزيع وأكلت من حصص الصحف اليومية ومن كعكة الإعلانات في مرحلة تالية حققت رؤيتها في أقل من ثلاث سنوات بأن تصبح الصحيفة الثانية في كل المناطق بعد صحيفة القارئ في منطقته ، كانت أكثر الصحف اليومية السعودية نموّا في الإعلان ، أجبرت البقية إلى التغيير في محرريها حجومها ألوانها طريقة تسويقها ما عاد بالمصلحة الكبرى على القارئ حيث ساعدت جريدة الحياة بطبعتها المحلية إلى تطوير بقية الصحف ، بالتأكيد أشعر بالتميز أن أكون قارئا للحياة ومشتركا فيها وأشعر بالتميز أكثر وأكثر أن أكون كاتبا في جريدة الحياة .

الاثنين، أبريل 14، 2008

العنف عند بعض الفتيات..

لعنف عند «بعض» الفتيات...
جريدة الحياة - 14/04/08//

على موقع إخباري أجنبي تابعت تقريراً مصوراً باللغة الانكليزية، يلقي الضوء على الفتيات وممارسة العنف ضد بعضهن البعض، خصوصاً في المدارس والجامعات والتجمعات الخاصة بهن مثل السكن، وغيرها مما يتاح للأنثى بالتحوّل الوحشي القاسي الذي تظهر فيه الفتاة أو المرأة وكأنها تقمصت دور الرجل الشرس... لكي أوضح للقارئ، تكون عندهن حال من التصابي والفتوة والتزعم، بل ربما تكون عندهن حالات تجمعات أو على شكل مبسط من العصابات، تلك المشكلة تثير انتباه المربين والمهتمين برصد الظواهر المجتمعية المستجدة.
ومثلي مثل كل الذين نظروا للتقرير أصبت بالدهشة من شراسة فتاة بدت - كما يقول التقرير - وهى في العشرينات من عمرها تهاجم واحدة أخرى في سنها بالصفعات والعبارات النابية بصوت عالٍ ولكمات، بعدها المصارعة، ثم تطرحها أرضاً وبضرب متكرر على الرأس لو وقع على جسم صلب لهشّمه، التقرير عن العنف المؤلم يرصد لنا توحّش الأنثى وتحوّلها لوحش كاسر في شكل من أشكال أفلام الخيال العلمي التي تصوّر لنا عالماً يجري اختباراته في مختبراته ليخرج لنا بمحلول أو دواء من يسقط عليه أو يتناوله أو يوخز بمادته وتسري في دمه يتحول إلى مسخ يدمّر ويتلف كل شيء حوله، مثل هذا المنظر من المشاهد العنيفة التي ظهرت بها الفتيات في ذلك التقرير، وكأنهن تناولن شيئاً من تلك المواد المختبرة الخطرة!
وبحكم العولمة والتعولم يتسرب كثير من المظاهر والأشياء التربوية والاجتماعية وتنتقل وتعدي مثل انفلونزا الطيور أو جنون البقر، لأن المرأة تحولت فيه فجأة من ذلك المخلوق الوديع مثال الرحمة والشفقة والرقة والحنان والمخلوق الذي تغنى به الشعراء غزلاً، ومدحاً في جماله ودلعه وغنجه، فجأة تخلع كل تلك الأوصاف وتصبح بتلك الشراسة!
لا أخفيكم سراً فقد سرت فيّ قشعريرة ودهمني رعب لا على نفسي ولكن على صغيراتي حينما يتجهن لمثل تلك التجمعات، ويقعن لظرف أو آخر تحت رحمة فتاة مسخ مثل تلك، إنه شيء خارق للعادة، حمى الله صغيراتي «جواهر» و«حسن» وكل غالٍ عليكم وقريباتكم وبنات المسلمين من كل سوء ومكروه آمين.
ربما بعض المسلسلات الخليجية الجريئة تناولت بعض مظاهر المشكلة خصوصاً في التحرشات الجنسية، وطريقة الملابس وترك الزينة، لكن بوق الخطر جاء ينفخ فيه أحد أولياء الأمور الخائفين ليحكي لي عن موقف مرعب حصل لفتاته، جعلها تكره المدرسة وتخاف منها وترفض الذهاب إليها لوجود نوعية من تلك النوعيات المتوحشة من الفتيات في المدرسة التي تدرس بها ابنته... إذ لم يحصل لها غير تخويف وتهديد بأن تنضم لهن وتنفذ أوامرهن وإلا فسيفعلن بها وسيفعلن ما يؤلمها، ما جعل تلك المسكينة تخاف ويفقد وجهها صفاءه ويتبدل بالشحوب والخوف والرعب من هول ما رأت من تلك الزمرة من الفتيات!
عقب مشاهدتي لذلك التقرير، تذكرت ذلك الرجل وما حكاه عن موقف ابنته وما حصل معها... لكن حوادث أخرى نقلتها لنا الصحف المحلية من حمل بعض الفتيات لمواد صلبة في حقائبهن، أو هواتف بكاميرات للتصوير والتهديد به، أو تبادل مواد غير لائقة وحركات مرفوضة ومواعيد لقاءات وتبادل أرقام هاتفية وصور لشبان، أو مشاهير، وعناوين لمواقع مريبة على الشبكة العنكبوتية، وكتابة رسائل متبادلة بينهن، وأحياناً رسائل على جوالات بعض معلماتهن تحوي كلمات فاضحة، ما يجعل بعض المعلمات يقعن في حرج من تلك العناصر الغريبة الموجودة في محاضن تربوية يقع فيها مثل ذلك التهديد، وذلك الإجرام في حق بريئات، مثل ما وقع من طالبة تهجمت على معلمتها بشكل وحشي، شدت شعر تلك المعلمة الفقيرة وأسقطتها أرضاً، وانهالت عليها بالصفعات والضربات والركل والتشويه بالعض و«التخميش» بالأظافر الخشنة الطويلة، التي كأنها لم تخلق ولم تعد إلا للأغراض الهجومية، ما عجزت معه كل وسائل تلك المعلمة الدفاعية، على رغم أن الهجوم الشرس حصل لتلك المعلمة في ساحة المدرسة وبمقربة منها عدد من المعلمات حاولن جهدهن لتخليص زميلتهن من تلك الفتاة المتوحشة، وعبثاً ذهبت محاولاتهن هباءً... فهناك قوة غريبة كقوة المصارعين الذين يظهرون لنا بالشاشة، كمخلوقات غريبة لا تجدي معهم كل محاولات التخليص العادية لتقع تلك المعلمة صريعة مغشياً عليها من المفاجأة ومن سيل اللكمات والضـربات الشرسة جداً!
هؤلاء الفتيات المتوحشات اللاتي ظهرن في التقرير، مجرد أمثلة لنماذج غير مألوفة من جنس الفتيات عندنا، وأنا لم أشر إلى الحالات الكثيرة التي تشهدها دور الرعاية الاجتماعية للفتيات، وفي المستشفيات، وفي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولدى الشرطة، وفي السجون فهي أشد وأنكى!
المطلوب أن نحاول رصد هذه الظاهرة الغريبة ونتقصى أسبابها ودوافعها لنعمل على وأدها، خصوصاً أن بعض الحالات تظهر فيها روح الجريمة المنظمة، أو شكل العصابات التي من جنس الإناث فقط أو «المختلطة» من الجنسين والعياذ بالله.


الخميس، أبريل 10، 2008

البحث عن هيفاء وهبي




البحث عن هيفاء وهبي !
لم تنشر في الصحف

محرك البحث الشهير قوقل يقدم خدمات أخرى ربما تكشف عن أسرار الشخصية والتفكير والاهتمامات ، حاليا بحكم أن بريدي وملحوظاتي ومدونتي وصفحتي ومواعيدي على مواقع استضافات خاصة بهذه الشركة فأظن أنها تعرف عني أكثر مما أعرفه عن نفسي ، بطريقتنا وباختيارنا نسلم معلوماتنا لغيرنا ، ربما أقرب الأقربين منا من أب أو أخ أو زوجة لا نعطيه كل هذه المعلومات عن أنفسنا .... هذه الطريقة العجيبة التي تحايلت بها علينا تلك الشركة الأمريكية وأخذت منا أكثر مما تستطيع أن تستنطقه منا كل أجهزة الاستخبارات والتحريات !

أحدهم صوّر برسم كاريكاتوري التطوير الذي قدمته مؤخرا لكاميرات برنامج الصور الفضائية وخدمة شارع قوقل وتمكنها من التقاط صور مقرّبة أكثر تستطيع معها تبين الوجوه وأرقام لوحات السيارات وتتجدد هذه الصور بتحديث شبه يومي وقد عملت الخدمة بالفعل في الولايات المتحدة وجاري تعميمها بقية دول العالم ومن دون استئذان من أحد ومن دون إقامة أي اعتبار للشكاوى الكثيرة التي وردت إلى الشركة من اختراق الخصوصية ... أبعدت كثيرا في وصف الخدمة لكن لتقريب المشهد لدى المتلقي والقارئ الكريم وأعود للرسمة التي ذكرتها حيث صوّر فيها شخص قام بضرب عدد من الأغطية الخشبية بشكل عشوائي على نوافذ المنزل خوفا من تلصص خدمات قوقل المتاحة لكل أحد . ربما ستشكل لنا تلك الخدمة مشكلات اجتماعية جديدة أكثر بكثير من مشكلات البلوتوث والرسائل المزعجة على جوالات المحارم التي أحدثت ضربا وتوبيخا وخصومات وطلاقات و ... إلخ من مشكلات أحدثتها التقنيات الحديثة ولعل دراسة نشرت مؤخرا في أكثر من وسيلة إعلامية بينت أن الانترنت والجوالات تسببت في رفع الطلاقات في السعودية بشكل ربما هو غير مباشر لكن هذا ما قالته الدراسة ونتائجها .

ومن هذه الدراسة ونتائجها أدخل إلى دراسة بينت حسب الدول العربية والإسلامية ما الكلمات التي يكثر الباحثون كتابتها في شريط البحث في الموقع بيت القصيد قوقل الذي يتربع على عرش محركات البحث العربية والأجنبية ولا يزال يحقق زيادات على حساب بقية المحركات

و يكشف وبدون أسرار أن أكثر الكلمات التي يبحث عنها رواد الانترنت العرب من الدول العربية هي أسماء الفنانات أمثال هيفاء وهبي ونانسي عجرم وأسماء الأغاني وما شابهها ما يعطي تصوّر سلبي عن استخدمات الانترنت عندنا وما الأشياء التي يستغلها المواطن العربي فيها ويتجه للبحث عنها في الشبكة العنكبوتية وهو سوء استخدام وقلة حيلة وبؤس حيث يتصوّر من التقنية أن تتجه بنا للأعلى وتأخذ بنا للتطوير والتحسين والثقافة وانتشال الأمة من تأخرها حيث إننا لم نخترع لا الحاسب ولا الانترنت ولا البرمجة وإنما مجرد مستخدمين لمنتجات التقنية الحديثة التي نجد استخدامات تسيء لنا وتجعلنا مهووسين بالجمال الحسي المادي المزيف لجميلات مصنوعات أشبعن غنجا ودلالا وميوعة يسلبن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا ، هل انتهت مشكلاتنا ومتطلباتنا وحاجاتنا حتى تكون التقنية موجهة لخدمة الأغاني والبحث عن أخبار المغنيات الراقصات وتسجيلاتهن الجديدة والنادرة والحفلات الخاصة والمقاطع الفيلمية المأخوذة عن طريق الهواة والصحفيين ومصوري الباباراتزي المتخصصين في التلصص والبقاء ساعات مضحين بأنفسهم ومعرضين للحوادث للحصول على صورة بطريقة أو أخرى يمكن أن تكون سبقا صحفيا أو سبقا خاصا على مواقع الانترنت غير المسؤولة .

ومن الطريف أن بعض الجامعات الأكاديمية باتت تستغل هذا الهوس بالفنانين والفنانات وأخذت تستقطبهن في برامج وأنشطة لزيارة تلك الجامعات والالتقاء بالطلاب كشخصيات محببة للطلاب وهذا ما حصل بالفعل في إحدى جامعات لبنان وربما كانت الجامعات آخر معاقلنا التي لم تدكها الهجمات الوهابية لكن عشنا إلى أن أكرمنا الله بأن ندرك هذا الحدث العظيم .

بحكم أن أكثر من يرتاد الانترنت هم فئة الشباب من الجنسين وهم المعوّل عليهم وهم أمل الأمة فنحن نحتاج إلى توعية وإلى توجيه وإلى تعليم الشباب بمواقع جيدة واستخدامات مفيدة للشبكة العنكبوتية أفضل بكثير من إنهاك أعينهم في البحلقة وتحميل الأغاني والتسعّك على الانترنت والخروج بمفسدات لأخلاقهم وفساد ذائقتهم خاصة في مجال الأسرة والحياة العائلية لهم والبحث عن شريك حياة واقعي لم يخضع لعمليات إصلاح شكلي شاملة .

الثلاثاء، أبريل 08، 2008

معرض الطلاق


معرض الطلاق .
يبدو أن كثيراً من الشعوب في دول العالم، خصوصاً في قارة أوروبا، تجاوزونا في ابتكار الجديد من السبل والوسائل العملية للتعامل الإيجابي مع حالات الطلاق التي تقع فيها، وما ينجم عن الطلاق من مشكلات لإيجاد الحلول الواقعية لها، أو عرفوا كيف يتعايشون مع تلك المشكلات بأساليب ووسائل إبداعية تخفف من وطأتها على المطلقين والمطلقات، بدلاً من النواح والبكاء والعويل المنطلق كبوق طويل مزعج لكثير من الأطروحات التي غالباً ما تكون سلبية بهدف معالجة المشكلات التي تنجم عن الطلاق، كما يحدث عندنا!
في هولندا - مثلاً - نعم هولندا، التي أنتج فيها ذلك الفيلم المسيء للإسلام، والذي أثار موجات من الاحتجاجات الإسلامية العالمية، أقامت معرضاً خاصاً موجهاً إلى المطلقين والمطلقات... ربما يبدو ذلك غريباً، لكن هذا هو ما حدث بالفعل، إذ يتوافر في المعرض أركان لمكاتب محاماة تساعد المطلق أو المطلقة في قضايا المؤخّر، أو قضايا التعويضات، وقضايا السكن، وقضايا النفقة، وقضايا حضانة الأولاد، وغيرها... يحوي المعرض أيضا أركاناً لعيادات نفسية تعمل جلسات علاج نفسي للمطلق أو المطلقة، وكلنا سمع أو شاهد ما حصل للممثلة برتيني سبيرز بعد طلاقها، ومشكلة حضانتها لطفليها! فالطلاق ليس شيئاً هيناً على الرجل والمرأة على السواء، ومن الممكن أن يحطم حياة الفرد ويقضي عليه تماما في غمضة عين، وبالتالي فإن العناية بنفسية المطلق أو المطلقة مهمة جداً ما جعل لهذه الخدمة جناحاً مهماً في معرض الطلاق الهولندي!
وفي المعرض الطلاقي يوجد - أيضاً - أركان لشركات سياحة تقدم برامج سياحية خاصة لأولئك المأزومين من الناس، فربما يجدون في مثل تلك الرحلات والزيارات السياحية فرص استجمام وترفيه، وتوجد -أيضاً - أركان لمؤسسات تقدم أفكاراً للتعرف على شريك حياة جديد بطريقة مبتكرة وأفضل من طريقة الخطابات العادية، أو مواقع «الانترنت» التي تدخل فيها فتيات يزعمن أنهن بغاية الجمال والأنوثة والشباب والحيوية واكتمال الصفات المطلوبة كافة!
«جاتك مصيبة، لو كنت كما تقولين عن صفاتك لما احتجت أن تضعي إعلاناً لنفسك في مثل هذه المواقع، ولا المهيوف الآخر الذي يصف نفسه كنجم شباك ثم يبحث عن زوجة، وعندما يبين المستخبي ساعتها تكون الفضيحة بجلاجل»!
في المعرض أيضاً توجد أركان للأثاث والعقار وبيع السيارات، وقد تكون السيارة غير مناسبة بعد الطلاق من حيث الحجم أو أن يأخذها الزوج السابق مثلاً، كما تقدم خدمات مثل النوادي الرياضية، ومنتجات وعيادات التجميل التي ستساعد الزائر أو الزائرة في تجديد المظهر والشعور بالثقة من جديد في مشوار البحث عن شريك آخر، أو شريكة أخرى، والعجيب أنه يوجد مدربون للعلاقات العاطفية، وشركات متخصصة في ترتيب اللقاءات الغرامية المدفوعة مسبقاً، ولا حاجة هنا إلى تعليق!
الطريف أن المعرض في نسخته النمساوية كان يخصص أياماً للرجال، وأياماً أخرى للنساء حتى لا تكون هناك مواجهة بين المطلقين والمطلقات... لكن يتميز معرض الهولندي بأنه مفتوح للجميع حتى الصغار يؤمونه، ويقدم في ركن من أركانه عروضاً للمتزوجين توضح لهم تصوراً تمثيلياً للمرحلة النهائية للطلاق، ربما تساعدهم في التوقف عن إتمام مشروع طلاق مقترح.
أجدها فرصة هنا لقيام المؤسسات التربوية، والمؤسسات الاجتماعية والأسرية، بتبني فكرة معرض شبه دائم للطلاق، مثل معرضي الطلاق في هولندا وفي النمسا، يُدعى له المتزوجون والمتزوجات، وتعرض فيه بأساليب ووسائل إبداعية ما يمكن أن يحدث من مشكلات بعد الحروف الأربعة (طالق) له ولها، وللأولاد وللأسرتين وللمجتمع، ويقدم كذلك كتيبات وإرشادات عاطفية وحلولاً لمشكلات كثيرة شبه متكررة، وعروض فيديو وأناشيد تمثيلية ومصورة تبين حجم النعمة التي يتقلب فيها المتزوجون، وإلى أين يريد الشيطان أن يجرهم إليه (الطلاق). وقد اطلعت أخيراً على أنشودة صنعت لتوجيه هذه الرسالة ووجدتها مشحونة عاطفيا بشكل ممتاز، ومن الممكن أن تؤثر في كل مندفع أو مندفعة نحو الطلاق، وتؤثر فيهم ربما أكثر من نصيحة أخ أو كلمة حكم أو قاضٍ أو غيره.
دعونا نستفيد من تجارب الآخرين العالمية، ونقدم أفكارنا لتحقيق ما نصبو إليه من حماية لمجتمعنا من حالات الطلاق التي استشرت أخيراً، وهنا أحيي البرنامج الجميل الذي قدمته جمعية الشقائق الخيرية بجدة تحت عنوان «للحياة معنى»، وهو برنامج موجه للمطلقات ويستهدف ألف مطلقة ليقدمن لهن مساعدة في تعلم أفكار مفيدة مثل «كيف تحصل المطلقة على بداية مشرقة، والمطلـــقة ما لها ومــــا عليها؟ واستعيدي قوتك، والطلاق أقل ضرراً، وفنون تخطي المشـــكلات، وخطوات عملية في طريق التفكير الإيجابي وتدريـــبات عملية للتخلص من المشاعر السلبية».
مرة أخرى لنفكر في إقامة المعرض ونكون جريـــئين في ذلـــك فهو طريقة إبداعية ومبتكرة لمنع الطلاق أو لمواجهة مشكلاته.

الخميس، أبريل 03، 2008

الجبن الحساوي

الجبن الحساوي
مقالة لم تنشر في الصحف
جيل نشأ وترعرع على ثقافة الجدران لها آذان ، وامش تحت الحيط وعبارات أخرى من مثل : لا أسمع لا أرى لا أتكلم ، والشيوخ أبخص وغيرها من العبارات التي سجلت في عقل الحساوي اللاواعي القناعة والرضا والتسليم والهدوء ،
ودع الأمور تجري في أعنتها ولا تنامنّ إلا خالي البالي
اليوم كثر المهاجمون للحساوية وتندرهم عليهم ووصمهم بالخوف ودنو الطموح حيث كتب أحدهم مقالة في إحدى الصحف لمناقشة مشكلة واحتياج فلم يكتب إلا عن رغبته في إنشاء سوق للبرسيم وأنه مر بالسوق ووجده غير منظم ...في كل مرة أرى ذلك الكاتب لا شعوريا أتذكر مقالته تلك ، ولعل ما دعاني للكتابة هنا عن هذا الموضوع هو تعالي تلك الأصوات مرة أخرى مهاجمة للحساوية بالصمت المطبق وأنهم لا يطالبون بشيء فيما المناطق كل المناطق ترفل بنعيم الوطن وثرواته فيما تبقى الأحساء كما هي بسبب طبيعة البلد الهادئة ولعل أهل البلد يتندرون على بعضهم حين قابل وفد من وجهاء البلد خادم الحرمين الشريفين واجتمعوا عنده واستقبلهم بكل أريحية ليسمع منهم كما هي عادته فإذا هم يطلبون ناديا أدبيا فأعطاهم وأمر لهم بذلك حفظه الله تعالى ، لكن تقاصرت همتهم ومطلبهم إلى أن يطلبوا من الرجل الأول والأب الروحي للوطن هذا المطلب .
في الحديث الذي يرويه ابن حبان بإسناد حسن : عن أبي موسى الأشعري قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- أعرابياً، فأكرمه فقال له: "ائتنا" فأتاه، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سلْ حاجتك"، فقال: ناقة تركُبها، واعنُزاً يحلبها أهلي.
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ قالوا: يا رسول الله، وما عجوز بني إسرائيل؟
قال: "إن موسى لَّما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلُّوا طريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموتُ أخذ علينا موثقاً من الله أن لا نخرج من مصر حتى تُنقل عظامه معنا. قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُليني على قبر يوسف، قال: حتى تُعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أكونُ معك في الجنة.
فكره (موسى) أن يُعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها؟ فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: انضِبُوا هذا الماء، قالت: احتفِروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلُّوها إلى الأرض، إذا الطريق مثل ضوءِ النهار ... الشاهد أن تلك العجوز طلبت مطلبا عظيما من نبي الله موسى عليه السلام وهو صحبته في الجنة ولم تطلب ناديا أدبيا .
مؤخرا قرأت كتابات لكتاب من خارج الأحساء وليسوا من أهلها يطالبون ببعض المتطلبات الأساس والضرورية من مستشفيات وطرق وجسور وأنفاق وبيئة تحتية حضارية ربما بعضها موجه لشركات مثل شركة أرامكو السعودية وبعضها موجه لبعض الوزارات وبعض الكتاب ربما تطاول بطريقة ضمنية للتوجيه لرجال المنطقة ونسائها للتحرك نحو المسؤولين وانتهاز فرصة الطفرة الثانية لتذكيرهم بأن هناك محافظة اسمها الأحساء تحتاج خدمات ضرورية من اللازم أن تتم بشكل عاجل حتى تلحق بركب الحضارة .ولعل جهود الشاب النشط رئيس بلدية الأحساء فهد الجبير مع أنه من غير أهلها كانت محط إعجاب الأحسائيين ورضاهم شبه التام وما ذلك إلا لأن المحافظة بكر من المشاريع التنموية اهتزت وانتشت مع شق أول نفق يربط بين الهفوف والمبرز وصار ذلك النفق على حد تعبير ذلك الكاتب المشاكس مزارا للأحسائيين .
أهكذا صارت صورتنا عند الغير ؟! أهكذا وصل بنا الحال في تندر الآخرين بنا ؟ أهكذا يرانا الآخرون إلى درجة أن صاروا يكتبون بالنيابة عن أبناء الأحساء عن متطلباتها واحتياجاتها وكأننا شعب آخر .